; اسْتهتار بالإسْلام وتهَكم عَلىَ رَسُول الله | مجلة المجتمع

العنوان اسْتهتار بالإسْلام وتهَكم عَلىَ رَسُول الله

الكاتب جميل بركات

تاريخ النشر الثلاثاء 23-يونيو-1970

مشاهدات 41

نشر في العدد 15

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 23-يونيو-1970

مَاذا ورَد في مَقال التايْمز الذي احتجت عَليه حكومَة باكستَان وَحدهَا؟

اسْتهتار بالإسْلام وتهَكم عَلىَ رَسُول الله

بقَلم الأسْتاذ: جميْل بَركات

عضو مَجلس الأوقاف والشؤون الإسْلامية بالأردن

اعتاد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أن يحتفلوا كل عام بذكرى ميلاد الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والغاية من الاحتفال هو لتمجيد صاحب هذه الذكرى العطرة الذي أخرج الناس من ظلمات الجاهلية بما فيها من رق وعبودية وإذلال، إلى هداية الإسلام بما تضمنته من حرية وكرامة وسعادة للإنسان، فالجاهلية كلمة مقيتة بغيضة تصور التعصب الأعمى الضال المضلل، وقد استعيض عنها فيما بعد بكلمات أخرى كالشعوبية، والعنصرية والإقليمية وغيرها.

 والإسلام كلمة محببة جوهرها السلام، تصور التسامح على أوسع مدى، والتعاون بين الشعوب والأمم لما فيه خيرها وازدهارها ومنافعها المتبادلة دون أن تطغى فئة على فئة أو تتجاوز على حقوقها.

فإذا كان سواد الناس في عصرنا الحاضر بما فيهم أتباعه لم يسبروا غوره ويعرفوا حقيقة جوهره، فهذا لا ينقص من قدره وقيمته وإنما يدل على جهلهم في عدم إدراكهم لمعانيه السامية.

 لا استعباد ولا تفرقة أو تمييز عنصري بين البشر، بل مساواة في الحقوق، لا اعتداء ولا ظلم أو اضطهاد للآخرين، بل حرية وعدالة، أجبرت الخليفة عمر بن الخطاب ليقول بملء شدقيه لفاتح مصر وحاكمها العام عمرو بن العاص: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟؟».

هذا هو الإسلام الصحيح الذي يدعو للحرية والعدالة والعمل والتحرر من الخزعبلات، فرض العلم وحث عليه، أصبح في هذه الأيام عرضة لحملات مسعورة في الصحف البريطانية والمجلات الأمريكية، دون أن تفند تلك الحملات وذلك لغسل أدمغة الغربيين مما علق بها ضده. وكأن الأمر قد هان على قادة الفكر الإسلامي فلم يكترثوا بالدفاع عنه بله عن سمعتهم.

سيدي أبا الزهراء، ليست هذه هي المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتطاول فيها خبثاء رجال الاستعمار على رسالتك ويحاولون النيل منها ومنك، ولعل سبب هذه الحملات يعود إلى ضعف المسـلمين وتفرق كلمتهم، خاصة في هذا الوقت بالذات.

فحين اغتصب اليهود بقية فلسطين أثناء حرب حزيران عام ١٩٦٧، وأقاموا صلواتهم داخل الحرم الإبراهيمي بالخليل وساحات المسجد الأقصى، أرادوا بعملهم الدنيء هذا جس نبض العرب والمسلمين فيما إذا كانوا يغارون على انتهاك مقدساتهم، ولما لم يحركوا ساكنًا تشجع الصهاينة بالقيام بحفريات في هذه الأماكن ليثبتوا على زعمهم الحق التاريخي فيها، ثم أحرق المسجد الأقصى فثارت حفيظة المسلمين، وكانت نتيجة ذلك حملة كلامية شديدة اللهجة ما لبثت أن خمدت وأطفئ لهيبها وهذا مما شجع العدو أن يذهب إلى أبعد من ذلك فركزت صحفه حملة على صاحب الرسالة صلوات الله عليه ردد صداها في صحف الغرب لتظهره ورسالته بمظهر لا يليق بإنسان القرن العشرين أن يؤمن به أو بها.

فمجلة التايمز الأمريكية ادعت

عن سبق إصرار وتصميم بأن سبب الجهل والفقر والمرض ثم هزيمة العرب في سنين ٥٦،٤٨، ١٩٦٧ سببها الإسلام.

أما جريدة «التايمز» اللندنية الواسعة الانتشار

فقد عالجت الموضوع من زاوية خطيرة أخرى، فقد نشرت مقالًا يوم ١٤ آذار الماضي بعنوان صفحة من القرآن.  

فيه من الافتراءات والأكاذيب ما لم نسمع به من قبل. ولعل الغرض من نشره هو لتسميم الرأي العام الغربي، فإذا ما قرأ أحدهم هـذا المقال فإنه سيكون فكرة سوداء قاتمة عن الإسلام والمسلمين وتصبح لديه قناعة تامة بأن يحتقر أي مسلم مهما كان مركزه وكفاءته العلمية.

ومما جاء في هذا المقال: «أن الأديان البدائية تؤمن بحمل الذكر وولادته». وهنا بيت القصيد، «حتى اليوم يوجد اعتقاد واسع الانتشار ظهر من خلال الإسلام بأن الله سيولد من رجل»، ويمضي كاتب المقال الأفاك قائلًا «ولهذا فإنني شاهدت الكثيرين من المسلمين يلبسون سراويل خاصة تعرف بوقاحة بلاقطات الله.

 وبعدها يتساءل هذا الوغد «أمن أجل هـذا قاتلناهم في الحروب الصليبية؟؟»

وللقارئ النص الحرفي كما ورد باللغة الإنجليزية لهذه المقتطفات

"Even today there is wides .  pread belief throughout Islam that Allah will be born to a man."

 "For this reason I have always seen today many Muslims wear trousers of a particular design , irreverently Known as Allah .

Catchers." Was it for this that we fought the Crusades"

سيدي أبا الزهراء

هذا المقال نشر في جريدة «التايمز» البريطانية التي توزع في شتى بقاع العالم بما فيها البلدان الإسلامية، وقد اطلع عليه الكثيرون ممن هم منتسبون إليك فاكتفوا بإحناء الرؤوس أسفًا، وقد علق بعضهم إنه مقال سخيف لا يستحق الرد، ونسي هؤلاء بأن الغاية من نشره، هي لقتل الشخصية الإسلامية بعد أن كادت الصهيونية العالمية والإمبريالية الغربية أن تنجح في قتل الشخصية العربية من خلال مؤامراتها في حرب حزيران عام 1967.

فرعا الله باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي احتجت رسميًا على هذا المقال، وتظاهر أبناء شعبها ضده بعد أن حرقوا أعدادًا من جريدة التايمز للإعراب عن استيائهم مما نشرته زورًا وبهتانًا، ومن أجل ذلك فباكستان جديرة بأن تحتفل بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هناك من هو أحق منها بمثل هذا الاحتفال.

                                                         جميل بركات -عمان

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل