العنوان السيرة الذاتية لرئيس المحاكم الشرعية بدولة قطر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-مارس-1997
مشاهدات 12
نشر في العدد 1241
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 11-مارس-1997
شهدت وفاته وجنازته كثيرًا من المؤشرات بحسن الخاتمة
كان يبدأ يومه بصلاة الفجر ويوقظ أبناءه للصلاة، ويصحبهم معه، وبعد الصلاة يقرأ من القرآن وردًا يوميًا ويفطر، وإذا كان صباح جمعة فإنه يراجع خطبة الجمعة لذلك اليوم، ثم يذهب قبل طلوع الشمس بقليل إلى مكتبه في المحكمة، فيبدأ بدراسة القضايا وتحرير الأحكام والرد على المراسلات، وكانت عادته الإملاء على أحد الكتبة من الذاكرة بعد أن يكون قد درس الموضوع، وبعد ارتفاع الشمس يبدأ الناس بالتوافد على المحكمة، وكان كبار القوم والشيوخ يزورون الشيخ في أول ساعات الصباح للسلام عليه وتناول شيء من القهوة والحديث في شؤون البلاد، ثم يبدأ المتخاصمون في عرض قضاياهم، فيستمر لعدة ساعات في نظر القضايا، والفصل فيها والرد على المستفتين والرد على المتصلين بالهاتف، وإنجاز الأوراق والمعاملات الرسمية الخاصة بأعمال الرئاسة، إضافة لمقابلة ذوي الحاجات والصدقة على المحتاجين منهم، وعندما يؤذن لصلاة الظهر كان يذهب مع جلسائه للصلاة في المسجد المجاور للمحكمة، ثم يذهب إلى مجلسه حيث يتغدى مع ضيوفه وعياله، ويوالي بيته حتى صلاة العصر، ثم يجلس في مجلسه، فيأتيه كبار القوم ومحبوه والكثير من أهل البلاد، وقد يأتي من يستفتيه في مسألة فيناقشها أمام جلسائه، كما يقابل الوفود التي تأتي من خارج البلاد، كما يأتيه بعض طلبة العلم والجيران والأقارب، وإذا كانت هناك قضية تحتاج إلى الوقوف عليها، فإنه يخرج بنفسه مع بعض مرافقيه للوقوف عليها.
إضافة إلى القيام ببعض الواجبات الاجتماعية كعيادة المريض، وتعزية أهل المتوفى وزيارة كبار السن والعجزة وغير ذلك.
ثم كان الشيخ يذهب إلى المسجد قبل صلاة المغرب بنصف ساعة للتعبد والدعاء، ثم يدخل بيته بعد المغرب، ويصلي النافلة، ويرتاح قليلاً، ثم يخرج إلى جلساته فيطلب الكتاب، ويقرأ أحد أبنائه أو أقاربه قسمًا من أحد المراجع العلمية ككتب التفاسير والسنة والفقه، ويقوم الشيخ بشرح لبعض الفقرات لإفادة جلسائه، كما يرد على من يستفسر منهم حول ما يقرأ، ثم يدعو جلساءه للعشاء، وإذا كان لديه ضيوفٌ فإنه يذبح لهم ويكرمهم كعادته، ثم يصلي مع جلسائه، ويأوي إلى بيته بعد الصلاة.
وفي رمضان كان فضيلته يبدأ يومه بالذهاب مع شروق الشمس إلى مكتبه في المحكمة ويبدأ دوامه العادي حتى قرب أذان الظهر، حيث يذهب إلى المسجد القريب من المحكمة للصلاة وقراءة القرآن، ثم يصلي العصر في نفس المسجد وبعد الصلاة يلقي درسًا يحضره كبار أهل البلاد والمصلون في ذلك المسجد، وكان درسه يتناول في كل يوم موضوعًا في الفقه أو الحديث أو التفسير لإفادة مستمعيه، ثم بعد ذلك يقوم بتدريس أولاده القرآن حتى ما قبل صلاة المغرب، حيث يذهب إلى منزله، ويفطر مع جلسائه ويشاركه في تناوله عدد من الفقراء والمحتاجين الذين يقصدونه.
وكان فضيلته كثير الصدقة في هذا الشهر الكريم، وكان يؤم الناس لصلاة التراويح حيث يصلي بهم إحدى عشرة ركعة مع الوتر، ويقرأ جزءاً كاملاً من القرآن مع طول ركوعه وقيامه وسجوده، ثم يجلس بعد التراويح في مجلسه حيث يقصده المهنئون بدخول الشهر المبارك، كما يقصده زواره الكثيرون في مثل هذا الوقت خلال رمضان.
وفي العشر الأواخر كان يؤم الناس لصلاة القيام حيث يقرأ ثلاثة أجزاء في اليوم في ثماني ركعات مع ركوع وقيام وسجود طويل، وكان يجلس للراحة بعد الأربع ركعات الأولى، ويتناول القهوة، ويلقى موعظة في المصلين تشتمل على الفوائد العديدة.
رسائله و اجتهاداته
أصدر الشيخ ما لا يقل عن خمسين مؤلفًا في مختلف المواضيع، وقد تنوعت رسائله بين النصائح في الأمور اليومية التي تدور عليها الحياة في المجتمعات والتوحيد - الذي عليه عماد الإيمان ومحاربة البدع والآراء المخالفة للشرع.
وكان ينهج منهجًا لا يتقيد فيه بآراء المذهب، بل ينظر إلى قوة الدليل ويدعم رأيه بحصيلة واسعة من الآيات والأحاديث وأقوال الفقهاء.
كما كان لخبرته في القضاء أثرها في بعض رسائله التي يسد فيها على الناس حل بعض مشاكل الطلاق والشؤون الزوجية.
وقد يأتيه استفتاء من إحدى الجهات فيؤلف فيه رسالة ردًّا على ذلك، كما فعل في إفتائه بجواز تحویل مقام إبراهيم، أو جواز الاقتطاع من المسجد والمقبرة أو إباحة والسكنى في حجر ثمود، أو رأيه حول اجتماع أهل الإسلام على عيد واحد كل عام، والتي ورد الاستفسار عنها من بعض الأجهزة في المملكة العربية السعودية.
وقد يؤلف كتابًا لمناقشة مسألة مطروحة كما حدث في فتنة المهدي في مكة المكرمة، فقد تزامن حدوثها مع عقد مؤتمر السيرة والسنة النبوية في الدوحة، وكان فضيلته قد أعد بحثًا السنة المطهرة وكونها شقيقة القرآن، فعدل عنها إلى بحث حول المهدي المنتظر ألقاه على الحضور في المؤتمر فنال استحسانهم، وكان عنوانه: «لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر»، وعندما رأى كثرة الأضاحي عن الأموات في مناطق نجد وما جاورها أعد رسالة سماها عن الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود «الدلائل العقلية والنقلية في تفضيل الصدقة عن الميت على الأضحية». وأثارت عليه بعض الردود فرد عليها بكتابه «مباحث التحقيق مع صاحب الصديق»، إضافة لأبحاثه حول مناسك الحج لرفع الحرج عن الأمة فألف كتاب «يسر الإسلام في أحكام حج بيت الله الحرام»، الذي أثار ضجة كبيرة في حينه، وطلب الملك سعود من الشيخ علي – حاكم قطر - إيفاد الشيخ إلى الرياض لمناظرة العلماء حول رأيه، فحضر الشيخ في مجلس ضم كبار علماء المملكة وعلى رأسهم شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية وطلب الملك من الشيخ الرجوع عن رأيه، فحاور الحاضرين وطالبهم بالرد عليه بالدليل، ووزع عليهم رسالة يدافع فيها عن رأيه طبعت فيما بعد باسم «الرسالة الموجهة إلى علماء الرياض في تحقيق القول بجواز رمي الجمار قبل الزوال» كما نشر بعض آرائه حول مناسك الحج في كتاب «أحكام مناسك حج بيت الله الحرام»، كما كتب فضيلته العديد من الرسائل في التحذير من البدع والانحراف عن واجبات الدين، وقد كتب حول الأمور الواقعة في حياة المجتمعات الإسلامية فحذر من الخمور والربا والاختلاط والتزوج بالكتابيات وأثره على النشء والأفلام الخليعة والتلقيح الصناعي ونكاح المتعة. كما ألف في تصحيح عقائد المسلمين ككتابه حول بدعة الاحتفال بالمولد، والإيمان بالقضاء والقدر، وكتاب عقيدة الإسلام والمسلمين، و«رسالة الإصلاح والتعديل لما وقع في اسم اليهود والنصارى من التبديل» ورسالة «وجوب الإيمان بكل ما أخبر به القرآن من معجزات الأنبياء» ورسالة «تحقيق البعث بعد الوفاة»، وتحذيره من انحراف الشباب، ورسالة حول «واجب المتعلمين والمسؤولين في المحافظة على أمور الدين» كما ناقش في بعض مؤلفاته مسائل فقهية هامة كأحكام عقود التأمين، وحكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب، وحكم الطلاق السني والبدعي، وقضية تحديد الصداق، والحكم الشرعي في ثبات رؤية الهلال، وكتاب الصيام، وفضل شهر رمضان، والجهاد المشروع في الإسلام، وغيرها من المواضيع التي تعالج مشاكل في الحياة اليومية للفرد، وتهدف إلى تصحيح المفاهيم، ورفع الحرج عن مجموع الأمة. وقد منحه الله قلمًا سيًّالاً وقوة في التعبير.
في العبارة التي يصف فيها منهجه في مقدمة كتابه «الحكم الجامعة»، وإنني عندما أطرق موضوعًا من مواضيع البحوث العلمية التي يحسن التذكير بها وبمحاسنها ومساوئها، وحكمها وأحكامها فإنني أخذ للبحث بغيتي. وغاية رغبتي، مما وصل إليه فهمي وعلمي، حتى ولو طال ذيل البحث، ولن أقتصر فيه على بلغة العجلان ورغبة العاجز الكسلان، إذ إن الناس يتفاوتون في قوة الإيراد والتعبير، وفي حسن المنطق وجمال التحبير، والعلم شجون يستدعي بعضه بعضًا ويأخذ بعضه برقاب بعض، وعدوًا من عيوب الكلام وقوع النقص من القادر على التمام ووقوع الانفصام والانفصال من مواقع الاتصال.
ولفضيلته أسلوب يعطي فيه زبدة الموضوع بدون لف أو دوران بشكل يريح القارئ ويفيده بدون تضييع وقت، وهو من محبي شيخ الإسلام ابن تيمية ويسير في اجتهاداته على نفس المنهج.
وقد شرح فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي أسلوب الشيخ فقال:
إن رسائل الشيخ نوعان:
١- رسائل عادية تتضمن توجيهات ونصائح أشبه بالخطب المنبرية، بل هي في الغالب من خطب الجمعة التي يحضرها الشيخ ويتعب عليها، ويغذيها بالنصوص والحكم والأشعار حتى تنضج، وهذه ليست مقصودة بالحديث هنا.
٢- والنوع الآخر رسائل علمية فقهية، تهدف إلى تحقيق مسألة معينة، وإبداء الرأي فيها عن طريق الترجيح والاجتهاد المبني على النصوص النقلية، وفهم القواعد الكلية والمبادئ العامة للشريعة، ومراعاة مصالح الخلق، ومقاصد الشرع.
وهذه هي التي صال فيها قلم الشيخ وجال، وأتي فيها بالجديد والطريف، وجعلت له كثيرًا من المعجبين، كما هاج عليه كثيرٌ من المنكرين، وقل من الناس إلا من له مادح وقادح، إلا الحامل الناس الذي يعيش بينهم حيًا كميت وموجودًا مفقودًا، لا ينفع ولا يضر، ولا يحزن ولا يسر
ولا أنكر أني قد اختلف مع الشيخ في بعض الجزئيات فيما يكتبه مثل ذبائح الشيوعيين والملاحدة والمرتدين، وقد أتناقش معه في بعض القضايا ويحتد بيننا النقاش، ولكن اختلاف الرأي لا يقصد ما بيننا من ود، ولا عيب في اختلاف الآراء، مادام رائد أصحابها الحق والخير، إنما العيب في أختلاف القلوب، وتحاسد النفوس.
سفراته وزياراته
كان فضيلته قليل السفر، ويعتذر عن حضور المؤتمرات الخارجية أو الاجتماعات الرسمية، كما كانت له زيارة كل سنتين أو ثلاث سنوات إلى المملكة العربية السعودية، فكان يسافر إلى مسقط رأسه في حوطة بني تميم في مزرعته العامرة المعروفة هناك، ويأتي الكثير من الزوار والمحبين وطلبة العلم والأقارب، وكان يكثر من الصدقات وصلة الأرحام، ويحرص على تلبية دعوة من يدعونه لوليمة أو قهوة مع ما في ذلك من التعب والإرهاق، فقد يصل عدد المواعيد في اليوم الواحد إلى أكثر من خمس عشرة زيارة في مناطق مختلفة، فيلبيها رغبة منه في إدخال السرور على من يزورهم، وكان لا يرد صاحب حاجة، ويغص مجلسه بكبار القوم وصغارهم.
وكان يمر في سفره على الدمام، فيقيم عند الأمير سعود بن جلوي، وبعده عند الأمير عبد المحسن بن جلوي، وله معهم صحبة، كما كان يزور وجهاء الأحساء والدمام الذين يصرون على دعوته إلى بيوتهم.
كما يزور الرياض ويقيم فيها بعض الأيام لزيارة الأقارب والمحبين وتلبية دعوتهم، وكانت له صحبة مع الأمير عبد الله بن عبد الرحمن ويحرص على زيارته، كما يزوره العديد من الأمراء والعلماء والوجهاء الذين يجلونه ويقدرونه، ومجلسه لا يخلو من الأمراء والعلماء والوجهاء.
وقد سافر إلى لندن مرتين للعلاج، كما سافر مرة إلى لبنان لنفس الغرض، وأثناء زيارته إلى لندن صادف عيد الأضحى، ودعاه إمام جامع المركز الإسلامي الكبير في لندن لإلقاء خطبة العيد، فأعدها على عجل، وكان موضوعها دعوة النصارى وسائر الأمم إلى دين الإسلام، وكانت ذات تأثير كبير على الحاضرين للصلاة الذين التفوا حول الشيخ بعد انتهاء الصلاة للسلام والشكر، ونقلتها إذاعة لندن في حينها.
وفاته
انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى ضحى يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان الكريم عام ١٤١٧هـ، بعد فترة تزيد على السنة من لزوم الفراش نتيجة ارتفاع السكر، وقد سافر قبل وفاته بسنة إلى لندن للعلاج حيث وضع سمو أمير دولة قطر تحت تصرفه الطائرة الأميرية لنقله ومرافقيه، وقد تحسنت صحته بعد ثلاثة أسابيع من العلاج في مستشفى ولنجتون في لندن.
وكان بحمد الله خلال الفترة السابقة على وفاته في حالة مستقرة لا يشكو من ألم أو ضيق، وينام ويتغذى بشكل جيد، وكان دائم التلاوة للقرآن بالرغم من ضعف حواسه في السنة الأخيرة.
وفي الأيام الأخيرة ضعفت قدرته على الكلام، وفي اليوم الذي توفي فيه صحا من نومه فجر ذلك اليوم، ونطق الشهادتين، ودعا الله أن يجعله من التوابين والمتطهرين ومن عباده الصالحين ثم ذهب في نوم عميق، وفي الصباح أحس مرافقوه أن حالته تستدعي حضور الطبيب فطلبوه، وعندما فحصه طلب استدعاء أبنائه، وقد كان بعضهم معتكفًا في المسجد المجاور، فجاؤوا على عجل، وكانت حالة الشيخ مستقرة وجسده ساكنًا ووجهه في حالة طبيعية، وكان أبناؤه جميعًا حوله يدعون له عندما فاضت روحه إلى بارئها بدون أن يحس أحد منهم بذلك إلا عندما بلغهم الطبيب.
وقد فاضت روحه- رحمه الله - في حوالي التاسعة من صباح الخميس في أواخر العشر المباركة من الشهر الفضيل رمضان، وذلك في منزله بمدينة الدوحة- قطر.
وتم غسله وتجهيزه في بيته والصلاة عليه بعد عصر ذلك اليوم في جامع الدوحة الكبير الذي طالما شهد صولاته وجولاته على منبره.
وقد حضر الصلاة عليه جمع غفير من المواطنين على رأسهم أمير البلاد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وشيوخ آل ثاني والوزراء والوجهاء وأبناء البلاد والمقيمون والمحبون لفضيلته.
وقد تقدم للصلاة عليه فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، ثم شيعت جنازته إلى مقبرة أبو هامور في الدوحة، وصلى عليه عدة مرات في المسجد المجاور للمقبرة وأمام القبر لمن لم يتمكن من الصلاة عليه، وقد حضر دفنه جمع كبير من أبناء البلاد والمقيمين غصت بهم جنبات المقبرة مع العلم أن الكثير من الناس لم يصلهم الخبر، حيث كانت الوفاة والدفن في نهار رمضان، وقطعت الإذاعة القطرية إرسالها وأذاعت خبر وفاة الشيخ، ثم كررت إذاعته عدة مرات وأذاع التلفزيون القطري الخبر في مقدمة نشراته، كما نشرت الصحف القطرية الخبر في صدر صفحاتها الأولى وخصصت عددًا من صفحاتها الداخلية للحديث عن سيرته وأعماله، كما نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بيانًا نعت فيه الفقيد للعالم الإسلامي.
وقد كان لوفاته صدى كبير، فقد بكاه أهل قطر رجالًا ونساء، وخصصت الخطبة الثانية في الجمعة بمساجد البلاد للحديث عن مناقب الفقيد وأعماله ودوره في خدمة الإسلام والمسلمين، وصلى عليه الكثير صلاة الغائب، وتوافد المعزون إلى بيته حتى غص المجلس وساحاته بهم لعدة أيام وازدحمت الشوارع المحيطة والمؤدية إلى بيت الشيخ بالسيارات، حتى تعطل المرور فيها في أوقات الذرو،ة وقد تلقى أبناؤه العديد من المعزين الذين قدموا من خارج البلاد إضافة للبرقيات والمكالمات الهاتفية من العديد من الحكام والأمراء والعلماء والوجهاء من مختلف البلاد.
الرؤى العديدة بالخاتمة
تعددت الرؤى التي تبشر بحسن خاتمة الشيخ- غفر الله له- فقد رأت إحدى حفيداته التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا في نفس الصباح الذي قبض فيه، وبعد أن نامت بعد صلاة الفجر أن الشيخ جالس على كرسي أبيض وفي ثياب بيض، وعلى جانبيه ملكان بأجنحة بيضاء، ورأت أنهم حملوا الشيخ في كرسيه وصعدوا به إلى السماء فانتبهت من النوم ثم بعد ذلك علمت بوفاة جدها.
كما رأت إحدى نساء العائلة في إحدى ليالي رمضان والدة الشيخ وهي تقول لها: إن ولدي عبد الله سيعيد عندنا، فقال لها زوجها: إن كان حلمك سيتحقق فإن الشيخ لن يكمل شهر رمضان على الدنيا.
ورأت زوجة خال الشيخ أن زوجها يبشرها في المنامأن ابن أخته سيأتي إليهم.
وقال أحد العلماء السعوديين إن أحد الصالحين من أئمة المساجد رأى ليلة الثامن والعشرين من رمضان أن القمر يخسف به، وقد أوله عدد من العلماء الذين طرحت عليهم فكرة تعبير الرؤيا أن المقصود بها وفاة عالم وهو الشيخ عبد الله بن زيد ال محمود الذي انتقل إلى رحمة الله في ذلك اليوم.
كما رأى أحد القطريين في الليلة السابقة على وفاة الشيخ خيلًا كثيرًا مسرجة كأحسن ما يكون، وعليها قوم بملابس بيض فسألهم إلى أين أنتم ذاهبون فقالوا: سنذهبرلنأخذ الشيخ عبد الله بن محمود.
ذريته
للشيخ- رحمه الله- من الأبناء سبعة عشر ولدًا، ونحسبهم من الصالحين- إن شاء الله- ومنهم محمد- رجل المحاكم الشرعية «بدرجة وزير»، وأحمد- وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعلي سفير دولة قطر في الرياض- السعودية، وعبد العزيز عقيد في سلاح الجو الأميري، وحسن سكرتير أول بسفارة قطر في دمشق، وعبد اللطيف رئيس قسم تسويق الغاز بمؤسسة البترول، وسعود رائد بوزارة الداخلية، وخالد رئيس القسم الطبي بسفارة قطر في لندن، وعبد المحسن نقيب في سلاح الجو الأميري، وفيصل مدير إدارة الأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
خاتمة
رحم الله الشيخ الجليل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما عمل وخلف من جهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في ميزان حسناته يوم القيامة.
ولا نقول إلا ما قال رسول الأمة ﷺ: «لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»، ولا شك أن وفاة العالم تثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا عالم مثله، «وإنا لله وإنا إليه راجعون».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مَن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه... الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان
نشر في العدد 30
21
الثلاثاء 06-أكتوبر-1970