; المجتمع الإسلامي (218) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الإسلامي (218)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-سبتمبر-1974

مشاهدات 10

نشر في العدد 218

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 17-سبتمبر-1974

وقفة مع مسلمي لبنان حتى يظفروا بحقوقهم. الجنسية اللبنانية لعرب وادي خالد وللأويسيين ولعرب الهرمل وللأكراد.. في وادي خالد يحصون المواشي ولا يحصون السكان! عرب وادي خالد يمهلون الدولة شهرًا: الجنسية أو العصيان المسلح منذ فترة عقد وفد يمثل عرب وادي خالد مؤتمرًا صحافيًا في بيروت أعلنوا فيه أنهم يمهلون الدولة شهرًا واحدًا؛ لإتمام معاملات تجنيسهم وإلا فإنهم سيلجئون إلى السلاح. وكان الوفد مؤلفًا من السادة: راشد الرفاعي، محمد مصطفى العلي، حسين علي مرة، محمد علي الحسين إبراهيم، بري حسين البريمان، وفهد حسين خميس. وجاء في بداية البيان الذي تلاه الشيخ الرفاعي في المؤتمر ما يلي: وادي خالد، عبارة عن مجموعة من القرى عددها ١٤ قرية واقعة على الحدود الشمالية الشرقية من لبنان هذه القرى مأهولة من أناس يعيشون فيها منذ أكثر من ٥٠٠ سنة، وأضاف: عندما تحدد الإحصاء الأول في لبنان، لم يتقدم أهالي وادي خالد لإحصاء أنفسهم؛ لأنهم كانوا ضد الانتداب الفرنسي، ولأن الإشاعات ملأت واديهم بأن فرنسا ترغب في تجنيدهم وإرسالهم إلى مستعمراتها الأخرى في العالم، وبعد الاستقلال طالبوا بهويتهم اللبنانية، فرفضت السلطات الاستجابة لطلبهم، ولا تزال ترفض حتى الآن. وقال: إن حقهم القانوني صريح، هم وآباؤهم وأجدادهم، أن عدم وجود ذكر لهم في إحصاءات لبنان لا ينزع عنهم حقهم في الجنسية. إنهم لا يطلبون حسنة من السلطة، بل حقا مشروعًا واضحًا؛ لثبوت تملكهم منذ عام ۱۲۸۸، مالية أن عدد هؤلاء يبلغ العشرون ألفًا. وختم قائلا: إن سكان قرى وادي خالد ليسوا أجانب عن لبنان بل لبنانيين أصيلين ولذلك لا يجوز تركهم يعيشون على هامش الحياة اللبنانية، ولهذا وجب إعادة الجنسية اللبنانية إليهم بقطع النظر عن جميع الأسباب والاعتبارات لأي نوع كانت. إلى محكمة العدل وبعد تلاوة البيان رد الشيخ الرفاعي على أسئلة الصحافيين، فقال: إن عرب وادي خالد قرروا رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية في«لاهاي» منذ أكثر من ثلاثة أشهر لكن«شخصية سنية كبيرة في السلطة» وعدتهم بتجنيسهم خلال شهرين، ولكن دون نتيجة حتى الآن، ونحن نطالبه بالتنحي عن منصبه، طالما أنه لا يتحمل مسؤولية كلامه. ورد على سؤال فقال: إن عرب وادي خالد، لبنانيون قبل آل أده وآل الجميل«وهناك وزير في الحكومة غير لبناني وغير عربي يقف حجر عثرة في حصولنا على الجنسية». وقال أن دولة عربية لم تعرض عليهم التجنيس، لكن الملك فيصل أرسل كتابًا إلى الرئيس صائب سلام في العام الماضي يدعوه فيه لحل القضية، وأكد الرفاعي أن الأهالي سيعلنون تمردهم على الدولة خلال شهر. قصة عرب وادي خالد، وعرب الهرمل، و«الأويسيون»- نسبة لأويس القرني- في البقاع، والأكراد قصة هؤلاء جميعًا، هي قصة التعصب النصراني القديم الجديد تجاه المسلمين في كل زمان ومكان. فهؤلاء المسلمون عريقون في لبنان، فعرب وادي خالد- مثلا- أعرق في لبنان من عائلة أده، وعائلة الجميل.. ومع ذلك تتمتع هذه العوائل ومثيلاتها بأكثر من حقها في لبنان.. وتقيم دولة داخل دولة.. بينما عرب وادي خالد يحرمون من الجنسية اللبنانية. ما السبب؟ السبب أن عائلات أده والجميل نصرانية، وأن عرب وادي خالد مسلمون. وقل مثلا ذلك بالنسبة للأويسيين، وعرب الهرمل، والأكراد.. لقد حرموا جميعًا من الجنسية اللبنانية بسبب إسلامهم!! أليس من المضحك المبكي معًا أن تحصى مواشي عرب خالد ضمن مواشي لبنان ولا يحصى عرب وادي خالد ضمن سكان لبنان. إن هؤلاء المسلمين اشتكوا طويلًا، واشتكوا كثيرًا، ورفعوا شكاياتهم لكل من ظنوا فيه المروءة والهمة. ولكن أحوالهم لم تتغير، والظلم لم يرفع بعد عنهم، ونحن نطالب بأن تتدخل جامعة الدول العربية؛ لإنهاء هذه المهزلة التي لا تحتمل أبدًا. ونطالب الحكومات الفنية التي تمنح القروض والمساعدات بأن تربط هذه القروض والمساعدات بتحسين أوضاع مسلمي لبنان في جميع المجالات، وجهد الهيئات والمنظمات الشعبية له أثره القوي في حمل الحكومات العربية الغنية على اتخاذ هذا الموقف. لقد ضغط اليهود على أمريكا، وربطوا مبدأ وحجم التجارة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي بالسماح لليهود بالهجرة من روسيا إلى فلسطين المحتلة. إن تضامن المسلمين في لبنان إزاء هذه القضية، وتضامن المسلمين في العالم العربي- الإسلامي- مع مسلمي لبنان، ومسارعة الهيئات والمنظمات الإسلامية إلى القيام بواجبها في نصح الحكومات وحثها على إنصاف المسلمين المحرومين من حقوقهم في لبنان. هذه المواقف مطلوبة بإلحاح، وبالمتابعة.. والإخلاص والجد، والجهد المشترك.. والوعي يحقق المسلمون ما يبتغون بعون الله. القاديانيون أقلية غير إسلامية أقرت الجمعية الوطنية الباكستانية تعديلًا دستوريًا أعلنت أن الطائفة القاديانية بموجبه أقلية غير إسلامية، وقد صادق على هذا التعديل الدستوري مجلس الشيوخ الباكستاني وقد وصف رئيس وزراء باكستان الذي حضر الجلسة التاريخية للجمعية الوطنية، وصف القرار بأنه أصعب قرار اضطرت الباكستان إلى اتخاذه، وقال: إن هذا القرار يمثل إرادة وآمال ومشاعر المسلمين في باكستان، وأن الفضل في اتخاذه يعود إلى الأمة بأسرها، وقد ابتهج المسلمون في باكستان؛ لنجاحهم في حمل الحكومة على تنفيذ رغبتهم.. وأعلن السيد محمد يوسف بانوري- رئيس لجنة العمل ضد القاديانية- التي تتألف من ثمانية عشرحزبًا ومنظمة إسلامية. أعلن عن بهجته من إعلان هذا القرار ضد القاديانية. والقاديانية فئة كافرة، تزعم أن الميرزا غلام أحمد، نبي من الأنبياء، ونادت بإلغاء الجهاد وتحريف آيات القرآن، والحركة أوجدها الاستعمار الإنجليزي في الهند. وفي يوم ٢٨/٥/ ۱۹۷٤ اعتدى القاديانيون على «١٦٠ طالبًا مسلمًا» أثناء مرورهم من مدينة ربوة، وقد أسفر هذا الحادث عن مقتل عدد من الطلبة المسلمين، وقطع ألسنة وآذان سبعين منهم، وأدى هذا الحادث إلى تحرك المسلمين في باكستان تحركًا جماعيًا وما زال هذا التحرك قائمًا حتى انتهى إلى قرار الجمعية الوطنية، ووقف العالم الإسلامي ومؤتمر المنظمات الإسلامية إلى جانب المسلمين في باكستان.. فأرسلوا برقيات الاحتجاج، وأجمع علماء المسلمين على تكفير القاديانية. ومجلة المجتمع حذرت من تحركات القاديانيين ونددت بجرائمهم، وأرسلت جمعية الإصلاح الاجتماعي برقية في استنكار المذابح التي افتعلها القاديانيون في ربوة.. وسارعت في الأسبوع الماضي إلى نشر قرار الجمعية الوطنية الباكستانية، والفضل- بعد الله في هذا الإنتصار الذي حققه المسلمون في باكستان- يعود للشعب المسلم الأبي الذي وقف صفًا واحدًا، وأملى إرادته على الحكومة. وفي كل مرة تجتمع فيها كلمة المسلمين يحققون لأمتهم الخير كله، وما على الشعب الباكستاني المسلم إلا أن يستمر في تضامنه ضد كل كافر مأجور من القاديانيين كان أو من الشيوعيين وغيرهم وغيرهم . والمجتمع حريصة أن تعرف مصير الذين اعتقلوا من المسلمين بسبب هذه الفتنة، هل أفرج عنهم؟؟ هل رفعت المصادرة عن جريدة «جسارت» اليومية وأفرج عن صاحب امتیازها ورئيس تحريرها وناشرها؟؟ على طريق الإسلام المستقل المتميز إن حركتنا هي حركة عقيلة، لا حركة رغبة أو رهبة أو مصلحة من مصالح الدنيا للأستاذ عصام العطار نعم- يا إخوتنا المشفقين علينا!- على طريق الإسلام المستقل المتميز سنمضي ونستمر في المسير.. نمضي على الطريق المستقل المتميز ونحن نرى كل ما فيه من عقبات وكل ما يكتنفه من أخطار، وكل ما يبيت لسالكيه من مكائد ويوجه إليهم من ضربات.. على الطريق المستقل المتميز نمضي.. نمضي ونحن ندرك الظروف والأوضاع المحلية والدولية المحاربة لنا، لا لأننا لا ندرك هذه الظروف والأوضاع، نمضي ونحن نعلم تمام العلم أن المال والسلطان والدنيا التي عبدها الناس من دون الله- عز وجل- تقف الآن على غير الطريق الذي نسلكه، على غير طريق الإسلام الحقيقي، ولكننا سنمضي رغم ذلك على طريق الإسلام الحق كما أنزله الله- عز وجل-. إن حركتنا هي حركة عقيدة، لا حركة رغبة أو رهبة أو مصلحة من مصالح الدنيا، إن حركتنا هي حركة تغيير للواقع، لا حركة استغلال للواقع واستثمار له. إن حركتنا هي حركة بناء للمستقبل العظيم، لاحركة حماية وخدمة للحاضر الحقير. إن حركتنا هي حركة تضحية متجددة مستمرة من أجل الإسلام .. من هذا الطريق نهتف بالمسلمين النائمين والحائرين والمضللين والحائدين ذات الشمال أو اليمين! إن حركتنا هي حركة تضحية متجددة مستمرة من أجل الإسلام، لا حركة كسب شخصي رخيص باسم الإسلام. إن حركتنا هي حركة الإسلام كما هو، لا كما يريده أعداؤه أو مستغلوه أو المنتفعون به والمتاجرون بتعاليمه هنا وهناك. ولا تشفقوا علينا أيها الإخوة الطيبون من سلوك هذا الطريق الطويل العسير.. فلقد سلكه من قبل محمد- صلى الله عليه وسلم-. لا تشفقوا على قلتنا فيه، فقد سلكه- صلى الله عليه وسلم- في قلة من أصحابه تتربص بهم وتناهضهم مكة والجزيرة والدنيا. ولا تشفقوا على غربتنا فيه، فقد كان- صلى الله عليه وسلم- هو وأصحابه فيه من الغرباء وكيف لا نكون غرباء في واقع يناقض الإسلام، ويحارب الإسلام، ويتنكر لما جاء به الإسلام من المبادئ والأخلاق والمقاييس؟ ولا تشفقوا على دمائنا التي تنزف من جراحاتنا فيه، بسهام الأعداء في الصدور، وخناجر «الأصدقاء!» في الظهور... فهذه الدماء السخية النقية هي وحدها التي يمكن أن ترسم للمجاهدين المخلصين معالم الطريق. وطريقنا الذي نسلكه هو طريق مرضاة الله- عز وجل-، وفي سبيل الله يرخص كل بذل وكل عناء وكل تضحية من التضحيات.. وهو أيضًا طريق النصر الحقيقي، لا النصر الوهمي الرخيص، فلا يكون النصر الحقيقي الكبير إلا من وراء العرق والدموع والدماء والصبر الطويل والتضحيات المتوالية التي لا تعرف الحدود. وعلى هذا الطريق المتميز المستقل يكون اللقاء الحقيقي بين المؤمنين العاملين، والمجاهدين الواعين الصادقين، لا في مجالس السمر والشاي، وصالونات الاستقبالات، وقاعات الاحتفالات، وظل أرباب السلطان والمال من الحكام وغير الحكام. وعلى هذا الطريق أيضًا، ومن خلال الجهاد والتضحيات والتجارب، تنكشف الحقائق والاستعدادات، ويأخذ كل عامل مكانه الحقيقي ودرجته الحقيقية، وتولد الطلائع المرجوه وتنمو، وتبرز القيادات الأصيلة الجديرة بأن يكون في يدها القيادة، في مرحلة من أدق المراحل في تاريخ الإسلام، وفي ظروف من أخطر وأصعب الظروف. وعلى هذا الطريق نفتح قلوبنا وصفوفنا لكل مسلم صادق آمن بالله وآثره على من سواه، واختار آخرته على دنياه فكان أكبر من دنياه، وصمم على المضي قدمًا في سبيل الله.. ومن هذا الطريق نهتف بالمسلمين النائمين والحائرين والمضللين والحائدين ذات الشمال أو اليمين.. نهتف بالذين قصرت بهم أو عوقتهم دنياهم أو أخمد حماستهم بعد الغاية ومشقة المسير.. نهتف بهم جميعًا أن يلحقوا بنا وينضموا إلينا ويكونوا معنا بقلوبهم وبما يملكونه من جهد ولو قل الجهد، ومن نصرة ولو شحت النصرة، ونمد إليهم أيدي المحبة والإخوة والعون لنكون معًا على طريق الجنة والنصر- إن شاء الله-. عن مجلة الرائد الإسلامية
الرابط المختصر :