العنوان الذين ائتمروا بسيد.. كانوا بالأمس.... وهم اليوم جناة!!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-أغسطس-1971
مشاهدات 18
نشر في العدد 75
نشر في الصفحة 18
الثلاثاء 31-أغسطس-1971
الذين ائتمروا بسيد.. كانوا بالأمس.. وهم اليوم جناة!!
وضوح الرؤية عند سيد
في عددها ٣٢٤ بتاريخ 16/9/1971 نشرت صحيفة «الميثاق» السودانية وقائع مقابلة بين أحد الإخوة السودانيين، وسيد قطب، وقالت:
«أتيح لي أن أزور القاهرة في أبريل الماضي، في وفد من اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، لحضور اجتماع تمهيدي لتأسيس اتحاد عام الطلاب العرب، واستطاع أحد الإخوة من الطلاب السودانيين أن يحدد لي موعدًا لمقابلة الأخ الشهيد سيد في منزله بحلوان، وكان قد أُخرج من السجن واحتجز بمنزله، وضربت عليه رقابة شديدةـ فلم يكن يزوره إلا القليل من الناس.. وذهبنا إليه وكانت مقابلة قصيرة، ولكنها عامرة بالخير زاهرة بفيض من الإيمان.
تلقانا الشهيد بالبشر والترحاب وأقبل علينا في وداعة ومودة.. وأجلسنا منه قريبًا.. قريبًا وعلم أني قادم من السودان فقال:
كنت أقرأ عن أخبار السودان منذ أيام في الصحف.. وسألني عن مجريات الأحداث، وكلمته عن المعركة الانتخابية القادمة.
وعن نشاط الشيوعيين بالسودان.. فقال: لا تنزعجوا لنشاط الشيوعيين فيشغلكم عن العمل! إن الشيوعية لا يمكن أن تنتصر من الطريق الديمقراطي، لأنه ليست لها جذور بالسودان، ولكن الخطر أن يلجأ الشيوعيون إلى نظام شيوعي بالقوة، فالخطر في الجيش، ولكن حتى إذا أفلح الجيش للقيام بانقلاب.. وإقامة الشيوعيين في الانقلاب، وأقاموا نظامهم فإنه لن يستمر طويلًا، ثم قال الشهيد:
إن الخطر الحقيقي هو خطر الصهيونية والأمريكان.. وهم الذين يبسطون نفوذهم على منطقة الشرق.. وحين حدثته عن إقبال الناس على الإسلام، قال: يجب ألا يشغلكم إقبال الجماهير عن تنظيم صفوفكم الداخلية، وإعداد رجال يواجهون الشدائد ويثبتون على المحن، فإنها آتية بلا ريب، ولا بد دون النصر من الابتلاء.
في التفسير الدّيني للأحداث!
· يوم ٢٩ أغسطس ١٩٦٦ أعدم الشهيد سيد قطب.. ويوم ٢٩ أغسطس ١٩٦٧-بعد الهزيمة- كانت بلاده تعترف بأنها لا تملك قوت يومها، وتطلب من مؤتمر القمة في الخرطوم -المنعقد بتاريخ ۲۹ أغسطس ١٩٦٧- عملية إنقاذ سريعة.
· وفي أغسطس ١٩٦٥ اتُّهم سيد قطب بما اتُّهم به على النحو المعروف.. وفي أغسطس عام ١٩٦٧ يقف الذين اتهموه في قفص الاتهام.. وتوجّه إليهم تهم من شأنها أن تطعن في سلامة كل الإجراءات والأحكام التي اتُّخذت ضد سيد قطب وغيره من إخوانه الكرماء، فعلى أي شيء يدل هذا؟
· يدل على أن هناك أنواعًا من العقاب تنزل على الظالمين في هذه الدنيا، فإذا انقلبوا إلى الدار الآخرة واجهوا أنواعًا أخرى من العقاب.
﴿فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَلَٰوَمُونَ قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ كَذَٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ﴾.
· ويدل على أن فقدان العدالة.. يؤدي إلى اتهام الناس بالباطل، وإلى إعدامهم بحيثيات ملفقة، فالذين يتهمون بالسرقة والتزوير واستغلال النفوذ، هؤلاء لا يعقل أنهم كانوا ملتزمين بقانون.. أو مقيدين باحترام حقوق الإنسان، وهم يتهمون الناس ويصدرون ضدهم الأحكام.
لقد كانوا يلقون الاتهامات كما يريدون.. ويصدرون الأحكام التي يبتغون.. ولا عدل ولا قانون.. ولا اعتبار لحقوق الإنسان.
ولئن كشفت الأحداث بعضًا من الحقيقة، فإن أبناء هذا الجيل سيشهدون العجب العجاب مما كان يدور في حياة التلفيق والزور.. فيُدان الأحياء.. ويبرأ من في القبور!
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٢٨ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ﴾.
«لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم». «حديث شريف»
من كلمات الشهيد
المجْتمع المسْلم
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله.. لا تدين للعبودية لغير الله في الاعتقاد والتصور، ولا تدين بالعبودية لغير الله في العبادات والشعائر.. ولا تدين بالعبودية لغير الله في النظام والشرائع.. ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها على أساس هذه العبودية الخالصة.
اليهود والدس
لقد دسوا رجالًا وزعامات للكيد لهذه الأمة، فالمئات والألوف كانوا دسيسة في العالم الإسلامي، وما يزالون في صورة مستشرقين وتلاميذ مستشرقين، الذين يشغلون مناصب الحياة الفكرية اليوم في البلاد التي يقول أهلها: إنهم مسلمون!! والعشرات من الشخصيات المدسوسة على الأمة المسلمة في صورة «أبطال» مصنوعين على عين الصهيونية ليؤدوا لأعداء الإسلام من الخدمات ما لا يملك هؤلاء الأعداء أن يؤدوه ظاهرين.
وما يزال هذا الكيد قائمًا مطردًا، وما تزال مثابة الأمان والنجاة منه هي اللياذ بهذا الكتاب المحفوظ، والعودة إليه لاستشارته في المعركة الناشبة طوال هذه القرون.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالقيم العلمية والأخلاقية في الحضارة الإسلامية.. الدين والحياة وجهان لعملة واحدة
نشر في العدد 1811
42
السبت 19-يوليو-2008
العادات الاجتماعية بالدول العربية وتأثيرها على زواج الشباب
نشر في العدد 2180
150
الخميس 01-يونيو-2023