العنوان الكلمة التي ألقاها النائب خالد السلطان في التعليق على الخطاب الأميري
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 08-فبراير-1983
مشاهدات 31
نشر في العدد 607
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 08-فبراير-1983
الدين هو أهم عنصر من عناصر روابط العلاقات الخارجية.
سورية تم تسوية الأوضاع فيها منذ سنوات، وكان نتيجة ذلك تسليم الجولان وتهيئة الأوضاع في لبنان لدخول إسرائيل.
واجب على أولي الأمر في الدول الاسلامية أن يساعدوا مجاهدي أفغانستان.
هناك أكثر من نظام صهيوني واحد، ولكن الفرق بينهما أن أحدهما ظاهر والآخرين باطنيين.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السيد الرئيس:
أود أن أشكر اللجنة المكلفة بإعداد الرد على الخطاب الأميري على المجهود الطيب الذي بذلته لتخرج بتقريرها الذي بين يدي المجلس، وكان بودي أن تشير اللجنة إلى ضرورة العمل على تطبيق شرع الله والسعي لتغيير المادة الثانية من الدستور حتى يكون الشرع هو المصدر الوحيد للتشريع - ثم بعد ذلك العمل وبالتدرج على تغيير القوانين المعمول بها حتى تكون مطابقة للشرع - وأنه بدون ذلك فلا استقامة لأمورنا.
السيد الرئيس:
تمر الأوضاع العربية بأحداث متغيرة وباتجاهات خطرة سيكون لها التأثير المباشر على وضع الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي والأوضاع العربية والإسلامية عامة - مما يتطلب منا المزيد من الحذر واليقظة - كما يتطلب الوضع منا أن نضع الأمور في نصابها، وأن نعيد ترتيب أسس علاقاتنا الخارجية على أصول تنبع من عقيدتنا - ولا عجب - فقد أجمع المنظرون السياسيون للعلاقات الخارجية بأن الدين هو أهم عنصر من عناصر روابط العلاقات الخارجية.
وانطلاقًا من هذا المفهوم السيد الرئيس أود أن استعرض بعض الأوضاع التي مرت وتمر بنا ومن خلال منظار عقيدتنا.
إن أطماع كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي في الدول العربية والإسلامية واضحة، فهذه أمريكا تدعم موقفها في دولنا مباشرة وعن طريق الكيان الصهيوني - والاتحاد السوفييتي الذي أخذ دخوله أما شكل الغزو المباشر كما هو في أفغانستان أو الاتفاقات، والتواجد الروسي الفني والعسكري كما هو في بعض الدول العربية.
السيد الرئيس:
الكفر ملة واحدة - ولا فرق بين الكتلتين- وكلاهما له أطماع في ثروات دولنا - وأراضينا الأستراتيجية - يضاف إلى ذلك رغبة الغرب في القضاء على الإسلام ورغبة الروس في محو الإسلام، فالروس يرون أن الدين هو أفيون الشعوب.
ولقد اشتد هذا الصراع في السنوات الأخيرة عندما بدأ يتضح وبشكل أكثر أهمية النفط - وإن الذي يملك هذا النفط سيكون هو القادر على التأثير وبشكل متزايد على مسار واقتصاديات بل والقدرة العسكرية لأية كتلة في العالم.
لهذا السبب السيد الرئيس، نرى وعلى مرور السنوات تمحور الدول العربية والإسلامية بين الشرق والغرب - وإن الذي يراقب الصراع الدائر هذه الأيام بين الكتل يرى هذا التمحور.
ومن هنا، فإنه من الواجب علينا أن نحرص على الابتعاد عن أي محور - وأن نسعى إلى إيجاد كتلة- تبتعد عن هذا التمحور- وعلى أساس البنية العقائدية لكل دولة- فنسعى إلى ربط دول مجلس التعاون الخليجي بالدول الإسلامية على أن يكون أساس اتجاهها وعملها مبنيا على أسس شريعتنا.
لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم- وكان الناس وسط بحر من الانقسام بين الفرس والروم- فأقام دولة الإسلام وقهر الإسلام تلك الكتلتين بإذن الله، وأوضاعنا اليوم تشابه ما كان عليه الوضع عندئذ - والإسلام قادرٌ على أن يقيم كتلة الحق اليوم بإذن الله – ولكن طريق ذلك هو العودة إلى ديننا واتباع شرعنا.
لقد رأى العالم الخارجي وعلى أجهزة التلفاز أبشع الجرائم التي ارتكبت في حق الإنسانية في بيروت والتي لم نطلع نحن العرب إلا على جزءٍ بسيطٍ منها - فلم يسلم طفل أو شيخ أو امرأة من المجازر الجماعية التي صبها حملة الأحقاد من الصليبيين على المسلمين في لبنان - وكانت أحداث تلك المجازر - تتم بأيدي عربية تحت تخطيط وحماية صهيونية وتمويل أمريكي.
إنه أصبح معروفًا لدى العالم اليوم بأن التخطيط لدخول لبنان جاء باتفاق أمريكي صهيوني وبمشاركة وبمباركة بعض الأنظمة العربية وكما ذكر الرئيس الأمريكي في أحد مؤتمراته الصحفية - بأنه قدم لبنان إلى دول حلف الناتو على طبق من ذهب وليس أدل على هذا الدور الذي قامت به أمریکا - من ارتفاع معدلات شحن السلاح والذخيرة من أمريكا إلى الكيان الصهيوني في الأشهر التي سبقت الدخول إلى لبنان ثم المساندة السياسية والإعلامية للكيان الصهيوني من قبل أمريكا، ثم إنه ليس أكثر دلالة من ذلك دخول فيليب غير الحبيب في مفاوضات بيروت للقضاء على حصن المقاومة الفلسطينية في ظل برنامج منسق من الدمار والمفاوضات.
كما إنه ليس أدل على مساهمة أمريكا في هذا الأمر - الدور الذي لعبته بعض الأنظمة التي أدعت الثورية والاشتراكية وهي عميلة لأمريكا في التهيئة وفي مساندة هذا الغزو متواطئة في ذلك مع أمريكا والكيان الصهيوني وإلا فما معنى سحب المدافع طويلة المدى من الجبال المطلة على صيدا وصور في أول الهجوم الإسرائيلي -وكما قال المحلل العسكري للتليفزيون النمساوي- بأن قوات الردع ليست بحاجة إلى دبابات أو صواريخ أو طائرات، إنما هي بحاجة إلى تشغيل تلك المدفعية فقط، وتوقف القوات الصهيونية من دخول لبنان عن طريق الشريط الساحلي، ولكن كما أعلن البيت الأبيض فإن النظام السوري متعاون وكما صرح زعيم الإرهاب بيجن بإن النظام السوري يعرف كيف يحترم الاتفاق.
وهكذا تسقط الأحداث الأقنعة فنكتشف بأن هنالك أكثر من نظام صهيوني واحد، ولكن الفرق بينهما بأن أحدهما ظاهرٌ والآخر باطنٌ- وعند ذلك يتساءل المرء عن الدور الذي لم تقم به ما تسمى بدول الصمود والتصدي.
كما إنه مما يؤسف له بأن أحداث لبنان هي التي أسقطت قناع القومية العربية - وإلا فما معنى القومية العربية؟ - أليس الذين يحكمون سوريا عربًا؟ أليس الذين يحكمون جونية عربًا؟ أليس الذين نكتشف اليوم أنهم لم يفقدوا سلاحهم في لبنان عربًا؟ اليس الذين يحكمون ليبيا عربًا؟ وبعد ذلك نتساءل هل رابط العروبة كما يدعي دعاة القومية هو رابط حقيقي أم هو اصطلاح يراد به هدم العروبة والتي أساسها عقيدة الإسلام.
إننا لم نفاجأ يا سيادة الرئيس بتصرفات هؤلاء الفصائل من العرب لإننا نعلم إن ما يحكم تصرف البشر في العقيدة وليست العروبة أو القومية، وهذا ليس بالكلام الجديد بل هذا في أعراف منظرين العلاقات الدولية هو أهم أساس في العلاقات بين الدول، فعقيدتنا الإسلام هي التي يجب أن تكون أساس الترابط والتعاون بيننا - أما ما عدا ذلك فهو باطل - وسنظل نحن المسلمين معرضين للهزائم ما لم نرجع إلى عقيدتنا وما لم ندرك بأن موقف أية فئة منا يرتكز على عقيدة تلك الفئة.
السيد الرئيس:
إنني أدعو اليوم منظمة التحرير الفلسطينية وبالخصوص منظمة فتح- كما أدعو الشعب العربي الفلسطيني المسلم أن يعيدوا ترتيب أوراقهم- لقد استعنتم بالاتحاد السوفييتي وأعوانهم فخذلوكم- كما إنكم تعاونتم واستعنتم بأمريكا فغدرت بكم وخذلتكم، وقتلت أهلكم وهي لا تزال تخطط لاستئصالكم.
إن المفاوضات التي تدور الآن في بيروت ستصل وبلا أدنى شك إلى ما تريده أمريكا وإسرائيل - وطبعًا قد يلغون تعبير التطبيع، ولكن مفهوم الاتفاق حول جدول الأعمال معناه التطبيع إن لم يكن اسوأ، ثم إنني لا أفهم لماذا تضرب القوات السورية المسلمين في طرابلس؟ بدل أن يكون دورهم الضغط على جونيه - هل معنى ذلك أن النظام السوري يعمل على إزالة المعوقات التي تمنع وصول قصر بعيدًا إلى اتفاق تريده إسرائيل.
وطبعًا بعد أن تفرغ أمريكا والكيان الصهيوني من لبنان، سيحدثون بعض التغييرات في الأردن إن عاجلًا أو أجلًا لخلق المبررات التي تهيئ لهم الدخول في الأردن، وفرض المعاهدة التي يريدونها - عندئذ تكتمل الحلقة المستهدفة -حول الكيان الصهيوني.
فمصر انتهت باتفاق المعاهدة المعروفة, لبنان تسوى الأمور فيها بما يتلاءم ومتطلبات أمريكا والصهيونية.
وسوريا تم تسوية الأوضاع فيها ومنذ سنوات عديدة- وكان نتيجة ذلك تسليم الجولان وتهيئة الأوضاع في لبنان الدخول إسرائيل - ثم خنق العراق.
العراق - طبعًا تم إشغالها وإضعاف قدرتها على التصدي لأعداء الأمة.
وعندئذ من يبقى في الساحة إلا دول مجلس التعاون الخليجي الدسمة - والتي في النهاية ستقدم على صينية من ذهب إلى أمريكا والغرب.
السيد الرئيس:
أقول لإخواني الفلسطينيين بإنكم لجأتم إلى روسيا كما لجأتم أخيرًا إلى أمريكا – والجميع يعرف اليوم النتيجة لذلك الميل واللجوء - فألا أدعوكم إلى اللجوء إلى من لا ملجأ ولا منجي إلا إليه - ألا أدعوكم إلى اللجوء إلى قاهر الجبارين ومنصف المظلومين - إلا أدعوكم إلى اللجوء إلى الله جل شأنه - ألا أدعوكم إلى العودة إلى الله تعالى حتى تعزوا وتنصروا - وصدق الله تعالى إذ قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7), وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التوبة: ۳9-38), وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال « إذا تبايعتم بالعِينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ورضيتم بالزرعِ وتركتم الجهادَ سلط اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزعُه شيءٌ حتى ترجعوا إلى دينِكم »(أبو داود:3462).
كما أدعو الأخوة الفلسطينيين وسائر العرب إلى أخذ العبرة من جهاد إخواننا المسلمين في أفغانستان - نعم السيد الرئيس أفغانستان.
شعب المليون شهيد في سبع سنوات من التقتيل - الشعب الذي يحارب ويجابه أعتى قوة على وجه الأرض ولسنوات أربع - استخدم فيها الروس أحدث وأفتك الأسلحة ومنها المحرم دوليًا - ولقد بدأ شعب الأفغان المسلم جهاده في سبيل الله وبهدف إعلاء كلمة الله - ولأن تكون كلمة الله هي العليا، بوحي من آية كريمة وهي قول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ (الأنفال:60).
فانظروا، لم يكن ما يستطيعون عندئذ إلا العصي والحجارة فبدأوا بذلك. فأين وصلوا اليوم وبعد أربع سنوات؟ - لقد وصلوا اليوم إلى إنهم يسيطرون على ما يزيد على 80% من مساحات أفغانستان وإن الاتحاد السوفييتي ونظام عميلة بابراك كارمال لا يسيطرون إلا على قواعدهم وثكناتهم العسكرية- وحتى السفارة... الروسية في كابول تهاجم من قبل المجاهدين بين فترة وأخرى.
ولكن طريق النصر ليس طريقًا سهلًا ممهدًا، فلله سننه في الأرض ولا بد من العمل والجهاد والصبر للوصول إلى النصر - فلنستعرض السيد الرئيس الطريق الذي مر به إخواننا المجاهدون الأفغان ليصلوا إلى ما وصلوا إليه.
-لقد قتل الروس مائتي ألف في السجون فقط - منهم تسعمائة وثقت أيديهم وأرجلهم وديسوا بالشاحنات على رقابهم.
- كما قضى الروس على مدينة بأكملها كان يسكنها 40.000 إنسان بين طفل وامرأة وشيخ.
- لقد قتل الروس الرجال الباقين من إحدى القرى، ولاحقوا النساء اللائي كن يحملن أطفالهن الرضع وجرين إلى الجبال المجاورة للحفاظ على عروضهن- وعندما قرب منهن الخطر اضطررن أن يرمين بأطفالهن على الجليد ويستمررن في الجري- حتى انتهى بهن المطاف الى نهر جاري فألقين بأنفسهن في النهر وجرفهن النهر إلى الهلاك - كل ذلك حفاظًا على أعراضهن.
-يقوم الروس وكل يوم بتدمير قرى كامله بصواريخ أرض أرض وصواريخ جو أرض وبالطائرات والهيلوكوبترات كما يقومون بحرق المحاصيل وقتل الدواب والدواجن.
- يستعمل الروس أسلحة محرمة دوليًا منها ما يسبب السرطان - ومنها ما ينفجر في الجسم ومنها الكيماويات السامة - كما استخدموا القنابل العنقودية وقنابل النابالم ضد الناس- كما رأيت ضحايا أطفال - نتيجة لقنابل ألقاها الروس على هيئة لعب أطفال.
السيد الرئيس:
لا أقول قيل لي ذلك ولكن أقول إنني رأيت ضحايا الإجرام اللاإنساني الذي يرتكبه الروس في أفغانستان - -وأقدم للسادة أعضاء المجلس الصور الدالة على ذلك في هذه الالبومات التي ستوزع عليكم.
ولكن مع كل هذا الفتك والدمار - فما هو وضع المجاهدين الأفغان؟ الواقع السيد الرئيس إنني رأيت العجب - رأيت عزة الإسلام وكرامته على المجاهدين - هؤلاء الحفاة العراة الذين بإيمانهم يهزمون اليوم دولة الكفر والطغيان- الاتحاد السوفيتي - ولقد صدق قول الله تعالى:
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ (التوبة الآية:١٤)
نعم إن الروسي لا يجرؤ أن يخرج من دباباته أو ثكناته إلا في جماعات ومحصنين - وصدق قول الله تعالى: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ (الحشر:14)
إن انتصار المجاهدين الأفغان لم يكن بسبب الإمكانيات المادية أو العسكرية فالمجاهدون الأفغان لا يملكون إلا أسلحة غنموها من أعدائهم - كما إنه ليس هنالك من يساندهم من دولة كبرى أو صغرى - إنما أعانهم الله عز وجل وسخر لهم بعض أهل الخير من المسلمين فمدوهم بمعونات مالية بسيطة.
وهنا يأتي الدليل على نصر الله تعالى -فالمجاهدون الأفغان لا ينتصرون اليوم بإمكانياتهم المادية ولكن ينتصرون بإيمانهم - ولكي أدلل على ذلك سأذكر بعض أمثلة عن بعض الجرحى الذين رأيتهم:
-أحدهم جاهد جهادًا طويلًا ولعدة مرات ثم انتهى به المطاف إلى أن بترت ساقه، وعندما سئل عما يريد الآن - قال: إنه يريد أن تركب له ساق حتى يعود إلى الجهاد مرة أخرى ولم أجد أية علامات من أسى في وجهه على فقدان رجله.
