العنوان المجتمع الأسري- العدد (1193)
الكاتب د. عادل الزايد
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1996
مشاهدات 14
نشر في العدد 1193
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 26-مارس-1996
رئيسة تحرير مجلة «تحت العشرين» تتحدث لـ «المجتمع»: هدفنا سد الفراغ لدى الفتاة المسلمة لإنقاذها من غزو المجلات الأجنبية
• مجلتنا أول مجلة تهتم بشؤون الفتاة المسلمة ..وتركز على طرح الموضوعات بأسلوب متميز بعيدًا عن الإسفاف أو الأغراض التجارية
«تحت العشرين» مجلة جديدة في طريقها للظهور في عالم الصحافة لتملا فراغًا ملموسًا لدى الفتاة المسلمة في أخطر مراحل عمرها، وبعد صدورها -أيضًا- قطعًا للطريق ولو بالقدر اليسير على مجلات مماثلة تعبث بفكر وأخلاق وسلوكيات هؤلاء الفتيات فالمجلة الجديدة تحمل الفكرة الإسلامية، وتختص أكثر بشؤون الفتيات تحت العشرين، ولذلك فهي تعد نوعًا من التحصين لهؤلاء ضد ما يهددهن من غزو أخلاقي وفكري.
قصة إصدار هذه المجلة وأهدافها والمشاكل التي تعرقل انطلاقتها ترويها رئيسة تحريرها السيدة «أميمة العيسى» في هذا الحوار:
كيف نشأت فكرة المجلة؟
كانت البداية في جلسة عائلية مع الأهل، وكانت إحدى قريباتي قد أمسكت مجلة أجنبية متخصصة بالفتيات في سن ما تحت العشرين، وقد اندمجت بها عنّي، فاستأذنتها لقراءة ما بيدها؛ فذهلت كثيرًا مما قرأت؛ فقد كان أبرز ما تهدف إليه المجلة، هو تعويد الفتاة على التعامل مع صديقها الشاب، وأغلب الصفحات مخصصة لتكون مرشدًا لتحقيق ذلك، فهذه صفحة المشاكل العاطفية، وهذه اقتراحات للموضة والشكل الذي يحبه صديقك، وقصص وحوارات عاطفية، وهكذا.
فشعرت بالأسى على حال فتياتنا، وللأسف على خلو ساحتنا العربية والإسلامية من مجلات خاصة للفتيات، فلا يجدن أمامهن إلا أن يلجأن إلى هذه المجتمعات التي لا تناسبنا إطلاقًا.
فصممت على إيجاد البديل، وعرضت الفكرة على مجموعة من المهتمات بالفكرة الإسلامية؛ فتحمسن معي، وكان هذا البدء في هذا الإصدار.
ما المراحل التي مرت بها المجلة حتى الآن؟
بعد أن وجدت من تحمسن معي لفكرة المجلة، أخذنا نجلس جلسات تخطيطية نضع بها تصورنا حول المجلة: أهدافها، خططها، صفحاتها... وهكذا.
واستغرق ذلك منا قرابة الستة أشهر، ومن ثم شرعنا في إخراج العدد التجريبي، والذي وضعنا فيه خلاصة جهودنا وخبراتنا، ومن أجل إتمام ذلك فقد قمنا باستطلاع معظم المجلات التي تخاطب الفتيات في مرحلة تحت العشرين للتعرف على الأسلوب الصحفي الأمثل للمخاطبة مع هذه المرحلة السنية، ولكن للأسف كانت جميع هذه المجلات غير عربية، وبعد إصدار العدد التجريبي، قمنا بعرض هذا العدد على مجموعة من المختصين في المجلات سواء الصحفية أو التربوية أو الفنية للتعرف على آرائهم، كما عرضت هذا العدد على مجموعة من الفتيات.
وحقًا أقول: قد تفاجأنا كثيرًا من انبهار الجميع بالعدد والإعجاب به والتشجيع؛ الأمر الذي دفعنا بحماس للمضي في الإصدار.
ونأمل -بإذن الله- أن نصدر عددنا الأول في شهر إبريل القادم، وهنا لابد من الإشارة إلى قضية هامة وهي أن الفتيات أنفسهن متحمسات لوجود مجلة متخصصة في شؤونهن، وتكون متناسقة مع مجتمعهن، وقد قمنا بتوزيع ألف استبيان على مجموعة من الفتيات في الكويت والسعودية والإمارات، فكانت النتيجة أن أكثر من 86% من مجموع الفتيات يرغبن أن تصدر مجلة خاصة لهن تحل مشاكلهن، وتكون لهن متنفسًا للتعبير عن وجهة نظرهن.
ما هو الجديد في المجلة؟
إن أهم شيء جديد بالمجلة هو أسلوب طرح المجلة؛ فالمجلة سوف تطرح موضوعات فتيات تحت العشرين بأسلوب متميز بعيدًا عن الإسفاف أو الأغراض التجارية، إننا نتبع أحدث أساليب التخاطب الصحفي، وأكثر أساليب وفنون الإخراج تقدمًا ذلك بجانب استحداثنا لبعض الأبواب الجديدة مثل المواقف المصورة والاستشارات النفسية.
ما هي أهم المشاكل التي تصادفكم لحظة انطلاقكم الأولى؟
إن تأسيس أي عمل مهما صغر له مشاكله وهمومه التأسيسية مثل تدريب طاقات واستقطاب موظفين ومتابعة للعمل، ومن أهم هذه الصعوبات التي واجهتنا هي إيجاد طريقة للوصول إلى فتيات ما تحت العشرين في ظروف غياب الكتب التربوية السليمة التي تساعد على التعامل مع هذه الفئة.
فنحن في المجلة لا نريد توزيع المجلة وتحقيق الربح المادي فقط، بل أهدافنا أبعد من ذلك بكثير، فمجلة «تحت العشرين» تحوي الكثير وتجمع ما بين التسلية والتوجيه وحل المشكلات والترفيه والأدب والقصة، فهي ليست مجلة عادية تريد فقط الانتشار، وإن هدفنا هو سد هذا الفراغ الإعلامي الذي وجد بسبب نسيان هذه الشريحة وعدم وجود ما يميزها في المجتمع، فتوصيل هذه المجلة إلى يد الفتاة يعني عملية تربوية، ربما تكون بعيدة الأثر، ولكن فعلًا تستحق هذا الجهد والتعب، وكذلك من الصعوبات التي تواجهنا هو انشغال الفتيات طوال الأسبوع بالدراسة، الأمر الذي يجعل اتصالنا بفريق العمل من الفتيات أسبوعيًا، وربما شهريًا، وهذا إلى جانب قلة من المتخصصين في الكتابة الصحفية في هذا المجال إلى جانب بعض الصعوبات المادية، ولكننا نأمل أن تغطي هذه الصعوبات مع الاستمرار في الإصدار.
• سنسأل بكل صراحة!!: هل مجلتكم موجهة إلى فتيات تحت العشرين؟ ومن أكثر الأمور التي تجذب فتيات هذا العمر لأية مطبوعة صحفية هو صور الغلاف التي غالبًا ما تكون لفتاة أو شخصية فنية أو غير ذلك، فكيف سيكون الحال في مجلة «تحت العشرين»؟
• ونحن سنُجيبكم بكل صراحة: المجلة في إخراجها ستكون إبداعًا جديدًا، ليس فقط على مستوى الغلاف، بل حتى صفحاتها الداخلية، وحتى في عرض الفتاوى الفقهية والتي غالبًا ما تأخذ صورة رقيقة؛ فنحن كسرنا المألوف، وهذا الأمر ملحوظ في عددنا التجريبي، ونسأل الله أن نحقق مفهومًا جديدًا في عالم الصحافة، بحيث يكون الغلاف جذابًا ومشوِّقًا دون أن يكون فيه هذا الاستغلال غير المقبول للفتيات في أن تكون صورتهن هي الفترينة التي من خلالها تُعرض مواد المجلة.
• هل المجلة تهتم فقط بشريحة فتيات تحت العشرين في الكويت والخليج العربي فقط أم أن اهتمامكم أبعد من ذلك؟
إن اهتمامات الفتيات في هذا السن تكاد تكون تقريبًا واحدة، وبما أننا في المجتمع العربي، بل والإسلامي تحدنا نفس المبادئ، فإننا نأمل أن يكون انتشارنا ليس في الكويت والخليج فقط، بل أيضًا في العالم ككل.
• لمن سوف نقرأ في مجلة «تحت العشرين»؟
قامت على تحرير مادة المجلة الكثير من الأخوات، كل في تخصصها، تحت إشراف الصحفي «حسين عبد الرحمن»، والدكتور «حسن مكي»، إلى جانب بعض الأقلام المعروفة مثل الدكتور: «عجيل النشمي»، والدكتور «حمود القَشعان»، والدكتور «عادل الزايد»، والدكتور «طارق السويدان»، والدكتور «إبراهيم الخليفي».
• بعد قراءة هذا اللقاء معكم قد يتبادر إلى ذهن القارئ بعض الأسئلة أو الاستفسارات أو يود الاشتراك في المجلة، فما الوسيلة إلى ذلك؟
نحن نرصد أي استفسار أو مشاركة من القراء، وعنواننا كالتالي:
دولة الكويت – السالمية – ص.ب ٥٠٥٩، ت: ٥٦١٨٠٨٣، فاكس: ٥٦١٨٠٨٤.
«مرحلة الطفولة المتأخرة من سن 9:12 سنة»
بقلم: د. «ليلى عبد الرشيد عطار» (*)
يطلق بعض علماء النفس على هذه المرحلة مصطلح «قبل المراهقة»، نظرًا لما يطرأ على الطفل، ذكرًا وأنثى، من تغييرات مختلفة في شتى مظاهر النمو الجسمية والحركية والانفعالية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والجنسية، تمهيدًا لمرحلة المراهقة، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
1. بطء معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلة السابقة والمرحلة اللاحقة.
2. زيادة التمايز بين الجنسين، الذكر والأنثى، بشكل واضح.
تعلم المهارات اللازمة لشؤون الحياة، وتعلم المعايير الخلقية والقيم، والاستعداد لتحمل المسؤولية، مع القدرة على ضبط الانفعالات.
وسنتناول كل مظهر من مظاهر النمو المختلفة بما يناسبه من متطلبات التربية الإسلامية.
«النمو الجسمي»
تبدو الفروق الجسمية واضحة بين الجنسين، وإن كان الإناث ينمون أكثر من البنين في هذه الناحية، ولا سيما في الطول والوزن.
ويبدأ التغيير في وظائف الغدد، وخاصة الغدد التناسلية، استعدادًا للقيام بالوظيفة التناسلية حين تنضج مع بداية المراهقة، وقد يبدأ الحيض لدى البنات في نهاية هذه المرحلة. كذلك يُلاحظ اهتمام الطفل بجسمه وتأثيره في نمو الشخصية.
لذلك ينبغي على الوالدين الاهتمام بالصحة الجسمية للطفل، ومراعاة التغذية المتكاملة الكافية، مع توجيه الطفل للرياضة البدنية المناسبة لنوعه وسنه، كما ينبغي على الأم تعليم البنت بعض الأحكام الخاصة بالطهارة والحيض وفائدة هذه الدورة الشهرية في وظيفة المرأة الأساسية، وهي الأمومة، وتهيئتها باستقبال هذا الأمر بهدوء واطمئنان، وتبين لها أن هذا وضع طبيعي، حتى لا تنزعج وتخاف وتخفي أمرها حتى عن والدتها، كما تعودها على ارتداء الحجاب من بداية هذه المرحلة، مستخدمة في ذلك شتى أساليب الترغيب والتحبيب والإقناع بأهميته لها، وتميزها به عن غيرها من فتيات العالم.
كما يهتم كل من الجنسين بمظهرهما الخارجي وملابسهما الخارجية، لذلك ينبغي على الأبوين عدم تلبيس الولد لبس البنت، أو تلبيس البنت ملابس الولد، للحفاظ على خصائص كل منهما الجنسية، وصيانة لكرامتهما الإنسانية، وقد نهى رسول الله ﷺ كلًا منهما أن يتشبه بالآخر في اللباس أو الكلام أو الحركة، روى البخاري في صحيحه: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل»، وعن البخاري أيضًا: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال».
«النمو الحركي»
يتميز النمو الحركي في هذه المرحلة بالحيوية والنشاط، وقدرة الطفل على التحكم في حركاته السريعة، ويميل الأطفال الذكور إلى اللعب العنيف كالكرة، والجري والمطاردة، والتسلق وركوب الدراجة ذات العجلتين والسباق والسباحة إلى غير ذلك، كما تميل الأنثى إلى اللعب الحركي كالحجلة ونط الحبل وغيره، وتؤثر البيئة الثقافية والاجتماعية التي يعيش فيها الطفل في نشاطه الحركي، ونوعية الألعاب التي يمارسها، فالألعاب التي تمارس عند أطفال أمريكا غير التي تُمارس عند أطفال إفريقيا، كذلك يؤثر المستوى الاقتصادي ونوع العمل الوظيفي للأسرة في تحديد نوع النشاط الحركي للطفل، فنوع اللعبة وسعرها وشكلها والهدف التربوي منها يختلف في الأسرة الغنية عن الأسرة الفقيرة والأسرة الجاهلة عن الأسرة المُثقفة... وهكذا.
كذلك من الأمور المحببة إلى نفس الطفل في هذه المرحلة ممارسة بعض الهوايات الحِرفية كالفلاحة والزراعة والنجارة والبناء... إلخ، لذلك ينبغي تشجيع الطفل على ممارسة هذه الأعمال حتى تنمي فيه العضلات الكبيرة، وتصُرف طاقته الحيوية فيما يفيد، بالإضافة إلى شغل وقته بما يُمتعه ويُبهجه ويدخل السرور على قلبه.
كذلك يمكن للطفل أن ينضم لأحد الأندية أو المعسكرات أو المراكز التربوية التي من خلالها يستطيع ممارسة كافة الأنشطة التي تُصقل شخصيته الإسلامية، مع مراعاة حدود الشرع في لبس الملابس الرياضية الساترة لعورة الرجل المقررة من السرة إلى رُكبتيه، لقوله ﷺ: «ما بين السرة والركبة عورة»، وقوله ﷺ: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة...». كذلك مراعاة أوقات الصلاة والأخلاق الإسلامية الفاضلة أثناء ممارسة الألعاب أو الأنشطة المُختلفة.
(*) أستاذ مساعد التربية الإسلامية بكلية التربية للبنات بجدة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل