العنوان المجتمع الثقافي (عدد 1490)
الكاتب مبارك عبد الله
تاريخ النشر السبت 23-فبراير-2002
مشاهدات 10
نشر في العدد 1490
نشر في الصفحة 48
السبت 23-فبراير-2002
القاهرة تحتفل بالأمير الشاعر
القاهرة: محمود خليل
عرفاناً بفضل المبدعين العرب الأحياء، أقامت وزارة الثقافة المصرية بالاشتراك مع دار الدكتورة سعاد الصباح، حفل تكريم للأمير الشاعر الكبير عبد الله الفيصل، شارك فيه عدد من كبار الكتاب والمفكرين والشعراء.
وعلى مدى يومين، عقدت سبع جلسات تدارست إبداع الشاعر الكبير وأثره في النهوض بالقصيدة العربية من حيث البناء والصور والأغراض، منذ صدور ديوانه الأول "وحي الحرمان" ١٣٧٣هـ - ١٩٥٤م، ثم ديوانه الثاني "حديث قلب" ١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م، إضافة إلى مجموعات قصائده من الشعر النبطي المجموع في ديوانه "مشاعري".
وفي الجلسات النقدية الموسعة التي شارك فيها النقاد الدكاترة محمود علي مكي، ومحمد عبد المطلب، وعبد اللطيف عبد الحليم، وفوزي عيسى، ومختار أبو غالي، جرى تناول المنطلقات الإبداعية ومستويات الأداء البياني عند عبد الله الفيصل، وموقعه الشعري بين شعراء جيله من أمثال العواد ومحمود حسن إسماعيل، وصالح جودت، وأحمد فتحي الذيكانت تربطه علاقة خاصة بالأمير الشاعر.
ثم تناول الملتقى النقدي الثاني مكانة عبد الله الفيصل في المسيرة الأدبية العربية المتعددة العطاءات المتنوعة الاهتمامات، وشارك فيها الأدباء الدكاترة نعمات أحمد فؤاد ومدحت الجيار ومجدي توفيق ووليد منير، وفي هذه الجلسة تمت مناقشة التراجم الإنجليزية والفرنسية والروسية لأعمال عبد الله الفيصل، كما تناولت البحوث والدراسات النتاج الإبداعي الفريد للفيصل بالتحليل والتأصيل، وأكدت الدراسات مكانة الأمير عبد الله الفيصل في التجديد الملتزم من حيث الشكل والمضمون الذي يتناول رؤيته للكون والإنسان والحياة في قالب متجدد بلسان بليغ وبيان ساحر.
صورة صادقة:
وحول تأصيل الروابط والوشائج الفكرية والثقافية، ألقى الدكتور عبدالله سالم المعطاني محاضرة، تناول فيها الدور المجتمعي للمثقف المعاصر، وضرورة إحداث التوازن بين قضايا الذات والمجتمع والوطن، وهذا هو الدور المنوط بالذات والوجدان الذي يذوب في قضايا الوطن والإنسان، كما أظهرت ذلك دراساته المتعددة عن الأمير الشاعر.
زينة الدنيا:
ألقى الأمير عبد الله الفيصل كلمة، أكد فيها عمق الروابط وأصالة الروافد بين أبناء هذه الأمة، ودور الكلمة في حمل عبد الله الفيصل قضاياها والزود عنها .. ثم ألقى قصيدة "زينة الدنيا" التي يقول فيها:
يا مصر يا زينة الدنيا وفتنتها *** ما كنت إلا ملاذ العلم والأدب
النيل يمرح في ودايك منعطفاً * *** على الخصيب ويروي غير مختصب
ثم ألقى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير كلمة سلط فيها الضوء على حياة الأمير عبدالله الفيصل الذي ولد في مدينة الرياض في 15/11/1341هـ الموافق 19/6/1923م وعينه جده الملك عبد العزيز- يرحمه الله- وكيلاً لنائبه في الحجاز، ثم عين في عام ١٩٥١م وزيراً للداخلية، ثم وزيراً للصحة في آن معاً، لفترة من الزمن، ثم ترك العمل الرسمي وتفرع للقراءة والاطلاع والبحث والأعمال الاقتصادية.
وعلى هامش حفل التكريم، أقيمتأمسية شعرية شارك فيها من الشعراء محمد التهامي، وجمال الشاعر، ود. محمد أبو دومة، وأحمد سويلم، ومحمد إبراهيم أبوسنة .
دموع العيد
شعر إبراهيم الكلثم
Alkaltham @Hotmail. Com
أي عيد.. وأي يوم سعيد *** أي لحن أصوغه في نشيدي
أي فخر لنا بفرحة عيد ***ولقد عاد بالأسى من جديد
أي طعم للعيد يا ويح قلبي *** وفلسطين تشتكي من حقود
من يهود خانوا العهود جهاراً *** من حسود وغاصب وكنود
دنسوا الطهر واستباحوا دماء ***وأسالوا الدموع فوق الخدود
فدماء تموج في كل يوم *** وجراح قد أنهكت كل جيد
وبمسرى الرسول عاثوا فساداً *** هو حر مكبل بالقيود
هو حر لا يستطيع حراكاً *** وعزيز فصار مثل العبيد
يا أسيراً متى تصير طليقاً *** عالي الرأس وشامخا في صمود
أي عيد.. فليس هذا بعيد *** بل هو الحزن في بكاء شديد
إنما العيد حينما نتلاقي *** بعد عز وبعد نصر أكيد
عيدنا صار مظهراً ورسوماً *** في البوادي وفوق كل صعيد
هذه ليلة المدامع فابكوا ***يا بني الإسلام ظلم القيود
سوف نشدو بفرحة العيد لما ***نتشفى من هؤلاء اليهود
عندها رعشة الحياة ستسري ***في عروقي.. في داخلي.. في وريدي
عندها يشرق الصباح فيمحو ***نوره السامي ظلام الوعود
حول لقاء د. حسن الأمراني
أجرت مجلتنا العزيزة المجتمع لقاء في صفحات الأدب والثقافة مع الشاعر المغربي الإسلامي وهو لقاء جيد ومفيد ويدل على نظرة نقدية إسلامية واعية لما يجري في ساحة الأدب.
وقد ناقش د. حسن في لقائه تجاهل الأدب الإسلامي ومحاصرته من قبل الحداثيين والعلمانيين وغيرهم، وأفاض في ذلك وقد أثار في نفسي شعوراً بالأسى ما قاله في هذا الجانب وتساءلت: لماذا يواجه أولئك الأدب الإسلامي بهذا التجاهل والحصار؟.
ولكن هناك ملحوظة مهمة أريد أن أطرحها تعليقاً على هذا تتضمن سؤالاً للدكتور حسن وأمثاله من نقاد الأدب الإسلامي: لماذا هم أيضاً يتجاهلون الأسماء الأدبية الإسلامية الناجحة واللامعة في مقالاتهم ولقاءاتهم، فالدكتور حسن وغيره لم يذكر في مجال الشعر الإسلامي والقصة والنقد أسماء لكبار الشعراء والأدباء الإسلاميين، مع أنه هو في رابطة الأدب الإسلامي، وحتى في مجلة "المشكاة"، التي يرأس تحريرها نجد التمادح والانتقاء في الدراسات النقدية فيما يخص أدباء وشعراء المغرب ومن له علاقة بهم من المشرق بينما تظل بعض الأسماء المشرقة في الأدب الإسلامي المعاصر بعيدة عن الطرح والدراسة النقدية، مما جعل الحداثيين يشيرون إلى ذلك في محاربتهم للأدب الإسلامي وقبل فترة قرأت مقالاً لأحد العلمانيين يتساءل ويقول: هذا هو الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي ينال قدراً واسعاً من الشهرة عند الناس، ومع ذلك ما وجدنا دراسات نقدية وافية لشعره ودواوينه، مع أنه من الأصوات الأبرز في الشعر الإسلامي المعاصر.
ثم يقول ذلك الحداثي ألا يدل ذلك على شيئين لا ثالث لهما: إما عقم الساحة النقدية في الأدب الإسلامي أو ضعف القدرات الإبداعيةالشعرية فيه؟
أقول: هذا مثل واحد .. فإلى متى يتجاهل النقاد الإسلاميون بعضهم وهل ينتظرون من ناقد حداثي أن يدرس دراسة نقدية موضوعية شعرنا الإسلامي وأدبنا الإسلامي للشاعر العشماوي وغيره. إنها رسالة إلى
د. حسن وإلى جميع النقاد الإسلاميين أن ينتبهوا إلى هذه النقطة وأن يخرجوا من دائرة التمادح بين الأصدقاء، فإن ذلك ينكشف للقارئ إن الشعر الإسلامي والأدب الإسلامي يحفل بنماذج جيدة ومبدعة يحفل بها المتابعون ويجدون فيها النموذج الأمثل للأدب الإسلامي الراقي ومع هذا فهم غائبون عن ساحة النقد الإسلامي.
