; المجتمع التربوي العدد 1238 | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع التربوي العدد 1238

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 11-فبراير-1997

مشاهدات 13

نشر في العدد 1238

نشر في الصفحة 56

الثلاثاء 11-فبراير-1997

إعداد: عبد الحميد البلالي

وقفة تربوية

لا حول ولا قوة إلا بالله

جاء في حديث البخاري ما معناه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد صحابته الكرام ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟«لا حول ولا قوة إلا بالله» فهي كنز من كنوز الجنة لأن قولها والاعتقاد بها اعتراف من العبد أن الحول والقوة بيد الله وحده لا بيد أي إنسان مهما بلغ من الذكاء وحسن التدبير والتخطيط والتفكير، كما أنه سلوك إيماني رفيع بإرجاع الفضل لله وحدهإن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يُعلم صحابته في هذا الحديث عدم الانتفاش والغرور عندما يحقق الله تعالى على أيديهم بعض الكرامات أو الانتصارات والإنجازات، وأن يتذكروا دائمًا صاحب الحول والقوة الذي وفقهم لهذا الأمر لقد تربى مطرف بن الشخير على يد والده الصحابي الجليل عبد الله ابن الشخير على هذه المعاني الرفيعة، فمما جاء في ترجمته أنه قد حدث خلاف بينه وبين رجل فكذب ذلك الرجل عليه، فقال مطرف اللهم إن كان كاذبًا فأمته، فخر ميتًا مكانه، فرفع ذلك إلى زياد «الأمير» فقال: قتلت الرجل، قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجلًا، سير الأعلام (4/١٨٩).إنه لم ينتفش ويزهو بهذه الاستجابة السريعة من الله، بل أرجع الأمر لله وحده والموافقة القدر. 

                                             أبو خلاد

التربية من خلال القصة ودروس من كنوز السنة

بقلم: حجازي إبراهيم(*)

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان الغد، أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك، فقال: أين الصبي فجاؤوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي، فطعن في بطنه وقال: يا غلام من أبوك قال: فلان الراعي؛ قال: فأقبلوا على جريج، يقبلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا» وبينما صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة، وشارة حسنة، فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه، فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه، فجعل يرتضع، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فمه، فجعل يمصها، قال: ومروا بجارية وهم يضربونها، _____________ 

(*) من علماء الأزهر 

 ويقولون زنيت سرقت، وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع، ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعًا الحديث،فقالت: حلقي مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمَة، وهم يضربونها، ويقولون زنيت سرقت، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذاك الرجل كان جبارًا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت: اللهم اجعلني مثلها([1])من هذا الحديث النبوي الشريف سوف نستمد دروس وعبر من كنوز السنة النبوية المطهرة لتكون زادًا للسائرين في طريقهم نحو الله لرفع راية الإسلام.

التربية من خلال القصة

للقصة أثرها الكبير في تهذيب النفوس وتقويم الاخلاق، وغرس القيم والعقائد في القلوب، ولأجل ذلك نرى أن القرآن الكريم يقص علينا قصص الأولين ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾([2]) وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾([3]) (يوسف:111)، وعن قصة يوسف يقول: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾([4]) ويقول الإمام القرطبي سماها أحسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته، وصبره على أذاهم، وعفوه عنهم – بعد الالتقاء بهم عن ذكر ما تعاطوه وكرمه في العفو عنهم، حتى قال: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾([5])وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء الصالحين، والملائكة والشياطين والجن والإنس والأنعام والطير، وسير الملوك والممالك، والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا([6])، ونظرًا لأهمية القصة وأثرها في التربية نرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقص على أصحابه بين الفينة والفينة من قصص الأولين ما يؤصل المبادئ والقيم ويثبت القلوب على الحق، ويقوي الإيمان بالله والتوكل عليهوالحديث الذي معنا من هذا الباب.

حق الأم عظيم

في ظل هذا الحديث نرى أن جريجًا قد استغرق في عبادته وطاعته ونسي حق أمه في أن تنعم برؤياه وتسعد بمحادثته ومؤانسته، ولعله ظن أن فيه تفويتًا للأجر، وتفريطًا في الثواب ولو فقه لعلم أنه بذلك يتعبد لله ويتقرب إليه بأداء هذا الحق للام أكثر من النافلة، فعن يزيد بن حوشب عن أبيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لو كان جريج فقيهًا، لعلم أن إجابته أمه أولى من عبادة ربه([7]).

وحتى تدرك عظمة الإسلام في تقديره للعواطف الإنسانية لا سيما عاطفة الأمومة حين تشتاق إلى ولدها وتتكلف السير إليه وزيارته لتتمتع برؤيته وتكليمه.

حتى تلمس ذلك نسوق أقوال الفقهاء في حكم إجابة نداء الوالد لمن كان في الصلاة الأصح عند الشافعية أن الصلاة إن كانت نفلًا وعلم تأذِّي الوالد بالترك، وجبت الإجابة وإلا فلا وإن كانت فرضًا وضاق الوقت لم تجب الإجابة وإن لم يضق الوقت وجب عند إمام الحرمين.

وعند المالكية: أن إجابة الوالد في النافلة أفضل من التمادي فيها، وقال القاضي أبو الوليد إن ذلك يختص بالأم دون الأب([8]) وللمسلم أن يدرك البون الشاسع بين هذا التقديس والاحترام للمشاعر، وبين الذين شغلتهم -لا أقول العبادة لله- بل المادة والشهوات حتى أعمتهم وأصمتهم عن الاستجابة لنداء الوالدين وحقهم في التنعم بأبنائهم، وربماهجروهم السنين الطوال.

رفق الأم بولدها 

ورفق الأم بولدها وشغفها به أكثر من رفق الابن بأمه وشغفة بها كما أنه فطرة وهذا ما يعلل به العلماء وصية الله الأبناء بالآباء المتكررة ولم يوصِ الآباء بالأبناء مرة فأم جريج تغدو إليه في يومها الأول فلما لم يجبها تعود أدراجها كاسفة البال، ثم تعاود الكرة في اليوم التالي وتغدو إليه، وتنادي عليه، ولكنها تعود بحسرة أشد من ذي قبل، فلما كانت غدوتها في اليوم الثالث ولم يجبها، ونفد صبرها، وضاق صدرها، على ولدها الذي لم يطفئ لهيب شوقها لرؤيته ومحادثته، وهنا كان دعاؤها عليه، لكنه دعاء الأم الرحيمة الرفيقة الشفوقة، فلم تدع بأن يفتن عن عبادته، أو أن يقع في الفاحشة، أو يسلب الإيمان أو يهلك وإنما كان دعاء خفيفًا، بأن لا يموت حتى يرى وجه المومسات.

وهنا أيضًا وقفة إذا كان جريج لم يفطن لأن ينعم بالنظر إلى وجه أمه، فلا أقل من أن يكره على رؤية من تضيق الصدور برؤيتهم، ولاسيما وأنه لم يفكر في أيامه الثلاث بعد أن ينتهي من عبادته أن يذهب إلى أمه ليقدم لها اعتذارًا، أو يرجو منها غفرانًا

المرأة سلاح ذو حدين

والمرأة سلاح فتاك، وعدو فتان، حين تستعمل في الغواية والضلال، روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- له قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»([9])وحتى لا يسيء أحد الظن بإسلامنا فإننا نقول والمرأة هي المرأة ما أعظمها من سلاح بناء لو توجهت بطاقتها الخلاقة، وأساليبها الجذابة لبناء الأخلاق وتقويم الأبناء.

فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله U خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرَّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله»([10]) كما قال «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة»([11]).

كما أنها خير الكنز الذي يجب أن يدخره المؤمن لدينه ودنياه، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا وزوجة مؤمنة، تعين أحدكم على أمر الآخرة»([12]) ونعود إلى ما نحن بصدده بعد هذا التحفظ حين تحدثوا عن عبادة جريج وخلوته، أرادوا أن يصرفوه عن الطاعة، فسلطوا عليه بغِيًّا ذات حسن وجمال مضرب المثل، فلما عجزت عن الإيقاع به، وتدنيس عرضه، توجهت إلى الافتراء والبهتان، ظنًّا منها أن ذلك الافتراء لن يكشف وهذا البهتان لن يفتضح.

هذا في القديم مع جريج العابد، وإنك لتعجب حين ترى أن نفس السلاح يستخدم في فتنة الشباب إنهم يسلطون عليه المرأة في كل موقع، حتى إنها لتشاركه المضجع من خلال جهاز التلفاز والأطباق الطائرة والدش الذي جمع الدنيا كلها في الشاشة الصغيرة، فإذا بالشباب يرى نفسه غريقًا صريعًا وهو في بيته وسط الفاتنات العاريات، ولعل في تلك الإشارة دلالة لذوي اللب عما يجيش في النفس، مما يضيق به الصدر، ويأبى القلم أن يخطه.

أساسيات للمسلم الصادق

والمسلم صاحب حال الصدق والمتصل بالله بكثرة الطاعة، يجب عليه أن يتعلم من جريج هذه الأساسيات:

أ -أنه لا تضره الفتن، وإن جرت عليه لا تزيده إلا ترفُّعًا، وذلك أن الله قد عصمه، فلما ادعت عليه حتى هدمت صومعته، لم يضره ذلك، وجعل الله Uله خير مخرج حتى رغبوا أن يبنوا له صومعته من ذهب، وما ذاك إلا لما كبر قدره عندهم.

ب -وأنه مع الله تعالى عند النوازل لا يجزع ولا يفزع بل يقوى يقينه لثقته بمولاه Uولذلك يلجأ إليه ويفزع إلى بابه، ويَقْوَى رجاؤه في أن يكشف الله عنه البلاء.

فجريج حين أخذوا في هدم صومعته لم يهله ذلك أو يفزعه، كما أنه لما وصم بالبغي لم يجزع وإنما قام إلى وضوئه وصلاته، يقينًا منه أن الله لن يخذله، وثقة به أنه ناصره، وهذا شأن الصادقين وقد حث الله على ذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾([13]) وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر صلى([14]).

وقد استجاب الله له، وأنطق له من في المهد ولكن الله قد يُجري عليهم الشدائد بعض الأوقات زيادة في أحوالهم، وتهذيبًا لهم فيكون لطفًا بهم.

جـ -والمسلم الصادق الإيمان يجب أن يكون قوي اليقين شديد الثقة بأن الله منجيه من كل فتنة ظلماء؛ شريطة أن يفزع إلى الصلاة ويتوجه إلى ربه بالدعاء وهو على يقين تام بالإجابة، وذلك بعد طيب الطعام.

إظهار أهل الخير وستر أهل الشر

ومن آداب السنة النبوية المطهرة إظهار أهل الخير، وإن كانوا قد ماتوا والستر على أهل المخالفات، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أشهر صاحب الخير، وستر على صاحب الشر فذكر جريجًا باسمه، ولكنه في المقابل قال: «فأتت راعيًا» ولم يذكر اسمه.

ومن أدب النبوة هنا التكنية عن الأمور الفاحشة وعدم التصريح بها حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أتته امرأة فكلمته فأبَى.

المسلم لا يخدعه المظهر عن الجوهر.

ومن قصة الطفل الثالث نستمد أن أبناء الدنيا يفتنهم المظهر الخادع عن الجوهر الصادق ويتجلى ذلك في أن:أم الطفل حين رأت صاحب الشارة البراقة والمظهر الخلاب تمنت أن يكون ابنها مثله.

في المقابل جبلت النفوس على كراهية الصورة السيئة، فحين رأت الأم الجارية وهي تضرب وتسب تمنت ألا يكون ولدها مثلها في هذا الحالة السيئة. 

وإذا كان ذلك هو شأن طلاب الدنيا، فإن شأن طلاب الآخرة مخالف لهم، إن المسلم الصادق لا يخدعه المظهر عن الجوهر، ويهتم بحقائق الأشياء الا ترى هذا الطفل، وقد من الله عليه بمعرفة الباطن، فإذا هو لا يتمنَّى أن يكون كصاحب الشارة، وإنما تمنى أن يكون كهذه الأمة في حسن باطنها، وطهارة عرضها من الزنى، وسلامة يدها من السرقة بالرغم من أنهم يقولون زنت وسرقت.وهذا الدرس يؤصله قول الله في حق قارون ﴿ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾([15])

جواز البيان بالتمثيل

ومن هذا الحديث نرى جواز البيان بالتمثيل حيث بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- رضاعة الطفل، ومص ثدي أمه بمص أصبعه السبابة، كما أن فيه أيضًا حرص الصحابة على التحري في دقة النقل، فمع نقل العبارة نقل الصورة والهيئة التي كان عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

المسلم طالب للحقيقة

وحين تغيب الحقيقة عن المسلم وجب عليه أن يسأل عنها، كما أن عليه أن يتقبلها حتى ولو جاءت ممن هو أصغر منه، فالحق أحق أن يتبع ألا ترى كيف أن الأم حين لم تدرك حقيقة الأمر الذي تكلم به الطفل تعجبت وقالت حلقي وهي كلمة تقال للأمر يعجب منه، والعرب يقولون: عقري وحلقي أي عقرها الله وحلقها يعني أصابها وجع في حلقها خاصة وسألت حتى تقف على الحقيقة.

سلاح المظلوم

وحين يظلم المسلم ويسلط عليه العذاب، عليه أن يحتمي بربه ومولاه ويردد النشيد الذي ردده أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: حسبي الله ونعم الوكيل إن هذه الكلمة سلاح قوي يرهب الظالمين ويخشاه الجبابرة، وبعض من لا تزال لديهم بقية إيمان قد يرعوى، وقد يقلع عن ظلمه من سماع هذه الكلمة، ومن لم يرتدع فإن الله يقسمه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾([16]

الهوامش

1-    مسلم ١٠٦/١٦ [٢٥٥٠٠٨] اللفظ المسلم، فتح الباري ٣٤٣٦/٤٧٦/٦
2-    هود: ۱۲۰
3-    يوسف: 111
4-    يوسف: 3
5-     فتح الباري ١٨٣/٦
6-    الجامع لأحكام القرآن ۸۰/۹
7-    يوسف: ۱۱۱
8-    يوسف: ۹۲
9-    فتح الباري ۷۸/۳ في الشرح وفيه كلام
10-    فتح ٥٠٩٦/١٣٧/٩
11-     ابن ماجة ١٨٥٧/٥٩٦/١
12-     ابن ماجة ١٨٥٦/٥٩٦/١.
13-     البقرة: ١٥٣
14-     مسند الإمام احمد ۳۸۸/۵
15-    القصص: ۸۰۷۹
16-     إبراهيم: ٤٢
 

تأملات في نصوص تربوية

                     التوازن في المنهج الإسلامي

المنهج الإسلامي يتميز بالدعوة إلى التوازن في الأمور كلها الروح والمادة والدنيا والآخرة.

من التوازن الاعتدال في الحب فقد أحب قومًا الإمام علي فألهوه و کرهه آخرون فكفروه.

بقلم: عبد الله بن حمود البوسعيدي (*)

قال سلمان لأبي الدرداء -رضي الله عنه-: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صدق سلمان([1]).

إن المنهج الإسلامي يتميز بالدعوة إلى التوازن في الأمور كلها، توازن بين الروح والمادة، وبين الدنيا والآخرة، وبين الثوابت والمتغيرات، وبين الأصالة والمعاصرة، وبين قدر الله وفاعلية الإنسان بطاقته البشرية المحدودة، وعندما تتخلى الأمة عما امتازت به من خاصية التوازن فقها وتحقيقًا، إما لسذاجة البعض في نظرهم إلى التعاليم أو لغفلة عن دقائق هذا الدين أو لسوء تربية تحملت نتائجها الأجيال فخرجت مشوهة الفكر والتطبيق أو لقصد تعطيل وتشويه اقول عندما تتخلى الأمة عن التوازن تظل في تخبط وانحراف.

إن النص الوارد يلفت الأنظار إلى أهمية التوازن، وذلك في قول سلمان -رضي الله عنه-: أعط كل ذي حق حقه، والذي صدقه الوحي لقوله: صدق سلمان، والذي من خلاله انطلق إلى استعراض معاني التوازن مؤصلًا ما أقول بالكتاب والسنة.

التوازن بين متطلبات النفس وحاجيات البدن 

إن من معاني التوازن بين متطلبات النفس وحاجيات البدن أن البعض لا يوازن بين الرغبات النفسية والمصلحة الصحية للبدن، فلعله مع إلحاح الرغبات المتكررة أن يستجيب لها فيشبعها بما يضرها على المدى، عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما ملا آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه»([2])، وفي المقابل نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الوصال لما في ذلك من تضعيف مخالف المقاصد الشريعة، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بال رجال يواصلون، إنكم لستم مثلي أما والله لو مد لي الشهر لواصلت وصالًا يدع المتعمقون تعمقهم([3])، ومن الرغبات البدنية الشهوة الجنسية، فلابد من تحقيقها، ولكن بتوازن، فلا إفراط ولا إكثار يؤدي إلى السقام.

كما قال الإمام الشافعي:

ثلاث هن مهلكة الأنام             وداعية الصحيح إلى السقام

دوام مدامة ودوام وطء            وإدخال الطعام على الطعام

ولا امتناع لما يؤدي إليه الامتناع في العادة من ضرر، لذا نهيت المرأة أن تهجر فراش زوجها، وأمرت بالاستجابة لحاجته ولو كانت على التنور، قال النووي: ربما غلبت الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره([4])، بل ذهب الخطابي؛ بما فتح الله عليه إلى ضرورة التوازن في التعامل مع أعضاء البدن، استنادًا إلى حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يمشِ أحدكم في نعل واحدة ليحفهما جميعًا أو لينعلهما جميعًا»([5]). 

قال ابن حجر: قال الخطابي: الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض من شوك أو نحوه فإذا انفردت إحدى الرجلين احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه ولأنه لم يعدل بين جوارحه([6]).

ومن عواقب عدم التوازن في التعامل مع البدن القضاء عليه، وذلك عند استرساله في التنعم بالتقنية، فالإنسان طاقة عقلية جبارة جعلته بحول الله وطوله يطير في الهواء حتى زار القمر، ويصنع ما يعبر القارات والقنابل الجرثومية وغيرها، ويسمع صوت صاحبه في أقاصي البلاد عبر أجهزة لاسلكية إلى غير ما هنالك من صناعات فتنعم الإنسان بمنجزاته العلمية، إلا أنه في الآونة الأخيرة يدفع ضريبة التقنية ذلك أنه أخذ في إلغاء تلك الطاقة العقلية الجبارة وكأنه الانتحار البطيء من حيث يدري أو من حيث لا يدري، ولنضرب على ذلك أمثلة: الإنسان يمتلك ذاكرة عظيمة إن اعتمد عليها وعمل على تنشيطها، فهذا طفل لم يتجاوز العاشرة يحفظ القرآن الكريم كله، بل والسنة وألفية ابن مالك، وهذا يحفظ كمًّا من الأشعار وآخر يحفظ عددًا من أرقام الهواتف مثلًا وجداول الضرب وآخر يذكر مواعيده لمدة طويلة لا ينسى سريعًا، ولكن الإنسان ذا العقلية الجبارة أنتج ما يحفظ عشرات بل مئات الأرقام فاعتمد عليها وعنده ساعة تنبهه إلى مواعيده وارتباطاته وأجهزة تحفظ القرآن كله وتسمعه کتاب الله متى أراد، وآلات حاسب تقوم بالعمليات الحسابية حتى الملايين فأصبح الإنسان ضعيف الذاكرة والحفظ لاعتماده الدائم على هذه التقنيات وإهماله لذاكرته.

وإليك مثالًا آخر كان الإنسان يجد للطعام باختلاف أنواعه من فاكهة وخضراوات ولحوم وسوائل، يجد لذة متميزة ومذاقًا رائعًا، ورائحة تشبعه، ويخترع الإنسان ذو العقلية الجبارة أصباغًا كيميائية، وأسمدة صناعية، وتفريخ بالحرارة، ومواد حافظة، وتركيبة لبعض الأطعمة فيزيائية، فدفع الإنسان ضريبة التقنية فصار يأكل ولا يجد لما يأكل لذة، ويشرب ولا يدري ما يشرب ويتغذى ولا رائحة لغذائه.

وإليك مثالًا ثالثًا: كان الإنسان يجتهد ليصل إلى معلومة ما، إما بقراءة الكتب أو بسؤال أهل العلم، أو بالرحلة والتنقل، إلا أن التقنية أنتجت الحاسوب الكمبيوتر الذي وبضغطة واحدة على زر من أزراره يجيبك على كل مسائل الإرث والفقه والقرآن والسنة، فلماذا أطلب العلم وكله مُخزن في مقدور الطفل الوصول إليه.

ومثال آخر: الإنسان هو الذي بنى الأهرامات وجرش والبتراء إلى غير ذلك من الإنجازات التي تدل على الطاقة البدنية الجبارة من بصر شديد وسمع حساس، ونشاط وحيوية، وتحمل للجوع والعطش والتعب والمرض، ولكن الإنسان أنتج ما أراحه تمامًا، فصير الصيف شتاء، والشتاء بالمدافئ صيفًا، و بالريموت كنترول يشغل سيارته ويفتح بابه وتلفازه، والرجل الآلي يقوم بخدمته وآلات تحمل عنه وسلم كهربائي يوصله إلى حيث يريد وباب يفتح بضغط مشيته إلى غير ذلك، فترهل الإنسان، وكبرت البطون، وخارت القوى وانتشرت أمراض الدعة والراحة أنا ما قصدت مما سلف ألا يطور الإنسان نفسه وحياته ولا أدعو إلى هجر التقنية والغائها، ولا انتقص مخترعها، ولا أعيب على مستخدمها، ولكن رميت إلى لفت الأنظار إلى عظيم الخطر المترتب على الاعتماد الكامل عليها والإهمال الكامل للذات الإنسانية، وأزعم أن العلاج يكمن في التوازن المنطلق من حسن النظر إلى العواقب، أخذًا بمبدأ الوقاية خير من العلاج، نعم.. التوازن هو الحل فيا حبذا أن يبرمج الإنسان لنفسه أوقاتًا للرياضة البدنية، وأن يطلع على مسائل في علم ما؛ ليعمل عقله وينشط ذهنه، وأن يستثير عواطفه ومشاعره بروحانيات تعيد له صفاءه، وأن يتخلى عن تقنيات الراحة والدعة أحيانًا، وأن يعايش الطبيعة من بر أو بحر حتى يعايش خلق الله فيرى بعين البصيرة ما غفل عنه البصر.

التوازن بين الجانب الاجتماعي واللذائذ الإيمانية

ومن الناس من يفرط في الجانب الاجتماعي الإشباع اللذائذ الإيمانية لما يجد من حلاوة للروحانيات أو بغية الوصول إلى الغايات، كما كان من الرهط الثلاثة، عن أنس رضي الله عنه قال: «جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي فلما أخبروا كأنهم تقالوها، وقالوا: أين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر وأنا أصوم الدهر أبدًا ولا أفطر، وقال الآخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»([7])، بل إسلامنا يدعو إلى إحياء الجانب الاجتماعي بعد الفراغ من العبادة وإن كانت ركنًا كالحج، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله فإنه أعظم لأجره»([8])

التوازن بين حقائق النفس ورغبات الروح السالكة

ومن فرط حرص البعض على بلوغ أعلى المقامات أنه يقبل على العمل بعيدًا عن فقه التوازن، فإذا به يمل سريعا، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قل»([9]) بل كان من هديه حث الناس على الاجتهاد حسب المستطاع عن جرير -رضي الله عنه- قال: «كان إذا بايعه الناس يلقنهم فيما استطعت»([10])، خشية أن يغالب أحد الدين فيغلبه فينتكس عن بريدة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «عليكم هديًا قاصدًا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه»([11])

فقه التوازن عند دعوة العامة

هذا ورسولنا -صلى الله عليه وسلم-يدعو من تصدر إمامة العامة إلى ضرورة التوازن بين اللذائذ الروحانية الخاصة التي يتقلب في مدارجها إمام العامة ورغبته في الارتقاء بالاتباع، وبين أحوال العامة وواقعهم، وليس هذا منحصرًا في الصلاة، ولو أن الشاهد ورد في موقف الصلاة عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أيها الناس إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليتجوز فإن من خلقه الضعيف والكبير وذا الحاجة»([12])

الاعتدال في الحب والبغض

ومن التوازن الاعتدال في الحب والبغض، فقد أحب قومًا الإمام علي -رضي الله عنه- فألَّهوه وكرهه آخرون فكفروه، وهذا ما حذر منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «إن من أولئك إذا كان منهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، أو صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة»، وقال سفيان الثوري العطاء بن أسلم كيف حبك اليوم لأبي بكر؟ قال: شديد، قال: كيف حبك لعمر؟ قال: شديد، قال: كيف حبك لعلي؟ قال: شدید طولها وشددها، فقال سفيان يا عطاء هذه الشديدة تريد كية وسط رأسك([13]).

التوازن بين الجد والهزل

ومن التوازن ما يحرص على لفت الأنظار إليه الأوزاعي حين روى عن بلال أنه قال: «أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانًا»([14]) ذلك أن البعض يرى أن الثقل والعبوس من علامات الجد، وأن استشعار أهوال القيامة يذهب الفرح فتراه يتكلف العبوسة والأمر ليس كما يظن أنا لا أدعو إلى التهريج ولكن لا للعبوس المطلق قال ابن القيم: «إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ، ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب، فليس الثقلاء بخواص الأولياء، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا، فترى الصادق فيها من أحلى الناس والطفهم وأطرفهم، وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع، فتراه أكرم الناس عشرة، والينهم عريكة، والطفهم قلبًا وروحًا»([15]) وعن بكر بن عبد الله قال: «كان أصحاب النبي يتبادحون بالبطيخ يترامون به، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال»([16]) وعن بشر بن عمر قال: حدثتني أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت: «كنا نزولًا مع محمد بن سيرين في داره، فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار»([17]) وعن مهدي بن ميمون قال: «كان محمد بن سيرين يتمثل الشعر ويذكر الشيء ويضحك حتى إذا جاء الحديث من السنة كلح وانضم بعضه إلى بعض»([18]) ويختصر أهل العلم التوازن في هذه الكلمات فعن وهب بن منبه قال: قال عالم لمن فوقه من العلم كم أبني من البناء قال: ما يكفيك ما يسترك من الشمس، ويكنك من الغيث قال: كم آكل من الطعام؟ قال: فوق الجوع ودون الشبع، قال: كم ألبس من الثياب؟ قال: لباس المسيح عليه السلام قال: كم أضحك؟ قال: ما يسفر وجهك ولا يسمع صوتك، قال: كم أبكي؟ قال: لا تمل أن تبكي من خشية الله، قال: كم أخفي من العمل؟ قال: حتى يظن الناس أنك لم تعمل حسنة، قال: كم أعلن من العمل؟ قال: «ما يأتم بك الحريص، ولا تؤتى أو قال ولا يقبل عليك كلام الناس»، قال: وسمعت راهبًا يقول: «إن لكل شيء طرفين ووسط فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان، ثم قال عليكم بالأوسط من الأشياء[19]».

الهوامش

1-    رواه البخاري 
2-    رواه الترمذي، وهو صحيح 
3-    صحيح الجامع ٥٥٧٦ 
4-    صحيح مسلم بشرح النووي ۱۹۲/5 
5-    متفق عليه 
6-    متفق عليه 
7-     صحيح الجامع ۷۳۲ 
8-    فتح الباري ١٩٣/١٠ 
9-    صحيح الجامع ۱۲۲۸ 
10-    صحيح الجامع ٤٦٩٠.
11-     صحيح الجامع.٤٠٨٦ 
12-    صحيح الجامع ٧٨٦٨ 
13-    حلية الأولياء ٣١/٧ 
14-    حلية الأولياء 
15-    الفوائد لابن القيم. 
16-    الأدب المفرد للبخاري. 
17-    حلية الأولياء ۳۷۲/۲ 
18-    حلية الأولياء ٢٧٤/٢ 
19-    حلية الأولياء ٤٥/٤

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة (215)

نشر في العدد 215

23

الثلاثاء 27-أغسطس-1974