العنوان التخطيط اليهودي في البلاد العربية - الأمة الطفيلية وكيف تستخدم السحر وعلم الأرواح.
الكاتب جمال الحسن
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
مشاهدات 17
نشر في العدد 25
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
التخطيط اليهودي في البلاد العربية
· الأمة الطفيلية وكيف تستخدم السحر وعلم الأرواح.
· هل اتجاه التاريخ للإسلام؟؟
· التفاؤل خير من التشاؤم.. مخطط الصهيونية تقسيم البلاد العربية إلى أقسام.
بقلم المهندس: جمال الحسن
مقدمة:
لم يسبق لأحد من الكتاب المهتمين بأمور المنطقة العربية الإسلامية -على حد علمي -أن تطرق إلى دراسة المخطط اليهودي لاستعمار الدول العربية دراسة مستقلة، وإنما أشار الكتاب إلى هذا الموضوع إشارات معينة حسب مقتضيات الدراسة التي يقدمها الواحد منهم.
ولهذه الظاهرة أسباب عدة من أبرزها أن اليهود وعملاءهم يعملون دائمًا خلف جدر كثيفة من أجل ضمان نجاح خططهم وقد أخذوا هذا الأسلوب في العمل بعدما لاحظوا النجاح الذي أحرزه ولا يزال يحرزه إبليس وقومه في إضلال الناس والسر الأكبر في ذلك النجاح هو الاختفاء ولو كان الناس يرون إبليس وقومه وهم ينفذون خططهم في إفساد الناس لخلص الناس من شر هذا العدو اللدود، ولكنها إرادة الله.
إن الجدر الكثيفة التي يعمل اليهود من خلفها جعلت الرؤية غير واضحة أمام الكاتب الذي يهتم بأمور هذه المنطقة وبالتالي لم يفطن أحد منهم أن يكتب عن ذلك.
وما نقدمه عبارة عن محاولة لاختراق تلك الجدر الكثيفة وقد ساعد عليها صدامات مباشرة مع من ينفذون التخطيط اليهودي ولولا رعاية من الله وفضل لما أمكن الكتابة في هذا الموضوع. ومن أجل اكتمال البحث لا بد من التعاون فإن لكل طائفة من الناس، بل لكل فرد زاوية ينظر من خلالها وهذا يدل بطبيعة الحال عن الصورة النهائية للبحث في التجارب الفردية إذا ربطت مع بعضها أمكن التوصل إلى الخطة الشاملة وأمكن اختراق الجدران الكثيفة.
نبذة تاريخية:
إن محاولة اليهود استعمار الدول العربية هي في الواقع قمة الجهود اليهودية في عدائها للإنسان على مدار عصـور التاريخ، فإن عداء اليهود للإنسان شقيق لعداء إبليس للإنسان منذ خلق آدم عليه السلام ورفض إبليس أن يسجد له إلى يوم الدين، ولعل اليهود يمثلون بكل وضوح صورة شياطين الإنس، وهذا هو الذي أدى باليهود إلى قتل أنبيائهم وإلى محاولة قتل عيسى ومحمد عليهما السلام، ونظرًا لفشلهم لأمر قد أراده الله ولرعاية من الرحمن واضحة كل الوضوح، لذلك فقد استمروا في عداء أمتهما ولا زالوا يحاولون القضاء على الدين لو استطاعوا ولكن ﴿لِّئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (الحديد:29).
ومن أجل تحقيق أهدافهم فإنهم لا زالوا يتعاونون مع إبليس وقومه من الجان باعتبار أن الأهداف مشتركة ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:102).
ولا زالوا يستخدمون هذا السحر في التأثير على الزعامات من أجل تحقيق أهدافهم، ولكن الناس في غفلة عن هذا كما أشارت إلى ذلك بعض الصحف مثل صحيفة «دون» الباكستانية.
استخدام الأرواح والسحر:
وأوضح مظاهر هذا التعاون هو ما يتم في جمعيات الاتصال بالأرواح المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي تعتبر نفسها جمعية واحدة.
هذا البيان كان ضروريًا لمعرفة أحد الأسرار التي تكمن وراءها الفترات الطويلة لمراحل التخطيط اليهودي، ومن أجل فهم حقيقة العقلية اليهودية ومعرفة الغاية النهائية من ذلك التخطيط أي إفساد الإنسان والسيطرة عليه.
تقویم:
لليهود صفة خاصة تميزهم عن مختلف الأمم هذه الصفة إنهم أمة طفيلية، لا تقوم لهم قائمة بدون سند من غيرهم ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (آل عمران:112).