محمود عمر سالم
واحة الشعر
نفحات من الحج
عبدالله زهران
مالي أراني هائما متفطرا *** والقلب مني لا يقر ويجثم
لما رأيت الجمع غادر راحلا *** جمعاً فاضحي في اللسان تلعثم
لبوا.. أهلوا طائعين تذللا *** مشوا الهوينا مصعدين ليغنموا
وتنكب الشيطان كل فجاجهم *** دحراً إلى اليم البعيد ويهزم
رفعوا الأكف وبالغوا في سؤلهم *** فاليوم يوم العتق رب المنعم
ربي أجرنا من عذابك منة *** فالنار تزفر والشفير جهنم
ودعوتنا لبيك شعثا حسراً *** إن ترض عنا فالرجا يتكلم
وامنن علينا بالجنان تكرما *** في صحبة المختار نعم الملهم
شفعه فينا يوم لا مال ولا *** ولد يدل وفضل ربي أعظم
واروي ظمانا من يد محبوبة *** من كوثر عذب شفانا الزمزم
لما رحلتم عن صعيد طاهر *** أضحى يلاقع لا يؤم ويبرم
قد كان يوما في كظيظ رائع *** الكل يدعو مطرقا يتوسم
ثم انطلقتم في مسيرة راكب *** نحو المسيل تجمعوا وتيمموا
في ليلة كانت ملاذاً آمناً *** للسائلين ومهيعا يتقسم
كيف انقضت في برهة معدودة *** وكذا ليال العاشقين تصرم
والصبح يسفر في بياض ناصع *** والجمع نور في ربيع يبسم
ثم التقطتم سبعة تحصونها *** وحصبتم الشيطان بئس الأرجم
وحلقتم الرأس المليد صلعة *** عكست شعاع الشمس نعم المعلم
وذبحتم الهدي المقلد رغبة *** عج وثج خير حج يعلم
وطعمتم اللحم المبارك لذة *** فنما وأورق الوجوه العندم
يا وافدين البي لا تتعجلوا *** طوفوا وقارا واسكنوا وتقدموا
هذي أتت لوجهك خشعا *** من كل حدب تستغيث وتحلم
يرجون رحمن السماء تكرما *** أنت الجواد لكل من يستكرم
بل جود كفك هاطل متواصل *** تعطي بلا سؤب فأنت الأكرم
إني وقفت بباب بيتك ضارعا *** وذكرت ذنبا هزني يتعاظم
وأرى الحجيج دموعهم وكافة *** وقفوا على الحجر العتيق يسلموا
يشكون هما أو مريضاً مدنفاً *** أنت الملاذ لهم وأنت البلسم
فعرفت أن الله يستر عبده *** ويقيه من خزي عليه محتم
فرفعت كفي لا أبالي سائلاً *** أني المبالغ في الذنوب المجرم
وعلمت أن الله يغفر جرمنا *** لما رأيت الجمع فيك تعشموا
أنت المؤمل لا سواك لكربنا *** ندعوك بالتوحيد أنت الأعظم
أنودع البيت الحرام ونرتحل *** لو كان صخرا قلبنا يتحطم
يا کعبة الله الحبيبة لا أزل *** بحبك أشدو هائما أترنم
وتركت قلبي في هواك رهينة *** وفكاكه لقيا رحيم يرحم
يا تاركين البيت كيف صبرتموا *** كيف المشاعر والحطيم وزمزم
لو قد رأيتم بعد هجرتكم منى *** سود الرخوم على البطاح تخيم
أين الجموع وأين من قد هللوا *** لبيك يا ربي فإني محرم
يا وحشة حلت بأرض حية *** إني إلى اللقيا أحن وأغرم
الكل منا واله متحسر *** لفراق مكة والسحاب مغيم
ياربي هون بالدعاء فراقنا *** وارحم دموعا كالخدود ترسم
واكتب لنا قريب عودة *** مع كل جمع يستغيث ويندم
قلبي إلى هذي البقاع مقيد *** كالطير في قفص يئن ويألم
وسراحه مع كل حج منحة *** يغدو طليقاً في المناسك يسلم
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل