; العَالم الإسلامي (العدد 229) | مجلة المجتمع

العنوان العَالم الإسلامي (العدد 229)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 10-ديسمبر-1974

مشاهدات 16

نشر في العدد 229

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 10-ديسمبر-1974

العَالم الإسلامي عودة مكاريوس إلى قبرص والتآمر على اليقظة الإسلامية.. في تركيا الانتصارات التي أحرزها الأتراك المسلمون في قبرص، هزت العالم الصليبي وأعادت للأذهان جهاد الأتراك المسلمين في سبيل رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله في معظم الأصقاع الأوروبية، ومما يزيد الطين بلة دور قبرص كوكر صليبي استعماري ماسوني، وستكون خسارة الغربيين عظيمة إذا أصبحت تحت قبضة الأتراك، الذين دب فيهم الوعي الإسلامي في صورة تكتلات وأحزاب حديثة. إذن لا بد من مؤامرة، وهذا لا يعجز أمريكا فضعاف النفوس وحزب الشيطان في أنقرة لهم أنصار كثر وباعهم طويل. وكان واضحًا دور أمریکا أثناء الحرب وبعدها، وليس عبثًا أن تعتذر تركيا عن زيارة كيسينجر إليها منذ شهر. وكانت لعبة الاستعمار في الأصل لا في الفروع، فلقد أطاحت بالحكومة التي كان ممثلًا فيها حزب السلامة الإسلامي.. وافتعال أزمة وزارية ومحاولة شل الأوضاع الدستورية. وهكذا تعيش تركيا أزمات داخلية خانقة، وربما كانت سببًا في الإطاحة بالبرلمان الحالي ومجيء حكومة عسكرية غامضة تأخذ على عاتقها حل مشكلة قبرص على نحو يلائم ما تريده واشنطن والفاتيكان وتل أبيب. في هذا الجو بالذات تحسنت أوضاع الصليبيين في اليونان وقبرص فطار الانقلابيون من البلدين وعادت الأوضاع السابقة، ووصل الأسقف مكاريوس إلى اليونان ليستقبل فيها استقبال الفاتحين، ومن اليونان نظمت طريقة إعادته إلى قبرص فنيقوسيا على طائرة تابعة للأمم المتحدة. وطبعا بولغ في استقبال مكاريوس حتى أن اليساريين الذين لا يؤمنون بدين من الأديان ولا بأسقفيته كانوا في الاستقبال. أما لماذا عاد إلى قبرص؟؟ فتقول أوساط قبرصية يونانية مقربة من مكاريوس بأن هنري كيسينجر- الذي منع من زيارة تركيا وكانت حرب قبرص قد أنهت أسطورته في الشرق الأوسط وجاءت على غير ما كان يريد ويتوقع- نصح مكاريوس بأن تركيا قد تقبل بحل سياسي يقضي بإقامة خمس مناطق للقبارصة الأتراك ذات حكم ذاتي مماثلة للكانتون في سويسرا. بيد أن المفاوضات التي كانت بين «کليریدس» رئيس الجمهورية القبرصية بالوكالة و«رؤوف دنكطاش» زعيم القبارصة الأتراك تهدف إلى قيام اتحاد فيدرالي بين الطرفين. وصرح ناطق رسمي في أثينا بأن حل مشكلة قبرص يجب أن يكون وطنيًا أي قبرصه المشكلة، وهو نفس الحل الذي يراه مكاريوس. وهذا التصريح يدل على أن مخططًا عدوانيًا جديدًا قد عاد مكاريوس وفقه. ومعلوم لدى كل من له أدنى إلمام بالتاريخ أن قبرص عربية إسلامية، وأن اليونانيين الصليبيين دخلاء عليها غرباء عنها، كغربة اليهود في فلسطين ومعظم النصارى في لبنان والأندلس. وأن الجزيرة مارس فيها الإنجليز والأمريكان واليهود دورًا تجسسيًا خطيرًا مع كونها قاعدة استعمارية حربية رهيبة ما زالت تهدد أمن الشرق الأوسط. والأصل أن تعود الجزيرة إلي أصالتها العربية وصبغتها الإسلامية، وتطهر من كل صليبي دخيل. إذا اتضح هذا فمن المؤسف أن تكتب بعض الصحف العربية مقالات ترحب فيها بعودة الدخيل مكاريوس وتقول عن المسلمين الأتراك «حيث ما زالت قوات الغزو التركي باقية في قبرص» فالغزو لقبرص- هداكم الله- يوناني صليبي لا تركي مسلم.. ثم يتظاهر الفلسطينيون في اليونان مرحبين بعودة مكاريوس رافعين صورًا لعرفات ومكاريوس قائلين: إن قبرص كفلسطين؟؟ بالله عليك يا منظمة التحرير أن تتق الله في قضية فلسطين. يعز علينا أن يستغلك الصليبيون فيتظاهرون باسمك وتدفعيهم إلى مستوى القادة... وهم المعتدون على فلسطين أصلًا وهم أصحاب وعد بلفور وهم الذين يرفعون اليوم شعار تدويل القدس. يا منظمة التحرير: إن كنت جادة في تحرير فلسطين فليس لك إلا المسلمون فلا تطعنيهم وهم يمدون إليك يد التعاون والمحبة. يا منظمة التحرير هل نسيت دور مكاريوس في قبرص، وموقف اليونان من الفلسطينيين؟؟ ماذا في اليمن؟ • كان الهتاف: «الله أكبر.. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين» .. فانبعث أشقاهم فجعله: «الله أكبر والعزة للعرب». فانفجر الموقف. • ماذا وراء «السفير»؟ اليمن.. من مراسل خاص بدأت الأحداث في مدرسة ثانوية في تعز. فقد احتشد التلاميذ؛ ليؤدوا- كما جرت العادة - تحية العلم. وكان الهتاف الرسمي الذي يقال في هذه المناسبة هو: «الله أكبر. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين». بينما كان أحد التلاميذ- وكان يحمل العلم- يهم برفع الهتاف المعروف. جاءه تلميذ أخر وقفل فمه بیده. وطالبه بأن يكون الهتاف هذه المرة «الله أكبر والعزة للعرب» وبدأ الاحتكاك بين فريقين من التلاميذ حول هذه النقطة. وتدخلت الشرطة وأنهت الشجار. وفي اليوم التالي نظمت الفئات الناصرية والبعثية والشيوعية تجمعًا عدائيًا وأتوا إلى المدرسة تحمل المسدسات والخناجر. وأخذوا يضربون الطلبة المسلمين. ثم ذهبوا إلى مدرسة تحفيظ القرآن فحطموا نوافذها. وبعثروا ما فيها. ومضوا يعتدون ويضربون حتى اعتدوا على أئمة المساجد بالضرب ثم حبسوهم. وشنوا اعتداء على مدرس التربية الإسلامية في مدينة تعز.. واعتدوا على المركز الإسلامي هناك وكسروا أبوابه ونوافذه.. ورفعوا شعارات معادية للإسلام... «لا إسلام بعد اليوم» ومضوا يعبثون بكل شيء حتى اعتدوا على كتاب الله- عز وجل- ومزقوه كذلك مزقوا كتب التفسير والكتب الإسلامية الأخرى، مما أثار سخطًا عامًا عازمًا في جميع أنحاء اليمن. هذا وقد شكلت لجنة عليا للتحقيق في هذه الأحداث المفتعلة. • وتردد الأوساط المطلعة أن العناصر المعادية لاستقرار اليمن وازدهاره. ومقوماته الأصلية هي التي حركت هذه الأحداث من أجل تمزيق وحدة اليمن. وإضعاف كيانه؛ تمهيدًا لأطماع أجنبية معروفة. • «المجتمع».. لقد ذهل المراقبون من تعجل جريدة «السفير» اللبنانية في نشر هذه الأخبار وتوزيع الاتهامات. ونشرت «السفير» هذه الأخبار بشكل مكثف وكأنها كانت على علم بما يدور سلفًا!! فماذا وراء السفير؟! مقررات سرية للحزب الشيوعي السوداني: لإيجاد واجهة من حزب الأمة علمت «الحياة» أن الحزب الشيوعي السوداني المنحل عقد مؤخرًا في الخرطوم مؤتمرًا سريًا استهدف منه تركيز الاستراتيجية الجديدة لعمل الحزب للمرحلة المقبلة في السودان. وعلمت «الحياة» أن الحزب اتخذ قرارات سرية خطيرة لتنفيذ هذه الاستراتيجية تتلخص بما يلي: أولًا: العمل على ضرب النظام الحالي في السودان. ثانيًا: استبعاد تسلم السلطة خلال المرحلة الحالية، بسبب الظروف المحلية، والعربية، والعالمية. ثالثًا: أن ينشط الحزب الشيوعي بعد ضرب نظام الرئيس محمد جعفر نميري على أن يتولى المسؤولية الأولى وإيجاد بديل له بين أحد الزعماء السودانيين الذي يعيش حاليًا في الخارج، والجناح غير التقليدي «أي التقدمي» من حزب الأمة. رابعًا: أن تتيح الشخصية السودانية التي اتفق عليها للشيوعيين منذ تسلمها السلطة، جناحًا ليبراليًا يستطيعون بواسطته، ومن خلاله استعادة قواعدهم، ومراكز نفوذهم وإمكانية العمل مجددًا، في السودان وفي مرحلة تالية، تكون فيها الظروف مهيأة محليًا وعربيًا ودوليًا، للاستيلاء على الحكم. وعلمت «الحياة» أن هذا المخطط تؤيده حكومات العراق والصومال وعدن. وأن اتصالات تمت بين الشيوعيين المصريين والشيوعيين السودانيين، بعد التقارب المصري- السوفياتي الأخير. وقد لوحظ ذلك، ويلاحظ في بعض الصحف المصرية التي يشرف عليها يساريون، والتي باتت تهاجم الرئيس نميري وتمجد دور الشيوعيين في السودان وللتدليل على ذلك المقال الأخير الذي كتبه أحمد حمروش في «روز اليوسف» عن ثورة أكتوبر في السودان. نشرت صحيفة الحياة اللبنانية مقررات سرية للحزب الشيوعي السوداني، جديرة بالنقل... والخبر قوي لأن فيه ما يدل على أخلاق الشيوعيين في الوصول إلى الحكم. والرئيس السوداني الذين يتآمرون للإطاحة به كانوا شركاء له في الانقلاب الذي أطاح بالوضع البرلماني في السودان، وكان واجهة لهم في بدء الانقلاب. وضعوا الأموال سرًا في البنوك وسويسرا حولتها للمنظمات الصهيونية! أذاعت وكالات الأنباء العالمية ونشرت بعض الصحف العربية الخبر التالي: «حكومة سويسرا تدرس أمر الأموال المودعة في بنوكها والعائدة لأسماء رمزية مجهولة، وتود الحكومة منح هذه الأموال لليهود». ومعلوم أن أغلب الأموال المودعة في بنوك سويسرا تعود لجهات عربية. بعضها يعود للتجار في البلاد العربية الاشتراكية التي لا تعرف استقرارًا ولا أمنًا، فيهرب التجار بأموالهم إلى سويسرا. وبعض هذه الأموال تعود لرؤساء حكومات عربية، نذكر منها الـ٦٠مليون دولار التي كانت مودعة لحساب حزب البعث والخلاف الذي نشب حول المبلغ بين الانقلابيين الجدد ورئيس الدولة السابقة الذي كان المبلغ مودعًا باسمه والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، والسر أن الحكومات المضطربة المقلقلة تدخر قرشها الأبيض ليومها الأسود المنتظر والكثير جدًا من هذه الأموال لدول النفط، التي قعدت عن إشادة المصانع والمعامل ورضيت من الغنيمة بالإياب، فبنوك سويسرا وأوروبا تتحرك بهذه الأموال، ثم تقوم بشراء الفنادق والملاهي، والقصور الشاهقة على سفوح الهملايا وجبال سويسرا والجزر السياحية، وتساهم في الشركات الأجنبية، وكأنه لا استقرار ولا طمأنينة ولا هدوء إلا في تلك الديار الأجنبية. وبعض هذه الشخصيات السياسية تخشى أن تكون الأموال باسمها فتنتحل أسماء رمزية فعبد الله يصبح ميشيلًا وأمين جورجًا، وعمر وصلاح الله أعلم بما ينتحلان من أسماء، وتعاجل المنية هؤلاء الساسة ويخرجون من الدنيا بالكفن الذي لا يساوي نصف دينار يوضعون في حفرة ويهال عليهم التراب؛ ليواجهوا عذاب القبر جزاء بما اقترفوا من ذنوب، وما سلبوا من أموال الأمة المسكينة. وها هي حكومة سويسرا تود دفع هذه الأموال العربية إلى أعدائنا اليهود؛ لتحول إلى قنابل نابالم وذرة وطائرات توجه إلى صدورنا ويحرق بجحيمها أطفالنا. فإلى متى تدور بنوك أوروبا الربوية بأموال عربية؟! وإلى متى يأخذ كبار القوم من أموال الأمة ما يريدون دونما أن توجه لهم كلمة لوم، أو تقال بوجههم صرخة حق؟! يجري كل هذا وإخواننا المسلمون في باكستان وأفريقيا يموتون جوعًا، ولا يجدون قوتهم الضروري، وإخوان آخرون يتسلط على رقابهم قوم أصحاب بنوك أوروبا من الصليبيين واليهود، كما يحدث في الفليبين وأرتيريا وفلسطين وتشاد والسنغال. إن كل ما حولنا يحتاج إلى إعادة نظر فأين أصحاب البصيرة؟! وأيًا كان الأمر فإن الجامعة العربية مطالبة باتخاذ موقف حازم من حكومة سويسرا على قرارها الخطير هذا. فإن هذه الأموال يجب أن تصرف على الخدمات الإنسانية.. وعلى فقراء آسيا وأفريقيا. أما أن تحول هذه الأموال إلى اليهود.. فهذا انحياز سافر من حكومة تدعي الحياد!! إن هذه المشكلة يجب أن تثار على مستوى عالمي. إسرائيل: وصل550سوفيتيًا إلى برلين من إسرائيل منذ عام 1973 بعدما وجدوا أنه لا يمكن العيش في الدولة اليهودية. وقال راديو تل أبيب: إن850 يهوديًا نزحوا إلى بلجيكا بعد أن مكثوا فترة في إسرائيل... وإن وزارة الاستيعاب أرسلت موفدًا إلى بلجيكا لسماع قصص النازحين، لمعرفة السبب الذي جعلهم يغادرون إسرائيل، وزعم راديو العدو أن الهجرة ليست لأسباب أمنية، وبكل تأكيد لو وجد النازحون إلى إسرائيل ما هم بحاجة إليه لما غادروا إسرائيل إلى أوروبا ونعيد ما قلناه مرارًا: إن وجود إسرائيل مؤقت إن شاء الله، والصبر لصالح المسلمين. والصلح والاعتراف بإسرائيل خيانة لن تغفرهما أجيالنا المقبلة... وستتضاعف الهجرة كلما ازدادت ضراوة المقاومة في الأرض المحتلة. طهران: لقي ستون شخصًا حتفهم وأصيب كثيرون غيرهم، عندما انهار سقف القاعة الرئيسية في مطار «مهرآباد» في طهران بعد ظهر يوم الخميس الماضي. وانهار السقف تحت وطأة الثلوج التي تراكمت بكميات كبيرة فوقه. الاجتماع الثالث عشر لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول عقد مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول اجتماعه العادي الثالث عشر في البحرين يومي السبت30 نوفمبر والأحد أول ديسمبر1974. وفي هذا الاجتماع اعتمد المجلس المرحلة النهائية لتوزيع رأس مال الشركة العربية للاستثمارات البترولية؛ تمهيدًا للمصادقة عليها من الدول الأعضاء. رسالة من مسلم في اليابان رفض وفد ماليزي مسلم أن تدشن صفقة بواخر.. بالخمر! الرسالة التالية.. أتت من اليابان.. من مسلم.. أرقته المفارقات الكبيرة العجيبة التي تشاهد باستمرار وبكثرة في العالم العربي. هؤلاء العرب الذين كانوا- بالإسلام- قدوة للناس في طاعة الله. والالتفاف حول رسوله- صلى الله عليه وسلم- أصبحوا- اليوم- في الغالب الأعم- مثلًا في التفلت من الإسلام. والتنكر له. ونحن نعلم أن تفلت شعب ما من الإسلام لا يبرر أبدًا انفلات شعب آخر. فإن سلوك «الأمعة» مرفوض على المستوى الفردي. وعلى مستوى الشعوب. بيد أن ضعف عزيمة العرب عن حمل رسالة الإسلام يظل سنة سيئة. وموقفًا مخذلًا لأسباب شتى منها أن القرآن نزل بلغتهم, وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منهم. وهذه مسؤولية، جد عظيمة، لو كان هناك من يحس بالمسؤولية. هذه المعاني حركتها رسالة مسلم في اليابان. وكانت الرسالة تعليقًا على ما نشرته «المجتمع» عن تقديم الخمور في حفل شركة الملاحة الكويتية الذي أقيم بمناسبة شراء عشر بواخر جديدة. حضرة الأخ مشاري البداح المحترم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قرأت في مجلتكم الغراء في العدد 225 تعليقًا على حفلة شركة الملاحة الكويتية بمناسبة صفقة شراء عشر بواخر من كوريا الجنوبية والتي قدم فيها الخمر. وقد ذكرني هذا التعليق بموقف أخر معاكس يأتي من بلد إسلامي في أقصى المشرق وهو ملاييسيا. لقد اشترت الحكومة الملاييسية عددًا من البواخر من اليابان وقد عقد حفل تسليم هذه البواخر في ميناء «شيمو نوسكي» بجنوب اليابان حضره أعضاء سفارة ملاييسيا بطوكيو وممثلو الشركة التي صنعت البواخر. وقد صادف ذلك أول يوم من عيد الفطر المبارك لهذا العام ودعت سفارة ملاييسيا بطوكيو البروفسور عبد الكريم سايتو سكرتير عام المركز الإسلامي في اليابان لحضور الاحتفال وقراءة دعاء باللغة العربية واليابانية. وفعلًا حضر الاحتفال بعد صلاة العيد حيث سافر بالطائرة. وتجري العادة عند اليابانيين حين تدشين البواخر «ولعلهم أخذوها من الغرب» أن يفتحوا زجاجات الخمر ويرشوا بها الباخرة إلا أن الجانب الملاييسي رفض هذا الإجراء واكتفى برش البواخر بماء البحر الذي هو رمز للفطرة والصفاء والنقاء. علمًا بأن سفير ملاييسيا بطوكيو هو من أصل صيني وغير مسلم ولكنه كان يحرص على عقيدة الأمة التي يمثلها. ماذا دهانا نحن العرب؟ حمل سلفنا الصالح الدعوة إلى الدنيا كلها بأمانة وإخلاص وحافظت هذه الشعوب غير العربية على شعائر دينها وعظمت حرمات الله أما نحن أحفاد الفاتحين المجاهدين والتجار الأمناء المخلصين أصابنا الصغار والذل ومركب النقص فأصبحنا نستنكف عن انتمائنا لهذا الدين العظيم ونقلد الغرب في عادات يتمنى هو لو استطاع التخلص منها. إننا والله مسؤولون أمام الله أكثـر من أي شعب أخر فالقرآن بلغتنا ومحمد- صلى الله عليه وسلم- من عندنا وشعوب العالم الإسلامي كلها تنظر إلينا فبئس المثل الذي يقدمه الكثير منا. إننا بمجاهرتنا بالعصيان وتخطينا لحرمات الله نفت في عضد البقية الباقية من شعوب العالم الإسلامي التي تريد التمسك بالإسلام ونشجع الحاقدين على الإسلام بالتجرؤ على محاربته. وقد حدث مرة أن حاولت حكومة أفغانستان رفع الأحكام الشرعية من القضاء الأفغاني وقصره على الأحوال الشخصية فاعترض العلماء والشعب فما كان جواب حكومة الأفغان آنئذ إلا بالاستشهاد بالعرب الذين رفعوا الأحكام الشرعية من قوانينهم وأدخلوا محلها قوانين الغرب. كما أن حكومة الهند حاولت مرارًا التدخل بقانون الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند فيعترض المسلمون الهنود وسرعان ما تستشهد حكومة الهند بكثير من الدول العربية التي غيرت قوانين الأحوال الشخصية. وهكذا فلنتق الله نحن العرب في هذا الدين ولنكن قدوة صالحة. عبد الله - اليابان
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل