; الحضارة الإسلامية أسسها ومبادئها | مجلة المجتمع

العنوان الحضارة الإسلامية أسسها ومبادئها

الكاتب عبد القادر طاش التركستاني

تاريخ النشر الثلاثاء 11-يوليو-1972

مشاهدات 15

نشر في العدد 108

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 11-يوليو-1972

مكتبة المجتمع

الحضارة الإسلامية أسسها ومبادئها

لمؤلفهِ: أبي الأعلى المودودي

عرض وتلخيص: عبد القادر طاش التركستاني

الحضارة الإسلامية أعطت الإنسانية الشيء الكثير عقيدة وخلقًا وفكرًا وأدبًا ولقد اعترف كثير من الكتاب الغربيين بمكانة الحضارة الإسلامية وبعلو كعبها وأثنوا على جهود المسلمين ومنهم من أكد فضل الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية في نواح كثيرة. فما هي أسس الحضارة الإسلامية؟ وما هي مبادئها؟ هذا ما يجيب عليه الأستاذ المودودي في كتابه القيم على ضوء إيمانه العميق بهذه الحضارة وخبرته الطويلة في مجالها .ويبين المؤلف بادئ ذي بدء معنى الحضارة وما تتركب منه ويؤكد بطلان القول الزاعم بأن الحضارة هي التقدم المادي أو العلمي ونحو ذلك.

عناصر الحضارة: -

إن الحضارة تتركب مما يلي:

1-  نصور الحياة الدنيا- ٢- غاية الحياة ٣- العقائد والأفكار الأساسية ٤- تربية الأفراد 5 – النظام الاجتماعي.

وفي كتابه يتطرق إلى بحث العناصر الثلاثة الأولى فقط. ويقول المؤلف بأن الحياة جعلت للإنسان ليستمتع بها ويستفيد على قدر طاقته وفي حدود شريعته. وأن الانسان خليفة الله في أرضه فعليه دائمًا وأبدًا أن يرضى مستخلفه ويطيع أوامره.

خصائص غاية الحضارة الإسلامية من الحياة: -

وهي مرضاة الله -سبحانه وتعالى- وهناك خصائص كثيرة ذكرها المؤلف منها: التوافق والتجاوب بين الفكر والعمل ووحدة الجماعة الإسلامية وأنها أكبرُ حافزٍ على أعمال البر والتقوى.

العقائد والأفكار الأساسية: -

إن كل حضارة لا تقوم على دين ولا تتلقى عن عقيدة فهي حضارة زائفة والحضارة الإسلامية بالتالي قد جعلت من الإيمان دينا لها وأعطته أهميته الكبرى والعظمى .ثم يذكر المؤلف بأن أمور الإيمان في الإسلام خمسة: 1- الإيمان بالله- ۲- الإيمان بالملائكة ٣- الإيمان بالرسل ٤- الإيمان بالكتب- 5- الإيمان باليوم الآخر ثم يتابع المؤلف في كل فصل من الفصول الباقية شرح هذه الامور كلا على حدة ويذكر أن الإيمان بالله أساس الإیمان وحجرة الاول ومنطلقه الأكمل.

فوائد الإیمان بالله المعنوية: -

1.   وفوائده: 1- سعة النظر- ٢- الأنفة وعزة النفس- 3- التذلل والتواضع 3- أبطال الآمال الكاذبة ٥- الرجائية وطمأنينة القلب ٦- الصبر والتوكل ۷- الشجاعة والجرأة 8- القناعة والاستغناء 9- إصلاح الاخلاق وتنظيم الأعمال

الإيمان بالملائكة: -

والإيمان بوجود الملائكة فحسب لا يكفي وإنما يجب على الإنسان أن يؤمن بوجودهم وبمنزلتهم في نظام الكون ومنزلتهم بالنسبة للإنسان وأنه لا يوجد شيء أعظم بعد الله من الإنسان وأن يؤمن بأن الملائكة هم الذين ينزلون بالوحي ويقومون بتبليغ أوامر الله لعباده ثم يذكر أن الملائكة لهم منزلة أخرى وهي أنهم عملاء الله وخدمه والإيمان بالملائكة جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله.

الإيمان بالرسل:-

والإيمان بالرسل يجب أن يتوج بأتباعهم وطاعتهم، ويبين المؤلف حقيقة الرسالة وهي هداية الناس ثم يذكر مزايا دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ويقول بأن دعوة محمد كانت خاتمة الدعوات، لذلك فعقيدتها من أركان الإيمان لبقاء الإسلام وحضارته العالمية واستحكامهما وخلود هما وانتشارهما العام.

الإيمان بالكتب المنزلة: -

وبعد أن بين معنى الكتاب في الإسلام بين العلاقة القوية بين الكتاب والرسول ثم أكد بأنه يجب على الإنسان أن يؤمن بالكتب السماوية كلها ولكن عليه بطاعة واتباع القرآن وحده.

الحجر الأساسي للجامعة الإسلامية: -

إن الإيمان بكتاب واحد ورسول واحد وإفراغ العقليات كلها في قالبه فحسب وأخذ العقائد والعبادات والأخلاق والأعمال والقوانين المدنية كلها من مصدره فحسب وانخراط اتباع الإسلام كلهم في سلكه فحسب كل ذلك يجعل من الإسلام حضارة عالمية خالدة ويجعل من المسلمين كلهم أمة واحدة على رغم ما بينهم من الامتيازات والفوارق القائمة على أساس اللون أو النسل أو اللغة او الحدود الجغرافية.

الإيمان باليوم الآخر: -

وفي هذا الفصل يشرح المؤلف معنى الإيمان باليوم الآخر ثم يذكر تأثير إنكار الآخرة في الأخلاق ثم بين أن عقيدة تناسخ الأرواح إنما هي عقيدة خرافية وهمية ثم يضعها في ويستنتج منها بطلان هذه في ميزان النقد العلمي والعقلي العقيدة ثم يبين إمكان الحياة الآخرة وكيفيتها ونظامها وحاجة الإنسان إلى عقيدة اليوم الآخر، ثم يذكر فائدة الاعتقاد باليوم الآخر.

أهمية الإيمان في بناء الحضارة الإسلامية:-

ثم يبين المؤلف أهمية الإنسان في بناء الحضارة الإسلامية ويذكر أن الإنسان يجب عليه أن:

1.   ينال معرفة صحيحة بالله.

2.   وأن لا يرى في أحد غير الله آمرا ولا ناهيًا ولا حاكمًا ولا مطاعًا ويجعل حريته تبعًا لإحكام الله.

3.   وأن يتعرف على الطرق والوسائل التي يستطيع بها أن ينال مرضاة الله.

4.   وأن يتعرف على ثمرات مرضاة الله وعواقب مرضاته حتى لا يغتر بالنتائج الناقصة الظاهرة لإعماله وأقواله في هذه الحياة الدنيا.

ثم يبين الرسم التخطيطي للحضارة الإسلامية وميزانها وآفاقها ويقول:- «والذي قد اتضح بهذا البيان أن أركان الإيمان الخمسة في الإسلام لا تؤسس الحضارة ولا تشكلها إلا على عين الخطوط التي كانت قد رسمتها تلك الفكرة الخاصة لمنزلة الإنسان في هذه الدنيا وتلك الغاية الخاصة لحياته فيها كما أنه قد اتضح بهذا البيان أن العقيدة الاساسية التي تحتاج إليها مثل هذه الحضارة عقًلا لا يمكن أن تشتمل إلا على هذه الأمور الخمسة ومن المحال أن تصلح أية عقيدة سواها لتكون أساسًا صحيحًا لمثل هذه الحضارة إذ إن أية عقيدة أخرى لا تتفق مع تلك الفكرة الخاصة»

ولا ينسى المؤلف أن يشير إلى خطر النفاق ويحذر منه ويذكر سيئاته وشروره.

وختامًا: -

ولكل هذا دلالة واضحة على أن الإيمان الصحيح الخالص لا غنى عنه لنظام الإسلام في قيامه وبقائه واستحكامه لأن ضعف الإيمان يجعل هذا النظام نخرًا من أصله إلى آخر فرع من فروعه ولا يسلم من آثاره الخطيرة لا الأخلاق ولا الاجتماع ولا المدنية ولا الحضارة ولا السياسة ولا أي شيء سواها» عبدالقادر طاش التركستاني – كلية اللغة العربية – الرياض - وآخر دعوانا أن الحمد لله.

 

الرابط المختصر :