; الحرية الشخصية.. محكومة بالقيم.. ومصلحة الآخرين | مجلة المجتمع

العنوان الحرية الشخصية.. محكومة بالقيم.. ومصلحة الآخرين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-أغسطس-1972

مشاهدات 16

نشر في العدد 112

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 08-أغسطس-1972

رئيس التحرير يتحدث في ندوة تلفزيونية

الحرية الشخصية.. محكومة بالقيم.. ومصلحة الآخرين

في الأسبوع الماضي قدم التلفزيون الكويتي ندوة للمشاهدين كان موضوعها هو الحرية الشخصية على ضوء الإجراءات التي قامت بها الشرطة في ردع المتسكعين من الخنافس. ومن المعروف أن هذه الإجراءات بقدر ما بعثت من ارتياح في نفوس المواطنين الذين عز عليهم أن يؤول حال الشباب إلى ما هو عليه الآن؛ وبقدر ما وجد من ترحيب لدى العائلات والأسر المحافظة بقدر ما آثار كذلك من ضجة في بعض الأوساط التي تعاطفت مع المتسكعين تحت ستار الحرية الشخصية!

• من هنا فقد وجد التلفزيون الفرصة ليقدم للمشاهدين فريقين من الشباب الكويتي الذي يحمل وجهات نظر متباينة حول هذا الموضوع.

اشترك في الندوة المهندس/ مشاري البداح، رئيس تحرير «المجتمع» والمحامي/ عبد العزيز طاهر، والدكتور/ عبد العزيز سلطان، ومدير المباحث السيد/ محمد الحمد، والصحفي/ سليمان الفهد..

ونقدم هنا تلخيصًا لحديث الأستاذ مشاري البداح الذي قال في حديثه: أبدأ بتعريف الحرية الشخصية، ومفهومي للحرية الشخصية مستمد من الإسلام باعتبار أنه الدين الذي نؤمن به والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

فالحرية الشخصية ليست مطلقة ولكنها مرتبطة بحريات الآخرين ولها حدود تقف عندها بحيث لا تتعدى على القيم العامة أو حريات المجموع، لذلك فقد نزلت جميع الشرائع والرسالات لتنظمها كذلك سنت القوانين المختلفة لتنظم الحرية الفردية حتى لا تنفلت إلى حيث تتعدى على حقوق الآخرين.

قانون المرور مثلًا يحد من حرية الفرد في قيادة السيارة حتى لا يتسبب في الحوادث فيحدد له السرعة والاتجاه، كذلك قوانين التجارة والصحافة محددة بمصالح الناس وبأعراف المجتمع وتقاليده.

واستطرد الأستاذ مشاري فقال: إن الحرية الشخصية في الكويت يقيدها الدستـــــــور نفسه الذي نص على أن الدين الإسلامي هو دين الدولة؛ فماذا يقول دين الدولة الذي هو عقيدة الأمة كلها في الحرية الشخصية؟

لقد وردت في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية نصوصًا عديدة تتعرض للألبسة والمظهر العام وتقيدها وتستنكر ما هو شاذ منها ففي سورة الزخرف ورد:

﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ. (الزخرف: ١٨ ).

وجاء في الحديث «لا يمش أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعًا أو ليخلعهما جميعًا».

وجاء أيضًا: «نهى رسول الله (ص) عن جلود السباع». حتى لا يتشبه الإنسان بالسباع فيتصرف مثلها في سلوكها الوحشي، وقد حدث ذلـــــك بالفعل في إيطاليا حينما اعتدى شباب لبسوا جلود النمور على الناس.

كذلك فمن العرف أن تكون ملابس الجنود خشنة غير ناعمة، هذا تقييد تفرضه مقتضيات المهنة والعرف.

إذن فعقيدة الأمة تحدد المظهر العام في الملبس والهيئة والذوق.

وذكر الأستاذ مشاري أن محاولة فصل المظهر عن معدن الشخصية هي محاولة غير منطقية وضرب مثلًا بصحافي معروف في الكويت بمظهره الهيبي وأفكاره المطابقة لذلك المظهر.

وقال: إن تشجيع هذه المظاهر أو التغاضي عنها له مضار ومحاذير.  ذلك أن الشباب بدأ يعتقد بأن هذه المظاهر المزرية هي عنوان الحضارة، وهذا تزييف لمفهوم الحضارة الحقيقي يجب أن نقضي عليه حتى يجد الشباب مثلهم الأعلى في شخصيات العظماء والعلماء؛ أما أن نشجع هذا التزييف ونغذيه بوسائل إعلامنا فذلك خطر على مستقبل الجيل ومستقبل التقدم القومي في هذا البلد.

وقال الأستاذ مشاري إن هؤلاء الشباب في مجموعهم من المراهقين الذين لا يدركون مستقبلهم ومصلحتهم.. ومسؤولية تقويمهم وإرشادهم تقع علينا جميعًا -مجتمعًا وحكومة.

 

العلاج

وقال الأستاذ مشاري: إن خطوة الحكومة تجد منا كل تأييد وهي قد تردع هؤلاء الشباب بصورة مؤقتة لكنها لا تقدم العلاج الجذري، لأن المشكلة عميقة أعمق من المظاهر العامة، إنها مشكلة التربية وهذه المشكلة يجب أن تتعاون في حلها جهات معينة هي التربية والأوقاف ووزارة الإعلام التي تتحمل مسؤولية كبرى في تشجيع هذه الظاهرة من خلال ما تقدمه في إعلامها من فنون ترفيهية غربية ماجنة، كذلك لا بد من تعاون الأسرة والمنزل.

واقترح الأستاذ مشاري أن تدرس هذه الظاهرة وما تحتاجه من علاج في مؤتمر موسع يضم هذه الهيئات كلها. وكل المخلصين المستنيرين في البلد.

الرابط المختصر :