وهم مشتتون من أجل امتصاص خيرات الأمم المختلفة تمامًا، كما تفعل الديدان الطفيلية، وهم يمتصون طاقات تلك الأمم على مستويات مختلفة اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، وقد نجحوا في ذلك إلى قدر كبير ليس بسبب ذكائهم كما يظن بعض الناس وإنما بسبب آخر الناس عنه غافلون.
ولمعرفة هذا السبب يجب أن يكون لدى المرء إلمام بالتيارات العامة لاتجاه تاريخ البشرية وهي تيارات حتمية من قضاء الله وقدره في الأرض.
﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:140)
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران:26)
إن الأهداف البشرية التي تكون في اتجاه هذه التيارات تتحقق بشكل مثير؛ أما الأهداف التي تكون اتجاهاتها عكس هذه التيارات فتفشل حتمًا؛ وأما الأهداف التي لها اتجاهات منحرفة بعض الشيء فنجاحها أو فشلها يكون بقدر زاوية الانحراف أو لنقل حسب التعبير الرياضي بنسبة جيب تمام زاوية الانحراف.
وأهداف اليهود كانت في اتجاه قضاء قد قضاه الله لهم وذلك واضح في سورة الإسراء ﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ (الإسراء:4-8)
فقد كان اتجاه تاريخ البشرية أن تفسد على أيدي اليهود وأن يسيطر هؤلاء في الأرض بقدر عال وهذا هو السبب الذي أدى إلى النجاح الكبير لتخطيط اليهود.
ويستطيع المرء أيضًا أن يستشف من الآيات -والله أعلم- أن علامة ذلك ونهايته هو المسجد الأقصى حيث ينعكس الأمر ويصبح اتجاه تاريخ البشرية أن يزول فساد بني إسرائيل عن الأرض حيث تسوء وجوه بني إسرائيل ويُقضى عليهم.
اتجاه تاريخ البشرية للإسلام:
والمراقب للأحداث اليوم يجد أن معظم النشاطات اليهودية تأتي نتائجها عكسية تمامًا سواء في ذلك النشاطات الدعائية أو النشاطات العسكرية والذين يعيشون في البلدان الأجنبية يشعرون بذلك بوضوح والذين يمارسون قيادة العمل الفدائي يشعرون بذلك بصورة أوضح، ذلك من دلائل البشرى أن اتجاه تاريخ البشرية أصبح في صالح الأمة المسلمة وذلك أمر الله، له وحده أن يقرر ما يشاء.
لهذا فإن النجاح الكبير متوقع لكل عمل يسير في اتجاه تيار إزالة إسرائيل والفشل الذريع لكل عمل يساهم في تثبيت إسرائيل، ودعنا نعبر عن ذلك فيزيائيًا بقولنا إن كل عمل ضد بني إسرائيل يكتسب تعجيلًا وكل عمل لتثبيت بني إسرائيل يكتسب تباطؤا تمامًا كالحجر تلقيه من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى.
وقد يقول قائل كذا وكذا عن الحركات الفدائية أوعن الأوضاع فأحيله على قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح، وأدعوه كذلك إلى التفكير في أمر موسى عليه السلام منذ ولد حتى قال الرحمن له ﴿فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيَ أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمّ جِئْتَ عَلَىَ قَدَرٍ يَا مُوسَىَ﴾ (طه:40) فإن الرحمن يرعى الأمور ولو كان الناس غافلين، ذلكم هو الله الحي القيوم.
إن هذا تفاؤل مطلوب من كل مسلم «تفاءلوا بالخير تجدوه» والخير موجود في كل أمر، ولكننا نحتاج من يرشدنا إليه تمامًا مثلما أن «الفتنة نائمة لعن الله موقظها».
لهذا السبب نستطيع أن نعزو الأسباب الحقيقية للنجاح الذي يلاقيه العمل الفدائي بالرغم من قوة التخطيط العدائي، ولعل في قول أحد الكتاب الغربيين ما يوضح شيئًا عن الصورة حين قال: «إن العمل الفدائي يقفز قفزات عجيبة ولا يستطيع أحد أن يتنبأ إلى أين سيصل».
بعد هذا التقويم والذي أرجو أن أكون قد وفقت في عرضه دعنا ننتقل إلى مظاهر التخطيط اليهودي.
مظاهر التخطيط اليهودي:
إن إدراك التخطيط "الإسرائيلي" يأتي عن طريق الانتباه إلى مظاهره، هذه المظاهر كثيرة في البلاد العربية ولكنها غير واضحة الهوية لأن بصيرتنا عليها شيء من الغشاوة صنعها الإعلام والتثقيف المشوه على فترة طويلة من الزمن، ولا بد إذن من إزالة هذه الغشاوة عن أعيننا إذا أردنا أن نرى تلك المظاهر بوضوح أي يجب الاعتراف أولًا أن تثقيفنا الحالي تثقيف خاطئ وموجه توجيها يخدم الأعداء وذلك لأن أجهزة الإعلام جميعها موجهة توجيهًا لصالح الأعداء بالرغم من أنه قد تبدو لنا في بعض الأحيان أنها موجهة لصالحنا، ثم يجب أن نعود إلى الحقائق الواقعية التالية:
ا -القرآن الكريم باعتبار كل ما فيه حقائق لا جدال فيها وباعتباره هاديًا للتي هي أقوم وباعتباره فرقانًا بين الاتجاهات الحضارية الرئيسية في العالم والتي تصدر عنها التخطيطات للأحداث، وهذه الحضارات هي:
1-الحضارة الإسلامية.
2-حضارة النصارى.
3-حضارة اليهود.
4-حضارة المجوس.
«دول الشرق»
وإن صعود وهبوط هذه الحضارات أمر يقضيه الرحمن كما يشاء ويسير ذلك الأمر حسب سنن الله.
2 -إن حضارة القرن العشرين مصبوغة أخلاقها بالصبغة اليهودية الفاسدة وإن اليهود قد علوا في الأرض علوًا كبيرًا وذلك بوجودهم في مراكز حساسة في مختلف دول العالم وإنه قد أصبح لليهود وجود عسكري ملموس في دولة "إسرائيل" وهم يحلمون في أن يحلوا محل الوجود الأمريكي الإنجليزي في بلاد العرب.
3-إن الإسلام لا يزال يربط الشعوب الإسلامية بعاطفته الدينية بالرغم من المحاولات العديدة لإيجاد الفرقة والجفاء.
4-إن "إسرائيل" تلاقي التأييد التام لبقائها من النصارى ومن المجوس.
هذه الحقائق هي التي سنعتمد عليها في التحليلات القادمة لنقاش مظاهر التخطيط اليهودي ولا بد من الإشارة قبل ذلك إلى أن الذين ينفذون التخطيط اليهودي عمليًا ليسوا كلهم عملاء لليهود أو للنصارى أو للمجوس بل منهم أناس عاديون مخلصون إلا أن عدم وضوح الرؤية لديهم تجعلهم يتفانون في هذه الأعمال ظنًا منهم أنهم يخدمون وطنهم وجهلًا منهم بأمور التخطيط، ولقد أشار العزيز الرحيم إلى هذا الموضوع في محكم كتابه ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإلىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ (النساء:83).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور:21).
إن في الآيتين السابقتين دليلًا قرآنيًا واضحًا أن أمور الحياة تسير حسب خطط وليست هناك أحداث عفوية وهذا يعني أيضًا أن المرء الذي يسير في حياته بدون خطة واضحة له، فسيقع حتمًا في حبائل خطط أخرى قد تكون للشيطان أو لغيره، وهذا ينطبق على أمور الحياة كلها.
التصرفات الفردية أو التي لها علاقة بالمصالح العامة، وقد ناقش علماء الحضارة هذا الأمر واعتبروه الحد الفاصل بين الأمة الناهضة والأمة المتخلفة ففي الأمة المتخلفة يكون الشعور العام في أن الأحداث لا رابط بينها ويتكرر استعمال كلمة الصدفة كثيرًا بين أفرادها أما في الأمـة الناهضة فيدرك الناس أن كل حادث له مكانه في تخطيط معين.
نريد من هذا أن نصل إلا أن كثيرًا من الناس الذين ينفذون التخطيط اليهودي وهو المقصود في نقاشنا هذا إنما يقومون بذلك بدون علمهم وطبعًا نحن لا نقصد أن ندافع عنهم فإنهم يأمرون بالفحشاء والمنكر كما نصت الآيتان، ولكن قصدنا أن ندرس الأمر حتى نستطيع وضع خطة مقابلة فهؤلاء مثلًا ينفع في معالجة أمرهم التذكير والتوضيح، أما الذين ينفذون التخطيط اليهودي على علم فتنفع معهم القوة وفضح أساليبهم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالقيم العلمية والأخلاقية في الحضارة الإسلامية.. الدين والحياة وجهان لعملة واحدة
نشر في العدد 1811
42
السبت 19-يوليو-2008
معالم الإصلاح والتجديد في تجربة نور الدين زنكي (2) بناء دولة العقيدة على أصول أهل السُّنة
نشر في العدد 2180
38
الخميس 01-يونيو-2023