العنوان القاهرة تسعى لتهيئة الجو العربي قبل قمة عمان وتـصريحات العراق لا تساعد
الكاتب محمد جمال عرفة
تاريخ النشر الثلاثاء 27-فبراير-2001
مشاهدات 11
نشر في العدد 1440
نشر في الصفحة 29
الثلاثاء 27-فبراير-2001
سحب أزمة مصرية– أمريكية تتجمع في الأفق
تتجمع في سماء العلاقات المصرية الأمريكية سحب أزمة جديدة بسبب التحركات المصرية المكثفة للتمهيد لعقد أول قمة عربية دورية في عمان الشهر المقبل وسعي القاهرة لوضع مسألة رفع الحصار عن العراق ضمن جدول أعمال القمة بعد التعجيل بالمصالحة الكويتية- العراقية.
وقد تسارعت حدة الأزمة مع تولي إدارة بوش السلطة واعتبارها استمرار حصار العراق جزءًا من أولوياتها يتقدم حتى على القضية الفلسطينية حيث سعت واشنطن للضغط على دول عربية بدأت تفتح مجالها الجوي مع العراق خارقة الحصار ومنها مصر التي سيرت خمس رحلات جوية إلى العراق قامت بها شركة مصر للطيران، كما تبادل كبار المسؤولين في البلدين الزيارات وآخرها زيارة وزير الاقتصاد المصري يوسف بطرس غالي لبغداد ۱۹ فبراير الجاري ضمن خطط التعاون الاقتصادي المكثف مع العراق.
واضطرت شركة مصر للطيران إلى التخلي عن خطط فتح خط جوي مع بغداد بسبب كثافة الضغوط الأمريكية التي وصلت لحد تحذير الدول التي تسير طائرات للعراق من أنها غير مسؤولة عن سلامتها!!
وتقول أوساط دبلوماسية عربية: إن الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي «بوش» بضرب بغداد جاءت في هذا السياق لإرسال رسالة واضحة للدول العربية بأن الحصار سوف يستمر لحين تنفيذ العراق لقرارات الأمم المتحدة، كما تستهدف في الوقت نفسه إجهاض الجهود المصرية والعربية التي تجري قبل انعقاد القمة العربية الدورية. ويبدو أن بوش سعى لاستباق التحركات المصرية المكثفة بإيفاد وزير خارجيته كولن باول لإقناع الدول العربية بعدم رفع الحصار عن العراق والتحذير من استمرار الضربات الأمريكية، وجاء توجيه ضربة عنيفة للعاصمة وليس جنوب العراق كما يحدث دومًا كي تحدث الضربة صداها العالي.
وكانت تقارير غربية قد أشارت إلى أن زيارة باول للمنطقة ترمي للدفاع عن استمرار العقوبات على العراق المتهم بعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة حول التحقق من نزع سلاحه.
زيارة مبارك لأمريكا هل تلغى؟
وكانت أنباء قد ترددت في القاهرة عن أن الرئيس المصري يعتزم التبكير بزيارته السنوية لواشنطن التي تأتي غالبًا في مارس من كل عام تقريبًا لأن موعدها يتعارض مع موعد القمة العربية. بيد أن موعد الزيارة التي كان من المعتقد أن تتم في أواخر فبراير الجاري يمضي دون أي إعلان مما يوحي بأن الزيارة قد لا تتم.
ويزيد من احتمالات إلغاء الزيارة أو تأجيلها إلى أبريل أن الرئيس بوش لايزال يدرس ملفات المنطقة، كما أن هناك تعارضًا واضحًا في النظرة للعراق، حيث تسعى مصر لرفع الحصار عن بغداد في قمة عمان والسعي لوقف التصريحات العراقية العدائية ضد الكويت، أملًا في رص الصف العربي استعدادًا لشارون، بل إن محللين مصريين يرون أن ترشيح وزير الخارجية المصري عمرو موسى لأمانة الجامعة العربية جاء ردًّا على مرحلة شارون وحكومته الحربية.
تأجيل الزيارة سوف يعني المزيد من التوتر بين مصر والولايات المتحدة لأنها ستأتي بعد القمة العربية التي يتوقع أن تصدر قرارات عنيفة ضد الكيان الصهيوني أقلها استمرار تجميد العلاقات ووقف التطبيع وقرارات أخرى عن رفع الحصار عن العراق أو التخفيف منه وكلها ستغضب واشنطن وفي هذا الصدد بدأت أوساط أمريكية يحركها اللوبي الصهيوني الضغط على إدارة بوش لربط المعونة المقدمة لمصر بأمرين؛ أن تلعب دورًا في التسوية بمعنى الضغط على عرفات، وأن تتوقف عن تنمية العلاقات مع العراق.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد كشف للمرة الأولى عن تلقيه طلبًا عراقيًّا للتدخل من أجل تنقية الأجواء مع الكويت وقال في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية على متن الطائرة التي أقلته في رحلة العودة من زيارته الأخيرة للكويت: إن الهدف الأساسي لجولته العربية الأخيرة هو إنجاح قمة عمان وتنقية الجو العربي والتحرك معًا نحو تعاون اقتصادي عربي- عربي يؤدي إلى قيام سوق عربية مشتركة.
وأكد مبارك أنه تحدث بصراحة مع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان خلال زيارته الأخيرة للقاهرة وأبلغه أن عودة بغداد للتصريحات التي تعتبر الكويت جزءًا من العراق تعيد الوضع العربي إلى نقطة الصفر.
ضربة أمريكية لمصر للطيران
وكانت تقارير صحفية مصرية تحدثت عن تحريض أمريكي للأمم المتحدة للاتصال بوزارة الخارجية المصرية لمنع ما كانت تعتزم شركة مصر للطيران القيام به من رحلات منتظمة بين القاهرة وبغداد، ويبدو أن هذه الضغوط أثمرت حيث خاطبت الخارجية المصرية الشركة والتأكد من مدى التزامها بقرارات الشرعية الدولية وكان من الواضح أن رحلات مصر للطيران إلى بغداد أصابت الأمريكان بالغضب لأن تصرف مصر يشجع الدول العربية الأخرى على سلوك الطريق ذاته وقد أثار الاعتراض الأمريكي غضب مسؤولي مصر للطيران لأن الشركة لها مستحقات لدى بغداد تبلغ نحو ٤٠٠ مليون دولار، وسبق أن طالبت لجنة العقوبات بسدادها، ومن بينها ۱۱۰ ملايين دولار مستحقات في السوق العراقية، والباقي تم تقديره باعتباره خسائر بسبب إغلاق الخط الجوي. ورغم تقديم مصر للطيران لكل المستندات والوثائق التي تؤكد حقها في هذه المبالغ إلا أن لجنة العقوبات وافقت على صرف ۳۰ مليون دولار فقط وبنظام الجدولة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل