العنوان الجهاد ماض إلى يوم القيامة
الكاتب عبدالله خليل شبيب
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1970
مشاهدات 25
نشر في العدد 32
نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 20-أكتوبر-1970
هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق بالحق: «الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى يوم القيامة، لا يُبطله جور جائر ولا عدل عادل»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: فالجهاد سُنة دائمة، وحتمية تاريخية ثابتة، وحقيقة قائمة، لا يمكن أنْ يُغيرها هوى إنسان ولا يبدلها تآمر متآمر، ولا تعویق معوق.
والجهاد الآن قائم في أكثر من ركن من أرض الإسلام، من جزائر الفلبين شرقًا إلى الصحراء المغربية التي يحتلها الإسبان غربًا، ومن أوضحه وأخطره وأولاه بالاستمرار والدعم والتصعيد والرعاية ذلك الجهاد الصادق الذي يُحارب فيه اليهود، ويُراد به تحرير الأرض التي بارك الله فيها والمسجد الذي بارك الله حوله، ولذا فقد تعرض لأعتى المؤامرات من أكثر من جهة من خارجه وداخله، وظن الظانون أنَّهم إنْ كانوا أكثر من الفدائيين عددًا، وأوفر سلاحًا، وأقوى عدةً، وأشد كيدًا، وأكثر نصيرًا، وأعلى صوتًا، ظنوا أنهم إن كانوا كذلك فسوف يعوقون ذلك العمل أو يجهزون عليه، وحاولوا ولا زالوا يحاولون، ولكن الله كان ولا يزال أقوى منهم جميعًا ومن كل من ينصرهم.
أمَّا من يريدون أنْ يُدمروا العمل الفدائي من داخله بتقمص الشعارات الزائفة، والتستر بالبراقع المشبوهة لتستر ما هو شر منها، ويحاولون أنْ يحرقوا العمل الجاد العظيم عن طريقه القويم، يحاولون جذبه ناحية اليمين أو اليسار، وتمزيق الصف، وشق العصا، وتفريق الجماعة.
أمَّا هؤلاء فالله من ورائهم مُحیط، ولن يُجديهم كيدهم شيئًا، ولا بد أن يحيق بهم مكرهم السيئ، وأن تكشفهم هذه الأمة حين تتضح الأمور.
وسيظل الجهاد ماضيًا شاء من شاء، وآبى من آبى، وسواء أهمله الإعلام أم أشعله فإن الإهمال الإعلامي الملحوظ للعمل الفدائي مؤخرًا، ومحاولات التشكيك والتفريق لن تُجدي هي الأخرى شيئُا.
وسيظل الجهاد ماضيًا إلى يوم القيامة بالرغم من كل أولئك؛ لأنَّها إرادة الله التي لا تُغلب، وقدره الذي لا يُرد، وسنته التي لا تتبدل ولا تتحول: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلً﴾ (فاطر: 43)
هكذا قضى الله تعالى ولا راد لقضائه، وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فهل من يقف بعد ذلك أمام هذه الحتمية الكاسحة، وهذا التيار الجارف إلا أن يكون أعمى البصر والبصيرة، ساعيًا إلى غير هدف، باحثًا عن فشله وعن حتفه بظلفه، يُناطح الأقدار؟! وتعسًا لمن يناطح الأقدار ويُعارض إرادة الله في سبيل الله، ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ (النساء: 115). عبد الله شبيب
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
