العنوان الأسرة (25)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
مشاهدات 26
نشر في العدد 25
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
الأسرة
مشاكل الشباب والمجتمع
هذه صورة من المشكلات التي يواجهها الشباب في مجتمعنا وبعض الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلات نقدمها للقارئ مع اقتراح بعض الحلول لها ليستقيم المجتمع باستقامة شبابه ويسمو بتمسك أفراده بالأخلاق الفاضلة والقيم الموروثة، وهذه هي أهم المشكلات.
أولًا: المشاكل:
· انفصال الصلة بين ماضينا وحاضرنا وذلك بسبب انجراف الشباب في خضم الحضارة الغربية فجأة وبسرعة دون تمييز بين خيرها وشرها.
· التفكك في بعض الأسر وذلك بسبب انعدام الحضانة الخلقية واعتزال الكبار عن توجيه الشباب.
· عدم تحمل المسئولية والتهرب منها وذلك بتفرق الأبناء بعد وفاة والدهم وعدم تحمل مسئولية القصر من قبل الأقارب.
· انخفاض مستوى الدخل نتيجة وفاة رب الأسرة.
· سن الرشد المحدد بـ ١٨ سنة أصبح غير مناسب أمام مغريات العصر الحديث.
· تفاوت مظاهر المستويات المادية في المدرسة مما يؤدي إلى الحقد بين التلاميذ ومع الحقد الانحراف.
· كثرة المغريات مع سوء عرض التربية الدينية؛ مما دفع الشباب إلى التحلل دون حصانة خلقية ودينية تخفف من حدة الإغراء أو توجه الشباب وجهة سامية.
ثانيًا: الحلول المقترحة:
انطلاقًا من المشكلات التي عرضناها من وجهة النظر هذه يمكن القول بأن الحلول الرئيسية لمثل هذه المشكلات تتلخص فيما يلي:
· واجب المدرسة
لا شك أن المدرسة تعتبر في مجتمعنا الحالي الباب الأول لعلاج مشاكلنا. فهي تتعهد الطفل من دور الحضانة إلى نهاية الدراسة الجامعية. وهو يقضي فيها من يومه أكثر مما يقضي مع أي من أفراد أسرته المسئولين عنه.
ولذلك وجب على المدرسة:
- أن تحسن عرض فضائل الأمة وأخلاقها وأن تربطه بحاضرها ومستقبلها، فلا يشعر الطالب أثناء دراسته بالانفصال الكامل بين فضائل الماضي ومدنية الحاضر وهذا يكفي من المتخصصين في التربية نظرة إلى برامج التعليم وطريقة أدائها والتأليف فيها.
- أن تحسن المدرسة التربية الدينية عمليًا ونظريًا وتتخير لها الأسلوب المناسب في العرض والمدرس القادر على تشويق الطلبة بالقصة والقدوة العملية والتفسير السهل المقنع.
- أن تمنع المدرسة مظاهر التفاوت بين الطلبة في المدرسة بتوحيد الزي ومنع السيارات الخاصة فيما عدا الجامعة، والإسراف في الإنفاق أثناء التواجد في المدارس وبذلك يخف تفكك الحقد ويمتنع التقليد.
- أن تعالج المدرسة مشاكل تفكك الأسرة والتهرب من المسئولية في ندوات دورية بعضها مع الآباء أو الأمهات وبعضها مع الطلبة ذاتهم وأن يشارك فيها متخصصون في هذه المشاكل ويعالجونها في صراحة هادفة.
· واجب أجهزة الإعلام
إذا كانت المدرسة تأخذ الجانب الأكبر من حياة الشاب منذ طفولته، فإن أجهزة الإعلام تكاد تأخذ البقية الباقية من وقته ولذلك وجب عليها:
- أن تتجنب البرامج الخليعة والبرامج التي تمثل الجريمة بمظاهر البطولة.
- أن تطور برامجها الدينية على نحو مشوق للشباب وأن تجعل للآباء والأمهات نصيبًا من هذا التوجيه.
- أن تفتح مجال القصص الذي تبين فضائل الماضي في البلاد وعدم تعارضها مع حسنات المدنية الحديثة.
· سن الرشد
نقترح أن يرفع سن الرشد إلى إحدى وعشرين سنة وهي سن مناسبة في الوقت الحاضر حيث يكون الشباب قبله في مرحلة دراسية تؤهله لإدارة أمواله، ولا تشجعه على الاستمرار في دراسته ويمكن أن يسبق بلوغ الرشد فترة تجربة يترك فيها للشاب إدارة بعض ماله وتعرض نتائج هذه التجربة على المحكمة قبل تقريرها بلوغ الرشد.
· توفير ذات الدخل عند وفاة رب الأسرة:
منعًا للشباب والشابات من ترك الدراسة والالتجاء إلى العمل قبل أن يتم تأهيلهم له، يحسن أن يظل دخل الأسرة بعد وفاة الوالد المحدود الدخل كما هو حتى لا تتأثر الأسرة بوفاته تأثيرًا يؤدي إلى انحراف شبابها، ويحسن أن يتم ذلك عن طریق معاش التقاعد أو معاش صناديق التأمين بدلًا من مساعدات الشؤون الاجتماعية لأن هذه قد تحمل معنى يوغر صدور بعض الشباب.
هذه هي مشاكل الشباب والمجتمع وهذه هي اقتراحاتنا لحلها من وجهة نظرنا.
والله ولي التوفيق.
امرأتان في الجنة
الأولى آسية امرأة فرعون عاشت في قصر زوجها المنيف ومملكته العريضة وسلطانه وجاهه، كلمتها نافذة وقولتها مسموعة، حياتها عند فرعون تتمناها كل امرأة ولكنها رفضت ذلك مستعلية بدينها وإيمانها على هذا العرض الدنيوي الزائل طالبة من ربها بيتًا في الجنة وهو غاية يتمناها كل مؤمن، وفي سبيل ذلك تبرأت من زوجها الطاغية ومن عمله ومن قومه فكان جزاؤها التعذيب حتى الموت لكنها نالت ما تمنت ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم:11).
والثانية مريم ابنة عمران الطاهرة العفيفة والصادقة الشريفة المؤمنة القانتة التي رماها بنو إسرائيل بالفاحشة واتهموها بالزنا فبرأها ربها من هذه التهمة الباطلة ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ (التحريم:12).
فقد حفظت فرجها وصانته فطوبى لها مع الخالدات في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.
قال عليه الصلاة والسلام: «أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد وفاطمة بند محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».
حرمة الكلمة
نشرت الأخبار القاهرية رسالة لفضيلة الأستاذ معوض عوض إبراهيم مفتش الوعظ في القوات المسلحة تعليقًا على كلمة الأستاذ علي نديم المحامي التي هاجم فيها ما نادت به الأستاذة نعمت بدر المحامية بنات جنسها من التصون والعفة وعدم الجري وراء «المودات» الوافدة من الغرب يريدون بها جرنا إلى الرذيلة والانحلال وإلى القراء نص كلمة فضيلة الشيخ معوض عوض:
ليت الأستاذ علي نديم المحامي، رعى حرمة الكلمة، وصان أمانة القلم، واعتبر حق الزمالة، وهو يرد على الأستاذة نعمت بدر المحامية وينقم منها ما أرادته لبنات جنسها من كرامة وتصون وارتفاع عن هذا الجري اللاهث وراء واردات المودات والكرنفالات التي يريد لنا الأستاذ أن نتجرع كؤوسها حتى الثمالة ناسيًا أنها أسلحة جديدة مبيدة تفجرها دور الأزياء اليهودية في الصدور والنحور، وتضرب بها في السواعد والسيقان التي ما خلقها الله لترصدها الأبصار، وتجتليها الأنظار في كل اتجاه، وإنما خلقها لتؤدي واجبها، وتدفع مسيرة أمتها في ميادينها الجادة إلى ما هي أهله من سيادة في هذه الحياة، في كمال واحتشام هما الإطار الحقيقي للجمال، جمال النفس، وجمال السلوك وجمال الإرادة التي تنأى بأصحابها عن أن يكونوا كغثاء السيل والهشيم المندفع في التيار لا يمسكه عن نهاية الطوفان شيء.
وأن من العجب العاجب أن نشرع الأقلام لما لا يقال ولا يكتب ساخرين ومنكرين على المنصفين حقهم في الإعراب عما هو خير وحق ونصح هادف، وليتنا حين نرخي لأقلامنا العنان نذكر أن ما نخطه من سطور، وما نملأه من أنهار، إنما هو حجة لنا أو علينا فإن الله الذي علم بالقلم، وأقسم به في السورة التي سماها في كتابه الخالد باسم القلم، هو سبحانه الذي وضع أقوامًا قيد الأنظار، وموضع الاعتبار فقال ﴿ وَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ (البقرة:79) وقال ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (النور:24)
وإذا استباح بعض الناس أن يعطوا أنفسهم من الشهوات مناها، وأن يرفعوا كل حواجز التقاليد والأعراف الصالحة من طريق هواها، دون أن تنفعهم العظات التي تصرخ من حولهم، فإن خيرًا من هؤلاء لا ريب أولئك الذين يحيون بدينهم الذي أحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث، وما ترك خيرًا إلا فتح أمامنا أبوابه، ولا شرًا إلا نهى عنه وحذر منه في رفق وودادة وإقناع.
فمتى نعيد النظر في الدين، لندرك أنه الطريق إلى العيش الرغيد والوجود السعيد، حفظ الله الذي ينكر من ينكره وينصر من ينصره ويتولى الصالحين؟؟
هل الحب قبل الزواج يضمن السعادة؟
إن الشاب الذي تعرف بإحدى الفتيات وأحس نحوها بالإعجاب ثم انقلب هذا الإعجاب إلى حب، وبادلته الفتاة نفس العاطفة فلا شك أن هذا التبادل العاطفي يدفع كلًا من الاثنين إلى بذل ما في وسعه لكي يظهر بالمظهر الذي يعلم أنه سوف يروق في عيني الآخر.
إذا أدرك الشاب مثلًا أن الفتاة تفضل أن يكون هادئ الطبع قادرًا على كبت نزوات غضبه فإنه يتخذ لنفسه مظهر الشاب الهادي الرزين الذي لا يسمح لزمام غضبه أن يفلت من قبضة إرادته القوية.
وقد يكون الشاب على النقيض من ذلك تمامًا، فهو بطبيعته سيئ الخلق، سريع الغضب.
وإذا انتهت فترة الحب إلى الخطبة، فقد يظل الشاب على هدوئه الظاهري وإن كان في أثناء فترة الخطبة تنطلق ثورات غضبه بين آونة وأخرى لأنه بدأ يشعر-كخطيب -بأن خطيبته أصبحت نصف مملوكة له إذا صح هذا التعبير.
وأخيرًا إذا تزوج الاثنان وانقضى شهر العسل تبتدئ أخلاق الزوج تظهر رويدًا رويدًا وذلك بعد أن يخلع ثوب الهدوء الزائف الذي كان يتلفع به قبل الزواج.
ولا شك في أن عددًا كبيرًا من الزوجات والأزواج ولا سيما زيجات الشباب قابلوا مثل هذه المأساة التي قد تنتهي بتعليم الحياة الزوجية، وذلك لأن الإنسان الغاضب يفقد السيطرة على أعصابه، فالغضب هو نصف الجنون كما يقول بعض علماء النفس، وقد يدفعه شيطان الغضب إلى الضرب والإيذاء، وما يقال عن تظاهر الشباب بالهدوء والأدب يقال أيضًا عن الفتاة.
والتظاهر بغير الطباع الحقيقية إبان فترة الحب التي تسبق الزواج قد لا يكون مبعثه سوء النية أو الرغبة في خداع أحد الطرفين للآخر، فطبيعة الإنسان تقتضي في كثير من الأحيان بأن يتكيف وفقًا للبيئة أو للجماعة التي يتواجد فيها وهذا أمر طبيعي.
واصطناع خصال غير الخصال الطبيعية لا يكون مقصورًا على مجرد التظاهر بالهدوء والرزانة، فهناك صفات أخرى كثيرة يراها الشاب في حبيبته أو تراها هي فيه إبان فترة الحب التي تسبق الزواج، ثم لا تلبث هذه الصفات التي كانت موضع التقدير والإعجاب أن تتبدد أو تختفي بعد العشرة الزوجية، وفي كثير من الأحيان تظهر الطباع الحقيقية فإذا بها تخالف مخالفة تامة الطباع المصطنعة الأولى.
ومن ذلك التظاهر بالكرم وبالسخاء، فالشاب عادة يغمر حبيبته بالهدايا ويبدو في نظرها كريمًا سخيًا يفضلها على نفسه ثم يتضح بعد الزواج أنه بخيل أو أنه ينفق على نفسه وعلى طلباته الشخصية وأصدقائه أكثر مما ينفق على زوجته.
ومن ناحية أخرى قد تتظاهر الفتاة بأنها زاهدة في مظاهر الحياة الكاذبة ثم يتضح بعد الزواج أنها مسرفة تلهث وراء مظاهر الحياة من ملابس أو مصوغات أو سيارات فاخرة ومما إلى ذلك مما قد يتجاوز ميزانية الزوج وقدرته على الإنفاق أو مما يناقض مبادئه فتنقلب الحياة الزوجية إلى جحيم.
ومن المتفق عليه أن أكثر الزيجات تعرضًا للفشل هي زيجات الحب كما «أن الموت في سبيل المرأة التي يحبها الرجل يكون في كثير من الأحيان أرحم من الحياة معها بعد الزواج».
ولكن هل معنى ذلك ألا يعرف الشاب شيئًا عن الفتاة التي يتزوجها؟ وما حكم الإسلام في ذلك؟
ستجد ذلك إن شاء الله في حلقة قادمة.
عن كتاب «القرآن والقصة الحديثة تأليف محمد كامل حسن المحامي»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
العادات الاجتماعية بالدول العربية وتأثيرها على زواج الشباب
نشر في العدد 2180
150
الخميس 01-يونيو-2023