العنوان الجيل الجديد • مذكرات طالب
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 14-مايو-1974
مشاهدات 14
نشر في العدد 200
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 14-مايو-1974
يا إلهي ما أصعبها من فترة... لقد كانت فترة الامتحانات لها الثقل الكبير على نفسي حتى كدت أنفجر، ولكن الحمد لله فقد انتهت الآن وأشعر براحة كبيرة بعد انتهائها وأمامى الآن حياة جديدة سأقضيها في العمل الجاد المثمر ففترة الصيف هذه يجب ألا تفوت علي دون أن أستفيد منها وأخدم فيها الإسلام.
ولكني بعد فترة أجدني بعيدًا عن نفسى... بعيدًا عن الاهتمام بها وإعطائها حقها الذي فرضه الله عليها... وأيضا مالي أتكاسل عن الذهاب مع إخواني وأتعذر لهم بشتى المعاذير منذ قليل أتانى أخي أحمد يطلب مني أن أصحبه في الذهاب إلى شاب طيب لدعوته إلى الإسلام فاعتذرت له بانشغالى.. أوه بدأت أضيق بنفسى أراني أحيانًا دون قلب يحس أو يشعر، لا أكاد أصحو من نومى إلا متأخرًا وتحت التهديد.
لا بد لى من البحث وراء الأسباب، أرى الوجوه بدأت تتغير نظراتها حولي، لم أعد أرى تلك الابتسامات تستقبلني حين ألتقي بأحدهم، لا بد أن في الأمر شيئًا نعم الأمر الذي تغير هو أنا؟ لم أكون سلبيًا أميل إلى الراحة والدعة وغيرى يعمل ويجد، الإسلام بحاجة إلى الكثيرين الذين يقدمون أرواحهم فى سبيله لم لا أكون منهم ألهذا الحد أثرت فترة الامتحانات على نفسي حتى جعلتني أتكاسل عن العمل الخير لا.. لا يمكن أن يحدث هذا لا بد أن أتغير، لا بد أن تتحول نفسي عما هى فيه فأنا من الآن سأصبح شخصًا آخر.
- مالك يا جاسم لا تأكل... أما زالت نتيجة الامتحانات تقلقك.
نحو إصلاح المناهج
إذا كان المنهج من الأركان الأساسية فى العملية التعليمية، فلا بد أن يأخذ منا إهتمامًا كبيرًا. إن المنهج هو الذي يصنع جيل المستقبل فإذا كان منهجًا يعتمد على الكم لا على الكيف. منهجًا يهتم بحفظ الطلبة له فقط فعندئذ يزداد عدد النسخ الموجودة فى الأسواق.
أما إذا كان منهجًا يثير طاقات الشباب ويجعلها تخرج من كوامنها منهجًا يهتم بإبداع الطلبة لا بحفظهم الببغائي. عندئذ سيخرج جيل تستفيد منه الأمة.
إن مناهجنا مع الأسف لا يزال كثير منها يتسم بطابع التكديس فترى كتاب التاريخ مملوءًا بالحوادث والأسماء بدون ذكر أسباب هذه الحوادث ونتائجها فالطالب لا يتعلم من التاريخ الحكم على الحوادث واستخراج العبر. وكذلك كتب الأدب لا تجعل من الطالب ذواقة للأدب. وكتب النحو لا تجعله يحب العربية. لأن المهم يحفظ وليس المهم ما تنتجه هذه الكتب في نفس الطالب. هذه المناهج بالتالى تؤدى إلى امتحانات تقليدية تعتمد على الذاكرة فقط. فنرى الطلبة مرهقين متعبين ثم ينسون بعد الامتحان كل شئ.
والعجيب أن الكل متفقون على نقد هذا الوضع بالنسبة للمناهج وللامتحانات ولكن ليس هناك تغيير وإذا كان التغيير الشامل صعبًا فعلى الأقل من الممكن أن نبدأ بالإصلاحات التالية:
- أن تكون المناهج ترابطية أى أنها مترابطة فيما بينها فالعلوم تذكر بعظمة الله فى الكون وأمثلة النحو من القرآن. والتاريخ وسنن الله في الكون.
- تغيير نوعية الأسئلة بحيث يهتم الطلبة بالفهم والإستنتاج.
- الإقلال من المواضيع والإكثار من المناقشة حولها حتى تكون واضحة فى أذهان التلاميذ.
وهذه كلها لا تغني عن التغيير الجذرى الشامل بحيث تستفيد من الطرق الإسلامية في التعليم والتي ترجع إليها الأن أوربا. كذلك نستفيد من طرق التربية وعلم النفس الحديثين.
ورحم الله مالك بن نبي حين قال: إن من مشاكل العالم الإسلامى اليوم التعالم والشهادات..
محمد السليمان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
د. حمد المطر رئيس «اللجنة التعليمية» بمجلس الأمة الكويتي لـ«المجتمع»: انتقلنا إلى مرحلة الإصلاح التعليمي
نشر في العدد 2183
43
الجمعة 01-سبتمبر-2023