; العمل - العدد 8 | مجلة المجتمع

العنوان العمل - العدد 8

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-مايو-1970

مشاهدات 23

نشر في العدد 8

نشر في الصفحة 27

الثلاثاء 05-مايو-1970

من المفاهيم العمالية الإسلامية.. نظرة الإسلام إلى العمل

إن كل إنسان في مجتمع الإسلام مطالب أن يعمل، مأمور أن يمشي في مناكب الأرض، ويأكل من رزق الله كما قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك: 15).

إن العمل هو السلاح الأول لمحاربة الفقر، وهو السبب الأول في جلب الثروة، وهو العنصر الأول في عمارة الأرض التي استخلف الله فيها الإنسان، وأمره أن يعمرها، كما قال تعالى على لسان صالح لقومه: ﴿وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ (هود: 61).

أبواب العمل

إن الإسلام يفتح أبواب العمل أمام المسلم على مصراعيها، ليختار منها ما تؤهّله كفاءته وخبرته وميوله، ولا يفرض عليه عملًا معينًا إلا إذا تعيّن ذلك لمصلحة المجتمع.

كما لا يسد في وجهه أبواب العمل إلا إذا كان من ورائه ضرر بشخصه أو للمجتمع ماديًا كان الضرر أو معنويًا وكل الأعمال المحرمة في الإسلام من هذا النوع.

 

لا يحرم عامل جزاء عمله

إن هذا العمل سيدر على صاحبه غلة أو ربحًا أو أجرًا، يمكّنه من إشباع حاجاته الأساسية، وتحقيق کفايته وكفاية أسرته- ما دام النظام الإسلامي هو الذي يحكم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يوجهها وفقًا لأحكامه ووصاياه.

ففي ظل هذا النظام لا يحرم عامل جزاء عمله، وثمرة جهده، بل يعطى أجره قبل أن يجف عرقه، كما أمر الإسلام، ويعطى أجره المناسب لجهده وكفايته بالمعروف بلا وكس ولا شطط، لأنه إذا أعطي أقل مما يستحق فقد ظلم، والظلم من أشد المحرمات في الإسلام.

رفع المستوى ولا يحرم من التملك إذا توافر معه من النقود ما يشترى به عقارًا، أو منقولًا يدر عليه دخلًا، يرفع من مستوى معيشته، أو ينفعه في مرضه أو شيخوخته أو تنتفع ذريته وورثته من بعده.

                                              يوسف القرضاوي

 

حقوق العمال وشركات النفط

أُقيم في مقر نقابة العمال في الأحمدي مساء يوم الجمعة الماضي احتفال ضمّ جميع نقابات العمال في الكويت، وقد حضر الاحتفال جمع غفير من العمال، وقد ترأّس الاحتفال السيد حسين الصقر رئيس اتحاد نقابات العمال في الكويت، وألقى كلمة، قال: إننا هنا اليوم لنطالب شركات النفط بإعطائنا ردها الحقيقي عن معنى هذا التجاهل الذي تتستر وراءه تجاه القانون، ونحن متأكدون أننا لن ندخر جهدًا في أن نعمل كل ما في وسعنا لكي تحصل على حقوق العمال التي ضمنها القانون الذي وقعه صاحب السمو أمير البلاد المعظم منذ سنتين.

وحتى إن لم تتجاوب الشركات وتنفذ ما جاء في القانون رقم ۲۸ فإننا نقول بكل وضوح بأننا سوف نحصل على هذه الحقوق، وقد تم في المدة الأخيرة لقاء مع صاحب السمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الأحمد أكّد لنا فيه أن القانون سينفذ، وإننا نأمل أن يأتي رد الشركات غدًا أو بعد غد على الأكثر، وبعد أن ألقى السيد حسين الصقر كلمته، تلاه السيد/ الثويني ممثلًا عن اتحاد الطلبة في الكويت الذي أشاد بدوره، وأكّد تضامن الاتحاد مع العمال وطالب الشركات بالتنفيذ، وقال إننا نؤيد العمال في مطالبهم الشرعية التي ضمنها لهم الدستور، وحفظها قانون عمال النفط الصادر في ٦٨، وبعد ذلك ألقى مندوب جمعية المعلمين كلمته أكد أيضًا تأييده الكلي للعمال. وطالب بإنصافهم وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.

 وبعد أن انتهى الاحتفال في الساعة السابعة والنصف تقريبًا تفرّق العمال، وبقيت ساكنًا تطن في أذني كلمة حق العمال، ولا زلت حتى الآن أسمعها وكأني أمعن النظر إليها، وتذكرت عظمة الإسلام حين دعا إلى إعطاء العامل حقه قبل أن يجف عرقه، فكيف تهضم حقوق ثمانية آلاف عامل من الكويتيين؟! والكويت بلد مسلم قبل كل شيء، فكيف تجسر شركات النفط أن تسلب حق هؤلاء العمال؟! وحكومتنا الرشيدة قائمة على شؤون رعاياهم كأحسن ما تكون الحكومات في العالم أجمع، إننا بدورنا نرفع إلى المسئولين مطالب العمال مرة أخرى راجين أن يتخذوا القرارات المناسبة بشأن تجاهل شركات النفط لهذا الحق الذي حفظته للعامل الشريعة الإسلامية السمحاء والقانون الذي يحمي حق كل فرد منهم، فهل من قوة توقف هذه الشركات عند حدها، وتقول بكل عنف هذا حق العمال؟! وليس بالسهل التسليم به أننا ننتظر أن نرى (المعتصم بالله) نرى مسئولًا يكون بمثابة المعتصم الذي لم يقبل مرة أن يسلب حق عامل، وأوقف مدير شرطة من أجل هذا الحق، إننا ننتظر في الكويت عمر جديدًا يقول ما أكلت إلا بعد أن يأخذ كل ذي حق حقه..

هذه صور إسلامية مشرفة تضمّنت نظرة بسيطة نحو حق العمال في الإسلام ونحن هنا والحمد لله ندين بالإسلام فهل يحرم المسلم من حقه في بلده؟؟

ح.ع.

●      يومان من أجرة العاملين في أحد الشركات الكبرى في الكويت تخصمهم نظير تجديد إقامة العامل.. ولا ندري كيف يتم هذا ويصل استغلال العامل إلى هذه الدرجة؟! والذي يخصم يوم واحد من مرتبه يشكّل أزمة لديه... ولا نعرف المستند الذي أقامت عليه هذه الشركة فرض رسومها..

نحن نتساءل.. وعلى السادة المسؤولين في وزارة الشؤون والعمل واتحاد العمال أن يوقفوا مثل هذا الاستغلال.. ونحن على استعداد لتقديم المزيد من المعلومات..

 

 

الرابط المختصر :