; المجتمع الإسلامي (1058) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الإسلامي (1058)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1993

مشاهدات 697

نشر في العدد 1058

نشر في الصفحة 42

الثلاثاء 20-يوليو-1993

مع التغيرات الظاهرية: مائة حكم بالإعدام على الإسلاميين بالجزائر

باريس – محمد الغمقي:

حصل تغيير في المؤسسة العسكرية بالجزائر تمثل بالخصوص في تخلي خالد نزار وزير الدفاع السابق عن منصبه ليتولى الإشراف على مواجهة «الحركات الإسلامية المسلحة» بثوب مدني.

ويبدو خلال هذه التغييرات في هرمية هذه المؤسسة أن المواجهة قد دخلت مرحلة حاسمة. ذلك أن قيادة الجيش الجزائري كانت شديدة الحرص طوال التاريخ السياسي الحديث لهذا البلد المغاربي على عدم تسلم مقاليد الحكم بشكل مباشر، والعمل مقابل ذلك في الظل عن طريق الإمساك بكل خيوط اللعبة السياسية. 

وقد أثبتت الأحداث السابقة «تشرين ۸۸ إقالة الشاذلي بن جديد– تعيين بوضياف ثم اغتياله» الدور الرئيسي الذي تلعبه المؤسسة العسكرية في صناعة القرار السياسي في الجزائر.

لكن مع تصاعد العمليات المسلحة التي تقوم عناصر إسلامية وأمام تخوفات السلطة المحلية والإقليمية والقوى الخارجية من انفلات الأمور بدون رجعة، اتضح أن قيادة الجيش قد قفزت إلى الأمام لإيقاف النزيف المهدد بسقوط النظام، مع الحذر من الظهور بالزي العسكري.

من هنا جاءت هذه التغييرات لإحكام قبضة المؤسسة العسكرية على المجلس الأعلى للدولة. وعلى الحكومة ولاتخاذ سياسة صارمة مع المعارضة الإسلامية المسلحة، ويشير بعض المراقبين إلى احتمال ترأس نزار لرئاسة الدولة بعد أن تولى وزارة الدفاع اللواء المتقاعد الأمين زدوال ورئاسة هيئة الأركان في القوات المسلحة اللواء محمد العماري المشرف الفعلي على مواجهة الإسلاميين. 

وكل المؤشرات تدل على أن الصيف في الجزائر سيكون شديد الحرارة؛ حيث وصلت أحكام الإعدام الصادرة عن المحاكم الخاصة التي تحاكم الإسلاميين إلى مائة حكم. 

لجنة مناصرة البوسنة في مصر:

زيارات احتجاجية لسفارات الدول المتواطئة مع الصرب.

رسالة من سيدة بوسنوية للمسلمين من داخل أكبر مؤتمر نسائي في الإسكندرية

الإسكندرية - شعبان عبد الرحمن

بدأت لجنة مناصرة شعب البوسنة والهرسك زيارات احتجاجية هذا الأسبوع لسفارات الدول الأجنبية المتواطئة مع الصرب في عدوانهم الوحشي على المسلمين هناك، تشمل الزيارات سفارات كل من روسيا واليونان وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية... وصرح المهندس أبو العلا ماضي مقرر اللجنة، وأمين عام مساعد نقابة المهندسين للمجتمع: بأن هذه الزيارات تأتي في إطار نشاط اللجنة المكثف لمناصرة أهلنا في البوسنة، والذي تنوع بين المسيرات والمؤتمرات والندوات؛ مما أحدث تجاوبًا شعبيًّا واسعًا. 

وفي مدينة الإسكندرية ثاني أكبر وأهم المدن المصرية عقدت اللجنة مؤتمر نسائي كبير في مقر نادي المهندسين المطل على شاطئ البحر المتوسط؛ حيث احتشد أكثر من ٢٧ ألف سيدة من مختلف الأعمار والطبقات، وبين هذا الحشد الكبير وجهت إحدى نساء البوسنة التي دعيت لهذا المؤتمر رسالة إلى كل المسلمين قائلة: لقد أخطأنا خطأً عندما ابتعدنا عن دين الله، فكان هذا حالنا من المذابح المفاجئة والتشريد والاجتثاث والإبادة، ولذلك فأنا أوصي كل مسلم بالسير على نهج القرآن وتربية أولاده على مبادئ الإسلام، وأوصيكم ألا تتخذوا الغرب صديقًا، وألا تنخدعوا به؛ فإنه لن يفعل لكم شيئًا ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ﴾(البقرة: 120)، لقد وعينا الدرس جيدًا ونحن لن نضعف ولن نستسلم رغم الذبح والاغتصاب والسجن، ولنا في الله عظيم الأمل، وسنواصل الجهاد حتى النصر أو الشهادة. 

روسيا تعترف بدورها في قمع المسلمين في طاجيكستان

دوشنبه - خاص للمجتمع 

أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي «سيرجي ستيباشين» على دور روسيا الفعال والمؤثر في انهزام القوات الإسلامية في طاجيكستان وقال: إن سيطرة المسلمين في هذه الجمهورية كان يعتبر كارثةً عظيمةً لا لروسيا فقط، بل للعالم أجمع..

وقد جاء اعترافه هذا في حديث متلفز حول موضوع تدخل روسيا المباشر في أمور طاجيكستان ودور موسكو الرئيسي في انهزام القوات الإسلامية في تلك الجمهورية المستقلة حديثًا.

وأضاف سيباشين قائلًا: لا يمكن لكم أن تتصوروا مدى الكارثة والفاجعة لا لروسيا فحسب، بل للعالم أجمع لو تمكن المسلمون من إقامة حكومة إسلامية هناك، وتابع يقول: إن تأمين الأمن في حدود طاجيكستان يعتبر تأمين لأمن الحدود الروسية، ولا تستطيع أن نغمض أعيننا عن منافعنا هناك.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الروسية بدأوا يعترفون بدور روسيا الفعال في إسقاط ائتلاف المسلمين والديمقراطيين، وإقامة حكومة شيوعية على رأس السلطة في طاجيكستان.

مشروع جديد للحركة الإسلامية في باكستان

لاهور – خاص للمجتمع

ضمن إستراتيجية جديدة انتهجت الحركة الإسلامية الباكستانية نمطًا جديدًا لتغيير الأوضاع في باكستان، وذلك من خلال استيعاب الجماهير المسلمة وإفراغها في بوتقة واحدة، علمًا بأن الحركة الإسلامية المتمثلة في الجماعة الإسلامية قامت في عام ١٩٤١م، وقضت أكثر من خمسين عامًا في كفاح دؤوب على مستويات مختلفة؛ لتصحيح مفاهيم الناس حول أساسيات الإسلام، ثم إفراغ سلوكهم في قوالب مقتضياته هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى استنفدت الجماعة الإسلامية معظم جهودها وخططها في منع الحكومة الباكستانية من وضع القانون الأساسي للدولة على العلمانية، وإرغامها على تأسيس دولة باكستان على الدستور الإسلامي، وقد حققت الجماعة الإسلامية خطوات كثيرة في تأسيس القاعدة الإسلامية من مختلف شرائح المجتمع، إلا أن الجماهير العامة التي تنجرف وراء كل عاصفة سياسية تتفجر في ظروف الانتخاب، أو عند حدوث القضايا السياسية، ولا تزال بحاجة إلى الترشيد بما يجعل منها أرضية صالحة لتغيير المجتمع، وإدراكًا لهذه المعاني والأهداف أنشأت الجماعة الإسلامية منبرًا شعبيًّا جديدًا في باكستان يسمى الجبهة الإسلامية الباكستانية، يستهدف استيعاب الجماهير من كافة الشرائح والمستويات دون التركيز كثيرًا على النوعيات؛ بل على الكميات بشرط أن يكون المنتسب مؤمنًا إيمانًا كاملًا بتفاصيله، وألا يكون من الذين يمارسون الكبائر، وهنا يأتي دور الجماعة فتفتح بالجبهة المشاريع التربوية لتحسين المسيء وتقوية الضعيف وتقويم المعوج، وقد لبى الدعوة إلى الجبهة جمع كبير من مختلف قطاعات المجتمع، واتفقوا على أن يكون القاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية رئيسًا للجبهة، وقد روعي في إنشاء الجبهة الإسلامية الباكستانية أمران: الأول: أن تسير الجبهة في الخط الإسلامي لا تحيد عنه، وأن تؤيد الحلول الإسلامية للحياة، وتحارب الظلم وأهله. والثاني: أن تكون قيادتها في كافة المستويات بأيدي أناس يخافون الله.

وهكذا تكون الحركة الإسلامية قد دخلت مرحلة جديدة؛ بحيث لا تبقى جماعة نخبوية، بل لتحظى بثقة الجماهير، فتعتبرها المنقذ الوحيد أمام الضغوط المحلية والعالمية.

وقفة:

تصاعد الكيد ضد الإسلام:

في أعقاب سقوط الشيوعية تصاعدت حملات الكيد على الإسلام، وارتفعت أصوات التخويف منه والتحريض عليه في وسائل الإعلام الغربية وتوابعها، فلا يمر يوم إلا وينهمر على الناس من خلالها وابل من التأليب والتضليل والافتراء على الإسلام والمسلمين، في حملة يظهر فيها الدور القيادي الصهيوني واضح المعالم جليًا غير خفي كعادته، فقد شارك رئيس دولة اليهود فيها بنفسه، وانطلق «في فبراير الماضي» إلى أوروبا في جولة، وراح يعلن في لندن أن الأصولية الإسلامية هي الخطر الأكبر على العالم الحر، ويردد هذه المقولة في كل بلد حل فيه. وساهم فيها كذلك رئيس وزراتهم الذي خاطب جموع الأمريكيين في جولته الأخيرة للولايات المتحدة بأن هناك خطر جاد وحقيقي يهدد السلام العالمي، يتمثل في الحركات الإسلامية، وأن إسرائيل تقف على خط المواجهة مع الإسلام الأصولي، وفي لقائه مع الرئيس الأمريكي توصل معه إلى عقد اتفاق المشاركة الكاملة لملاحقة الحركة الإسلامية التي وصفها بأنها تشكل عقبة في طريق السلام!!

