العنوان الخمر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-أبريل-1970
مشاهدات 17
نشر في العدد 6
نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 21-أبريل-1970
الخمر
تنشر المجتمع تحت هذا العنوان نص أول كتاب توجيهي صدر من وزارة الداخلية عن خطر الخمر. والكتاب يعد خطوة فريدة من نوعها خاصة إذا صدر من وزارة الداخلية التي يفترض دائما أن يدها لا تمتد إلا للتأديب، فأن تبدأ بالتوجيه هذه خطوة رائعة ومباركة.
الخمر في الكويت وهل لا تزال تُشْرَب؟!
1- القانون يمنعها.
2- وزارة الداخلية تصدر كتابًا بتحريمها، ومع هذا تُشْرَب في الخفاء والعلانية.
ما الخمر؟
كلنا نعلم أن الخمر هي تلك المادة الكحولية التي تُحْدِث الإسكار، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تحديده لمعنى الخمر لم ينظر إلى المادة التي تُتَّخَذُ منها، وإنما نظر إلى الأثر الذي تُحْدِثُهُ، وهو الإسكار. فما كان فيه قوة الإسكار فهو الخمر، مهما وضع الناس لها من ألقاب وأسماء، ومهما تكن المادة التي صُنِعَت منها، وعلى هذا فالبيرة خمر.
ولما سُئِلَ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأشربة التي تنتبذ حتى تشتد من العسل والذرة والشعير، أجاب بجواب جامع من جوامع كلمه، قال: «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام» رواه مسلم. وهذا عمر بن الخطاب يعلن من فوق منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- محددًا مفهوم الخمر، فيقول: «الخمر ما خامر العقل» فكل ما أخرج العقل عن طبيعته المميزة المدركة فهو خمر، وهكذا حدد عمر مفهومها تحديدًا واضحًا حتى لا تكثر فيها أسئلة السائلين، وشبهات المشتبهين.
موقف الإسلام من الخمر:
قال الله تعالى في سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ (سورة المائدة: الآية 90 – 91).
في هاتين الآيتين الكريمتين يؤكد الله -سبحانه- تحريم الخمر ويجعلها رجسًا، وهذه الكلمة لا تطلق في القرآن إلا على ما اشتد قبحه وفحشه، ثم يجعلها من عمل الشيطان، وعمله الفحشاء والمنكر. ويطلب -سبحانه- من المؤمنين اجتنابها، ويجعل الاجتناب سبيلًا إلى الفلاح، ثم يذكر من أضرارها الاجتماعية: تقطيع الصلاة، وإيقاع العداوة والبغضاء، ومن أضرارها الروحية الصد عن الواجبات الدينية من ذكر الله ومن الصلاة، ثم يطلب الانتهاء عنها بأبلغ عبارة وهي قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ (سورة المائدة: الآية 91).
وأجاب المؤمنون إجابة حاسمة فقالوا: قد انتهينا يا رب، قد انتهينا يا رب. وكان الرجل منهم في يده الكأس قد شرب منها بعضها وبقي البعض، فحين تبلغه الآية ينزع الكأس من فِيهِ، ويفرغها على التراب.
ولما نزلت الآية الكريمة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء، فلا يشرب ولا يبع» فاستقبل الناس ما كان عندهم منها طرق المدينة، فسفكوها، وهكذا حَرَّمَ الإسلام بيعها كما حرم شربها، وهو لم يحرم بيعها فحسب، وإنما حرم على المسلم بيع العنب لمن يعلم أنه سيعصره خمرا، وفي الحديث: «من حبس العنب أيام القطاف حتى يبيعه من يهودي -أي يهودي – أو نصراني، أو ممن يتخذه خمرًا، فقد تقحم النار على بصيرة».
كما حرم الإسلام على المسلم أن يقوم بأي عمل من الأعمال المتصلة بالخمر، كأن يعمل مُسْتَورِدًا أو مُصَدِّرًا لها، أو أن يكون عاملًا في محل بيعها، ولهذا لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة: عاصرها، ومعتصرها -أي طالب عصرها- وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها والمشتراة له». وحينما حرم الإسلام شربها كان حاسما، فلم ينظر إلى القدر المشروب قل أو كثر؛ لأن الإنسان عندما تنزلق قدمه في هذا السبيل يمضي وينحدر، ولا يلوي على شيء، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «فلا يشرب ولا يبع» نهي حاسم موجز عن الشرب والبيع، ثم يوضح في حديث آخر النهي عن الشرب قل المشروب أو كثر، ويوضح في حديث آخر أيضا النهي عن البيع حتى ولو كان المبيع عنبًا يراد عصره خمرا. وأكثر من هذا أن الإسلام حرم إهداءها، ولو لغير المسلم. فقد رُوِيَ أن رجلًا أراد أن يهدي للنبي -صلى الله عليه وسلم- خمرًا، فقال النبي: إن الله حرمها، فقال الرجل: أفلا أبيعها؟ فقال النبي: إن الذي حرم شربها حرم بيعها، فقال الرجل: أفلا أكارم بها اليهود؟ فقال النبي: إن الذي حرم بيعه حرم على المسلم أن یکارم بها اليهود، فقال الرجل: فكيف أصنع بها؟ فقال الرسول: أرقها على البطحاء. وأكثر من هذا وذلك أن الاسلام أوجب على المسلم أن يقاطع مجلس الخمر، ومجالسة شاربيها، وإلا فهو مثلهم وإن لم يشرب. فعن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة تدار عليها الخمر».
ومما يُؤثَرُ عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يجلد شارب الخمر، ومن شهد مجلسها وإن لم يشرب مع الشاربين. وقد رووا عنه أنه ذات يوم أمر بجلد الشاربين، فقيل له: إن فيهم فلانًا، وقد كان صائما، فقال: ابدءوا به، أما سمعتم قول الله -تعالى-: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ﴾؟ (سورة النساء: الآية 140) فهو مثلهم؛ لأن قدمه ستنزلق، ويقتدي بهم، والمرء على دين خليله. وقد صدق العربي حين قال: عن المرء لا تسأل، وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.
هل الخمر دواء؟
هكذا حارب الإسلام الخمر حربًا عنيفة شعواء، فَسَدَّ على المسلم كل منفذ لها، وأقام الحواجز بينه وبينها. ومن المؤسف أن بعض المسلمين يحاولون الاقتراب منها بحجة أنها دواء، وكأن الأدوية قد عزت كلها فلم يبق إلا الخمر! فهل هي دواء؟ الجواب على هذا السؤال نستمع إليه من الطبيب الأعظم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد سأله رجل عن الخمر، فنهاه عنها، فقال الرجل: إنما أصنعها للدواء، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنه ليس بدواء، ولكنه داء» هذا الحديث الشريف رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي، وقال صلوات الله وسلامه عليه: «إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام». وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- في شأن المسكر: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم».
وللإمام «ابن القيم» في هذا توجيه سديد، فهو يقول: إن تحريم الإسلام للشيء يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق، وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه، وهذا ضد مقصود الشرع. وأشار كذلك إلى أن إباحة التداوي بالمحرم -ولا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه كالخمر- ذريعة إلى تناوله للشهوة واللذة، وبخاصة إذا عرفت النفوس أنه نافع لها، مزيل لأسقامها، جالب لشفائها. كما أشار «ابن القيم» إلى جانب نفسي هام، فقال: إن من شرط الشفاء بالدواء تلقيه بالقبول، واعتقاد منفعته، ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم الخمر يحول بينه وبين اعتقاد منفعتها وبركتها وحسن ظنه بها وتلقيه لها بالقبول، بل كلما كان العبد أعظم إيمانًا كان أكره لها وأسوأ اعتقادًا فيها، فإذا تناولها في هذه الحال كانت داء لا دواء. ومما يؤكد أنها داء -كما قال رسول الله- أنهم وضعوا كبدًا في ماء، ووضعوا أخرى في خمر، فاحتفظت الأولى بنضارتها بل زادت، بينما ذَبُلَت الثانية ودُمِّرَت وانمحت نضارتها.
أضرار الخمر
ا - لم يبق هناك شك في أن الخمر داء يهدم الجسم السليم بعد ما قرر الرسول الكريم ذلك، وبعد ما أثبتته التجارب. ولقد أجمع الأطباء على ضررها البالغ للكبد والمعدة وسائر الأجهزة، وعلى أن أثرها في القضاء على الإنسان أشد من أثر الأمراض الفتاكة في القضاء عليه، فهذه إحدى وكالات الأنباء تذيع عام ١٩٥٦م أن معهد الإحصاء القومي في فرنسا قرر أن الخمور بدأت تقتل من الفرنسيين أكثر مما يقتل مرض السل، ففي عام ١٩٥٥م مات ۱۷۰۰۰ فرنسي من الخمر، بينما لم يمت من السل سوى ۱۲۰۰۰ فرنسي في نفس السنة. فلينظر المفتونون بالخمر إلى هذا الإحصاء الرسمي لضحايا الخمر والسل في فرنسا، لعلهم يدركون رحمة الله الحكيم الخبير بهم في تحريمها، وليعلموا أن مهمة المستعمر القضاء على صحتنا؛ لأنه يعلم جيدًا أن العقل السليم في الجسم السليم، وهو لا يريد الصحة لعقولنا، ولا العافية لأجسامنا.
2 – وكما تهدم جسم الإنسان تهدم روحه كذلك، فتصده عن ذكر الله، وتصده عن الصلاة وعن كل شعيرة من شعائر الدين الحنيف، وهكذا يتبلد حسه فيصبح كالجماد، وقد مر بك قول الله -تبارك وتعالى- ﴿ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ ﴾ (سورة المائدة: الآية 91)
3- وكلنا نعلم أن الخمر تزيل عقل الإنسان، ولست أدري أي إنسان هذا الذي بلا جسم ولا روح ولا عقل؟ فماذا بَقِيَ منه غير حطام لا خير فيه؟ وإذا ذهب عقل الإنسان فلست أدري أي فرق بينه وبين الحيوان؟ لقد زالت إنسانيته، وذهب التكريم الذي منحه الله إياه في قوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (سورة الإسراء: الآية 70)؛ لذلك نجد أحد الحكماء عندما عُرِضَت عليه الخمر يُعْرِضُ عنها كل الإعراض، ويقول: «لا أشرب ما يشرب عقلي»، ويقول ابن الوردي:
واهجر الخمرة إن كنت فتى
ليس يسعى في جنون من عقل
4- ولا تسل عن المفاسد الاجتماعية التي تحدث من زوال عقل شاربها، إذ تفسد صلات المحبة بينه وبين الناس، وتقع العداوة والبغضاء: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾ (سورة المائدة: الآية 91).
5- وينغمس في الشهوات إلى أبعد مدى، وتطوع له نفسه انتهاك الأعراض وقتل النفوس، فتنتشر الجريمة، ويضطرب حبل الأمن. واضطراب حبل الأمن في أية دولة مضاعف للأعباء، مُمَكِّن للأعداء.
6- ولا ننسى ضياع المال الذي يذهب سفهًا بغير علم إلى خزائن الذين اصطنعوها وصدروها، وتفننوا في سبل الإعلان عنها، والإغراء بها، وفي ذلك ما فيه من الضرر البالغ بالاقتصاد القومي.
7- ولا ننسى الضرر الأدبي الذي يصيب شاربها، فقد يذهب ما كان يتمتع به من حشمة ووقار واحترام بين الأهل والأبناء والأصدقاء، ثم ما يحدث بعد ذلك من توارث لرجسيتها بين الآباء والأبناء والأحفاد. وإن منظر الرجل الذي تفعل الخمر برأسه فعلها لمنظر مزر، يدعو إلى الرثاء، ويبعث على السخرية، وتشمئز منه النفس الكريمة، وهذا أبو النواس يرى منظرًا مخزيًا من شارب الخمر فتشمئز نفسه، ويرثى لحاله، فقيل له: إنك حين تشرب تبدو أسوا منه حالًا، وأبشع منظرًا!! فثاب إلى رشده، وتاب!
