العنوان الشباب المتهم!!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-أبريل-1970
مشاهدات 17
نشر في العدد 6
نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 21-أبريل-1970
نتحامل كثيرًا على شبابنا ونتهمه بالتحلل والإباحية والتمرد على الدين، ولكن لم نستطع أن نجلس في هدوء ونفكر في أسباب ومصادر هذا التحلل، ثم نحاول أن نجد وسيلة للحفاظ على ثروة الأمة البشرية. نحن في حاجة لأن نجمع نخبة من علماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد والفقه -وقصدت بالفقه هنا حتى لا أذكر كلمة علماء الدين فأجرد الآخرين من أن يكونوا رجال دين-، نجمع هذه النخبة من العلماء على مائدة إسلامية يفرض القرآن نفسه عليها، وتهيمن سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على توجيهها، ثم تبدأ في مناقشة قضية الشباب.
الشباب يبدأ أول الطريق من البيت، ثم يخرج من البيت إلى المدرسة، ومن المدرسة إلى الحياة الواسعة العريضة «مدرسة الحياة»، وحتى نكون منصفين للشباب نحاول أن ندخل معهم البيت وندور في أركانه ونبحث عن مراكز التوجيه فيه، سنجد في البيت تشنجات المغنين وتأوهات المغنيات، وسنجد صورًا تتحرك على شاشة صغيرة ترسم كل جوانب الفساد في مجتمعنا وتصورها للشباب حتى يتمثل بها، ترسم له الجنس في مختلف مراحله، وتنقل إليه حياة أوروبا وأمريكا من خلال أفلامها بإيحاء خبيث، يجعل الصبي في سخط دائم على مجتمعه، ثم تغذيه بترف فكري يستنزف من صدره كل أصول الإسلام الحية وأفكاره المشرقة.
ويدور الصبي في فلك البيت مرددًا أصداء الراديو والتلفزيون متمثلًا إياها في حركاته وسكناته، ثم يتجه إلى والديه ليجد الإعجاب والتشجيع، بل يقوم بعضهم بتصحيح أسماء المغنيات والراقصات، ويحرص البعض على تشجيع الفتيات على التقليد؛ حتى تصير البنت «نجمة جديدة!» من هذا البيت يخرج الصبي ليلقى أمامه المجتمع صورة مكررة منه، يلقى الصبية و الكبار يتحركون من خلال شاشة التلفزيون وعلى أنغام الرقص الشرقي الماجن، المرأة تمشي على غير استحياء، والشباب تشخص فيه صورة الخنافس، والصبية تصبغ نفسها بالأحمر والأسود، و الجميع يمثلون مسرحية البيت على جنبات الطريق!
هذا هو البيت، أول عتبة يخطوها الشاب على طريق الحياة. فمن أراد أن يدرس مراكز التخريب في أجيالنا ويرسل لها خطة الإصلاح فليبدأ أولًا بالبيت، ثم تكون الخطوة الثانية في الطريق، والثالثة في المدرسة، والرابعة في المجتمع العريض.
وقبل أن نخطو للشارع، نحب أن نمد إصبعنا شأن جندي المرور لنقول للمسئولين هنا خطر، فالبيت ليس ملكًا للأب والأم والأبناء فقط، إن البيت ملك للأمة، وهو النواة الأولى في بناء المجتمع، والحكومة في مسئوليتها عن بناء المجتمع الصحيح عليها أن تخطو معنا أول خطوة، وتبدأ بالبيت.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

