العنوان المجتمع الأسري عدد 1843
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009
مشاهدات 21
نشر في العدد 1843
نشر في الصفحة 54
السبت 14-مارس-2009
مراقبة تصرفات الطفل ومعرفة أسبابها وامتداح الجيد منها أهم طرق التقويم السريع السلوكيات الأبناء أسلوب مرفوض ولكن أغلبنا يمارسه دون أن يدركه يمارسه عندما لا يعرف كيف يوازن بين حبه لولده والدلال الزائد له وعندما لا يعرف كيف يضع حداً بين الحب والتسيب في الحب والعطاء، فينتج طفلاً دائم المطالبة والأخذ دون شعور بالمسؤولية أو تقدير ما يقدم له.
الإفراط في التدليل يفسد طفلك!
تعويض الوالدين أبنائهما عن عدم التفرغ لهم والإحساس بالذنب تجاههم بالإفراط بالتدليل يؤدي إلى نتائج سلبية
عدم التفرقة بين الحب والتسيب في العطاء ينتج ابنا دائم المطالبة وغير مقدر للمسؤولية
تيسير الزايد
ولجوء الوالدين لمثل هذا التصرف من الإفراط في التدليل قد يعود لأسباب كثيرة منها عدم تفرغ الوالدين لأبنائهما فيغدقان عليهم العطاء حتى يتخلصا من عقدة الذنب أو قد يكمن السبب في تاريخ الوالدين فهما يريدان أن يمنحا بناءهما ما حرموا منه كما أن عدم وضع حدود واضحة لتصرفات ورغبات الطفل يجعله يتصرف بقوة ذاتية فهو يعرف أن كل رغباته مجابة، وقد يتصور الوالدان أنهما إن رفضا للطفل بعض رغباته فإن هذا سيؤذي شعوره ويجعله يدخل في موجة من البكاء لا يرغبان في سماعها وهم بذلك يقدمان حلاً آنياً لبكاء أبنائهما ولكن مع الزمن سترتفع موجة البكاء وسيطول زمنها وتصبح محاولة تهدئتها أصعب قد يبدأ بكاء الطفل التمثيلي للحصول على رغباته منذ الشهر الخامس لولادته، فالطفل قد يستوعب أن والديه المنشغلين في العمل طوال النهار سيستجيبان حالاً لبكائه رغبة في إسكاته وخوفاً من تأنيب الضمير وسيستغل هو هذا الموقف.
إعطاء الطفل بعض الانتباه أمر ضروري في مسيرة تربيته ولكن أن يعطى هذا الانتباه في الوقت الخاطئ وبالطريقة الخاطئة هذا هو ما نتحدث عنه اليوم. فعندما نعطي الانتباه الزائد لطفل في حالة هيجان وصراخ طالباً لشيء معين يعتبر انتباهاً في وقت خاطئ، فالطفل في هذه الحالة يحتاج إلى التجاهل كما أن إعطاءه الانتباه السريع يجعله لا يتعلم الصبر، ولكن هذا لا يعني أن نبخل على الأبناء بإظهار الحب لهم أو منحهم الأحضان الدافئة، فإظهار الحب لا يؤدي إلى إفساد الطفل.
كيف أشخص؟
هناك عدد من المظاهر والتصرفات نستطيع منها أن نتعرف على ما إذا كان هذا الطفل قد أفسده الدلال والحب وهذه التصرفات قد يمارسها الطفل في عامه الثاني أو الثالث:
1- لا يتبع التعليمات أو لا يتعاون مع اقتراحات من حوله.
٢- لا يتوقف عن عمل معين إذا طلب منه هذا.
3- يعترض على كل شيء.
4- لا يعرف الفرق بين ما يحتاجه وما يرغب به.
5- يصر على إدارة شؤونه بطريقته الخاصة.
6- يطلب من الآخرين ما يريد حتى وإن شعر أنهم لا يستطيعون تحقيقه له.
7- لا يعترف بحقوق الآخرين.
8- يحاول دائماً السيطرة على من حوله.
9- كثيراً ما يشتكي من الملل.
١٠ - أحياناً يقوم بقذف الأشياء من حوله في حالة الغضب.
ماذا أفعل؟
1- ضع حدوداً ومعايير لتصرفات الطفل كل حسب عمره:
فالوالدان لهما الحق بل من مسؤوليتهما أن يضعا قوانين الحياة الأسرة، فكلمة لا لا بد وأن يسمعها الطفل بين الحين والآخر فالأطفال يجب أن يحصلوا على بعض السيطرة الخارجية إلى أن يكونوا في داخلهم الانضباط الشخصي الذي يمكنهم من التحكم فيما حولهم من مجريات.
وعندما تضع تعليمات معينة لا تتناقش فيها كثيراً، وخاصة مع الصغار الأقل من ثلاث سنوات، ولكن كلما كبر الطفل حاول أن تجعله يفهم المغزى من تلك التوجيهات، وعواقب عدم المثول لها. وخاصة إذا تجاوز عمره الرابعة عشرة هنا يمكنك أن تتناقش معه ومن حقه أن تسمع له وأن يفهمك، أما الصغار فوضع السلطة في يدهم أمر خطير، فالطفل لا يعلم كيف يستفيد من القوة التي منحت له، وكثيراً ما يستخدمها بشكل خاطئ في محاولة منه للسيطرة على من حوله.
2- اطلب التعاون من طفلك فيما توجهه له من تعليمات:
فالطفل يجب أن ينصاع لتوجيهاتك قبل سن المدرسة، ومن هذه التعليمات أن يجلس بشكل آمن في السيارة، لا يضرب الأطفال الآخرين بدون سبب يذهب إلى سريره في الموعد المحدد للنوم، يستيقظ إذا طلب منه ذلك، فهذه التعليمات غير قابلة للنقاش، فلا تعط صغيرك حرية الاختيار عندما لا يكون هناك خيار آخر هناك أشياء أخرى يمكنك أن تعلم طفلك كيف يختار كأن يختار أي قصة يقرأ، أو أن يختار ما يلبسه أو أن يلعب بلعبة معينة، وعلى الطفل أن يدرك أن هناك مساحة ممكن أن يختار فيها وهناك أمور ليس لديه أي خيار فيها، كما أن من المهم أن يتفق الوالدان أو من هو مسؤول عن تربية الطفل على تطبيق ما قد خططوا له قد تصعب المهمة على الوالدين في وجود الجدة أو الجد اللذين قد يقدمان الدلال للأبناء بلا حدود، وهنا قد يفيد التحدث معهم عما يراه الوالدان ضرورياً التربية الطفل، ويكون الحديث بالإقناع مع شرح الوضع الذي قد يصل إليه الطفل دون جرح مشاعر الكبار، وأحياناً يكون العكس ويتفهم الجدان الوضع ويكونا سنداً للوالدين.
3- تعامل بتفهم مع بكاء طفلك:
حاول التفرقة بين احتياجات ابنك ورغباته، فالاحتياجات تشمل الألم والجوع والخوف، وفي هذه الحالة تجاوب مع البكاء في حينه، أما باقي أنواع البكاء فهو يختص برغبات الطفل، فمثلا هناك من الصغار من إذا منعته أمه من شد شعرها أو مسك أذنها أو ضرب أخيه الصغير وفي هذه الحالة تعامل مع الأمر بالطريقة التالية تجاهله، اطلب منه عدم البكاء، لا تعاقب، قلل من اهتمامك ببكائه، في حالة سكوته حاول أن تجد أمراً مسلياً آخر له قم باحتضانه .
4- لا تسمح لنوبات عصبيته أن تأتي بمفعولها:
ونوبات العصبية قد تشمل البكاء - قذف الأشياء - الشكوى الدائمة - مسك النفس وتمثيل الاختناق - ضرب الأرض بالقدمين - الصراخ - غلق الأبواب بقوة - وطالما أنك تشعر أن الطفل لا يؤذي نفسه حاول أن تتماسك وتتجاهل ما يفعل فهو يقوم بما يقوم به من أجل أن يغير كلمة «لا» إلى «نعم» ويجعلك ترضخ لرغباته وإياك أن تفعل ذلك.
5- لا تتنازل عن الحدود التي وضعتها:
إذا كنت أباً موظفاً أو كنت أماً موظفة وكان الوقت الذي تمضيه مع أبنائك وقت محدد فلا تتجاهل الحدود التي وضعتها لأبنائك في هذا الوقت بحجة أنك لا تريد أن تفسد هذا الوقت الخاص، بل وجه نظر أبنائك إذا ما أخطئوا لدعم ما وضعته من توجيهات.
6- علم طفلك أن يتعامل مع أوقات ملله:
الوالدان مسؤوليتهما توفير الألعاب والقصص والوسائل الترفيهية والمكتبية والطفل مسؤوليته أن يعرف استغلال ما عنده في سبيل الترفيه أنت كوالد مطالب أن تمد الطفل ببعض المعلومات عما لديه من وسائل ترفيه وكيفية استخدامها، ولكنك غير مطالب بأن تلازمه اليوم كله في أثناء لعبه، ولست مطالباً أيضاً أن توفر له من يلعب معه، ولكن من الممكن أن يقوم الطفل باللعب بمفرده، بل هذا الوقت فرصة لأن ينمي طاقته الإبداعية وإذا كان لابد من وجود أحد معه يمكنك أن تشركه في ناد أو نشاط جماعي.
7- علم طفلك الصبر والانتظار:
فتحديات الحياة تتطلب أن يكون الطفل قد تدرب على هذين المفهومين، فمثلاً إذا كنت تتحدث مع شخص آخر أو في الهاتف علمه أن ينتظر حتى تنتهي فالانتظار إذا كان في حدود المعقول سيدرب الطفل التعامل مع أمور الحياة المختلفة.
8- لا تقف بين طفلك وتحديات الحياة المختلفة:
كن دائماً متواجداً إذا ما شعر الطفل أنه بحاجة إلى دعمك ومساعدته، ولكن لا تتدخل في أمور تشعر أن ابنك يستطيع أن يحلها بمفرده، فأنت لن تقدر أن تجعل حياته خالية من المنغصات، كما أنك لن تكون دائماً بجانبه فتعليمه كيف يتعامل مع أمور الحياة المختلفة سيزيد من ثقته بنفسه ويعلمه كيفية حل المشكلات.
9- لا تمدح بصورة مبالغ فيها:
نعم يحتاج الطفل لبعض المديح، ولكن عليه أن يتعلم أن يفعل الشيء ليس رغبة في المدح، ولكن يفعله ليشبع طموحه تعاون معه وعلمه أن يبدأ بممارسة مهارات جديدة وعندما ينجزها سيشعر هو بالثقة وهنا يمكنك أن تمتدحه لأنك إن فعلت هذا في منتصف العمل ربما يجعله هذا يتوقف عن تكملة ما بدأه كما لا تبالغ في مديح تطور طبيعي عنده.
10- علمه أن يحترم حقوق الآخرين:
الطفل يحتاج إلى الحب والطعام والأمن والأمان، كما أنك تحتاج هذا أيضاً، فالطفل لا يعلم حدود ما يريد، فهو يطلب منك قصة إضافية قبل النوم، كما يطلب منك وقتاً إضافياً للعب، وهنا عليك أن تحدد إذا ما كان هذا يتعارض مع وقت راحتك أو نومك، وخاصة إذا كنت موظفاً ولديك وقت محدد، ولهذا أعط طفلك حقه ولكن في نفس الوقت علمه أن للآخرين حقوقاً أيضاً عليهم الحصول عليها، وهذا طبعاً حسب عمر الطفل.
11- علم طفلك العطاء:
إذا شعرت أنك قد بالغت في عطائك لطفلك اطلب منه أن يتبرع بجزء مما يملك لغيره، فهو لم يلعب بكل ألعابه، ولن يرتدي كل ملابسه، اجعله يفهم ذلك وساعده على أن يتبرع بما يختاره من أشياء، فهذا من شأنه أن يعلمه حب العطاء وأن يشعر بقيمة ما لديه وما يملك.
12- فكر في المستقبل:
إنك إذا لم تتخذ خطوة ضرورية الآن من أجل تربية طفل مسؤول عن تصرفاته ستفسد على طفلك مستقبله وستجعله إنساناً غير راض طوال الوقت، ونحن هنا لا نعني القسوة في المعاملة أو البخل في العطاء، ولكن التوسط في كل شيء. فمستقبل طفلك أنت تصيغه الآن.
خطوات العلاج السريع:
- راقب تصرفات طفلك.
- اعرف سبب ما يقوم به.
- تجاهل تصرفات طفلك غير الجيدة.
- امتدح التصرفات الجيدة.
- ضع أولويات وحدوداً .
- ابدأ مبكراً..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل