; المجتمع الأسري (1441) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري (1441)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 10-مارس-2001

مشاهدات 9

نشر في العدد 1441

نشر في الصفحة 60

السبت 10-مارس-2001

 

المطربة المعتزلة حنان لـ المجتمع:

الأن فقط .. أعيش السعادة الحقيقية

ألوم نفسي على ما ضاع من عمري دون ارتداء الحجاب

حوار : إيمان محمود([1])

قضت عشرين عاماً في ساحة الغناء بمعظم دول العالم حتى عُرفت بالمطربة الطائرة، وبالرغم من ذلك كان هناك إحساس يسكنها بأن الغناء ليس طريقها، وأن شيئاً ما تفتقده.

أقبلت عليها الحياة بكل مباهجها وزخرفها من أولاد وزوج ومال وشهرة، لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لها، ليس طمعاً منها في زخرف الدنيا، وإنما استشرافاً لما هو أعمق وأدوم. لم تلتقِ شيخاً أو داعية لكي يوضح لها طريق الحق والهداية، بل قادتها فطرتها إلى القراءة والبحث عن اليقين، وذات يوم كانت في طريقها لتوقيع عقد مع إحدى الشركات، لكنها عادت من منتصف الطريق لتقول لزوجها: لقد قررت الاعتزال. كان الدعاء ظهيرها في كل وقت حتى استجاب الله لها وأبان لها طريق الحق فسلكته، رافضة إغراءات دنيوية كثيرة. إنها المطربة المعتزلة حنان.

  • لكل إنسان قصة حياة تحتوي فصولها على الكثير من التجارب والمواقف والذكريات.. فما قصة دخول حنان إلى عالم الغناء وكيف انتهت فصولها؟

دخلت إلى هذا المجال بمحض الصدفة وأنا أقول كلمة صدفة لكي أعبر بها عن فكر واتجاه فترة مضت فالصواب أن أقول: دخلت هذا المجال قدراً، ورحلتي مع عالم الغناء بدأت في المرحلة الثانوية حيث اقترح البعض على شقيقي أن ألتحق بمعهد الموسيقى، لأن صوتي جميل وكنت قبل ذلك أحب الغناء وأطرب له، وقد تم اختياري منذ الصف الأول الثانوي لأغني في فرقة أم كلثوم، وبعد ذلك أصبحت أحد أعضاء فرقة الأصدقاء، وبعد التحاقي بمعهد الموسيقى وتخرجي منه وجدتني أغني وأسعد بإعجاب الناس بصوتي، ومكثت في عالم الغناء عشرين عاماً، وللأسف كان كل شيء ميسراً، ولم تحدث في حياتي مشكلة تعوقني عن الاستمرار في هذا المجال. كنت سعيدة إلا أنني كنت أشعر دائماً بأن شيئاً ما ينقصني، وحينما أراد الله عز وجل لي الهداية بدأت مرحلة من التفكير العميق أراجع فيها مواقفي وأتساءل هل أنا على صواب؟ هل هذا الطريق صحيح؟ وقرنت الدعاء والابتهال إلى الله بالتفكير العميق والقراءة إذ كنت أقرأ لمدة ٦ ساعات والوقت يمر بسرعة، ودعوت الله أن يهديني ويشرح صدري لطريق الحق، وقد عكفت على هذا النهج فترة من الزمن حتى اتهمني البعض بأنني كسولة ومكتئبة، بل اتهمني البعض بأن مساً شيطانياً قد أصابني وأنني أحتاج إلى السفر للعلاج، ولم يدرك هؤلاء ما بداخلي.. فقد أذن الظلام بالرحيل ليبزغ داخلي فجر الهداية.

"كراهيتي للغناء تجعلني أرفض العودة إليه حتى لو كان في مجلس النساء"

"كان لدى يقين بأن الله سوف يستجيب لي ...وأكبر مشكلة واجهتها الضغوط المحيطة"

"أشاع البعض أن بي مسًا من الجن لمجرد أنني لبست الحجاب!"

طعم اخر للحياة

والحقيقة أن فكرة الحجاب لم تكن في مخيلتي، إذ كنت أظن أن اللجوء إلى الله معناه أن أعمل الخير وأن أهتم بالجوهر كشيء أساسي، ولم يكن الحجاب في ظني هو المشكلة، لأنني كنت أعتقد أن الحجاب سنة، ومن تتركها فلا إثم عليها، وبعد أن بدأت قراءة القرآن والكتب الدينية بدلاً من قراءة القصص، شعرت بطعم آخر للحياة، واقتربت من الله أكثر، وكنت أشعر في الصلاة بالقرب من الله عز وجل، وقد أعانني على ذلك شقيقي، وهو مثقف وقارئ جيد. وبينما كنت في طريقي لتوقيع عقد مع إحدى الشركات فكرت في اعتزال الغناء، وعرضت الأمر على زوجي الذي لم يعارض ذلك مادام قد جاء بعد تفكير واقتناع، والحقيقة أن فترة الغناء في حياتي كانت مجرد كتاب قرأته ثم طويت صفحاته، وليس عندي استعداد لتذكره أو قراءته مرة ثانية، ونتيجة الدعاء لم أعد أذكر هذه الفترة.

إن سعادتي الحقيقية تبدأ من بعد ارتداء الحجاب، وقد أصابتني الدهشة بسبب الهجوم الشديد الذي تعرضت له بعد ارتدائه واعتزالي الغناء، في حين أنني كنت عندما أرتدي زياً قصيراً، لا يهاجمني أحد بل يرحب بي الجميع.

دعاء ثم طاعة

  • كيف واجهت المجتمع بحجابك وتفكير الجديدين؟

في ظل الغناء لم يكن لي صديقات أو علاقات واسعة، لكنني الأن أصبح لي عشرات الصديقات من الخيرات و الفنانات المعتزلات ومن توفيق الله U أنه سبحانه وتعالى قيض لي هؤلاء الصديقات من الخيرات والفنانات المعتزلات ومن توفيق الله U أنه سبحانه وتعالى قيض لي هؤلاء الصديقات في فترة الاعتزال لكي يقفن إلى علاقات بهن من قبل، فضلاً عن ان هناك ضغوطاً مجتمعية كانت تواجهني، فقد كنت أتساءل: هل أخرج إلى الشارع لكي يراني الناس بهذا الحجاب؟ ماذا سيقولون؟ وكيف سيكون شكلي؟

وبعد أن خرجت إلى الشارع، وأدركت أن ما أنا عليه هو الحق، عاتبت نفسي كثيراً على الفترة التي ضاعت من عمري دون حجاب. دعوت الله أن يثبتني، وأن يصرف قلبي دائماً إلى طاعته، ووقتها كان يأتي إليَّ من يرغبني في الاستمرار بالغناء، ويعرض عليَّ 60 ألف دولار إلى درجة أن البعض طالبني بأن أقدم أغنية واحدة ثم أعتزل، وعرض عليَّ السفر إلى واشنطن وباريس، وغيرهما، لكنني رفضت هذه الإغراءات كلها، وواجهت المجتمع بكل قوة. ما أحسست به من سعادة لا تُقدَّر بمال، حيث الفرح بطاعة الله عز وجل والاستقرار النفسي هي نعمة أتمنى أن يحسها الجميع، ومن عاشها لا يمكن أن يتركها مهما كان حجم الإغراءات.

الترغيب لا الترهيب

  • هل يمكن أن يتوجه الدعاة إلى الفنانين وتنجح جهودهم في جذبهم إلى الطريق الصحيح؟

هناك كثيرون من الفنانين معلوماتهم الدينية ضعيفة للغاية، بل قد تكون معدومة، لكن قلوبهم مليئة بالخير، ويحتاجون فقط إلى من يرشدهم، يأخذ بأيديهم، ويوضح لهم الطريق.

وهؤلاء، وغيرهم، ضحية عدم الالتزام المبكر بالإسلام، مما جعلهم يجهلون جوهر الدين، كما أن بعض العلماء يخوف ويرهب أكثر مما يرغب، مع أن أسلوب التحبيب في طاعة الله مقدم على التخويف، فهذا الأسلوب الذي يقوم على التخويف والردع يجب أن يأتي في مرحلة لاحقة بأسلوب لطيف. كيف تحب الله U؟ وكيف تكون سعيداً في حياتك؟ لأن المسألة تحتاج إلى تغيير داخلي في ذات الإنسان وتكوينه حتى يكون لديه قبول نحو تغيير نفسه، والإقبال على طاعة الله واتباع أوامر رسوله r.

  • كل إنسان له بعض الأوقات يقف فيها مع نفسه ويراجع حساباته. ما قيمة هذا المعنى في حياتك؟

له قيمة عظيمة، إذ لولا الله ثم هذا المعنى ما كنت المسلمة التي تحاول التمسك بتعاليم دينها، وقد وفقني الله لأن يكون هذا المعنى هو نمط وأسلوب حياتي بالفطرة، فقد كنت بين الحين والآخر أجلس مع نفسي وأتساءل: إلى أين أسير؟ وألح على الله في الدعاء أن يبصرني بالطريق الصحيح، وكان لدي يقين وإحساس كبيران بأن الله سوف يستجيب لي.

  • الفتيات المبهورات بالفن.. ماذا تقولين لهن؟

أقول لهن لا تضيعن أوقاتكن، أنفقنها في خير الأعمال وصالحها. والحقيقة أن كل بيت يذكر فيه اسم الله U لن يضيع أبدًا ولن ينتج إلا أولادًا صالحين، فالأولاد يولدون على الفطرة، والأسرة الداعية لهم هي التي تستطيع تشكيلهم على النحو الذي تريد.

  • كيف غيرك الالتزام وما الإضافات التي حققها في حياتك؟

لقد أصبحت هادئة جداً وعقلانية أكثر من ذي قبل، بل ومنطقية في التفكير وتقدير الأشياء. وأصبحت أنظر إلى أي موضوع بشيء من العمق والتفكير الموضوعي. الالتزام ملأ حياتي كلها سعادة، وشعرت معه بطعم الحياة في كنف الله U، وأضاف لي مزيداً من الاستقرار الأسري والعائلي. أصبحت أحس بالآخرين وأتألم لآلامهم وأفرح لأفراحهم وأشاركهم مناسباتهم.

  • معنى ذلك أنك لن تفكرين بالعودة إلى الغناء مرة أخرى؟

قلت قبل ذلك: إنها صفحة وطويت من حياتي ولا أحب أن أتذكرها، وأدعو الله وأبتهل إليه أن يثبتني على الحق وألا أعود إلى الغناء مطلقاً، وقد طُلب مني أن أغني في أفراح إسلامية جمهورها من النساء لكنني رفضت تماماً.

  • الوقت كيف تستثمرينه وما قيمته في حياتك؟

البعض الآن يسألني عاتباً: «أثناء الغناء كنا نراك أما الآن فكثيراً ما تتعللين بأنك مشغولة». وهذه حقيقة، فالأعمال والواجبات الآن أكثر من الأوقات. ولأنني أطمع أن يكون لي رصيد في الآخرة من أعمال الخير، فإنني اجتهد يومياً منذ استيقاظي من النوم للبحث عن عمل أدخل به الجنة. فلم يعد في العمر أكثر مما مضى. إنني أبحث عن أعمال يؤجرني عليها الله  Uكصاحب حاجة أعينه، ورحم أصله، وزيارة في الله أقوم بها، وأولاد أرعاهم وأتابع معهم دروسهم، وزوج أعتني به، وفرائض أوديها، وغير ذلك من الأعمال التي تجعلني أبيت ليلتي مستريحة ومطمئنة وقريرة العين.

من ثنايا الحوار

  • لم أدرك معنى ما كانت تفعله جدتي حين يزورنا ضيف فتسارع إلى الطرحة لتغطي رأسها إلا بعد التزامي. فالحجاب ليس معنى شكلياً فحسب، بل إنه راية للعفة والعزة ورمز الانتماء للإسلام.

  • لا ألوم الفتاة التي تخرج كاسية عارية بقدر ما ألوم أسرتها التي فرطت في رعايتها لها ورمت وراء ظهرها قول رسول الله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». (أخرجه مسلم (1829) باختلاف يسير( 

  • على جهاز الرد الآلي بهاتفي رسائل من أشخاص يدعونني إلى العودة ويعرضون علي مبالغ مغرية، ولكنني لا أرد إلا حين أسمع رسالة تهنئني، وأرحب بكل من يأخذ بيدي إلى طريق الثبات على دين الله.

«الصلح بين الأزواج» خدمة حكومية جديدة بالسعودية

قطعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السعودية خطوة واسعة وغير مسبوقة في ميدان العمل الاجتماعي وحل المشكلات الأسرية، إذ قامت بتطوير خدمات لجنة إصلاح ذات البين لتقديم خدمات للراغبين في عرض مشكلاتهم الزوجية على اللجنة بعد أن كان ذلك مقصوراً على الحالات التي ترعاها الوزارة فقط.

عوض الردادي - وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية - أكد أن اللجنة ستوسع خدماتها لتشمل الجميع من خلال فريق عمل متخصص في حل المشكلات والخلافات الزوجية، مشيراً إلى أن غالبية المشكلات التي تدخلت فيها اللجنة العام الماضي تعود إلى أسباب حداثة السن، وقلة الخبرة لدى الزوجين، وفي الوقت الذي أثبتت فيه التجربة نجاحها في إطار برامج الوزارة، فإن توسيع خدماتها بين جميع المواطنين وفتح فروع للجنة في المدن السعودية سيشكل نقلة نوعية مهمة في إطار الدور الاجتماعي للوزارة بين هؤلاء المواطنين.

يُذكر أن اللجنة قد أنشئت العام الماضي لحل المشكلات الزوجية لمن التحقوا بالمؤسسات الاجتماعية أو من الذين تمتعوا برعاية الوزارة لدى أسر حاضنة.

لماذا السخرية من التعدد؟

في الصفحة الأخيرة من إحدى الجرائد وتحت عنوان "شر البلية ما يضحك" نُشر هذا الخبر: مزارع لبناني لا تكفيه ثلاث زوجات... وفي التفاصيل أن ذلك المزارع تزوج من ثلاث زوجات ولديه من الأبناء اثنان وأربعون ولدًا، ويتطلع إلى الزواج من رابعة، وقد أطلق على أبنائه اسم "العصابة المسلمة المليشيا".

ومن يقرأ الخبر يلاحظ كم السخرية واللمز بهذا المزارع وزيجاته، مع أنه ليس في الأمر شيء من الغرابة أو ما يدعو إلى العجب، فتعدد الزوجات أمر أباحه الإسلام لحكم عظيمة منها: ما أودعه سبحانه وتعالى في قوة ركب جسم الرجل بحيث لا يقتصر على زوجة واحدة، لذا أبيح له - في هذه الحالة - الزواج من أربع زوجات.

فالرجاء من أمثال محرري هذا الخبر أن يبحثوا عن أمور أهم ليملؤوا بها صفحات جرائدهم بدلاً من محاولة إضحاك الناس بالسخرية من أمور هي من صميم شرع الله.
 

([1]) خدمة مركز الإعلام العربي – القاهرة. 

الرابط المختصر :