العنوان الفقة والمجتمع العدد 1047
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1993
مشاهدات 19
نشر في العدد 1047
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 27-أبريل-1993
- حكم الطلاق أثناء فترة الحيض
سؤال: هل يصح الطلاق أثناء فترة الحيض؟وإذا حدث هل يقع الطلاق؟
الجواب: إن هذا الطلاق يقع وتحسب عليه طلقة ويجب عليه أن يعيدها عنده ويتركها تطهر، ثم تحيض مرة ثانية، ثم تطهر ثم إن شاء أمسكها ولم يطلقها، وإن شاء طلقها. هذا هو قول جمهور الفقهاء والمذاهب الأربعة. ولا عبرة حينئذ يكون الزوج يعلم بأنها حائض أو لا يعلم.
وأود أن أشير إلى أن هناك قولًا آخر، وهو للإمام ابن تيمية، وهو يرى أن الطلاق في الحيض لا يقع لأن الطلاق المشروع هو أن يطلقها وهي طاهر، وهذا الفعل مما ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، يستدل أيضًا بحديث ابن عمر حين طلق زوجته وهي حائض فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ثم يتركها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك وإن شاء طلق.
إذا سبق اللسان إلى الطلاق فلا طلاق
سؤال: شخص كان يتكلم في موضوع معين فسبق لسانه بطريق الخطأ فذكر كلمة الطلاق، فبدل أن يقول طالعت زوجتي قال طلقت زوجتي، فهل يقع الطلاق في هذه الحالة.
الجواب: إذا سبق اللسان إلى كلمة الطلاق بدون قصد فإن جمهور الفقهاء يقولون بعدم وقوع الطلاق؛ لأن الطلاق يحتاج إلى قصد لا يوجد في حال سبق اللسان قصد للطلاق.
والهزل في الطلاق ليس عذرًا
السؤال: طلق شخص زوجته ولكنه لا يقصد الطلاق وإنما كان يلعب ويمزح معها، فهل يقع الطلاق في هذه الحال؟ وما حكم طلاقه إذا كان تمثيلًا لا حقيقة؟
الجواب: نعم يقع الطلاق لأن الهزل في الطلاق جد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة».
والهازل هو الذي لا يريد باللفظ معناه، ولكنه يلزمه لأنه قاصد التكلم باللفظ، وهزله لا يكون عذرًا صارفًا له؛ ولذلك إذا تلفظ بكلمة الكفر يكفر وإن كان هازلًا.
وأما طلاق الممثلين على خشبة المسرح يقع إذا كان الموجه إليها الكلام زوجاتهم فعلًا وحقيقة أو قال زوجتي طالق وإن كانوا لا يقصدون الطلاق، وإنما يقصدون التطرق إلى مشكلة اجتماعية فإن الطلاق يقع لأنه داخل في نص الحديث السابق.
زوجي لا يكلمني.. فهل هذا نوع من الهجر؟
سؤال: امرأة لا يكلمها زوجها، وظل مدة طويلة لا يكلمها، فما هو حكم الشرع في هذه الحالة؟
الجواب: إذا طال امتناعه عن الكلام معها فإن بعض الفقهاء كالمالكية يرون أن هذا حكمه حكم هجر الزوج لزوجته؛ لأن في ذلك ضررًا وإهانة فلها أن تطلب من القاضي أن ينظر في أمرها، والقاضي هنا يطلب إليه أن يكلمها ويعطيها حقها الشرعي أو أن يطلق، فإذا رجع عن امتناعه عن كلامها وعشرتها، وإلا فالقاضي يطلق عليه زوجته.
وأما بالنسبة للمدة التي يمتنع الزوج عن كلام الزوجة ومعاشرتها فهي متروك تقديرها للقاضي وهي مدة تتضرر المرأة فيها من هذا الهجر.
بيت الطاعة لا يكون عن طريق الشرطة
سؤال: فتاة لم يمض على زواجها إلا أسابيع ونظرًا لسوء معاملة زوجها خرجت من بيته وذهبت إلى بيت أهلها وتقول إنها خائفة أن يطلبها الزوج بالقوة بواسطة الشرطة لأنها سمعت أن هناك ما يسمى «بيت الطاعة» وهي مجبرة على الذهاب.. فتسأل عن حكم الشرع في حالتها؟
الجواب: الحكم الشرعي هنا مبني على صحة دعواك أو عدم صحتها. فإذا ثبت أن الزوج يسيء معاملتك ويضرك فإما أن يطلق وأما أن ترفعي أمرك إلى القاضي، فإذا ثبت الضرر طلقك القاضي.
وإن لم يثبت صحة ما تدعين، فإن من حق زوجك أن يطلب من القاضي أن يحكم له بالطاعة عليك لأن خروجك في هذه الحال يكون بدون مبرر وبغير حق، وفي هذه الحال إما أن تسمعي لحكم القاضي فتذهبي إلى بيت زوجك، وإما أن تمتنعي من الذهاب، فإذا امتنعت فتعتبرين ناشزًا وتسقط نفقتك.
لكن كون الزوج سيأتي بالشرطة ليأخذك جرًّا فهذا ليس من حقه؛ لأن الطاعة لا تنفذ بقوة الشرطة، لأنه سيترك في نفسية الزوجة آثارًا سلبية عميقة قد تكون سببًا في استحالة الحياة الزوجة بعد ذلك، وهذا أسلوب لا يناسب مقاصد الشريعة السمحاء وحكمة الشارع من الزواج والحياة الزوجية. وقانون الأحوال الشخصية في الكويت لا يجيز تنفيذ الطاعة بقوة جبرية كقوة الشرطة، والزوج له في جميع الأحوال أن يطلب التفريق بينه وبين هذه الزوجة وتسقط عنه نفقة الزوجة.
وقد يرتب القاضي لمصلحة الزوج بعض الالتزامات على الزوجة إذا كان رفضها الطاعة تسبب في أضرار مادية.
حكم الزينة للمعتدة المتوفى عنها زوجها
سؤال: هل يجوز للمرأة التي هي في العدة من وفاة زوجها أن تتزين وتمشط شعر رأسها؟
الجواب: لا يجوز لهذه المرأة أن تتزين الزينة المعتادة، وهذا غير النظافة فإن النظافة مطلوبة على كل حال، لكن المحظور عليها هو الزينة. وأما المشط بأن تمشط شعر رأسها فهذا جائز لا شيء فيه عند جمهور الفقهاء؛ لأنه ليس من الزينة المقصودة لذاتها وإنما هو نوع من النظافة المطلوبة، ولذلك ينبغي عليها أن تتجنب عن امتشاطها شعر رأسها ما فيه طيب ورائحة مما هو في العرف تجمل، بل تمتشط بمشط خاليًا أو بما لا يعد زينة كدهن خفيف إن احتاجت إليه بالنظر إلى طبيعة شعرها.
تسعير البضائع يجوز ولا يجوز
سؤال: هل يجوز للوزارة أو غيرها من الجهات وضع تسعيرة محددة للبضائع ويلزم البائع بالتقيد بها؟
الجواب: الأصل بناء على النصوص الواردة في هذا الشأن، وكذلك القواعد العامة عدم جواز التسعير، والواجب ترك الناس يبيعون كيفما يشاءون ما دام البائع والمشتري راضيين.
ولكن نص الفقهاء على أنه يجوز الخروج عن هذا الأصل فيجوز التسعير في حالات معينة، أهمها إذا استغل الباعة حاجة المشترين لسلعة ما فرفعوا سعرها ارتفاعًا فاحشًا، أو احتكر التجار السلع حتى تغلوا فهنا يتدخل ولي الأمر ويسعر السلع المحتكرة، أو اتفق التجار على البيع بسعر عال لسلعة محددة لا يجدها المشتري عند غيرهم فيجوز أيضًا أن يتدخل ولي الأمر ويسعر السلع، أو احتاج الناس إلى سلعة ضرورية سواء أكانت تموينية أو صناعية ولم توجد إلا عند تاجر أو أكثر بسعر مرتفع لا يتناسب وسعرها الحقيقي فلولي الأمر أن يتدخل ليسعر السلعة.
وبوجه عام يجوز تسعير السلع إذا كان لمصلحة عامة أو دفع مفسدة محتملة على ألا يظلم البائع في سلعته، فيخسر، بل يربح ربحًا معقولًا.
باع زوجي بعض ما أملك.. فما حكم البيع؟
السؤال: امرأة تقول إن زوجها باع ما تملكه من ذهب وأتاها بالمبلغ الذي به، وهي تقول إنها لا تريد أن تبيع الذهب، فما هو الحكم الشرعي في تصرف زوجها؟
الجواب: هذا التصرف بالبيع من قبل الزوج يسمى بيع الفضولي: وبيع الفضولي هو بيع الشخص ملك غيره دون إذنه أو يبيع ملكه وهو غائب.
وهذا العقد يعتبر عقدًا صحيحًا لكنه لا يصبح لازمًا للمالك الأصلي إلا إذا أجازه، فإذا لم يجزه يعتبر باطلًا.
ودليل صحة هذا البيع وعدم نفاذه إلا برضا المالك الأصلي ما رواه البخاري عن عروة البارقي أنه قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بدينار لأشتري له به شاة، فاشتريت له به شاتين، بعت إحداهما بدينار وجئته بدينار وشاة، فقال لي بارك الله في صفقة يمينك».
فأنت بالخيار إما أن تجيزي ما فعل زوجك من البيع أو تبطليه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل