العنوان الأسرة - العدد 22
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-أغسطس-1970
مشاهدات 21
نشر في العدد 22
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 11-أغسطس-1970
قاطعي وحاربي هذه المجلَّات
أختي المسلمة: تزخر مكتباتنا التجاريَّة بكثير من المجلَّات والصحف الرخيصة التي تعتمد على إثارة الجنس وعرض الصورة العارية وبث المجون والخلاعة ونشر قصص الغرام والهيام واختلاق أساطير الحب الرخيص واختراع كلّ ما هو مثير للشباب والشابات، لشدِّهم وجذبهم إلى قراءتها والنظر إلى صورها، لأنَّ هذه الأمور محبَّبة إلى النفوس، فكيف إذا تفنَّن أصحاب هذه المجلَّات والصحف في جعلها جذَّابة مغرية ومثيرة للغرائز الجنسيَّة وداعية إلى الانحلال والرذيلة والفسق والإباحيَّة. وهذه الصحف معروفة للجميع.
امرأتان في النار
الأولى امرأة نوح عليه السلام، كانت تسخر من زوجها مع الساخرين من قومه وتهزأ بأصحابه. والثانية امرأة لوط عليه السلام كانت تدلّ قومها على ضيوفه وهي تعلم شأنهم مع ضيوفه.
امرأتا نبيَّين رسولين تعيشان في كنفهما ليلًا ونهارًا يؤكلانهما ويعاشرانهما، ولكنّهما «خانتاهما» في الدعوة والإيمان فكان جزاؤهما أن قيل لهما: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾.
(التحريم: 10). لم ينفعهما أنهما زوجتان لنبيين رسولين، لأنه لا شفاعة ولا كرامة في أمر الكفر والإيمان وأمر الخيانة في العقيدة حتَّى لأزواج الأنبياء.
من كتاب: الحلال والحرام في الإسلام
«الحلقة الثانية»
عن كتاب الحلال والحرام في الإسلام
تأليف: يوسف القرضاوي
«من حكم الإسلام»
تشبُّه المرأة بالرجل وتشبُّه الرجل بالمرأة:
أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من المحظور على المرأة أن تلبس لبسة الرجل ومن المحظور على الرجل أن يلبس لبسة المرأة، إذ قال: «لعن الله المتشبِّهين من الرجال بالنساء، ومن النساء بالرجال». إنَّ شرَّ ما تصاب به الحياة وتُبتلى به الجماعة هو الخروج على الفطرة والفسوق عن الطبيعة، والطبيعة فيها رجل وفيها امرأة، ولكلِّ منهما جعل الله خصائصه ودوره في الحياة، فمن أتى ليغير سنة الله فقد كفر بها وارتكب إثمًا عظيمًا ولعن على لسان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقد عدّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ممَّن لعنوا في الدنيا والآخرة وآمنت الملائكة على لعنتهم رجلاً جعله الله ذكرًا، فأنّث نفسه وتشبّه بالنساء وامرأة جعلها أنثى، فتذكرت وتشبَّهت بالرجال، ولهذا نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن التختُّم بالذهب ولبس القسى «نوع من الحرير»، وعن لباس المعصفر.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين فقال إنَّ هذه ثياب الكفار فلا تلبسها.
الاختيال والإسراف:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67) الإسراف هو مجاوزة الحدِّ في التمتُّع بالحلال والاختيال أمر يتَّصل بالنيَّة والقلب أكثر من اتصاله بالظاهر فهو قصد المباهاة والتعاظم والافتخار على الناس وهو الذي سبب في طرد إبليس من رحمة الله عندما أمر أن يسجد لآدم فتكبر وأبى، فلعنه الله إلى يوم الدين.
وقال الله تعالى ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ (لقمان: 18).
وقال عليه السلام: «من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة».
وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلَّة يوم القيامة».
الغلوّ في الزينة بتغيير خلق الله:
وقد رفض الإسلام الغلوّ في الزينة إلى الحدِّ الذي يقضي بتغيير خلق الله الذي اعتبره القرآن من الشيطان الذي قال عن أتباعه:
﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾ (النساء: 119) صدق الله العظيم
ومن ذلك وشم الأبدان ووشر الأسنان، وقد لعن الرسول عليه الصلاة والسلام الواشمة والمستوشمة، والواشرة والمستوشرة، لما في ذلك من تغيير في الخلق الذي خلقه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعداد: أحمد محمد حنيفة لبية
طالب - بالكويت
هيجة المرأة.. ضد التقاليد
بعد كل كارثة
في بلادنا هيجة، لا أعني هيجة الأمَّة في ميادين السياسة، ولكن أعني هيجة المرأة ضد التقاليد والأخلاق والقيم، والذين يذكرون أدوار هذه الهيجة رجالًا ونساء على صفحات المجلَّات والصحف والكتب وشاشات السينما والتليفزيون، وفي دور الأزياء والشوارع والميادين، ينشطون في إذكائها بعد كل كارثة تنزل بنا، فلا تكاد فرق جيوش الأعداء تتقدَّم وتحتلُّ أجزاء من أرضنا حتَّى تتقدَّم فرق أخرى من داخل صفوفنا وبتوجيه أعدائنا لتدمِّر مقوِّماتنا وعوامل قوَّتنا.
