العنوان باختصار .. الكيل بثلاثة معايير
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 04-يناير-2003
مشاهدات 24
نشر في العدد 1533
نشر في الصفحة 6
السبت 04-يناير-2003
ثلاث قضايا ساخنة على الساحة الدولية يجمع بينها عنصر واحد هو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك تتعامل معها واشنطن بمعايير مختلفة. فالكيان الصهيوني يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية تهدد المنطقة بأسرها، وتعامله الوحشي مع الفلسطينيين المدنيين العزل، وتهديداته المستمرة للمنطقة تؤكد أنه من غير المستبعد أن يلجأ الصهاينة إلى استخدام ما لديهم من أسلحة دمار شامل ضد دول المنطقة، فماذا فعلت أمريكا؟ لم يخرج موقفها عن الصمت التام والتغاضي الكامل، إن لم نقل التأييد، إذ إنها هي التي تمد العدو بأسباب البقاء والتوسع.
وفي شرق آسيا أعلنت كوريا الشمالية عن طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مجمع يونغبيون النووي وقررت استمرار العمل في المفاعل، وكانت قد أعلنت قبل ذلك عن امتلاكها للسلاح النووي. ولكن لوجود دول كبرى إلى جوار كوريا الشمالية كالصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية فإن الموقف الأمريكي راعى تلك المصالح والتزم التريث في معالجة الأزمة وفق الأطر السياسية والدبلوماسية استجابة لنداءات أصدقاء أمريكا.
الحالة الثالثة هي حالة العراق، فتحت ذريعة التخلص من نظام صدام حسين. ونحن أول من يتمنى زوال حكمه. تجر أمريكا المنطقة العربية بأسرها لحرب ضروس ومواجهة لا يعرف أحد من سكان المنطقة ما يمكن أن يناله بسببها من أضرار، وما الخطط التي أعدتها واشنطن للمنطقة لمرحلة ما بعد زوال صدام حسين؟
فلماذا تتلون المواقف الأمريكية بين الصمت المطبق.. والتريث المتعقل والاندفاع المحموم؟
ولماذا لا تراعي واشنطن مصالح المنطقة مثلما راعت مصالح الدول الكبرى في شرق آسيا؟ وهل كانت واشنطن ستعرض المنطقة للخطر لو كانت لنا القوة التي تعمل لها واشنطن ألف حساب؟