8- وأي خطر فادح يصيب أسرة هذا الرجل الذي أصيب في عقله وجسمه ودينه ودنياه؟ لا شك أن مثل هذه الأسرة تصاب بأفدح الخطر في رعايتها، والقيام على شؤونها زوجة وأولادًا، وقد تكون في أمس الحاجة إلى قليل من المال، بينما عائلها ينفق الأموال الطائلة على سمومه القاتلة.
9- وإذا كان المجتمع يتكون من الأفراد، فأي مجتمع يكون هذا الذي يتكون من أفراد هذه حالتهم؟
لا شك أنه يكون مجتمعًا منهارًا لا قوة فيه ولا عزة ولا كرامة، ولا يمكن أن يكتب لمثله البقاء، وصدق الشاعر العربي إذ يقول:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وحين قال:
وليس بعامر بنيان قوم
إذا أخلاقهم كانت خرابا
ولعلنا نستطيع الآن أن نفهم المغزى العظيم من تأكيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يبعث برسالة الإسلام إلا لينشر الحق والفضيلة، فقال صلوات الله وسلامه عليه: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وامتدحه الحق -تبارك وتعالى- بقوله جل شأنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)
۱۰ - قال أحد الباحثين في أضرار الخمر: «إن الإنسان لم يصب بضربة أشد من ضربة الخمر، ولو عُمِلَ إحصاء عام عمن في مستشفيات العالم من المصابين بالجنون والأمراض العضالة بسبب الخمر، وعمن انتحر أو قتل غيره بسبب الخمر، وعمن يشكو في العالم من آلام عصبية ومعدية ومعوية بسبب الخمر، وعمن أورد نفسه موارد الإفلاس بسبب الخمر، لو عُمِلَ إحصاء بذلك أو ببعضه لبلغ هذا حدًا هائلًا نجد كل نصح بإزائه صغيرًا».
كلمة أخيرة:
وبعد فيجب ألا يغيب عن أذهاننا أن أعداءنا يودون أن يقضوا علينا بشتى الوسائل، وهم لذلك يحببون إلينا تلك السموم ويزينونها بمسحة من الطرافة تستهوي النظر، حتى استباحها من أبناء الشرق من لم يستبحها قبل ذلك، وأقبل عليها أصحاب المروءات بعد أن كانوا يصدون عنها.
فينبغي ألا نُخْدَع بهذا الإغراء الزائف، وألا ندخر وسعًا في سبيل إنقاذ مجتمعنا من هذه السموم التي هي وسيلة من وسائل الانحلال والجريمة، ومانع من موانع التقدم والنهوض والنجاح في مضمار العلم والصناعة والاقتصاد.
إن المجتمع القوي الذي يضم أفرادًا أقوياء في أجسامهم وفي عقولهم يطلب المناعة دائمًا لنفسه و لأفراده من أن ينحرف فيه أي فرد إلى ما يحطم كيانه، ويهدف إلى إضعافه؛ لذلك لم يكن عجبا أن نحارب الخمر محاربة عنيفة بكل ما أوتينا من قوة؛ لأنها عدونا اللدود الذي يفتك بكيان المجتمع، ويعصف بروحه وعقله وجسمه، ونحن أحوج ما نكون إلى القوة في الروح، والسلامة في العقل والجسم، ومهمة المستعمر أن يقضي على أرواحنا وعقولنا وأجسادنا حتى يحقق أهدافه.
إن لبلادنا آمالًا عِرَاضًا، وهيهات أن ننال أيسرها مطلبًا إلا على أيدي رجال صحاح الأجسام، كبار العقول، متان الأخلاق، شداد الطباع، صلاب النفوس، كآبائنا وأجدادنا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

