; الجامعة الأمريكية بيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية | مجلة المجتمع

العنوان الجامعة الأمريكية بيروت مركز لنشاط المخابرات والسفارة الأمريكية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-مايو-1974

مشاهدات 12

نشر في العدد 200

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 14-مايو-1974

من يدعمها إنما يدعم المخابرات المركزية

مطلوب إنشاء جامعات نزيهة المنشأ والوجهة

ليسحب الكويت طلابه من الجامعة المشبوهة

 

     تباكت الصحف ذات الميول الغربية قبل شهر على أن الجامعة الأمريكية مهددة بالإفلاس، وتحرك- خريجوها- ومعروف من هم خريجوها- يتدارسون مستقبل «مركز تدريبهم ومصدر توجيههم»!!، ويهيئون الأسباب التي تجعل الجامعة ماضية في أداء رسالتها التي نذرت نفسها لها منذ مائة عام.

وجاء إضراب طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت مؤخرا ليحدثنا عن لون هذه الرسالة؟!

• عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني لدعم طلاب الجامعة الأميركية مؤتمرا صحفيا في دار نقابة الصحافة في بيروت، وقالت اللجنة في بيان تلاه المحامي عزت حرب:

«إن المعركة في الجامعة تجاوزت كونها معركة بين الطلاب من ناحية والسلطة من ناحية أخرى..  لتصبح معركة وطنية بين الوجود الأميركي الاستعماري المسيطر على مختلف مستويات الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبين الرافضين لهذا الوجود، وأضاف أن السلطات اللبنانية التي استنفرت جميع أجهزتها العسكرية والإعلامية والإدارية لإجهاض تحركنا المشروع ضد إدارة المخابرات الأميركية وتعفى نفسها عن ملاحقة أجهزة المخابرات.

وقال إن الوثائق التي نضعها بين أيديكم هي واحدة من جملة وثائق تدين بالملموس الدور الذي تلعبه الجامعة الأميركية بالتجسس على طلابنا وحركته الوطنية بالتعاون مع السفارة الأميركية، كما تفضح موقف الجامعة الأميركية من محاربة الطلبة الوطنيين ومنع دخولهم إلى الجامعة مع كونهم من ذوي الأكاديمية الممتازة فتضعهم أمام واحد من خيارين: أما جرهم إلى التبعية الأميركية وأما إجبارهم على الهجرة.

وأشار حرب في حديثه إلى أن بعض القضاة أوضحوا سرًا للذين كانوا يراجعونهم طلبا لإخلاء سبيل الطلاب بأن هناك تعليمات عليا تقضي بعدم قبول طلبات إخلاء سبيل الطلاب.

وقد جرى في المؤتمر الصحفي نشر نص وثيقتين تبرزان بوضوح دور الجامعة الأميركية وعلاقاتها بالسفارة الأميركية والاستخبارات المركزية الأمريكية».

 

ماذا كنتم تنتظرون من الجامعة الأمريكية:

      بعد أن كاد يدرككم الغرق تقولون هذا الكلام! بعد خراب البصره كما يقولون! بعد مائة عام من تخريب الجامعة في بلاد المسلمين. .  إن في لسانكم لكنة من أعجميتها، وفي أفكاركم لوثه من تضليلها، وفي مظاهركم هزيمة من تقليد أساتذتها ومبشريها!!.

الجامعة الأمريكية ماذا تنتظرون منها؟؟ هل تنتظرون أن تعيد لكم حضارة الإسلام وأمجاد السلف الصالح؟! ماذا تنتظرون منها وأنتم تعرفون جيدا أن الغرب لا يعرف الإنسانية والرحمة والعطف على الغير. .  الغرب مادي في كل شيء لا يتحرك إلا لمصلحته وأهوائه. .  ويأبى أن يعاملنا إلا كما يعامل السيد عبده.

ماذا تنتظرون من الجامعة الأمريكية والله يقول لكم؟!

﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ

 ( سورة هود: 113 )

لماذا تأسست الجامعة الأميركية في بيروت:

تأسست الجامعة الأميركية في بيروت سنة ١٨٦٥، وهذا التوقيت الزمني له صلة بالإجهاز على الدولة العثمانية- التي أطلقوا عليها لقب الرجل المريض- وكان اسمها الكلية السورية الإنجيلية. وكان هناك تنافس بينها وبين الجامعة اليسوعية ولكنهما تعاونا معا بناء على دعوة من حسب الذي قال: يجب ألا يكون ثمة نعوت مثل: أميركي، إنكليزي، ألماني..  فليكن اسمنا «نصارى».

ومعظم أساتذة الجامعة الأميركية قسس مثل دانيال بلس، فيليب حتي، ستيفن بزوز، بیارد ضودج.

وأما مناهجها فكانت مادة الإنكليزي عبارة عن نصوص منقولة من التوراة وقرر مؤتمر القدس سنة ١٩٣٥ أن يستغل كل درس في سبيل تأويل مسيحي لفروع العلوم كالتاريخ وعلم النبات.. 

واتفق في عام ۱۹۰۹ إن احتج الطلبة المسلمون على إجبارهم على الدخول إلى الكنيسة فاجتمعت عمدة الجامعة وأصدرت منشورا طويلا جدا، جاء في مادته الرابعة ما يلي:

     «إن هذه كلية مسيحية أسست بأموال شعب مسيحي: هم اشتروا الأرض وهم أقاموا الأبنية، وهم أنشأوا المستشفى وجهزوه، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر إذا لم يسندها هؤلاء. وكل هذا قد فعله هؤلاء ليوجدوا تعليما يكون الإنجيل من مواده، فتعرض منافع الدين المسيحي على كل تلميذ..  وهكذا نجد أنفسنا ملزمين بأن نعرض الحقيقة المسيحية على كل تلميذ..  وإن كل طالب يدخل إلى مؤسستنا يجب أن يعرف مسبقا ماذا يطلب منه».

وأدى ذلك إلى إضراب قام به الطلاب كإضراب اليوم، وغالبا ما تكون أعمالنا- نحن المسلمين- ردود فعل..  ثم نتناسى الحقائق ونمضي لما يراد لنا لنستيقظ بعد ستين سنة على زوبعة جديدة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وهكذا فالجامعة الأميركية تبشيرية منذ قيامها واضحة في ذلك.

ارتباط الجامعة بالسياسية الأميركية الاستعمارية:

«الدكتور جون بادو» كان مدرسا في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم مدير الجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة..  هذا التدرج يرينا أن عمل جون كسفير سياسي لا يزيد أهمية عن عمله كمدرس ثم كمدير للجامعة الأمريكية.

وبالأصل قامت الجامعة الإنجيلية «الأمريكية» بدعم من القنصلية الأمريكية في الدولة العثمانية وكلما كانت الدولة العثمانية تهم بإغلاقها.. 

تضطر للتراجع عن هذا القرار تحت ضغط من سياسة الولايات المتحدة الأميركية. بل أن الدولة العثمانية عام ۱۸۸۸ أغلقت مدارس المبشرين الأمريكيين ولكن المستر «بسنغر» قنصل أمريكا في بيروت والمستر إسكار ستراوس تدخلا في الأمر حتى سمح الوالي علي رضا باشا بأن تعود تلك المدارس إلى فتح أبوابها.

وما زالت الجامعة الأمريكية ماضية في مخططها الاستعماري فلقد تبنت حلف بغداد ومشروع النقطة الرابعة وأعمال لجنة الإغاثة، ومن قبل نشر الكاتب «لدفيك برنهارد» سنة ١٩٠٥ مقالا عنوانه «أمريكه في الشرق» صور فيه الكلية السورية الإنجيلية على أنها محاولة مدروسة لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية.

موقفها من قضية فلسطين:

كان هو نفسه موقف الولايات المتحدة الأمريكية وقد قال «أوسكار ستراوس» وزير الولايات المتحدة المفوض في تركية والذي كان مشرفا على الكلية السورية الإنجيلية وسائر المدارس الأمريكية:

«أنا أمريكي في الدرجة الأولى، ثم أنا يهودي».

ولقد ساء الدكتور القس «بيارد ضودج» رئيس الجامعة الأمريكية ما بين «١٩٢٢-١٩٤٨» أن يكون الدكتور مصطفى الخالدي أستاذا في الجامعة ورئيسا لجمعية الشبان المسلمين في بيروت وصاحب نشاط من أجل القضية الفلسطينية وصارحه بذلك، مما جعل الدكتور الخالدي يعتزل التدريس في الجامعة.

وبسط الدكتور ضودج رأيه في قضية فلسطين عام ١٩٠٨ فقال: «إن قيام حكومة اتحادية في فلسطين تحت إشراف هيئة الأمم يسلب العرب سيطرتهم المطلقة على فلسطين، كما يضع حدا لادعاء اليهود بهجرة غير مقيدة، إلا أن الفريقين يربحان بذلك ربحا ثابتا:

إن اليهود يحتفظون بوطن قومي واسع جدا يستطيعون به، لتفوقهم الفني الحديث، أن يتولوا بالخطى الاقتصادية السليمة- زعامة الشرق الأوسط كله. أما العرب فإنهم سيجنون ربحا من ذلك التقدم التجاري والصناعي الذي يأتي من هذا السبيل».

