العنوان المؤامرة النصيرية تستهدف إقامة إمبراطورية عبيدية مجوسية في البلاد العربية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-يونيو-1976
مشاهدات 7
نشر في العدد 306
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 22-يونيو-1976
- لسنا متفائلين من مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية والمتآمرون ماضون من أجل تحقيق أهدافهم.
- إسرائيل وأميركا والاتحاد السوفيتي وشاه إيران يدعمون الغزاة في لبنان
أصوات شبه رسمية بدأت تندد بحكام دمشق وتنعتهم بالطائفية العلوية، وتحذر مما بيتوه في جنح الظلام.
تري هل بدأ الناس يعرفون حقيقة هؤلاء؟ الظلمة السفاحين من النصيريين؟ وهل يفشلون في تضليل الناس مرة أخرى وإيهامهم بأنهم مناضلون تقدميون ثوار؟
إن كان الناس قد علموا - ولا نحسبهم كذلك - فالثمن كان باهظًا وباهظًا جدًا تدمير لمخيمات برج البراجنة وشاتيلا وعين صبره وعين الحلوة.
قنابل محرقة تلتهم أطفالنا فلذات أكبادنا من أبناء المسلمين الفلسطينيين واللبنانيين آلاف القتلى والمشوهين سفكها الذين باعوا الجولان مفروشة لإسرائيل، أسد علي وفي الحروب نعامة
عملية إبادة كاملة للفلسطينيين عجزت عنها إسرائيل والموارنة وأمريكا.
ويل لكم أيها القتلة كيف تحاولون إهانة شعب رفع رؤوسنا وأعاد إلينا شيئًا من كرامتنا بجهاده الباسل داخل الأرض المحتلة في حين كنتم تفرون قبل الزحف؟
غفر الله لقادة المنظمات منذ أشهر وهم يلمحون بنوايا عدوانية مدبرة ضد شعب فلسطين ونحن نقول لهم أفصحوا وضحوا صرحوا فالشعوب المسلمة معكم ومتى كان الصمت سببًا في عزوف الذئب عن فريسته والوحش المفترس عن صيده لات ينفع الندم في هذا الوقت فالمصاب جلل والخطب فادح.
وكم يحز في نفوسنا أن يقول ناس من الناس ما كنا ننتظر هذا الموقف من سورية.
ما كنا نتصور أن تصوب أسلحة السوريين إلى صدور إخوانهم أبناء فلسطين ولبنان.
مسكينة أنت سورية كم يظلمك الأهل وذوي القربى وأنت الصابرة المحتسبة على جرائم النصيريين وغدرهم وكفرهم مسكينة أنت يا سورية حولك القتلة إلى سجن كبير منذ الثامن من آذار، يوم جاءت كتائبهم من جسر بنات يعقوب والقنيطرة لتحتل دمشق منذ الثامن من آذار أفصح الباطنيون أن هدفهم دمشق وليس تل أبيب، المدن السورية وليس المدن الفلسطينية المحتلة.
منذ ذلك اليوم خرج علماؤك يا سورية ومفكروك وتجارك خرجوا يذرعون أرض الله غرباء عن بلادهم يحنون إليها كما يحن إخواننا الفلسطينيون إلى حيفا ويافا وصفد وعكا.
مسكينة أنت يا مدينة دمشق الباسلة يوم تجرأ أوباش النصيرية على مسجدك العظيم - المسجد الأموي - فهدموا قسمًا منه واستباحوا حرمته، وأطلقوا نيران الغدر على المصلين فسالت دماء الركع السجود في أروقته، واقتادوا من بقي على قيد الحياة إلى السجون والمعتقلات مسكينه أنت يا حماه المجاهدة حين غزاك أوغاد القرداحة وراحوا يهدمون جامع السلطان ويدكون منارته الشاهقة على من فيه من المصلين وهم يهتفون بسقوط محمد -صلى الله عليه وسلم- ودينه، ويتفاخرون أيهم قتل عددًا أكبر من الأطفال والفتيان.
نحن نشهد أن أبناءك الذين هم دون سن العاشرة كانوا يتحدون المدرعات بالحجارة والعصي.
ومتى كان الموت يخيف رجالك المجاهدين الذين دوخوا الاستعمار الفرنسي ومرغوا هامته بالأوحال؟
لم يمر عام واحد إلا ولحماة البطلة صدام مع النظام الإرهابي الحاكم.
مسكينة أنت يا حمص الشامخة يوم أغار النصيريون على مسجد خالد بن الوليد والناس في صلاة الجمعة وراحوا يمطرونهم بوابل كثيف من القنابل والرصاص والله ما استسلم علماؤك المجاهدون ولا خنع شبابك الطاهرون ودخلوا سجون تدمر والمزة والشيخ حسن أعزة محتسبين صابرين.
اختار النصيريون مسجد خالد بن الوليد لأنهم يخشونه وهو في قبره ويعرفون أنه هو الذي فعل الأعاجيب بأجدادهم المجوس مساجد سورية التي كانت قلاعًا يعتصم بها تعتدى على حرمتها جاء النصيريون بقلوب مشحونة بالحقد ليهدموا هذه المساجد على من فيها من المسلمين.
ثلاثة عشر عامًا يا سورية وسجونك مزدحمة بالعلماء الأبرار والدعاة الأخيار الذين ما زالوا في السراديب والأقبية حتى هذه اللحظة، ما زال الداعية المجاهد مروان حديد وإخوانه تحت التعذيب في سجن المزة المعروف.
معذره يا سورية الحبيبة فالناس لا يذكرون لك هذه الصفحات الناصعة وإن ذكروا بها ينسون كما سينسون غدًا هذه المجازر التي أوقعها حفيد سليمان المرشد بإخواننا الفلسطينيين واللبنانيين.
لم تجدين يا سورية خلال محنتك الرهيبة صوتًا رسميًا واحدًا يترحم على شهدائك الأبرار بل كانت القروض والهبات والعطايا بأرقام خيالية تقدم من بلاد عربية للسفاح وطغمته وهي ترى يديه الملطختين بالدماء بلاد عربية رسمية تقدم القروض للقائد المجوسي وإذاعته تردد صباح مساء آمنت بالبعث ربًا لا شريك له.
وبعد كل هذا نسمع من يقول:
الحكومة السورية أمرت باحتلال لبنان والجيش السوري ضرب المخيمات لا تجرحوا مشاعر السوريين يا قوم بكلامكم هذا، فالذين يضربون المخيمات ليسوا سوريين وليسوا بعرب ولا مسلمين، إنهم قرامطة مجوس غرباء عن سورية كغربة الصليبيين في لبنان وأنهم إذ يرتكبون هذه المجازر الوحشية فقد أقدم أجداد لهم من قبل على قتل جميع المسلمين وهم يحجون في بيت الله الحرام.
هؤلاء النصيريون طابور خامس في بلاد الشام، وعون لكل مستعمر دخيل، لقد وقفوا إلى جانب التتار عندما أغاروا على بلاد الشام، وكانوا عونًا للصليبيين في الحروب الصليبية المشهورة يدلونهم على مراكز القوة عند المسلمين.
ووقفوا إلى جانب فرنسا في استعمارها لسورية وهي - فرنسا – التي أقامت لهم دولة، وأوعزت لسليمان المرشد أن يدعي الربوبية فزعم أنه إله وعبدة جميـــــــــع النصيريين بدون استثناء، لقد كان هذا قبل أربعين عامًا لقد كانت فرنسا أمّا حنونًا لهم كما أنها أم حنون للموارنة وإذا عرفنا هذا لا يبقى مجال للتساؤل ما هي العلاقة بين النصيريين والموارنة اليوم.
والآن: هل ستستجيب سورية لنداء وزراء الخارجية العرب وينسحبون من لبنان؟
لا نعتقد هذا إن المؤامرة واضحة وضوح الشمس رأد الضحى فهي تستهدف القضاء على الثورة الفلسطينية ثم مصالحة الأنظمة العربية فمؤتمر جنيف فإقامة دويلات طائفية في المنطقة وسيكون للنصيرية الأسد ونصيبه وخيوط هذه المؤامرة بدأت بالتقارب الشديد بين الرئيس النصيري وشاه إیران، یوم اعتذر النصيري عن تعريب الأزمة ثم ذهب لشاه إیران وأجرى معه محادثات سرية عن لبنان، وها هو مبعوث الشاه في لبنان - موسى الصدر - يجند الناس مع الجيش النصيري الغازي وشعر نصيريو طرابلس بمؤامرتهم فهربوا من طرابلس وانضموا لجيش الغزاة والقرصنة وكم هو مؤسف أن يأمر موسى الصدر أتباعه بالانضمام إلى الجيش المعتدى وهذا ما صرح به ربحي عوض ممثل فتح في القاهرة ونشرته السياسة في ٧ - ٦ - ١٩٦٧
إن الإسلاميين غير متفائلين من مؤتمر القاهرة الأخير، وهو يعيد للأذهان مؤتمر القاهرة ومذبحة أيلول ونظرتنا أن المؤامرة النصيرية ستعمل على إعادة الدولة العبيدية المجوسية التي تسمى خطأ بالدولة الفاطمية، وإليكم وثيقة خطيرة تكشف مخططات النصيرية كتبها أحد علمائهم عام ١٣٨٧هـ تجدونها في موضع آخر من هذا العدد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل