العنوان الاحتلال الأمريكي للعراق.. إلى أين؟! دوافع الحرب (1 من ٢)
الكاتب د. عوض بن محمد القرني
تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007
مشاهدات 16
نشر في العدد 1759
نشر في الصفحة 66
السبت 07-يوليو-2007
إذا تحدثنا عن أسباب الهجمة الأمريكية على العراق فسنجد أن هناك عدة دوافع وأهداف للإدارة الأمريكية وراء غزوها للعراق، منها:
1 - لا شك أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الصراع على الطاقة البترولية، حيث يسعى الغرب منذ عام ١٩٧٣م سعيًا حثيثًا لإيجاد بديل للبترول، لكن هذه المساعي لم تحقق نجاحاً يذكر.
والقرن الحادي والعشرون - حسب الإحصاءات القائمة الآن هو القرن الأخير للبترول تقريبا. فمن سيتحكم في هذه الطاقة سيتحكم في العالم، وهيمنة أمريكا على العالم الآن في أوج عظمتها، فهي تتعامل مع جميع دول العالم بمنطق فرعون ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي﴾ (القصص : (۳۸)، ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ﴾ (غافر : ۲۹).
فهي إذٍا فرصتها للسيطرة المباشرة على مصادر الطاقة قبل أن تنشأ قوى أخرى تنافسها، أو لا تسمح لها بالتفرد بالسيطرة مثل أوروبا الموحدة تقودها فرنسا وألمانيا، أو الصين في المستقبل، في حال تم شيء من التفاهم أو التحالف بينها وبين روسيا أو اليابان.
وقد ثبت أن خزان الوقود البترولي الأكبر في العالم يمتد من بحر قزوين عبر أذربيجان وإيران والعراق إلى الخليج. وها هي أمريكا منذ حرب الخليج الثانية قد سيطرت أو كادت على بترول الخليج، وبعد احتلال أفغانستان وصلت إلى شواطئ بحر قزوين، ولم يبق إلا الاستيلاء على العراق وإيران.
ولأن العراق الحلقة الأضعف، والعرب الجدار الواطئ والمبررات جاهزة، أسلحة الدمار الشامل، فلتكن البداية بالعراق، ولن تكون إيران بعد ذلك بعيدة عن متناول اليد الأمريكية، بعد أن تكون قد طوقت من جميع الجهات.
إنقاذ «إسرائيل»
٢ - من خلال النفوذ الصهيوني في الإدارة الأمريكية ينظر للحرب على العراق على أنها إنقاذ لـ «إسرائيل» من مازق تعيشه في مواجهة الشعب الفلسطيني المجاهد، فبعد أن أصبحت «إسرائيل»، في مأزق حقيقي في الانتفاضة الأولى، أنقذت باتفاقية أوسلو، وأتي بالسلطة الفلسطينية لتكون شريكاً في الولوغ في دم القضية الفلسطينية بعد ذبحها والقضاء عليها وقمع الشعب الفلسطيني، مقابل ثمن زائف ومتاع قليل، وإذا بالمشروع يفشل في يومه الأول، وإذا بالشعب المجاهد الأعزل تتحطم كل المؤامرات على صخرة إيمانه وصموده، وإذا بالنائحة المستأجرة تغادر المأتم غير مأسوف عليها ، ويهب الشعب على بكرة أبيه للدفاع عن الأقصى في مواجهة عنجهية المجرم شارون، وتصبح دماء الشهداء هي السقيا لغراس العزة والحرية وتصبح منارات المساجد هي الرايات لجحافل النصر والاستقلال.
وتصبح النبتة الخبيثة «إسرائيل»، في مأزق لم تمر به في تاريخها، بعد أن استنفدت أكثر إمكاناتها العسكرية والأمنية تحت غطاء من العهر السياسي تمارسه أمريكا ؛ لإذلال شعب الإباء والعزة والجهاد في فلسطين.
فها هي تعيش رعباً وخوفاً في المجال الأمني، وصراعاً واستقطاباً في الميدان السياسي، وانهياراً معنوياً في الجيش وتفككا واضطرابا اجتماعيا، والأخطر من ذلك كله هجرة معاكسة وتوقف شبه يومي لكثير من مظاهر الحياة وهروب لنسبة كبيرة من سكان المستوطنات إلى داخل فلسطين ١٩٤٨م. بحثا عن الأمن الذي لم يجدوه، بل لاحقهم حتى هناك الخوف والموت.
إلهاء الشعوب العربية
3- ولإشغال شعوب المنطقة - بما فيها الشعب الفلسطيني - بقضية أخرى ردحاً من الزمن، تستعيد فيه «إسرائيل» أنفاسها وتعيد ترتيب أوراقها، وتطبق أمريكا على دول المنطقة سايكس بيكو جديدة، وليس هناك من نقطة أنسب للبداية من العراق فالنظام الحاكم فيه مكروه شعبياً، منبوذ إقليمياً، محاصر ومتهم عالمياً، لأكثر من جهة مصلحة في إسقاطه، فليكن هو نقطة البداية لإنقاذ شعب الله المختار، مهما كلف ذلك أمريكا أو المنطقة أو العالم، وربما توالت الأحداث لترحيل الفلسطينيين وتقسيم العراق وضرب إيران وسوريا وغيرهما.
([1]) داعية سعودي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالمفكر والمستشار الأفغاني د. حياة الله عتيد: أفغانستان تمتلك مقومات وثروات تجعلها من أغنى الدول
نشر في العدد 2173
20
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022