الدعوة إلى اللغة العامية:

   أدركت الجامعة الأمريكية أن قوة المسلمين بتمسكهم بلغة القرآن الكريم «الفصحى»..  فنشطوا في الدعوة إلى العامية، وأن يحل الحرف اللاتيني مكان العربي. .  وهم يقصدون من وراء ذلك أن تتعدد اللهجات. لكن هذه الدعوة فشلت، فأعادت الجامعة الأمريكية الفكرة تحت شعار «تسهيل اللغة» وألف الدكتور أنيس فريحة «أحد أساتذة الجامعة الأمريكية في بيروت» كتابا أسماه «تبسيط قواعد اللغة العربية وتبويبها على أساس منطقي جديد».

وتلقف هذه الدعوة الأخيرة عدد من المتفرنجين كان من بينهم طه حسين، ونصارى لبنان..  وتجلت هذه الدعوة في مؤتمر «أزمة التخلف الحضاري» التي عقدت أخيرا في الكويت فما كان أحد من المنتسبين إليها يستطيع أن يتكلم الفصحى بطلاقة، وهذا نتيجة طبيعية للثقافة التي تلقوها فهكذا علمتهم الجامعة الأمريكية وأمثالها من جامعات التضليل والإفساد.

وعندما فشلت الجامعة الأمريكية في كثير من مخططاتها تبنى بعض القائمين عليها «الدعوة العلمانية» في أوساط المسلمين وهدفهم من ذلك إبعاد المسلمين عن حقيقة دينهم، والزج بهم في مهاوي الضياع والقلق .

 

الجامعة الأمريكية استمرار للغزو الصليبي الاستعماري:

   جميع مدارس التبشير على طول امتداد العالم الإسلامي، أوكار للاستعمار الغربي البغيض، واستغلال للدين المسيحي من أجل غايات عدوانية أثيمة. وما عجزت الحروب الصليبية عن تنفيذه بالقوة والاحتلال، نفذه أحفادهم تحت شعار الرحمة والإنسانية والعلم.. 

قال غاردنر:

«لقد خاب الصليبيون في انتزاع القدس من أيدي المسلمين ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي..  والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة بقدر ما كانت لتدمير الإسلام» .

ويقول ليفونيان:

«خابت دول أوروبة في الحروب الصليبية الأولى من طريق السيف فأرادت أن تثير على المسلمين حربا صليبية جديدة من طريق التبشير، فاستخدمت لذلك الكنائس والمدارس والمستشفيات، وفرقت المبشرين في العالم. وهكذا تبنت الدول حركة التبشير لمآربها السياسية ومطامعها الاقتصادية» .

وهكذا:

فالجامعة الأمريكية استعمارية في نشأتها، تبشيرية في أهدافها، والاستعمار والتبشير صنوان لا ينفصل أحدهما عن الآخر. وهي بعد ذلك عدوة لآمال العرب المسلمين، تآمرت في كل قضايانا ابتداء بهدم الخلافة الإسلامية وانتهاء بقضية فلسطين. وأكد لنا إضراب طلاب الجامعة الأمريكية الأخير جميع الحقائق التي تحدث عنها كثير من طلاب الجامعة الأمريكية السابقين أمثال الدكتور عمر فروخ والدكتور مصطفى الخالدي.

وجامعة هذه هي حقيقتها فإنا نحذر من بقائها وأمثالها من أوكار التبشير ونناشد بما هو آت:

١- أن القائمين عليها كاذبون عندما يدعون أنها ستعلن إفلاسها، وننصح أن لا يتقدم أحد لمساعدتها رسمياً كان أو غير رسمي.. ولسوف نتابع فضح هذه الأوكار الاستعمارية الرهيبة وفضح من يتعامل معها كائنا من كان.

٢- نؤيد مطالب الطلاب.. و نناشد زعماء المسلمين بضرورة  إغلاق المدارس التبشيرية، ونأسف أن طلاب الجامعة الأمريكية لم يصدر عنهم بيان يعتزون فيه بإسلامهم العظيم الذي تقف الجامعة العميلة لحربه. 

٣- نطالب المسؤولين في بلادنا-الكويت- سحب الطلاب الكويتيين من هذه المدرسة لما أثبتنا من عمالتها، ولأن ما فيها من فوضى وإضرابات شلت إمكانية الفائدة العلمية منها وصار مستقبل طلبتها معلقاً في الهواء. 

٤- نناشد زعماء العالم الإسلامي وأهل الخير، والمنظمات الإسلامية أن يتداعوا لتأسيس جامعات إسلامية متكاملة فالعلم ليس ملكاً لأحد.. وإنه لشعور بالنقص أن الدور العلمي لا تؤديه الجامعة إلا إذا كانت أمريكية أو يستوعية.

• استفدنا في كتابة هذا الموضوع من: 

١-  كتاب التبشير والاستعمار. 

٢- المستشرقون والمبشرون. 

٣- صحف ومجلات ونشرات.

الرابط المختصر :