وكما هو شأننا إزاء الغزو العسكري، حيث نستسلم للأمر الواقع ونتسلى بالكلام ومشروعات السلام نستسلم كذلك للغزو الفكريّ والأخلاقيّ، ونزيد على ذلك فنستجيب للنصيحة التي يسوقها لنا هؤلاء المحتلون وهي من مستلزمات الصمود في أعقاب كل كارثة أن ننتقم مما بقي عندنا من تراث ومعتقدات وندمر ما بقي لدينا من قيم وأخلاق.
هذا مدخل لموضوع «الاحتلال الذي تكرسه فتياتنا» للأستاذ ماجد عرسان الكيلاني في أوَّل نشرة يصدرها اتِّحاد الطلبة المسلمين في الأردن قسم الطالبات من سلسلة النشرات التي عزم الاتِّحاد على إصدارها.
بقلم السيدة أسماء العثمان
قصة للأطفال
جلست ضيفتي تستمع إليّ بينما راحت صغيرتها تعبث بذيل قطتي، وكان الوقت شتاء وقد التفّت القطة وصغارها قرب المدفأة وكانت مداعبتها ثقيلة فتكررت النظرات الزرقاء الحادجة المحذرة من قطتي دون جدوى.
ولقد حدث ما توقَّعته فعلًا، قفزنا على صوت صحون تتكسرُّ حولنا وأكل وحلويات تتناثر هنا وهناك، وقهوة تُسْكَب، وقطط تجري في الحجرة بفوضى.
القطة عضت الطفلة، والطفلة كانت تمسك بيدها الأخرى بطرف المفرش، والمفرش كان يحمل كلَّ ذلك.
ثم هربت القطة ونجت بجلدها وجلد صغارها، بينما احمرت يد الطفلة للقهوة الساخنة، واحمرّ وجه الأم خجلًا بعد أن استنجدت بلباقتها دونما جدوى.
مسؤولية التربية
يصرّ بعض الآباء على أن تربية النشء موكولة إلى الأم وحدها دون الأب أو سائر أفراد العائلة، وأنا في رأيي أن الأب مسؤول عن تربية الأبناء بنفس درجة الأم أو قد تزيد.
فكما يقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيّب الأعراق
كذلك يقول شاعر آخر:
وينشأ ناشئ الفتيان منَّا
على ما كان عوّده أبوه
ولن أغفل هنا ذكر الصداقة في حياة الطفل والنشء على حدٍّ سواء وما لها من تأثير فعال في توجيه النفس إلى مختلف الوجهات حسنت أم ساءت، وأذكر هذه الأبيات التي كنَّا قد حفظناها أيَّام الطفولة في المدرسة، حيث يقول الشاعر:
ولا تصحب أخا السوء
وإيَّاك وإيَّاه
فكم من جاهل أردى
حكيمًا حين آخـــاه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما المرء ماشاه
وفي الناس من الناس
مقاييس وأشباه
كذلك لن تفوتني هنا أن أذكر وسائل الإعلام وما عليها من مسؤوليَّة في التربية لا سيما أجهزة التلفاز والراديو والكتب والمجلَّات ودور السينما والنوادي وغير ذلك.
فأين من يتَّعظ وأين الضمائر؟
الرقابة في إجازة!
كنا في يوم السبت من الأسبوع الماضي نحضر فيلماً أجنبيًّا في صالة سينما الأندلس وكان بعنوان 3 على 2 = مسألة صعبة. ولن أستطيع شرح ما اجتاحني من مشاعر متضاربة أثناء عرضه، كانت مزيجًا من الخجل والسخط والأسف، لكنَّني كنت مصرةً على إتمام مشاهدته إذا كنت بسبيل أن أكتب عنه فكان عليّ أن أشاهد إلى أي مدى ستستمرُّ مشاهده الخليعة.
إثارة جنسيَّة
ورغم ضيقي بالصفافير والآهات التي كان يطلقها الشباب فقد لبثتُ في مكاني، ولاحظت أنَّ مشاهد الفيلم فيها الإثارة الجنسيَّة والتربيت على المشاعر السفلى للنشء وأنَّ الفيلم تجاريٌّ بحت لا يعالج موضوعًا تربويًّا معيَّنًا، بل هدفه الهدم لا البناء.
وخيانة زوجيَّة
بل إنَّ الفيلم يحثّ أيضًا على الخيانة الزوجيَّة لما في مشاهده من استهتار البطلة التي تمثّل دور الساقطة بالزوجة عديمة الإنجاب وإغراء منها للبطل تحاول التصغير من شأن الزوجة بإثارته بمفاتنها، ولا نخلص نتيجة من مشاهده سوی أنَّه دعاية للاستهتار.
لا أذن تسمع ولا قلب يعي
وأذكر أنَّني منذ خرجت من الصالة لم آل جهدًا في القيام بواجبي فاتَّصلت بكثير من المسؤولين ولم أنل سوى الوعود الفارغة ولست أدري أيَّة ضمائر سمحت لهم بترك عرضه حتَّى نهاية الأسبوع، أليس بينهم أحد له أبناء يخاف على أخلاقهم.
ثمَّ يوجِّهون شكرهم لي على اهتمامي وما تلك بغايتي {إن أريد إلَّا الإصلاح ما استطعت}.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
القرضاوي لـ « المجتمع»: القرار جزافي لإرضاء اليمين الفرنسي المتطرف
نشر في العدد 1149
10
الثلاثاء 09-مايو-1995