; الإنسان وارتياد الفضاء | مجلة المجتمع

العنوان الإنسان وارتياد الفضاء

الكاتب أبو بلال

تاريخ النشر الثلاثاء 21-أبريل-1970

مشاهدات 22

نشر في العدد 6

نشر في الصفحة 27

الثلاثاء 21-أبريل-1970

سَنريهم آيَاتنا في الآفَاق

منذ أول هبوط بشري على سطح القمر، وتوالي رحلات الفضاء أبولو۱۲، ۱۳ والخلل الذي أصاب المركبة أبولو۱۳، مما قطع رحلتها واضطرها إلى العودة إلى الأرض ثانية في يوم الجمعة الماضي، وبعض الناس يتساءلون: كيف سمح الله تعالى لسكان الأرض أن ينفذوا من أقطارها حتى يصلوا إلى القمر؟ ولو علموا أن المسافة التي بيننا وبين القمر لا تتجاوز في متوسط بعدها ٣٨٤ ألف كيلومتر لما استغربوا ذلك، فالطيار يقطع مثل هذه المسافة في أقل من شهر، والصاروخ يقطعها في أقل من 10 ساعات إذا سار بسرعة ٤٠ ألف كيلومتر في الساعة. فالقمر ضاحية من ضواحي الأرض وهـو ابنها سخره الله تعالى ليدل سكانها على أسابيعهم وأشهرهم ومواقيت مناسكهم التي فرضها عليهم، ويسمى في علم الفلك «تابعًا»؛ لأنه يتبع أمه حيثما ذهبت وأينما سارت .

مشروع أبولو

وهكذا نرى أن الذهاب إلى القمر بعد هذا العلم المتقدم ليس بالأمر المذهل فقد كان يعوز الإنسان سلطان القوة والعلم وقد تيسر له، فكانت القوة الهائلة والسرعة العظيمة والرياضيات العالية والعقول الإلكترونية، ولا نستغرب ذلك إذا علمنا أن مشروع أبولو قد جند ٣٥٠ ألف عالم من مختلف الاختصاصات، وخمسة آلاف شركة صناعية، وأنفقت ملايين الدولارات حتى تمكن لرواد الفضاء التفلت من جاذبية الأرض والتحرر من أقطارها حتى وصلوا إلى القمـر. والإنسان الذي تملكه الغرور بنفسه وادعائه العلم بكل شيء يقف حائرًا لفشل رحلة أبولو۱۳ وعودتها راجعة بخفي حنين.

 وقد أمرنا ديننا الإسلامي أن نتفكر في خلق الله، وإن كل العلوم التي توصل إلى معرفة الله واجبة التعلم، فهل من علماء مسلمين يرتادون الفضاء؟ وهل من مشروع إسلامي لارتياد الفضاء؟

 

الصاروخ (ساتورن -5)

 هذا الصاروخ هو الذي يدفع المركبة بهذه السرعة الهائلة، وقد أطلقته الولايات المتحدة في عام ١٩٦٧ ومنذ إطلاقه أصبح في مقدورها تطوير سفن الفضاء.

1- طول الصاروخ بمراحله الثلاث مع المركبة والغطاء ۱۰۹ أمتار.

 ۲ - وزنه ٢ مليون، ۹۰۰ ألف كيلوجرام.

3 - علو المرحلة الأولى وحدها ٤٢ مترًا، وقطرها 10 أمتار، ومزودة بمحركات من نوع (F-1)، قوة دفعها سبعة ملايين ونصف باوند، تعمل بالكيروسين والأوكسجين المسال، و مدتها ١٦٠ ثانية، ويستهلك في الثانية الواحدة ١٣٦٠٠ لتر، فتستهلك هذه المحــركات الشرهة بهاتين الدقيقتين والنصف نيفًا و مليــون لتــر، وترفع الصاروخ إلى علو ٦٥ كيلومترًا، وبسرعة ٨٨٥٠ كيلومتر، ثم تسقط في المحيط، فيتخفف من ثلاثة أرباع مزوده.

4- المرحلة الثانية: مزودة بمحركات من نوع (j)، وقوة دفعها أكثر من مليون باوند، و مدتها 6 دقائق ونصف، وترفع الصاروخ إلى علو ١٨٥ كيلومتر، بسرعة ٢٥ ألف كيلومتر إلى ۲۸، ثم تسقط في المحيط، فيتخفف من وزنه بضع مئات من الأطنان.

5- المرحلة الثالثة: أيضا بمحرك واحد من نوع (j-2)، وقوة دفعه ۹۱ ألف كيلوجرام، وعمله أن يضع الصاروخ بسرعة ٤٠ ألف كيلومتر، وهي سرعة الانفلات من جاذبية الأرض.

6 - الوقود السائل فيه يشكل ٩٥% من وزنه ويولد قوة دفع قدرها ۳۷٥۰ طنًا.

 

ملخص تاريخ رحلات الفضاء

ويحسن أن نتكلم قليلا عن التجارب العديدة التي أجريت قبل هاتين الرحلتين أبولو۱۲ ، ۱۳ حتى نعلم أنه لم يكن ذلك إلا بالتدرج التجريبي الذي أدى إلى النجاح.

●     اخترع أول صاروخ فضائي v-2 سنة ١٩٤٢ أيام الحرب في ألمانيا، بإشراف فون براون (الذي أصبح أمريكيًا بعد الحرب) وزميله درونبرغ.

●      تطور هذا الصـاروخ بإشراف فون براون إلى صاروخ (ساتورن -5) ومعناه (زحل -5).

●  وفي عام ١٩٥٧ تمكن السوفيات من إطـلاق (سبوتنيك - ١) للدوران حول الأرض.

●  وفي عام ١٩٥٩ أنزل السوفيت على القمر أول مركبة فضائية (لونا – ٢).

●   وفي عام ۱۹٦١ أطلقت الولايات المتحدة المركبة (رينجر-4) .

وفي نفس العام كان (جاجارين) الروسي أول رجل ينطلق في مركبة فضائية حول الأرض، ويعود بسلام إليها .

●     بعد رحلة جاجارين بحوالي عشرة أشهر (مطلع عام ١٩٦) قام (جلين) الأمريكي بنفس العمل ب  (ميركوري - ٦).

●      وفي منتصف الستينات حقق الإنسان تقدمًا رائعًا في ارتياد الفضاء، ومدة المكوث فيـه، والسباحة خارج المركبة، والانفصال والاتصال بين قطعتي المركبة، والهبوط السليم على القمر بدون رواد، وإرسال آلاف الصور التليفزيونية الواضحة، وتحليل تربة القمر.. وغير ذلك من المعلومات التي ظل الإنسان قرونًا طويلة يسعى إلى معرفتها.

كل ذلك خلال الرحلات العديدة التي تضمنتها برامج (جيمني) و(رينجر) و (سيرفر أو المساح) و(لونا) و(أبولو). وبعد ذلك أطلقت أمريكا صاروخها الضخم (ساتورن - 5) الذي زاد القدرة على ارتياد الفضاء في أبولو.

 

بدلة الفضاء

أما عن بدلة الفضاء: فإنها تحتوي على ۲۱ طبقة من الأنسجة الليفية تحول دون تسرب جزئيات النيازك إلى داخلها، كما تحول دون أي تشقق أو ثقب فيما لو اصطدم الملاح بصخر ناتئ أو وقع في حفرة، أما وزنها فحوالي ٩٠ كيلوجرامًا تصبح على القمر ١/6 هذا الوزن، أما ثمنها فلا يصدقه عقل.

 

 هدف رحلات الفضاء

إن الكشف عن حجب الكون مهمة شاقة تُلْقَى على عائق البشرية جمعاء وعلى المسلمين منهم بصفة خاصة؛ لأن أمثال هذه العلوم هي علوم وسائل تدل على خالق هذا الكون ومبدعه. فإن أقعدت الوسيلة عن بلوغ الغاية وهي معرفة الله سبحانه وتعالى، فإن العلم عندئذ يكون مبتورا، ويغدو التنافس فيه ما نراه اليوم إنه علم يخدم السياسة فقط، أي: أنه يصبح علمًا سياسيًا وليس علمًا إنسانيًا ربانيًا كما ينبغي أن يكون. وإن الذي يُخْشَى منه اليوم أن ثمرة هذا العلم الغالي توجه إلى الشر و هدم الأديان، وأن يغتر الإنسان بقدرته التي وهبه الله إياها، فيعلن تطاوله على خالقه، (وقد حاول جاجارين ذلك  بقوله لقد صعدت إلى الفضاء فلم أجد لهذا الكون إلهًا!)

وأخشى ما نخشاه أن يتنافس المتنافسون على ملكية القمر، أو يجروا عليه التجارب الذرية وإقامة شبكات التجسس، والقواعد العسكرية لتهديد البشرية جمعاء، فهل من علم إنساني؟!

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ (سورة فصلت: الآية 53)

الرابط المختصر :