-رجل آخر فقد رجليه وجميع عائلته ما عدا ولد له في الثانية عشرة تقريبًا قال: إنه لا يريد إلا أن يعود إلى مناطق الجهاد، وإنه لا يملك السبيل إلى التراجع - إنما يريد فقط أن يوضع وراء البندقية مرة أخرى حتى يحقق الشهادة.
-لقد رأينا الكثير من الذين لديهم إصابات بالغة وجروح لم تكن معقولة ومع ذلك – وفي جميع بيوت العلاج تلك لم نسمع أي أنين أو تألم أو أسى من أحد منهم- بل إن بعضهم وبعد إصابته بإصابات بالغة قد يكون انتقل على فترة ستة أسابيع قبل أن يصل إلى العلاج دون شكوى.
- لقد رأيت الذي أصيب بالسرطان نتيجة لسلاح محرم - استعملته روسيا - كما رأيت أطفالًا فقدوا أرجلهم وأيديهم - ولكن لم أسمع شكوى من أي واحد منهم.
-كل ذلك مع ندرة الاستعدادات الطبية والأدوية والأماكن لعلاجهم.
السيد الرئيس:
إنه واجب على كل مسلم أن يهب لنصرة إخوانه مجاهدي أفغانستان - بل هو أيضا.. واجب على أولي الأمر في الدول الإسلامية – أن يساعدوهم وبكل وسائل الدعم.
لقد قامت الباكستان بإيواء ومساعدة المهاجرين الأفغان والذين وصل عددهم إلى ما يقارب الثلاثة ملايين مهاجر - ونسأل الله أن يجازي الرئيس الباكستاني وحكومة الباكستان خير جزاء مقابل رعايتهم للمهاجرين الأفغان - كما نأمل أن تقوم باقي الحكومات بواجبها نحو إخواننا المهاجرين.
ولكن في نفس الوقت أدعو الرئيس الباكستاني إلى التنبه إلى خطر ضغط أمريكا ومن يسير في ركبها على الباكستان لفرض وصاية أمريكا والغرب على المهاجرين الأفغان.
أصبح المسلمون اليوم يعرفون من الذي يجاهد في سبيل الله في أفغانستان ومن الذي يدعي الجهاد من أجل فرض الوصاية وابتزاز الأموال - والله نسأل أن ينصر إخواننا الأفغان، وأن ينتبه ولاة أمورنا المسلمين إلى الخطر الروسي القادم من الشرق، وكما قال أحد القادة المجاهدين الأفغان - نحن ندفع اليوم دماءنا ثمن عدم قيام أجدادنا بنصرة إخوانهم المسلمين حينما احتلت روسيا ثلاث ولايات إسلامية وضمتها إلى الاتحاد السوفييتي، فهل لنا أن نساند إخواننا الأفغان؟ والذين يشكلون سدًا منيعًا لنا من الخطر السوفييتي وإلا لدفعنا دماءنا غدًا ثمنًا لتخاذلنا عن نصرة إخواننا المجاهدين الأفغان - قد يرى البعض أن هذا بعيد ولكن ليعلم هؤلاء بأن أكبر قاعدة روسية في الصحراء في جنوب أفغانستان - يستطيع منها الروس الوصول إلى مضيق هرمز في خلال ربع ساعة بالطائرات النفاثة - وإنه لولا رحمة الله ثم المعارك الضارية والتي تصل في اليوم إلى مائة معركة بين المجاهدين الأفغان والروس- لوصل الروس وبدون أي عناء إلى مياه الخليج الأفغان الدافئة.
فلنتق الله في إخواننا المجاهدين الأفغان -ونتق الله في أنفسنا - ونقطع دابر الغزو الروسي بعيدًا عن ديارنا قبل أن يدخل علينا وعلى أهلنا-والله نسأل أن ينصر إخواننا الأفغان - ويكفينا شر هذه الثغرة التي حاول الروس الوصول إلينا عن طريقها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل