; القرآن والعِلم | مجلة المجتمع

العنوان القرآن والعِلم

الكاتب الشيخ عبد الله النوري

تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1971

مشاهدات 22

نشر في العدد 69

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 20-يوليو-1971

القرآن والعِلم

 

القرآن أمر بطلب العلم من حيث كان لا فرق بين أن يتعلمه المسلم من مؤمن أو كافر ما وثق الإنسان بسلامته على دينه، وطلب العلم فريضة، والحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها التقطها.

ورأس العلم معرفة الله، وتعلم هذا من أوجب الواجبات لأن معرفة الخالق تربي في نفس المؤمن الإيمان، وبها نربي جيلنا على ثقافتنا، حتى إذا ما احتاج إلى ثقافة غيرنا كانت عنده مناعة تقيه شر الإلحاد، أو الجنوح إلى كيد الكائدين وفتن الملحدين، وتصبح ثقافته الدنيوية محصنة بالدين.

يدرس المتعلم القرآن فينكشف له كل ما أمعن في دراسته جديد من العلوم، أو سر من أسرار الكون، أو بديع من النظم، يسمع مع آياته فيقشعر منه بدنه خوفًا وخشية، ويطمئن له قلبه يقينًا وإيمانًا. وعندها يُوقن الجميع أن هذا الكتاب لا ريب فيه. تنزيل العزيز الحكيم. كما أن هذا الكون لا شك صنع الله العلي العظيم. 

لسان القارئ يتذوق من تلاوة القرآن عذوبة وحلاوة إذا تدبر، وأذنه إذا سمعت آیاته تتلى نغمًا بديعًا غريبًا.

والعقل يمضي فيه من حجة إلى حجة ينتقل من بينة إلى بينة، ولكنه لا ينتهي إلى نهاية. ولا يقف عند غاية، فعلم القرآن لا ينتهي. يكشف العقل منه كل يوم عجيبًا. ويعرف منه جديدًا.

القرآن كتاب الله الذي أُنزِل على محمد. شرع للناس دينًا لو أخذوا به ما ضلوا بل ما خسروا الدنيا والآخرة. ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: 16). ألم يأنِ للنور أن يمحو ظلمات الجهالة كما محاها عند نزول القرآن.

ولم يكن نزول القرآن متقيدًا بتلاوته فقط، بحيث يمر القارئ بآياته البينات مر الريح. أو يتفنن بها على إيقاع موسیقي مُقیّد بلحن من الألحان أو طريقة من الطرق. ثم لا يستفيد من هذا ولا ذاك تقويمًا في العقيدة. أو أدبًا في النفس. أو تنظيمًا للحياة، أو هداية إلى أمر واجب الاتباع.

بل عليه أن يتدبر ما يقرأ ويتأمل ما يتلو، وإلا كان من أولئك الذين أحكمت على قلوبهـم أقفالها.

هل من فائدة تعود على القارئ إذا لم يتدبر وهل من نفع يفيده إن لم يتعظ. بل أي تأثير يكون للقرآن في نفس القارئ أو السامع، وهي غافلة إلا عن التغني.

ومتابعة موسيقى الصوت ونظم الإيقاع.

                                                                              عبد الله النوري

 

 

 

الرابط المختصر :