العنوان الصحوة البيضاء
الكاتب محمد المجذوب
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974
مشاهدات 8
نشر في العدد 193
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 26-مارس-1974
الصحوة البيضاء
على هامش الظاهرة المباركة التي تجلت في عودة الكثير من فتيات مصر المؤمنة إلى الحشمة اللائقة بهن.
محمد المجذوب
يابنة النيل... لا عدمت الحياء كيف أصبحت والرجال سواء؟!
عهدنا بالفتاة في حرم الإسلام قلبًا بالصالحات مضاء
ومنارًا يعشو إلى ظله القلب فيجلو الدجى ويمحو الشقاء
فعلام انصرفت عن سنن الله إلى كل ظلمة طخيـــــــاء؟!
فتنة أطفأت سناها بجنبيك أعاصر فتنة رعناء
سلبت ذاتك الأصالة فاستبدلت منها بهارجًا شوهاء
فإذا أنت دمية بيد الشيطان يلهو بها صباح مساء
لا ترى في الحياة خيرًا ولا معنى سوى ما رأى العدو وشاء
وبهذا غدوت حربًا على الإسلام -والشرق كله- شعواء
كل بدع من الفساد فعن دربك وافى فطبق الأرجاء
وتسمين كل مهزلة فنًّا ولو كان خزية شنعاء
فتملي آثار غيك في الشرق سهامًا فتاكة ووباء
ملأت واسع الفضاء على الناس فلا تأتلي بهم إغواء
فكأن الوجود لا شيء إلا الهذر والرقص ماجنًا والغناء
وسموم الأخلاق أسرع في القتل وأمضى على الشعوب قضاء
فإلام الضياع يا غادة النيل وقد أسفر الردى وتراءى؟!
أنلهو.. والنار تلتهم الأرض، وعبث.. والنيل بالهول ناء؟!
يئس الطب من شفائك لولا يقظة حبيت إلينا الرجاء
شبها في ضمائر الغيد من قومك إيحاء صحوة بيضاء
هالها أن ترى أفاعي صهيون على دينها تريد اجتراء
فالتظى حسها الأصيل، وقد فاءت لإيمانها العظيم وفاء
وتجلى لعينها كل ما كانت عليه من غفلة نكراء
فرمت بالذي أعد لها الضلال مما دعوه زورًا کساء
وبمثل ارتدادة الطرف عادت تملأ القلب حشمة وإباء
أقسمت أن تخوض معركة القرآن لا ترتضي سواه لواء
تبذل النفس في الذياد عن الحق وعن شرعه الحنيف فـداء
أو يعود الكتاب للفصل بين الخلق طرًّا والسنة الغراء
فارجعي مثلها إلى جنة الإيمان يكشف عن قلبك الأدواء
واستجيبي نداءه وأعيدي لأسارى الضياع ذاك النداء
فعسى تغسلين عار الأذلين بفجر يبدد الظلماء
فتكوني للنيل -يا ابنته- مشرق فخر وعزة شماء
أنت إن تقتفي سبيل النبيين تكوني المدلج للمدلجين ضياء
وإذا ما جفوت يومًا هداهم لم تزيدي الحياة إلا شقاء
