; المجتمع الثقافي (العدد 1205) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي (العدد 1205)

الكاتب المحرر الثقافي

تاريخ النشر الثلاثاء 25-يونيو-1996

مشاهدات 708

نشر في العدد 1205

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 25-يونيو-1996

ومضة

كنا في مجلس عام، وكان السكون يخيم على الحضور فأراد أحدهم أن يحرك ساكن الجلسة، فطرح سؤالا في موضوع لغوي وعلى الفور تطوع من أجاب على سؤاله بسرعة مذهلة، لكن الاجابة كانت خاطئة وصاحب السؤال يعرف الإجابة الصحيحة إلا أنه لم يصدمه ببيان الصواب، وإنما تركه لفرصة مناسبة.

وعرض آخر مسألة فقهية، فبادر المفتي الأول للإدلاء برأيه دون روية أو تفكير، ربما يكون قد وافق الصواب أو جانبه.. المهم أن إجاباته المتعجلة لا توحي بالاطمئنان ولا تبعث على الثقة ولا تحقق الارتياح النفسي الذي يحتاجه من يتطلع إلى المعرفة.. ليس من زاوية اللياقة الاجتماعية وإنما من الجانب العلمي... لأن المتلقي إذا اهتزت ثقته بالمصدر المعرفي الذي يتلقى عنه فإن المعلومات التي يتلقاها لا تستقر في عقله، أو أنها تظل في حالة اضطراب حتى يعرضها أو يصححها على مرجع علمي موثوق. 

خذ مثلا، الأخبار التي يسمعها الإنسان والتي يهتم بها أشد الاهتمام وينتظرها بفارغ الصبر ويتلهف على سماعها، عندما ترده عن طريق شخص أو وكالة أنباء أو جهاز إعلامي، لا يتثبت في نقله للمعلومات أو أنه عرف عنه الكذب، أو أنه اعتاد على التضليل وتمويه الحقائق، فإن هذا الإنسان يبقي متشككا في الخبر الذي يسمعه حتى يأتيه من جهة موثوقة، يطمئن لأمانتها وصدقها .. وهذا يفسر لنا. لماذا كان علماء الحديث يضعفون الرواية إذا جاءت عن طريق راو لا يتقن الحفظ أو أنه ثبت عليه الكذب والنسيان ولو مرة واحدة.

شيء آخر.. قد تجد في يد طفلك رسالة صغيرة من هذه التي تدفع بها المطابع عن بعض الأحكام أو المسائل الاعتقادية مذيلة باسم مؤلف لا تعرفه ولم تسمع به، ولا تدري إن كان من العلماء أو من جامعي القصاصات، فإنك لا ترتاح ولا تطمئن ولا تأمن على طفلك حتى تعرض رسالته على ما جاء في الكتب المعتمدة، وما ذكره العلماء الثقاة والأئمة الأعلام.

مبارك عبد الله

إصدارات مختارة

الشرق الأوسط والأمة الوسط:

 فكرة هذا الكتاب الرئيسية تتلخص في أن المشروعات التي تحمل شعار الشرق الأوسط إنما هي تحايل أجنبي خبيث يراد به تجاهل وحدة الأمة العربية الإسلامية صاحبة هذا الإقليم بل وتجاهل وجودها وحقوقها وإعطاء منطقتنا اسماً جديداً بفتح الباب السيطرة القوى الأجنبية الإمبريالية.

مما يعني أن شعار الشرق الأوسط طرح كبديل عن الأمة الوسط التي هي أمتنا العربية الإسلامية، وبعبارة أخرى أن أي تقدم لمشروع الشرق الأوسط اقتصاديا أو سياسيا أو عسكريا سيكون على حساب أمتنا العربية الإسلامية أو على أنقاض تلك الأمة التي أثخنتها الجراح، ولو أن هذا المشروع الاستعماري كان يهدف إلى تنمية المنطقة بأكملها وتطويرها أو أنه يريد الخير لكل شعوبها لما حرص على تأمين التفوق العسكري والاقتصادي للكيان اليهودي على بقية دول المنطقة.

ثم إن من أهداف هذا المشروع الأجنبي محاولة طمس هويتنا العربية الإسلامية وذلك عن طريق محاربته لكل أشكال التحرر وكل مشاريع الوحدة بين أقطارنا بل وإجهاض لكل محاولات العودة إلى الجذور، في الوقت الذي يسمح فيه ويشجع قيام الكيان اليهودي على أساس ديني ومساعدته على التعاون والتواصل والتلاحم مع جميع الأقليات اليهودية في العالم. كما أن القوى الإمبريالية صاحبة المشروع تبرز وتقدم الكيان اليهودي الدخيل كنموذج للمجتمع الديمقراطي الذي ينعم بالمساواة والحرية والعدالة.

وفي نفس الوقت تدعم وتساند الدكتاتوريات العربية والإسلامية لتقاسي شعوبنا من الظلم والكبت والحرمان ونتجه بأنظارها بعد ذلك إلى النموذج المتطور للديمقراطية الحديثة.

هذا التفاني في رعاية الكيان اليهودي وتفضيله وتمييزه بالإضافة إلى  الإهمال المتعمد مصالحنا والعمل على قتل طموحاتنا وتطلعاتنا. سيفشل مشروع الشرق الأوسط لأن شعوبنا تنبهت لهذه التفرقة المقصودة وبالتالي رفضت إعطاء ثقتها لهذه المشاريع الإمبريالية لأنها لا تحقق لها ما تصبو إليه من رفعة ورفاهية على الرغم من انجرار وانسياق كثير من الحكومات في مخطط احتواء المنطقة وتسخيرها للنفوذ الاجنبي تبعاً لصالحها الخاصة وإبقاء على ما حصلت عليه من مواقع ومناصب مقابل حراستها لهذه المشاريع المشبوهة.

لذلك ترى الشعوب على الرغم من تسابق كثير من زعمائها إلى السقوط ترفع الارتماء في ضان الوحش الاستعماري وربيبة الأفعى الصهيونية. 

كتاب الشرق الأوسط والأمة الوسطة يحتوي على خمسة فصول يتناول الفصل الأول: الحديث عن الشرق الأوسط تحت العناوين التالية: لماذا الشرق الأوسط – التقسيم الجغرافي للعالم – الخريطة الأيديولوجية والسياسية. أسلحة الحيلة والخديعة قانون المجهود الأقل وفي الفصل الثاني يتحدث عن الأمة الوسط وملامح الشخصية الإسلامية مؤكدا على طريقنا الذاتي الأوسط ومحددا مقومات الأمة الوسط .

الفصل الثالث وخصصه للحديث عن المبادئ الأولية لإقامة الأمة الوسط  وهو بعنوان الطريق الوسط وعالجه في الأطر التالية المتابع العقيدية – التجديد والاجتهاد. تجاوز الصراعات الداخلية – العدل والتوازن الاجتماعي الإطار الشرعي للنظم الاجتماعية والاقتصادية.

طريق النهضة هو عنوان الفصل الرابع الذي تناول فيه بداية النهضة ومسيرتها ومشاكل العصر الحاضر ثم حدد طريق الاستسلام والتبعية وإلى جانبه طريق المقاوم والتضامن والأصالة والبناء الذاتي. 

أما الفصل الأخير فكان بعنوان «المستقبل وناقش فيه حركة التاريخ ومن ثم إدانة التقليد ومركب النقص مؤكداً أن التضامن الإسلامي يفتح لنا الطريق للتقدم الشامل ويوصلنا إلى المستقبل المنشود .

الكتاب: الشرق الأوسط والأمة الوسط. 

المؤلف: د. توفيق محمد الشاوي.

الناشر: الزهراء للإعلام العربي.

ص ب ۱۰۲ مدينة نصر – القاهرة

ت ٦۰۱۹۸۸۸ – ٢٦١١١٠٦ فاكس: ٢٦١٨٢٤٠

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

95

الثلاثاء 31-مارس-1970