العنوان الأسرة والمجتمع
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1993
مشاهدات 4
نشر في العدد 1050
نشر في الصفحة 56
الثلاثاء 18-مايو-1993
إن الحياء صفة من
صفات المسلم الذي يتقي الله عز وجل وقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
أن الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر.
إن خلق الحياء ضروري للمرأة المسلمة، كما هو ضروري للرجل المسلم ولكن يبدو
أن بعض أمور الحياة العصرية الحديثة قد أوقعت البعض فى لبس شديد بحيث إنه صار لا
يفرق بين الحياء وعدمه!!
أقول هذا الحديث بمناسبة ما صرنا نراه على صفحات جرائدنا في السنوات الأخيرة
فبين الفينة والفينة تطالعنا إحدى الإعلانات الصحفية وهي تحوى شكرًا من أحدهم
للطبيب فلان والذي قام بالإشراف على زوجته عند ولادتها لمولوده!!
إن هذا الزوج مع الأسف الشديد لم يخجل من عرض زوجته أمام رجل غريب- أقول:
لم يكتف بهذا فقط - بل قام بالإعلان على الملأ دون حياء أو خجل أن الطبيب فلان بن
فلان هو الذي قام بتوليد زوجته في حال وضعها لمولودها. لقد ستر الله على هذا الزوج
حسين لم يدر أحد بما حصل لكنه يأبى إلا الفضيحة أمام الملأ فقام لينشرها على صفحات
الجرائد والمجلات وليت هذه العملية كانت في الذراع أو العين أو أحد الأطراف لهان
الأمر لكن لأن هذا الزوج قد نزع منه خلق الحياء فهو يأبى إلا أن يفضح نفسه ويفضح
أهله أمام الملأ!!
إنه من تلبيس إبليس الذي صار يصور للبعض المعروف منكرًا والمنكر معروفًا،
وهو الذي حثه على نزع الحياء ليجاهر بما تستحي منه الفطرة السليمة !!
سعاد
الولايتي
يوميات زوجة
الضحية
منذ صغري وأنا فتاة متدينة حريصة على الالتزام بتعاليم الإسلام، وقد حرصت
على الاقتران بزوج يحمل نفس الصفات، لذلك عندما تقدم لي زوجي وقد علمت ما علمت من
ورعه وتقواه لم أتردد في قبوله زوجًا وهكذا تم الزواج.
سعادتي ازدادت بعد الزواج حين شعرت بمعاملة زوجي الكريمة لي، لم يكن الإعجاب
به قاصرًا علي وحدي بل شمل ذلك جميع أفراد أسرتي لما رأوه من تدينه ودماثه خلقه.
رزقني الله من زوجي البنين والبنات، وقد كنت في بداية زواجي أشعر بسعادة
عظيمة وأنا أقوم بمسؤليتي تجاه زوجي وبيتي وأطفالي ونظرًا لما كنت أراه من انشغال
زوجي بأمور الدعوة فقد رحت عن طيب نفس أتحمل عنه الكثير من الأعباء المنزلية، لم
أكن أريد له أن يشعر بوطأة المسؤوليات الزوجية على كاهله.... كنت أريد أن أراه
سعيدًا مرتاحًا على الدوام. لذلك فقد تطوعت بحمل الكثير من المسؤوليات المنزلية
دونه.
حاجيات المطبخ من خضار ولحوم وغيرها أنا التي أتكفل بها وأنا أيضًا التي تأخذ
الأطفال للمدرسة صباحًا وتعود بهم مساء إذا مرض أحد الصغار فأنا الذي آخذه للطبيب،
إذا حدث عطل في أحد مرافق المنزل فأنا التي تقوم بجلب العامل المختص ليقوم بإصلاح
ما فسد.
أنا التي أشتري ثياب الصغار وجميع لوازمهم المدرسية من السوق ومع الوقت صرت
أنا التي أتكفل بشراء ثياب زوجي، وآخذها للخياط ليقوم بتفصيلها و.... مسؤوليات
كثيرة كنت أقوم بها سعيدة هانئة، كان يكفيني أن أرى الابتسامة تعلو محيا زوجي وأن أراه
مرتاحًا هانئًا على الدوام ولكن يبدو أنني أفسدته من حيث لا أدري، إذ راح زوجي مع
الوقت يكلفني بمسؤوليات جديدة إلى جانب تلك التي أقوم بها!!
راح زوجي يطلب مني إتمام المعاملات الرسمية مثل التي تتعلق بالخادم أو
مدارس الأولاد أو غيرها، وهذه تتطلب مني أن أغشى الوزارات التي تعج بالموظفين من
الرجال ولما اعترضت على ذلك استغرب موقفي فقد اعتاد مني حسن الطاعة والتلبية، لكني
مع الوقت رحت أشعر بثقل المسؤوليات التي أكلف بها ولقد تغير الوضع من ازدياد عدد
الأطفال وكثرة مسؤولياتهم وأصبح وقتي يضيق من كثرة الأعمال الصغيرة والكبيرة التي
علي أن أقوم بها.
لقد استمرأ زوجي الراحة والاعتماد علي في تدبير أمور المنزل لذلك لما شعرت
بالإرهاق من كثرة كل تلك المسؤوليات التي أقوم بها ولما طلبت منه أن يتحمل بعضها
رفض بشدة فقد اعتاد أن أقوم بجميع الأعمال حتى تلك التي يفترض أن تكون من اختصاصه
هو.
أنا من جهة صرت أشعر أنه أصبح
يستغل حسن طاعتي وتبعلي له فعندما رأى الإرهاق الذي يعتريني لم يفكر بتخفيف
المسؤوليات عني بل راح يلقي على غيرها الكثير.
إذا ما مرض أحد الأطفال رفض أن يأخذه
للطبيب حتى لو أشرف على الموت، وإذا رأني طريحة الفراش بسبب وعكة صحية، رفض أن يقوم
بإحضار حاجات المنزل متعللًا بكثرة مشاغله ومكررًا أنني أستطيع القيام بذلك عندما
أشفى من مرضي حتى المعاملات الرسمية والتي كان هو يقوم بها في البداية صار يرفض
القيام بها وعذره في كل مرة أنه مشغول وأنا أقل مشاغل منه.. صحيح أنني كنت في
بداية الزواج أقل مشاغل منه لكن مشاغلي مع الأولاد ازدادت بعد ذلك وكثر خروجي من
منزلي نهارًا ومساءً .. إنني أعترف أن تلك المسؤوليات العديدة أرهقتني إرهاقًا
شديدًا .. بل لقد سببت لي كآبه نفسية عظيمة حيث صرت أشعر أنني ضحية لهذا الزوج
الذي لا يفكر براحتي على الإطلاق.
كم اعترضت وكم توسلت إليه أن يتحمل معي بعض تلك المسؤوليات لكنه لم يكن
يبال
بشكواي بل كان يستغرب مني ويتهمني بأنني زوجة مدللة والحياة العصرية لا
تتحمل زوجة من هذا النوع!!
لو أن زوجي أثنى علي وشكرني على ما بذلته لهان الأمر علي، أما وقد كان يرى
كل جهودي تلك لا تساوي شيئًا في نظره فهذا ما غاظني وسامني في الوقت نفسه!!
لقد ذكرته بأنني أتحمل مسؤولية الأطفال كاملة من تربية، ومتابعة دراسية.. وإلخ
وهو
لا يدري عنهم شيئًا فقال: أن هذه مسؤوليتي وليست مسؤوليته لم أعترض على هذا
لكنني طالبته بأن يخفف عني شيئًا من المسؤوليات المنزلية خصوصًا تلك التي تتطلب
مني الاحتكاك بالرجال الأغراب، سألته بعتاب كيف ترضى لزوجك وأنت الرجل المتدين أن تقف
في المطبخ مع العامل وهو يقوم بإصلاح عطل ما، عاد يكرر عذره المعهود أنا رجل
مشغول..
قلت بتوسل: وأنا لا أحب أن ألقي بجميع المسؤوليات عليك وأجلس هكذا دون عمل،
لكن لابد من تقسيم المسؤوليات، صحيح أنك كثير المشاغل ولكن أعط لكل ذي حق حقه، أن لبيتك
عليك حقًّا، اكفني على الأقل مسؤولية تلك الالتزامات التي تضطرني للاحتكاك
بالرجال!!
ذهبت توسلاتي له أدراج الرياح بل راح يكلفني بأحقر الأعمال كل ذلك بحجة أنه
رجل مشغول، وهكذا تبدلت حياتي معه إلى شقاء أصابتني كآبة شديدة بسبب كل تلك الأعمال
التي يكلفني القيام بها كثرت شكواي له وتذمري لكن دون جدوى، وقد فكرت بطريقة تجعله
يشاركني بعض الأمور المنزلية فكنت إذا ما تعطل شيء ما في المنزل أطلب منه إحضار
العامل وأخبره إنني لن أفعل ذلك لكن العطل كان يستمر أشهرًا عديدة دون أن يكلف
نفسه إحضار العامل الذي لن يأخذ من وقته أكثر من ساعة، لذلك عدت للقيام بتلك الأعمال
من جديد إذ كيف نستطيع أنا والأولاد أن نستعمل مرافق المنزل وهي معطلة.
لقد فكرت كثيرًا فى حالي، أنا
السبب فيما حصل عودته منذ البداية أن أقوم بالأعمال التي هي من اختصاص الرجل وليست
من اختصاص المرأة كنت كريمة معه وما كنت أظن أن هذا جزاء الكرم!!
كنت أبغي سعادته وراحته وما كنت أظن أنه سيستعبدني بدلًا من أن يشكرني!!
إنني اليوم بعد عشرين عامًا من
الزواج حين صرت أطلب منه شيئًا من الراحة، يكيل لي الاتهامات.. يتهمني بأنني ما
عدت تلك الزوجة المتفانية المثالية التي اقترن بها في بداية زواجه!!
حاولت كثيرًا أن أفسر له موقفي قلت له: إنني تعبت.. تعبت من كل تلك
المسؤوليات على عاتقي.
بالطبع لم يبال بشكواي وشعوري أنني ضحية لهذا الزوج الأناني الذي لا يفكر إلا
براحته!!
أعترف أنني أخطأت ولكن أليس من حل يصلح هذا الخطأ الذي وقعت فيه؟؟
لقد طلبت تدخل أهله وبعض أصدقائه بصورة غير مباشرة حتى لا أضايقه، لكن ذلك
لم ينفع أيضًا فهو مقتنع في قرارة نفسه أن كل تلك المسؤوليات من واجبي أنا وليست
من واجبه!!
لقد راح يشكوني لأهله وأهلي بدلًا من أن يعترف بخطئه!! لقد عدت أتحمل كل
تلك
المسؤوليات من جديد، لكن شعوري باليأس والإحباط والإرهاق لا يفارقني.
أكل هذا الذي أعانيه اليوم بسبب حسن تبعلي له؟؟
أكان يجب علي كزوجة أن أتسلط وأتمرد حتى لا يستغل طيبتي وكرمي؟؟
أليس الله تعالى يقول في كتابه ، ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا
ٱلۡإِحۡسَٰنُ ﴾ (الرحمن:60) ، فأين الإحسان جزاء ما قدمته له؟؟
إنني لازلت أنتظر حلا لمشكلتي!!
زوجة
هموم من الواقع
فلينظر أحدكم من يخالل
بقلم : خالد مال الله
أنا حرة... أفعل الذي يحلو لي... لا تتدخل في شؤوني الخاصة... بمثل هذه
العبارات واجهتني أختي الصغرى ظهر هذا اليوم بعد عودتها من المدرسة.. حيث إنها في
المرحلة الثالثة المتوسط، ولم أعهد عليها من ذي قبل التلفظ بمثل هذه العبارات. حيث
إنها تحجبت منذ سنة أو يزيد ومداومة على قراءة الكتب النافعة.. ومشتركة في مركز
تحفيظ القرآن الخاص بالبنات.. وغيرها.
حتى إذا ما أغضبتها كانت تقول لي:
سامحك الله.. أما هذا اليوم وعند عودتها من المدرسة كانت تحاول أن تثبت لها وجود
في المنزل من إثارة انزعاج أو عناد وعدم سماع الكلام.. وبعد تحري الأمر تبين أن هذا
السلوك هو تطبيق لمقولة إحدى الفتيات معها بالمدرسة.. حيث إن هذه البنت تربيتها
الأسرية ضعيفة ومتحررة في تصرفاتها وفي ملبسها وفي كلامها وتريد أن تؤثر على باقي
زميلاتها في المدرسة.. فأخذت تحدثهن عن تحررها بالمنزل وأنها تفعل ما تريد دون
سلطة أو رقابة من أهلها .. ولا أحد يتدخل أو يمنعها وهلم جرًّا....
تعجبت من هذا الموقف الشاذ والذي إن دل على شيء فإنما يدل على إهمال لتربية
هذه البنت المسكينة.. وصدق المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. عندما قال: المرء على
دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل... فلست ألوم هذه البنت وما وصلت إليه من مستوى..
وإنما ألوم أختي لأنها على التزامها لم تحسن اختيار زميلاتها في المدرسة...
فالمدرسة ذلك المحضن التربوي والذي ينشأ به الطالب منذ نعومة أظفاره يحتوي
على ملل شتى وأصناف متفاوتة.. ما بين خلوق وسيء، وذكي وكسول وغيرها من الأصناف..
فالانتقاء يقي المصارع فكم رأينا شبابًا قد تهاونوا فى هذه القضية وأخذوا يسايرون كافة
الأصناف حتى انجرفوا في طريق الهاوية والعياذ بالله.. وإذا تتبعت الأمر من بدايته
تجد أن سبب هلاك هذا الشاب هم أصحاب السوء.
فيجب الانتباه لهذه القضية ومعرفة
من يزامل أبناؤنا وإخواننا؛ هل هم من أهل الصلاح ومن أطايب الشباب أم هم عكس هذا
الأمر.. وإذا لم نول هذا الأمر أهمية بالقدر اللازم فلنكبر على أبنائنا أربع
تكبيرات ثم نسلم ولا نلوم أنفسنا على ضياعهم وانحرافهم... لأننا في البداية لم نتحسس
مشاكلهم ولم نعايشهم حق المعايشة ولم نختر لهم الأصحاب الأسوياء ..
وكما يقول الإمام الشافعي:
|
أحب الصــالحين
ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة.... |
وفقنا الله تعالى على تربية أبنائنا التربية السوية.. حتى يتحقق فينا حديث
الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه «أو ولد صالح يدعو له».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل