; المجتمع المحلي العدد (1491) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع المحلي العدد (1491)

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر السبت 09-مارس-2002

مشاهدات 27

نشر في العدد 1491

نشر في الصفحة 10

السبت 09-مارس-2002

■ زيارة الوفد الليبرالي للولايات المتحدة بشهادة كاتبة أمريكية

■ الوفد طالب الإدارة الأمريكية بإعانته على الأصوليين في بلاده وخصخصة الإسلام وضمان أمن إسرائيل!

ظن أعضاء الوفد العلماني - الذي زار الولايات المتحدة في الشهر الماضي - أن خبايا زيارتهم، ولقاءاتهم مع المسؤولين الأمريكيين، ستظل مطمورة تحت ركام الأحداث المتتالية، وأن ما زعموه من أنهم دافعوا عن بلادهم ودينهم والقضية الفلسطينية سينطلي على المواطنين عند عودتهم، لكن مقالًا للكاتبة الأمريكية جوديث ميللر في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «بتاريخ 3 فبراير الماضي» كشف المستور، وأبان ما قال أعضاء الوفد، وما تحمله آراؤهم ضد الإسلاميين.

فقد روت الكاتبة كيف أن أحد أعضاء الوفد قد استعدى الحكومة الأمريكية على بلاده، بدعوى أنها تشجع ثقافة الإرهاب، بينما طالبها ثان بضمان أمن إسرائيل، في حين دعاها ثالث إلى التدخل صراحة في مناهج التعليم والعمل على «خصخصة الإسلام» وتصفية ثقافة الإرهاب، وضرب الأصوليين في كل مكان (!).

تقول الكاتبة: إن الوفد المكون من ۱۱شخصًا، فيهم برلماني ونشطاء من جماعة حقوق الإنسان، وموظفون سابقون، وأكاديميون قد أكد خلال لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين أن انتصار الرئيس بوش في أفغانستان قد شجعهم على تحدي الأصوليين الإسلاميين في الكويت.

 وتضيف أن د. أحمد بشارة قد حث الولايات المتحدة على «دعم الأفراد والمجموعات غير الحكومية في العالم العربي التي تؤمن بالديمقراطية والعلمانية وتدعم حقوق الإنسان».

 وأضاف بشارة: إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت لحظة فاصلة للقوميين العرب بحيث إنها مهدت لمناقشة صريحة ومواجهة فكرية بين الأصوليين وغالبية العرب الذين يناصرون حقوق الإنسان.

ومن جهته قال فيصل المطوع مخاطبًا الأمريكيين: «يجب أن تظلوا معنا وتشاركونا». وأضاف: «إننا نريد خصخصة الإسلام لا أن نجعله جزءًا من الدولة، فالدين بين الإنسان وربه».

 وتابع: «الأصوليون في الكويت، وفي كل مكان حاولوا أن يوظفوا الإسلام لأغراضهم» (!). وشدد على أن التعليم يحتاج إلى إصلاح بشكل ملح، فالمدارس العربية لا تخرج طلابًا بمهارات يحتاجها الاقتصاد المعاصر، فمثل هؤلاء الطلاب عاطلون؛ لأن معظم ما يعرفونه بضع آيات من القرآن الكريم، حسب قوله.

ويرى فؤاد عجمي - وهو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة جونز هوبكنز، والذي أدار الحوار في لقاء، كما تقول جوديث ميللر - أن زيارة الوفد واتصاله المفتوح مع الأمريكيين أظهر أن انتصار واشنطن على طالبان في أفغانستان شجع الليبراليين والعلمانيين. 

وأضاف: إنه أعطاهم الشجاعة والثقة بالنفس لاستعادة الموقع الذي خسروه أمام الإسلاميين في العقد المنصرم، وأن تلك الشجاعة اتضحت في دعوة الكويتيين لضرب العراق، واتضحت أيضًا في دعوة الصقر لضمان أمن إسرائيل، وإقامة دولة فلسطينية بجوارها (!).

وقال بشارة: إن رسالة أمريكا للعرب لم تصل تمامًا؛ لأن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يفضلون الحديث إلى الحكومات العربية، وليس إلى المواطنين. وقال مخاطبًا الأمريكيين: لا تتحدثوا إلى الأنظمة، ولكن تحدثوا إلى الشعوب.

 وقال البروفيسور عجمي: إن حكومة الولايات المتحدة غير متأكدة من المجتمع المدني العربي؛ لأن الإسلاميين سيطروا على المنافذ الإعلامية، والجمعيات الخاصة والمؤسسات غير الحكومية والمعادية للسياسة والقيم الأمريكية (!).

أما الدكتور سعد بن طفلة العجمي فقد اتهم الحكومات العربية بتصعيد وإثارة «ثقافة الإرهاب» عندما تركت المساجد والجمعيات الخيرية للإسلاميين (!). 

وأضاف: «يجب استرداد هذه الجمعيات، ولو كان هذا ضد رغبة العامة» (!).

 وتختتم الكاتبة مقالها بالقول: «إن الكويتيين يقولون: إن أمريكا بحاجة لعمل ما هو أكبر من أجل حقوق الإنسان، وليس أن تأتي إلى المنطقة وتضرب ثم ترحل»!!.

 

■ هذه المهرجانات استخفاف بمشاعر المسلمين

من المؤسف استمرار الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مناطق مختلفة من دول العالم، والمسلمون مستهدفون في أراضيهم وأعراضهم وممتلكاتهم وأنفسهم، ويتم قتلهم مع سبق الإصرار، وبصورة متعمدة، ضمن إستراتيجية عالمية محكمة التنفيذ، وبالتنسيق مع كل أعداء الإسلام، الذين يتبادلون الأدوار من مرحلة إلى أخرى، وتتنوع أساليب القتل ومبررات قتل المسلمين من منطقة إلى أخرى، بينما حكومات الدول الإسلامية تأخذ دور «المتفرج».

 إنها مأساة حقيقية تعيشها الأمة الإسلامية بكل أسف، وليت بعض الحكومات الإسلامية تقف متفرجة فقط بل منها من يعلن إقامة المهرجانات والاحتفالات والمناسبات الترويحية، فهذه تعلن إقامة مسابقة «ملكة جمال الكون»، وأخرى تقيم مهرجانًا تسويقيًّا استهلاكيًّا وترفيهيًّا لشهر مارس، بينما كان عندنا في الكويت مهرجان «هلا فبراير»؛ حيث المنظمون له تارة يصورونه كأفضل مهرجان في المنطقة، وأنه حقق الكثير وتارة يقولون: إنه لم يحقق الطموح، وشهد الكثير من الانتقادات من المشاركين فيه، وانشغل الناس بما أبرزته الصحف من الاختلافات، فكتب بعضهم مستغربًا استخدام «الكلاب البوليسية»؛ لتفتيش الحضور للحفلات الغنائية، وقال البعض الآخر: إن هذا الأسلوب كان الأجدر به استخدامه للحضور للأمسيات الشعرية.

 كما برزت الاختلافات بين الغنائيين المشاركين والمبالغ المخصصة لكل واحد منهم التي تقدر بالآلاف من الدنانير!!.

هكذا تنشغل العواصم العربية بمهرجاناتها اللاهية، والسؤال هو: إلى متى هذا الاستخفاف بمشاعر وأموال المسلمين، والأمة الإسلامية تعيش هذه المحنة والهجمة الشرسة عليها من أعدائها، بل هناك من المسلمين شعوب بكاملها تعاني الحصار والقتل والجوع والمرض؟.

خالد بورسلي

الرابط المختصر :