العنوان الحضارة الأوربية في الميزان
الكاتب د. عبد الله عبد الرحمن
تاريخ النشر الثلاثاء 13-أبريل-1971
مشاهدات 33
نشر في العدد 55
نشر في الصفحة 23
الثلاثاء 13-أبريل-1971
§ ٩٠٠ مليون جنيه مجموع ما ينفقه الشعب البريطاني على الخمور
§ حملة واسعة ضد تعاطي الخمور في روسيا
§ ٧٠,٠٠٠ حالة إجهاض تجري سنويًا في منطقتي ويلز وإنجلترا في بريطانيا
أعطت مجلة الطبيب العام The practitioner في عددها ١٢٣١ الصادر في شهر يناير سنة ١٩٧١م أرقامًا عن مدى استهلاك بريطانيا للكحول، تظهر الزيادة العظيمة في استهلاك الكحول في الفترة بين ١٩٣٨-٦٩.
البيرة سنة ١٩٣٨م ٢٥ مليون برميل، سنة ١٩٦٩م ٣٣,39 مليون برميل.
النبيذ سنة ١٩٣٨م ٢٢ مليون جالون، سنة ١٩٦٩م ٤٤,٨٨ مليون جالون.
الكحوليات (العرق وغيره) سنة ١٩٣٨م ١٠ ملايين غالون، سنة ١٩٦٩م ١٧,٥٣ مليون غالون.
وهذه تكون سببًا في إهدار أكثر من ٩٠٠ مليون جنيه إسترليني سنويًا إضافة إلى ما تنفقه الدولة وما ينفقه الأفراد لمعالجة الأمراض والمشاكل الناتجة عن الخمور.
والجدير بالذكر هنا أن فرنسا قد أعلنت أنها لن تستطيع بذل وتخصيص ميزانية كافية لمعالجة الأمراض الناتجة عن الخمور نظرًا لضخامة الميزانية المطلوبة.
وفي الاتحاد السوفيتي -الذي رغم عدم اعترافه بالله ومحاربته للأديان- بدأت حملة جديدة ضد تعاطي المشروبات الروحية.
وكان الكاتب المعروف «أورلاينس» قد أعلن عن زيادة كبيرة في تعاطي المشروبات الروحية في روسيا وأبدى أسفه البالغ لفقدان نسبة الإحساس بالشعور بين الجماهير تجاه خطر هذه المشروبات.
وتحدث «ب. أورلاينس» عن شرور الأفعى السامة كما يسميها فقال: «إن استعمال شرب الكحول يسبب نقصًا عظيمًا في اقتصاديات المجتمع وأنها هي التي تسبب الاضطرابات والخصومات العائلية وهي أهم سبب للزيادة الرهيبة في عدد قضايا الطلاق كما أنها تحطم صحة متعاطيها وتسبب إحداث التسمم وتليف الكبد cirrhosis of liver وتعرقل سير حركة القلب ودورة نشاطه».
وقال: إنني أهيب بأولئك الذين يتعاطون الكحول بالامتناع عن تعاطيها بتاتًا.
وقال: «إن زجاجة الكحول يجب أن يحسب حسابها بأنها بمثابة أفعى سامة خضراء لا تلفظ من فمها إلا السم الزعاف».
نهدي هذه الإحصائيات لدعاة تحليل الخمور التي حرمها الله أولًا وحاربها العالم ثانيًا بعد أن جرب من ورائها الويلات.
أذاعت سكرتارية الدولة للضمان الصحي والاجتماعي في بريطانيا مؤخرًا إحصائية عن عدد المصابين بالأمراض العقلية وذكرت المجلات الطبية التي نشرت الخبر أن عدد من يصابون بمرض انفصام الشخصية schizophrenia في بريطانيا سنويًا ٣٤,٠٠٠ شخص بالتقريب منذ سنة ١٩٦٤ وهذا المرض يعتبر من الأمراض الناتجة عن الفراغ الروحي والمشاكل النفسية أي من أمراض المدنية الحديثة.
نتيجة للسماح للإجهاض في بريطانيا فقد بلغت حالات الإجهاض حدًا لا يعقل إذ نشر في الدورية الطبية لإنجلترا أو ويلز أنه قد أجريت ١٧,٧٤٢ جريمة إجهاض برعاية القانون الأخير الذي يسمح بالإجهاض في بريطانيا خلال ثلاثة أشهر فقط في منطقتي ويلز وإنجلترا فقط من يناير حتى مارس سنة ١٩٧٠ وتذكر هذه النشرة الطبية أن هذا يشكل زيادة كبيرة عما تم في العام الماضي من جرائم الإجهاض القانونية في نفس الفترة.
وذكرت النشرة أن ٤٤٪ من حالات الإجهاض التي أجريت كانت لمتزوجات بينما ٤٧٪ من الحالات كانت لفتيات غير متزوجات.
فهل بعد هذا دليل أبلغ على ما وصل إليه عقل الإنسان الغربي حينما جعل قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق تجري تحت حماية القانون وبعده.
وهل بعد هذا دليل أنصع على ما بلغه العقل الغربي المادي من انحراف حينما حاول أن يقضي على الزنا ومشاكله عن طريق إباحة الإجهاض؟!
وهل اطلع المتغربون المقلدون في بلادنا على الحل الناجع لهذه المشاكل في الإسلام بمنعة أصل المشاكل، كتحريم الاختلاط وتحريم الزينة في غير محلها والتبرج والأزياء الفاضحة.
الدكتور عبد الله عبد الرحمن
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل