; الكويت ... عساك الجنة | مجلة المجتمع

العنوان الكويت ... عساك الجنة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 03-يناير-2009

مشاهدات 16

نشر في العدد 1833

نشر في الصفحة 29

السبت 03-يناير-2009

انتقل إلى رحمة الله تعالى أخي في الله «حمد مهنا المزعل» يوم الثلاثاء ٢٥ ذو الحجة ١٤٢٩هـ الموافق ٢٣ ديسمبر ۲۰۰۸م، وهو من خيرة رجال جمعية الإصلاح الاجتماعي المخلصين نشأ شابًا في مركز الشباب، ثم تولى نشاط العلاقات العامة فيها، وقام به خير قيام، واكتسب منه معرفة بمهنة التصوير لتوثيق مناسبات الجمعية، ثم تطور إلى توثيق المناسبات والمعارض، وأسبوع الشريعة الإسلامية وأسبوع الأقصى، وتوثيق حفلات تهاني رمضان، والأعياد، وأعراس الإخوان.. واتسـم يرحمه الله تعالى بالوفاء لإخوانه، فلم ينقطع عن دربهم والفرحة بلقائهم وبالابتسامة والمحبة والود لكل من يعرف من إخوانه، وحرص على الزواج من بنت صالحة فكانت ابنة الداعية الصبور الثابت خالد الرويشد -يرحمه الله - من مؤسسي الجمعية ألهمها الله الصبر على فراق زوجها.

كان كلما سلم عليه أحد إخوانه قائلًا له: السلام عليك يا أبا مهنا. رد عليه: «عساك الجنة» أي عسى الله أن يدخلك الجنة، يقولها بكل ود وابتسام، تدخل الفرح والسعادة على ملقي السلام عليه.

لقد لقيت الله يا أبا مهنا صادقًا ما عاهدت الله عليه من الثبات على الحق، وطريق الدعوة والصبر على ابتلاء المرض، فهل نثبت نحن كما ثبت؟ ندعو الله أن نكون كذلك، قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُم مِّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم من يَنتَظرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (الأحزاب:23).

كنت يا حمد قدوة في حياتك، محبوبًا حتى بعد مماتك، فقد شهد جنازتك عدد غفير من إخوانك الدعاة المحبين لك.

رحمك الله تعالى يا أبا مهنا، وأفسح الله نزلك، وأنار قبرك، وجعله روضة من رياض الجنة، وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

د. عبد الله سليمان العتيقي أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي

عزاء واجب

تتقدم جمعية الإصلاح الاجتماعي باسم مجلس إدارتها وأعضائها وجميع العاملين بالجمعية ولجانها وأسرة تحرير مجلة المجتمع بأحر التعازي والمواساة إلى عائلتي المزعل والرويشد، لوفاة المغفور له بإذن الله حمد مهنا مزعل المزعل عضو الجمعية، الذي أخلص لدينه ودعوته ثابتًا على الحق إلى أن وافته المنية.

سائلين الله تعالى له المغفرة وواسع الرحمة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقًا، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، ﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة:156). 

«عساك الجنة».. دعوة كثيرًا ما سمعتها من هذا الإنسان العظيم بأخلاقه والمتميز بصفاته وسلوكياته...

«عساك الجنة»... جميع من عرف «بو مهنا» إلا وسمعه يدعو له بهذه الدعوة الكريمة.

«عساك الجنة» تأتي وتأتي معها ابتسامه مشرقة من هذا الرجل.

عرفه الصغير قبل الكبير.. وأحبه الشاب قبل الشيخ..

تجده في كل منتدى قيمي..

ويتحرك بنشاط في كل مخيم تربوي..

لا تفارقه كاميرته التي وثق بها الكثير من الأحداث التي لا تمحى من الذاكرة.

أفني حياته في خدمة دعوة الله عزّ وجل...

وختمها بطاعة الله عزّ وجل... 

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى عليه أربعون موحدون وجبت له الجنة» ونحن في تشييع هذا الرجل لم نتعجب من هذا الزحام الشديد والعدد الكبير ممن شهدوا جنازته... بل ما زالوا واقفين على قبره يدعون له بالتثبيت والمغفرة والرحمة.

 نحن عندما نفارق فإنما نفارق الأجساد ولكن تبقى الأخوة الصادقة والمحبة في الله عز وجل والذكريات الممتعة... 

الجميع يشهد لهذا الرجل...

والجميع أحب هذا الرجل..

وهذه إن شاء الله من علامات حسن خاتمة هذا الرجل ولا نزكي على الله أحدًا... رحمك

الله يا «حمد المزعل»..

رحمك الله يا «بو مهنا»..

رحمك الله و«عسى مثواك الجنة».

خالد حسن مال الله 

هذه هي العبارة التي كانت تتردد على لسان الأخ الحبيب حمد مزعل «بو مهنا» رحمه الله كلما التقاه أخ وسلم عليه قال له: «عساك الجنة»، حتى عرف بها.

هنيئًا لك يا أبا مهنا هذه المحبة الغامرة التي امتلأت بها قلوب مَنْ أحببتهم فأحبوك.

هنيئًا لك هذه الجموع التي توافدت لوداعك في مقبرة الصليبخات، يكفيك يا أبا مهنا ترحم القاصي والداني عليك.. فلم يملك الكثير من الإخوة كفكفة الدموع عندما رأوا جنازتك تمر من أمامهم.. كيف لا؟! ولم يشاهدوا منك إلا الابتسامة العريضة التي كنت تجيدها، لأنك أدركت أنها هي لغة المحبة ورسالتها الكبرى... امتثالًا لقول النبي ﷺ: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»، فلا أتذكر أبدًا أي صورة من صور وجهك دون ابتسامة.. حتى غدوت رمزًا لها.

هكذا هو الموت كلما غفلنا، ولهونا، ونسينا أغار علينا، فاختطف واحدًا منا، فنتذكر ونبكي، ونحزن وننتبه، ثم تفضل وتنسي، فيغير ثانية فيخطف واحدا منا، حتى يأتي الدور علينا.

كم هو قاس فراق الأحبة، وخاصة إذا كان هذا الفراق لا عودة بعده، وكم نلقى من البلاء فتتحجر ماقينا، ولكنها تنهمر بالدموع ساعة الفراق. 

ولقد لقيت الحادثات فما جرى دمعي كما أجراه يوم فراق ولا نملك إلا أن نقول: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا» وإنا لفراقك يا بو مهنا لمحزنون.

عبد الحميد جاسم البلالي

الرابط المختصر :