العنوان التعليق الأسبوعي(320)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
مشاهدات 25
نشر في العدد 320
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
الحرب دينية ١٠٠ ٪
- مَزَّقوا القرآن الكريم منذ أسبوع ومن قبل
- احتلوا فلسطين عَلى أسَاس ديني
- احتلوا القدس.. بدَافع ديني
- أحَرقوا المسجد الأقصَى بدَافع ديني
- انتهَكوا حرمَة المسجَد الإبَراهيمي
كان وراء محاولات تجريد الصراع في العالم من محتواه العقائدي الديني جملة أسباب لا يستطيع أحد أن يصفها بأنها بريئة.. من هذه الأسباب:
١- أن الملحدين يحاولون ذلك اتساقًا مع موقفهم المعادي للدين جملة.
۲- إسقاط دور الإسلام الجهادي، وعزله عن الشؤون العامة ذات الوزن في حاضر الشعوب ومصيرها.
٣- خداع المسلمين بأن ذوي العقائد الأخرى قد تركوا أديانهم أو نحوها عن الصراع.
٤- عمى في فهم بعض المنتسبين إلى الإسلام حملهم على تصديق دعوى لا تستند إلى دليل تاريخي ولا دليل واقعي.
تاريخ البشرية- منذ أن عرفت الدين- لم يخل من الصراع الديني.
أما الواقع الحاضر فإنه يقدم الدليل الحي على أن هذا الصراع لا يزال موجودًا. بل يزداد حدة وشدة يومًا بعد يوم.
قد يكون هذا الصراع مستعرًا بين عقيدتين دينيتين كما هو الحال في الحرب الأهلية الطاحنة بين بروتستانت بريطانيا وكاثوليكها.
وقد يكون أحد أطراف الصراع مرتكزًا على عقيدة دينية، والطرف الآخر على فكر لا يأخذ هذا الوصف، كما هو الحال في الصراع بين الديمقراطيين المسيحيين الكاثوليك من جهة... وبين الاشتراكيين والشيوعيين من جهة أخرى.
في ألمانيا الغربية وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.
والمثل القريب أو الصراع الحديث بوعي أمتنا أكثر إقناعًا وأقوى دليلًا.
منذ أسبوع مزق اليهود المصحف الشريف، واقترن التمزيق بهتافات بسقوطه.
فلماذا أقدم مكذبو الأنبياء وقتلتهم على اقتراف هذه الجريمة؟
التحليل السليم يقول: إنهم أقدموا على ذلك، بعلل ثلاث:
- الاستخفاف بالمسلمين والاستهزاء بقرآنهم.
- محاولة يهودية للانتقام من هذا القرآن الكريم إذ إنه صور حياة اليهود بإجرامها وفسادها وكذبها والتوائها وخيانتها. وأدان سلوكهم وتصرفاتهم وفجورهم. فالقرآن من هذه الناحية وثيقة خالدة تكشف للمسلمين وللعالم كله انحطاط اليهود، ومن ثم كانت نقمة اليهود عليه.
- لأن اليهود يعتقدون بأن خصمهم الأول في المنطقة هو الإسلام.
فما هي مظاهر الصراع الديني بين يهود وأمتنا.
- أولًا: احتلوا فلسطين على اساس من مزاعم توراتهم المحرفة فهم يدعون بأن فلسطين أرض ملكهم من قديم وأن التوراة- بزعمهم- أمرتهم بالاستيلاء على فلسطين.
أي أن التوراة قد أمرتهم باقتراف أبشع جريمة ظالمة ضد شعب كامل هو شعب فلسطين.
إن قتلة الأنبياء لا يتورعون عن اتهام الدين بأنه يؤيد الظلم ويشجع عليه.
لم يحتل اليهود فلسطين على أساس وطني أو علماني أو اشتراكي. وإنما احتلوها بدافع اليهود خرافاتهم الدينية.
- ثانيًا: لا يستطيع إنسان يتقيد بأحكام المنطق البشري العادي أن يزعم بأن احتلال اليهود للقدس كان للتجارة أو السياحة.
إنه احتلال أملاه الحقد الديني على المسلمين ومقدساتهم ولم يكن احتلال فلسطين إلا واحدة من مقدمات احتلال القدس. فهم يريدون أن يجعلوا القدس مقرًا لهيكلهم المزعوم.
- رابعا: أحرقوا المسجد الأقصى بدافع ديني حيث كلفوا شقيًا من أشقيائهم بإحراقه. ثم اتهموه بأنه مختل العقل. ثم عاد إلى حياته الطبيعية..
حاول اليهود بجريمتهم هذه إحراق الوجود المادي والأدبي للمسلمين.
- خامسًا: انتهكوا حرمة المسجد الإبراهيمي بدافع ديني.
والرؤية الشاملة تؤكد المعنى وتجليه. فالمسجد عنوان الإسلام والمسلمين، ومن هنا فإن توجيه الإساءات إليه لا تفسير له سوى أن الحرب بيننا وبين اليهود إنما هي حرب دينية ١٠٠٪
فإذا انتقلنا من فلسطين المحتلة إلى لبنان وجدنا نفس الصراع.
الصراع في لبنان عقائدي ديني. فالتحالف الماروني ليس شركة تجارية، ولا جمعية فنية، وإنما هو تحالف عقائدي في الدرجة الأولى.
ولا ندري لماذا يحاول بعض الناس أن يكون نصرانيًا أكثر من النصارى أنفسهم. أي يدافع عنهم ويثبت براءتهم من شيء لم يتبرءوا هم أنفسهم منه.
- البطريرك خريش قال- وهو يزمع السفر إلى إيطاليا وأمريكا-: حرب صليبية حقيقية- والاباتي شربل قسيس شجع الكتائبيين- دينيا..- ويبارك قتل المسلمين وقال لهم:«إن الله يغفر لكم ما تقومون به»
وما يقوم به الصليبيون هو قتل المسلمين ودك مساجدهم وإحراق مصاحفهم.
- وقوف الكنائس العالمية إلى جانب صليبيي لبنان دليل كذلك على أن الحرب دينية.
- انضمام الأرمن- باسم عقيدة الصليب- إلى التحالف الماروني دليل على أن الحرب صليبية شاملة.
- وحشية القتال دليل على أن الصراع ديني فقد كان الكتائبي الصليبي لا يكفيه قتل الطفل المسلم. بل يعمد إلى التشويه والتمثيل والعبث محرمة المسلمين أحياء وأمواتًا.
كل ذلك معنى واحد من معاني قول الله تعالى:
- ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217)
- ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ (البقرة: 109)