وقد شملت الحملات على الإسلام. عدا دولة اليهود دولًا كبرى وصغرى، ومؤسسات إعلام وبحوث، وأجهزة استخبارات ومنظمات عظيمة الإمكانات ذات توجه صهيوني وصليبي وماسوني، يصدر عنها سيل من الكتب والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمقالات والتحليلات، كلها تصب في اتجاه واحد هو إيقاظ الأحقاد القديمة الصليبية في أساسها لتهيئة النفوس في شتى بقاع العالم لتقبل مبدأ الحرب على الإسلام وسوق الذرائع المفتراة والمفتعلة لتدمير شعوبه تحت شعار وقف المد الأصولي.

ولقد استطاعت تلك الحملة المحمومة بالفعل تمرير حرب الإبادة لمسلمي البوسنة التي مضى على بدئها عامًا ونصف، في ظل حماية دولية ومباركة أوروبية صليبية، والتغطية على جرائم الصهيونية ضد شعب فلسطين والشعوب الإسلامية، وتسويغ مصادرة حقوق الإنسان المسلم في دياره وأوطانه وعدم الاعتراف له بحق تقرير مصيره. 

لا شك أن الذي أغرى أعداء الإسلام بتصعيد الكيد والتآمر وشن الحرب على التوجه الإسلامي للشعوب الإسلامية هو الضعف والهوان الذي يسود كثيرًا من البلاد الإسلامية، فلم يعد لها من دور سوى الشجب والاستنكار كلما سقط شعب مسلم ضحية التواطؤ.

ولكننا نقول للذين توهموا بأن الفرصة قد حانت، وأن الظروف قد تهيأت للإجهاز على الإسلام والاستفراد بشعوبه لتدميرها الواحد تلو الآخر، واستخدام الأساليب الحديثة والقديمة ابتغاء تحويل وجهتها إلى الكفر؟؟ عن دين الله بأن الإسلام بفضل الله القوي العزيز سوف يخرج من هذا الصراع منتصرًا، وأن يبلغ أعداءه مآربهم أبدًا... وليكن التاريخ حكمًا بيننا وبينهم....

فهذه تركيا التي قامت الحرب العالمية الأولى من أجل إسقاط الخلافة الإسلامية فيها وتقطيع أوصال الديار الإسلامية التي كانت في نطاقها ثم ابتلاعها.. نعم لقد استطاع الغرب الصليبي بالقوة العسكرية والتآمر استغلال تخاذل المسلمين وقتها، وفرض حكم الطاغية كمال أتاتورك ومنهجه العماني عليها.. وظل ذلك الحكم مخلصًا للمهام الموكولة إليه في محو كافة مظاهر الإسلام وملاحقة دعاته والتشويه المتعمد لمبادئه مستخدمًا في ذلك كل وسائل القمع والقهر والإغراء؛ سعيًا منه لاجتثاث جذور الإسلام في ضمير الشعب التركي المسلم، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى ذلك...

 لقد شاهد العالم الشهر الماضي عشرات الآلاف من الشباب التركي المؤمن في عرض رائع في مهرجان أقيم في تركيا احتفالًا بذكرى يوم فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، فكان ذلك دليلًا جديدًا على أن الكيد للإسلام لم يفلح، وأن دعاة الكفر والضلال قد خاب مسعاهم، ولم يرتد الشعب التركي عن دينه، ولم يقبل بغير الإسلام بديلًا.

 وها هي بلاد آسيا الوسطى التي وقعت في براثن الاحتلال للاستعمار الروسي في عهود القياصرة، ومن بعدهم طواغيت الشيوعية تعود اليوم أشد ما تكون شوقًا للإسلام وعدله؛ لتثبت للدنيا أن البطش والإرهاب لم يزد شعوب تلك البلاد إلا تصميمًا على التمسك بحبل الله القويم. وإننا على ثقة تامة ويقين مطلق بأن المشروع الصهيوني مهما انتفع وعلا في الأرض، ومهما طال الزمن لن تكون عاقبته أفضل من عاقبة الحروب الصليبية وفي نهاية كل المشاريع التي استهدفت القضاء على الإسلام ومحوه فمحاها الله. وإن ربك السريع العقاب. إن نصر الله عز وجل آت، ولكن ينبغي أن نعمل كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، وأن نجاهد من أجل تحقيق أسباب النصر في أنفسنا ومجتمعاتنا؛ ليكتب الله لنا هذا النصر المبين ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ ‏(التوبة: ١٠٥) صدق الله العظيم.

عبد اللطيف برزق

الرابط المختصر :