; المجتمع الأسري: (العدد: 1449) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري: (العدد: 1449)

الكاتب ماجدة محمد شحاتة

تاريخ النشر السبت 05-مايو-2001

مشاهدات 10

نشر في العدد 1449

نشر في الصفحة 60

السبت 05-مايو-2001

صورة من تربية التابعيات لأبنائهن

أم ربيعة: يغيب زوجها 30 عامًا للجهاد فتجعل ابنها إمام المدينة

ماجدة محمد شحاتة

بمثل هذا الوعي في التربية تسود الأمة.. فهل من أمهات كأم ربيعة؟

في ليلة من ليالي الصيف المقمرة.. عاد الفارس المجاهد بعد ثلاثين سنة من الجهاد.. بعدما ترك زوجه العروس تحمل بين أحشائها جنينًا.

تلفت الفارس يمنة ويسرة، محاولًا استعادة ذلك البيت الذي يضم زوجه ووليده الذي لا يعرف عنه شيئًا.

لقد تغيرت معالم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذي قبل، وكثر فيها سواد الناس.. لا أحد يحفل به وهو في طريقه إلى داره.. بل لا أحد يهتم لعودته بعد طول غيبته.. ولكن هل يذكره أحد؟

هل يتذكر أحد ذلك الفارس المجاهد الذي ما إن سمع نداء الجهاد حتى أسرع ملبيًا.. تاركًا زوجه الحامل التي لا تزال عروسًا لم ينقض على عرسها غير أشهر معدودات.

ثلث قرن والفارس ينتقل مع جيوش المسلمين من فتح إلى فتح، ومن نصر إلى نصر لا يكاد يهزه حنين إلى زوجه وولده ذكرًا كان أم أنثى.

لقد طال انتظار الزوجة له حتى انقطع في عودته الرجاء.. فالناس مختلفون في مصيره ومع طول المدة، وانقطاع الأخبار.. ترجح في نفس الزوجة والجميع استشهاد الفارس المجاهد مضى الفارس إلى حيث تعرف موضع داره، ألجمته الدهشة، فلم يطرق بابها.. ومن ذا يرده عن داره؟! دخل الفارس الدار، فإذا برجل في الثلاثين من عمره ينقض عليه انقضاض الأسد على فريسته.. إذ كيف لهذا الشيخ بسيفه، ورمحه أن يلج الدار معتديًا على ما فيها من محارم.. احتدم الأمر بين الرجلين يدفع الشاب الشيخ زائدًا عن حرماته المستحلة.. والشيخ يقسم أن الدار داره.. يرتفع صوت الرجلين. فيفزع الجيران محيطين بالشيخ إحاطة السوار بالمعصم، مدافعين عن جارهما الشاب، والشيخ يحاول أن يذكرهم بنفسه ولا أحد يعرفه، أو يصدقه، يصل الضجيج إلى حيث الأم النائمة، تستيقظ على جلبة بين الرجال.. تنظر من أعلى البيت يا لهول ما رأت.. لم تكد تصدق عينيها... أعادت النظر مرة ثانية، لعلها تستوثق مما رأت... إنه فروخ زوجها الفارس المجاهد بشحمه ولحمه منذ وقعت عيناها عليه آخر مرة قبل ثلاثين عامًا.. لقد تذكرت على الفور يوم ودعها موصيًا إياها خيرًا.. مذكرًا إياها بأنه قد خلف لها ثلاثين ألف دينار هي غنائمه من جهاده قبل أن ينال حريته من قائده الصحابي الجليل الربيع بن زياد الحارثي، ما زالت تذكر كلماته: «صونيها -أي الثلاثين ألف دينار- وثمريها وأنفقي منها على نفسك ووليدك بالمعروف حتى أعود إليك سالمًا غانمًا أو يرزقني الله الشهادة التي أتمناها».. نزلت الأم ولا يزال رنين كلمات زوجها كما لو كان لتوه أمرت الجميع أن يتفرقوا شاكرة لهم حسن صنيعهم. فإنما الرجل فروخ زوجها والد جارهم الشاب.

لم يتمالك الرجلان نفسيهما، فأكب كل منهما على الآخر معانقًا إياه والابن يجثو على يد أبيه يلثمها معتذرًا فرحًا، لقد اختلطت المشاعر عند كليهما.. وتقاطرت الدموع منهما... فرحًا بلقاء لم يكن في حسبان أحدهما أو كليهما.. جلست الزوجة إلى زوجها يحدثها عن مسيرة ثلث قرن من الجهاد مع جيوش المسلمين.. مبينًا لها سبب غيبته وانقطاعه.

ظل الفارس يتحدث، ولكن الزوجة كانت في هواجس أخرى.. تحاول أن تجد إجابة مرضية لزوجها إذا سألها عن ذلك المبلغ الذي تركه على أن تثمره، وتنفق منه بمعروف. إنها تحاول أن تعثر على إجابة لا تغضبه، ولكن كيف.. ها هو يسألها وهي تتشاغل عنه، هل تخبره بأنه لم يعد من الثلاثين ألف دينار شيء.. أيقنعه أنها جميعًا أنفقت على تعليم ولده، وتأديبه؟ وأي علم ذلك الذي يستغرق كل هذا المال؟ ... أيصدق أن ولده سخي النفس كريم الطبع، لا يكاد ينقطع عن النفقة في كل وجوه الخير والبر؟

وبينما هي في خواطرها المتسارعة التي قطعت عليها فرحتها بشمل جمعه الله بعدما ظنت كل الظن ألا تلاقيا.. وبينما هي كذلك، إذ قطع عليها تفكيرها قوله: لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار، فأخرجي المال الذي أودعتك إياه، نشتري به عقارًا أو بستانًا نعيش من غلته ما بقيت بنا الحياة.. حاولت الزوجة أن تتشاغل عنه، فلم تجبه، ولكنه ألح في الطلب إنها تخشى غضبته.. فيما لو عرف الحقيقة.. فماذا تفعل؟

ردت في حكمة وثبات لقد وضعته حيث يجب أن يوضع، وسأخرجه لك إن شاء الله هنا انطلق صوت المؤذن لصلاة الفجر.. فقطع حديثهما.. وهم بالخروج إلى المسجد متسائلًا عن ربيعة، ولكن ربيعة كان قد سبقه إلى المسجد منذ الآذان الأول...

فقيه المدينة

دخل فروخ الأب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالجه شوق إلى روضة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويدفعه حنين ثلاثين سنة عاشها مجاهدًا.. بعيدًا عن مدينته صلى الله عليه وسلم.. وها هو ذا يؤدي الصلاة، ثم يجلس في الروضة الشريفة، يملأ نفسه وعينيه بذكر وصلاة ودعاء طالما اشتاق إليه في هذا المكان... وها هو ذا يخرج من المسجد.. ولكن ساحة المسجد تغص بالناس، فلم يعد فيها موطئ لقدم، الكل يتحلق حلقة في إثر حلقة حول شيخ مهيب، لم يتبين ملامحه لبعده عنه، ولكن بيان الشيخ يأخذ باللبيب، إذ ينثال من بين الشفاه علم متدفق يدل على حافظة واعية لا تكاد تغيب عنها شاردة.. لقد أدهش الرجل خضوع الناس بين يدي الشيخ، وتزاحمهم عليه، وإحاطتهم به، واندفاعهم خلفه بعدما أنهى حديثه، دارت برأس فروخ أسئلة كثيرة إذ من يكون ذلك الشيخ الشاب الذي عليه كل ذلك الوقار، والذي يشيع من حوله بكل ذلك الإجلال؟

بادر الفارس العائد إلى رجل يجلس إلى جواره يسأله عن ذلك الشيخ الوقور.. فيعجب الرجل أن أحدًا لا يعرفه.. ويستنكر على رجل من أهل المدينة ألا يعرفه، ولكنه غياب ثلاثين سنة فكيف يتسنى له معرفة شيخ كهذا، ثم إنه لم يتعرف ملامحه.. فيعتذر للرجل عن عدم معرفته لطول غيبته عن المدينة.. يعرف الرجل السبب فيعذره لجهله بمثل هذا الشيخ.. ينطلق الرجل معرفًا بالشيخ.. «إن من لا تعرف يا أخي سيد من سادات التابعين، وعلم من أعلامهم، وهو محدث المدينة، وفقيهها، وإمامها، برغم حداثة سنه، ألا ترى مجلسه يضم مالك بن أنس، وأبا حنيفة النعمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأوزاعي، والليث بن سعد وغيرهم كثير، وهو فوق ذلك ذو تواضع جم، وكف أندى من السحاب، فما عرف أسخى منه نفسًا، ولا أكثر منه عطاء... يقاطعه فروخ: ولكنك لم تذكر لي اسمه.. رد الرجل: إنه ربيعة الرأي التفت فروخ: ربيعة، ولم يكمل حتى عاجلة الرجل بالقول: إنه سمي بهذا الاسم لرجاحة رأيه فيما أشكل على المسلمين مما لم يرد فيه نص قياسًا على ما ورد فيه نص... اشتاق فروخ ليعرف نسب ربيعة الرأي هذا.. فيرد عليه الرجل إن ربيعة الرأي هو ابن فروخ المكنى بأبي عبد الرحمن.. وقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة جهادًا في سبيل الله، فتولت أمه تربيته، وتأديبه وتعليمه.. وإن الناس ليقولون إن أباه عاد الليلة الماضية.. هنا تحدرت من عيني فروخ دموعًا لم يعرف لها سببًا، ولا تزال عبراته تنحدر على وجهه.. حتى وصل إلى بيته.. فسألته زوجه متلهفة عما به.. فيرد الفارس المجاهد ما بي إلا الخير.. لقد رأيت ولدي في مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل».

هنا تهللت أسارير الزوجة والأم الصالحة الواعية.. فقد حان لها أن تجيب عن سؤاله الذي شغلها، فاغتنمت الفرصة وقالت: «أيهما أحب إليك.. ثلاثون ألف دينار أم هذا الذي بلغه ولدك من العلم والشرف؟».

فيرد المجاهد: «بل -والله- هذا أحب إلى وأثر عندي من مال الدنيا كله.. قالت: إذن فلقد أنفقت ما تركته عندي عليه، فهل طابت نفسك بما فعلت؟ فيقول: نعم.. وجزيت عني وعن المسلمين خير الجزاء.

الهامش

(*) يراجع للاستزادة كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، فالخاطرة مستقاة منه بتصرف.. 

عش مع نفسك في سلام

الاطمئنان الداخلي يؤدي إلى احتواء الأزمات وإسعاد الآخرين

ناهد عرنوس

كل الخسائر يمكن تعويضها، لكن أكبر خسارة لا يمكن أن تعوض هي ضياع السلام الداخلي للنفس، وفقدان الأمل في غد مشرق، وفي رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء.

حين يفقد المرء سلامة الداخلي، واطمئنانه وهدوءه النفسي لا يستطيع الاستمتاع بيومه، ولا الإنجاز فيه، بل قد يؤثر ذلك في غده أيضًا.

إن الذين تنبض قلوبهم بالسلام الداخلي والرضا وتشع بالأمل ليسوا أكثر الناس ثراء أو أوفرهم حظًا لكنهم أولئك الذين يثقون ثقة مطلقة برعاية الله لهم، ويؤمنون بقضاء الله وقدره، فيكونون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له»..

وعلى هذا حين يعلم المؤمن أنه إذا صبر على الضراء جاءه فرج الله عما قريب، وأنه مأجور على صبره فإنه لا ييأس من روح الله، وحين يشكر الله على نعمائه في السراء يفيض قلبه حبًا لله وسعادة داخلية تفيض على جوانب قلبه، وتتعداه إلى محاولة إسعاد قلوب الآخرين بيث الأمل في نفوسهم، وبالعطاء لهم، وبالتشجيع الصادق لكل محتاج للأمل.

إن الاستمساك بالأمل في أحلك الأزمات يولد الرضا والتحمل والصبر ويبث طمأنينة في النفس تؤدي لاحتواء الأزمات مما يجعل الفرد أصلب وأقوى في مواجهة أي أزمة، ومن المفيد دومًا مراجعة الموقف، وإعادة التفكير، وتقسيم الهدف الكبير الصعب إلى أهداف فرعية أصغر يمكن بذل الجهد لتحقيقها واحدًا بعد الآخر إلى أن يتم تحقيق الهدف الأكبر بعد فترة، وذلك حتى نخفف الضغوط النفسية الواقعة علينا عند السعي لتحقيق الأهداف، وهذه إحدى الطرق لتجديد الأمل، والبعد عن الوقوع في براثن اليأس والإحباط.

ومن المفيد كذلك الشعور بالتفاؤل، فالمتفائل يرى الفرصة في كل صعوبة ويتعلم من كل موقف، فحاول أن تكون متفائلًا بالاستبشار خيرًا دائمًا، وبالأمل في الله، وبأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، واستعن بمصاحبة المتفائلين، والاستماع إلى آرائهم، بالاقتداء بسلوكهم، ومواقفهم تجاه المشكلات التي يواجهونها.

أيضًا من المفيد أن نغمر نفوسنا بالطمأنينة والسكينة والبعد عن التفكير في الثأر والانتقام ممن أساؤوا إلينا، مع أهمية التفكير في مقدار نعم الله على العبد، وشكر الله تعالى عليها، والنظر للمستقبل بنظرة مشرقة، فاجتهد اليوم لتجني ثمار ذلك في الغد.

الأمل الواقعي وأحلام اليقظة:

على أن هناك فارقًا بين الأمل وأحلام اليقظة، وإن كان كلاهما يعبر عن رغبة شديدة داخل الإنسان لتحقيق شيء أو هدف ما، فالأمل ينطلق من أسباب حقيقية واقعية، وقواعد ثابتة تشحذ الهمم للعمل، وبذل الجهد وتنشيط الذهن والجسم للتفكير، والتخطيط الجيد لإحراز الهدف أما أحلام اليقظة، فلا قواعد لها، ولا أسباب فهي تجمع بلا حدود ولا ضوابط، وتكون سببًا في إضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه، ولا يجني منها صاحبها سوى الندم على الكسل، وضياع العمر في الأوهام، وعدم تحقيق الأهداف.

والخلاصة: أن الأمل هو العمل بقدر المستطاع، ثم الانتظار المملوء باليقين والترقب والفقه في أن ما نرغب فيه سيحدث بإذن الله مهما طال الزمان.

مدينة التوائم تحير خبراء الإخصاب في نيجيريا!

خلف لافتة ترحب بزوار أرض التوائم: ترقد مدينة إيجبوا أورا النيجيرية التي لا يكاد يخلو بيت فيها من توأمين أو ثلاثة، وهي ظاهرة جاذبة للنظر حيرت خبراء تطعيم الأطفال والإخصاب في هذه الدولة التي يفوق عدد سكانها ٦٠ مليون نسمة حسب آخر إحصاء قبل عشر سنوات.

ويعتقد سكان هذه المدينة الهادئة التي تفتقر إلى خدمات الكهرباء ومياه الشرب النظيفة أن ظاهرة التوائم في المدينة هبة من الله تفوق إدراك البشر، لكن البعض أرجع ذلك إلى السلالات الموجودة في المدينة، في حين يرى آخرون أنها بسبب نوع التغذية المتبع لديهم، ومن بينه نباتات الأجيدا واليام التي يتناولها السكان، لكن أحد خبراء مشروع دولي للبحوث الزراعية أكد عدم وجود علاقة علمية بين ظاهرة التوائم واستهلاك نبات اليام، مؤكدًا أن هناك نوعًا من نبات اليام يستخدم في آسيا -على العكس- لمنع الحمل.

وتنظر قبيلة اليوربا النصرانية إلى هذه الظاهرة على أنها هبة خاصة من الله، وبشارة بالحظ السعيد، بيد أن إنجاب توأم في الماضي كان مبعثًا للتشاؤم، وتصنع تماثيل خشبية للتوائم توضع في زوايا المنزل من أجل عبادتها بين فترة وأخرى.

وأظهرت دراسة جرت في الفترة بين عامي ۱۹۷۲ و۱۹۸۲م أن هناك ما بين ٤٥ و٥٠ توأمًا من بين كل ألف نسمة في جنوبي غربي نيجيريا، وتوصل الخبراء إلى أن هذه الدولة الأفريقية من أكثر الدول في معدلات الإنجاب المزدوج، فمن بين ٢٥ منزلًا زارها أحد الراسلين وجد أن ۱۹ منها لديها توأمان أو ثلاثة، لكن السلطات الرسمية لم تكن سعيدة بهذه الظاهرة، إذ أقامت مكتبًا في المدينة لتوعية النساء بضرورة تنظيم الإنجاب.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

وومضة أخرى

نشر في العدد 117

12

الثلاثاء 12-سبتمبر-1972

مفكرة رمضان (1820)

نشر في العدد 1820

18

السبت 20-سبتمبر-2008