العنوان الجيل الجديد.. ركن التربية والشباب (188)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 19-فبراير-1974
مشاهدات 22
نشر في العدد 188
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 19-فبراير-1974
جولة في مدرسة «النجاة» الخاصة..
مندوب «المجتمع» يلتقي بالمسئولين والطلبة
- المناخ الإسلامي.. ضرورة في التربية العملية
من أهداف ركن الجيل الجديد في المجتمع أن يعيش مع الطلاب في مدارسهم، ليعكس آمالهم ورغباتهم، ليكون خير ناطق عن نشاطاتهم، ولسان حالهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وباختصار ليعبر عن اتجاههم الإسلامي الصحيح.
وتمشيا مع هذه الأهداف عشنا سحابة يوم في مدرسة النجاة، هذا المعهد الإسلامي الناهض، كان يوما شديد البرد والمطر، وغير متوقع مزاولة نشاط فيه.. ولشد ما كانت دهشتي عندما ألفيت النشاط على قدم وساق بالمدرسة. استقبلني ناظر المعهد ووجهه ليس جديدا علي إنه الأستاذ المربي محمد طيب الخوجة الذي أمضى مع الطلاب مدرسا ومربيا وأبا ما يزيد على ربع قرن كان له معهد في مدينة حمص اسمه «ثانوية عمر بن الخطاب».
استمر هذا المعهد بمهمته منذ عام ١٩٥٤ حتى عام ١٩٦٨ وكان محبوبا من طلابه وهم الذين أجمعوا ليكون الأستاذ الطيب نائبا عن مدينة حمص في المجلس النيابي السوري.
ثم تسلم الأستاذ الطيب إدارة مدرسة النجاة وما زال قائما بمهمته التربوية التي تولاها منذ أربع سنوات، تجولت معه على أقسام المدرسة التي تحوي:
١ – روضة.
۲-الابتدائي وهو قسمان: قسم للذكور وقسم للإناث وكل منهما منفصل عن الآخر.
۳ - متوسط وهو أيضا قسمان: قسم للذكور وآخر للإناث باسـم مدرسة الفتح.
ومجموع طلاب المدرسة خمسمائة وخمسون طالبا.
النشاطات:
في المدرسة جمعيات كثيرة تمارس نشاطا متنوعا ففيها جمعية التربية الدينية، وجمعية الإذاعة وجمعية العلوم، وجمعية الاجتماعيات، وجمعية التربية الفنية والبدنية، وجمعية تحفيظ القرآن والمدرسة ملتزمة بمناهج وزارة التربية في الكويت
- ومن الغريب أن وزارة التربية لا تلزم نفسها بأي مساعدة تقدمها للمدارس الخاصة بينما تلزمها بمناهجها حتى مادة الموسيقى، ولست أدري ما الفائدة المرجوة من تدريس هذه المادة. -
ومدرسة النجاة تتميز عن مدارس وزارة التربية بتدريس مادة اللغة الإنكليزية في القسم الابتدائي.
بعد جولة ممتعة في أقسام المدرسة دخلنا إلى جمعية التربية الإسلامية؛ كان الأستاذ الموجه يتحدث عن قصة أصحاب الأخدود، عرض القصة بأسلوب يلائم مستوى الطلبة.. وكان الطلبة يصغون للقصة بتأثر ملموس، يشعرون حقا بأنهم طرف فيها، وكان للمدرس وقفات وتعليقات مناسبة، ولا ينسى أن يستخرج منها دروسا من واقع المسلمين اليوم، وبعد أن انتهى من سرد القصة تلا عليهم الآيات الكريمة من سورة البروج بعد انتهاء الموجه من سرد القصة والآيات توجه الى طلابه بمجموعة أسئلة استنتاجية، وكانت أجوبة الطلبة تدل على تفهم للدرس، وتأثر منطبع على وجوههم.
اخترنا طالبين من مجموعه الطلاب:
أحدهم:
● حسام الدين أحمد الفرماوي:
في أي السنوات أنت يا حسام؟
- حسام في الصف الثالث متوسط.
● المندوب: كم عمرك؟
-حسام: ۱۳ ثلاث عشرة سنة
● المندوب: أي الأدوار كان أشد تأثيرا في نفسك؟
-حسام: أعجبني دور الغلام
● المندوب: ماذا أعجبك فيه؟
- حسام: التضحية والشجاعة وبذل النفس
● المندوب: هل تريد أن تكون كالغلام؟
-حسام: يسرني أن أكون كالغلام وأن أضحي بنفسي في سبيل هداية الناس.
● المندوب: هل تعرف في عصرنا الحاضر أحدا كالغلام؟
- حسام: نعم لقد كان حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله كالغلام
والطالب الثاني.
● محمد أنس عز الدين:
● المندوب: في أي السنوات أنت یا أنس؟
-أنس: في الصف الرابع متوسط.
● المندوب: كم عمرك؟
- أنس: ١٤ أربع عشرة سنة
● المندوب: لماذا انتسبت الجمعية التربية الدينية؟
- أنس: أتقرب إلى الله، وأزداد حبا وعملا للإسلام.
● المندوب: ماذا استفدت من الجمعية؟
- أنس: شعرت بازدياد معلوماتي الدينية، وعشت أجواء طيبة في رحلات هادفة، حققنا فيها معاني المحبة والأخوة في الله.
● المندوب: من هو أصغر صحابي أسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهد الدعوة؟
أنس: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
● المندوب: ما هو هدفك في هذه الحياة؟
- أنس: أن أقتفي أثر الصحابة وأقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
شكرت للموجه الأستاذ محمد فؤاد البرازي جهوده مع الطلبة وفهمت منه أن عدد طلاب جمعيته ٤٥ خمسة وأربعون طالبا معظمهم من المتوسط وبعضهم من الابتدائي.
وشرح لي الأستاذ فؤاد المنهج الذي يسير عليه في نشاط جمعية التربية الدينية فهو يشمل النقاط التالية:
١ - القرآن الكريم »جزء عم« حفظا وتفسيرا مع الاهتمام بالجانب القصصي في الجزء.
٢ - الأربعون النووية للإمام النووي من الحديث الشريف
٣- السيرة: قصص الأبطال، قصص النبيين الندوي، شهداء الإسلام في عصر النبوة. مع ربط القصص بواقعنا الحاضر، واستقاء الدروس منها...
٤- مجموعة من الرحلات: زادت على ثلاث، تتضمن دروسا وألعابا رياضية.
5 - نعقد لهم جلستين في يومي الاثنين والخميس ونستعمل معهم وسائل الترغيب والتشجيع.
ودعت الأستاذ وقد تركت الزيارة في نفسي أعمق الأثر، ومضيت مع الناظر إلى غرفته حيث حدثني عن الصعوبات التي تعترض المدارس الخاصة فمنها:
● صعوبة تأمين المدرسين المؤهلين، نظرا لضيق الإمكانيات المادية، مع أن رواتب النجاة معتدلة نسبيا، ويأخذ المدرسون رواتب سنة كاملة لا سنة دراسية.
● ومن الصعوبات: عجز الكثير من آباء الطلاب عن دفع أقساطهم، مع أن رسوم مدارس النجاة معتدلة، وهناك خصم للفقراء من الطلاب.
● وفي أول العام نجد بعض الصعوبة في أضواء المدرسة الجنسيات مختلفة، لكنها تذوب والحمد لله بروح الإسلام، وأخوة الإيمان.
كان الناظر يحدثني وكأنه يدفع أقساط الطلبة من جيبه، وجدت في غرفته طالبا يعاني ألما في جسمه فكان يخدمه بنفسه، وقد وضع المدفأة قربه، ولا غرابة في ذلك فقد عاش ربع قرن مع الطلبة فحبهم وأحبوه.. وهو يشعر بشرف المهنة وأهميتها، ودورها في تربية الأجيال.
استأذنت من الناظر فودعني بمثل ما استقبلني به وخرجت من المدرسة وأنا منشرح الصدر لما وجدت فيها من آثار طيبة والحمد الله.
المجلة:
● نرجو من وزارة التربية أن تمد يد العون للمدارس الخاصة، وتقدم لها المساعدات المالية والمدرسين المختصين، وهذا نظام مأخوذ به في الدول الفقيرة، كيف بدولة غنية كالكويت وإذا كانت مدارس تبشير تأتيها مساعدات خيالية من الدول النصرانية لغرض تدمير، من ورائه إفساد جيلنا وإبعاده عن رسالته الإسلامية الخالدة؛ فليس للمدارس الإسلامية الخاصة من دول تعتمد عليها.
ولعل وزارة التربية تدرك عدم الفائدة من مواد غير ذات جدوى كالموسيقى؛ فأمتنا تحتاج لعلماء وخبراء لا لأوتار وأعواد.
● نرجو من المدرسين الذين يعتزون بدينهم أن يضاعفوا من مثل هذه النشاطات الهادفة، ويعلموا أنها فرض عين عليهم، وأنهم مسؤولون عن أدائها يوم لا ينفع مال ولا بنون. وأمتنا بدأها الغزو عن طريق الممسوخين من طلاب المستشرقين فلنبدأ بالطلاب وليشمل الأمر بالمعروف، والدعوة إلى الخير والمسجد والمدرسة والبيت والشارع، ولنملأ وقت الطالب بجوانب الخير.
● ركن الجيل الجديد في مجلة المجتمع يمد يد العون لكل طالب من أي مدرسة كانت في الكويت أو خارجها؛ فوطننا الإسلام، وبلدنا كل مكان يذكر فيه "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"،
وحيثما ذكر اسم الله في بلد /// عددت أرجاءه من لب أوطاني
فأهلا بك يا أخي الطالب في مجلتك، ولنمض معا في سبيل الله حاملين مشعل الهداية والله ولي التوفيق.
برنامج لك في عطلة الربيع
في فترة الدراسة لا يجد الطالب فراغا كبيرا ولا تواجهه هذه المشكلة إنما تواجهه في أيام العطل ويشكو منها الشباب كثيرا فسنتطرق إلى هذه المسألة لأهميتها بالنسبة للطالب؛ فالطالب حين يكون لديه وقت فراغ كبير، ولا يعرف كيفية استغلاله تجده ينصرف إلى اللهو بأشياء لا تفيده بل تضره، والشافعي رضي الله عنه يقول "إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل"، وطبعا الطالب المسلم يختلف عن غيره في أسلوب حياته. فهو في كيفية استغلال الوقت يحاول أن يستفيد استفادة جمة ويشعر بأن أوقاته محسوبة عليه.
فإن كنت حريصا يا أخي على استغلال وقتك فيمكنك أن تقضيه بالآتي:
1- أن تحرص على حفظ القرآن والحديث. وهذه فرصة كبيرة لتبدأ في هذا الأمر خصوصا وأن أيام الدراسة لم تتح لك ذلك بشكل كبير.
۲ - أن تقرأ كتابا إسلاميا جيدا لكاتب إسلامي جيد لتكون لديك ثقافة إسلامية عالية.
٣- أن تحرص على قراءة القرآن ومواظبة تلاوته وسماعه.
٤ ـ أن تخصص جزءا من وقتك لدراسة بعض المواد التي درستها في النصف الأول من العام وتستعد لاختبارات آخر العام فما بقي أقل مما مضى.
٥- تستغل بعض أوقاتك في الجلوس مع إخوانك بحيث تستفيد من هذه الجلسات.
٦ - نظم وقتك تنظيما جيدا بحيث يمكنك الاستفادة منه.
٧ - لا تحاول الجلوس دون أن تعمل عملا معينا فإن ذلك يجلب الضيق للنفس وعدا هذه النقاط توجد أعمال كثيرة للخير والبر والإحسان، وإنما على المسلم أن يكون لديه الدافع للعمل والحرص عليه. وضع نصب عينيك يا أخي الأجر والمثوبة من الله عز وجل تفلح في دنياك وأخراك.
عبد العزيز
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
