العنوان المجتمع تسأل وأبو عمار يجيب
الكاتب مبارك المطوع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1977
مشاهدات 14
نشر في العدد 356
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 28-يونيو-1977
عن الثورة الفلسطينية والعقيدة الإسلامية بين الاعتماد والابتعاد
كتب مبارك المطوع
في يوم الأربعاء الماضي عقد السيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرًا صحفيًا في دار الضيافة بالخالدية، وقد حضرت «المجتمع» هذا اللقاء وشاركت فيه، ولسنا بصدد نشر تغطية كاملة له، فقد نشرته الصحف اليومية، وإنما سنقدم فيما يلي السؤال الذي وجهناه ورد السيد ياسر عرفات والتعليق عليه:
• الأسئلة: من المؤكد أن طبيعة الصراع بيننا وبين الصهاينة عقائدي بحت، وقد اتضح هذا للجميع من التعاون الانعزالي الصهيوني في الجنوب وغيره.
فما مدى اعتماد الثورة الفلسطينية على العقيدة الإسلامية، وما مدى الابتعاد عنها.
• وبماذا نفسر المناداة بالدولة العلمانية في ضوء إجابة السؤال الأول.
- الإجابة: أولًا، نحن لا نستطيع أن نتكلم كفلسطينيين كمسلمين فقط.
لأن نسبة كبيرة من شعبنا ومناضلينا مسيحيون.
بالرغم أني أقول هذا الكلام وأنا مسلم ملتزم بديني، ولكن في نفس الوقت فأنا عربي مرتبط بأهداف أمتنا العربية، ونحن عندما نادينا بالدولة الديمقراطية قلنا يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بمساواة وعدل وإخاء، وقد قلت هذا في أثناء خطابي في الأمم المتحدة عام ٧٤.
وبالنسبة لنا فلسطين بلد الرسالات.
وبعد، فإنه لا يمكن أن نعتبر هذه الإجابة هي الشافية الوافية، ولا يمكن أن نعتبرها الحصيلة الحقيقية للصراع الأزلي بين المسلمين واليهود، أما الصراع معهم كعرب فهو حديث لا يتجاوز ثلاثة وأربعة عقود من الزمن، وعليه فإن الإجابة على هذا السؤال، يجب أن تنبع من الارتباط والالتزام بالعقيدة لا بالأمة.
- ثم ماذا ننتظر، وإلى متى البعد عن العقيدة، وفيم التردد بالأخذ بها والانطلاق منها والتصريح بذلك.
واليهود أقاموا دولتهم على أساس عقائدي، وأطلقوا اسم نبي لهم عليها، والنصارى الانعزاليون اتحدوا وتكاتفوا ليوجهوا ضربة واحدة للمسلمين، وكان التقاؤهم باسم عقيدتهم.
ثم يلتقي اليهود والنصارى في الجنوب صفًا واحدًا، كيان واحد وسلاح واحد على أساس من العقائد التي توحدهم وتجمعهم في أصلها.
ولما كان السؤال عن الاعتماد أو الابتعاد فبماذا توحي لنا الإجابة، ويمكن ترك الحكم للقارئ، ولكن ننبه إلى أن التزام قائد الثورة بشخصه لا يعني التزام الثورة ذاتها، ما لم ينعكس التزامه على العمل الثوري وخط سيره.
وكون فلسطين بلد الرسالات لم يمنع عمر بن الخطاب من إرسال الجيوش إليها، ثم اللحاق بهم لفتح بيت المقدس باسم الله وفي الله من أجل عقيدة لا إله إلا الله، وأخشى أن يؤخذ هذا القول حجة علينا.
فالإسلام لم ينشأ في فلسطين.
فهل نتركها للرسالات التي نشأت فيها، ويعود الإسلام إلى جزيرته، أنا على يقين أن أبو عمار لم يقصد هذا، ولكن قوله لو ترك على إطلاقه لفسره البعض بهذا وقد يتمادى.
- ونقولها صريحة لأبي عمار وكل الثوار وكل مسلم.
إننا لن ننتصر، نعم لن ننتصر إلا بطريق ووسيلة واحدة، لن تجدها في موسكو أو واشنطن.
وسيلة واحدة هي سبب نكستنا وهي سبب نصرنا.
إذا تخلينا عنها انتكسنا
وإذا تمسكنا بها انتصرنا
إنها قوة الله، والتمسك بعقيدته.
وهي القوة الحقيقية التي إذا أمدتنا تحتم النصر، ولن تمدنا ما لم نمد أيدينا لها فنحن المحتاجون، كما نمد أيدينا كل يوم إلى كارتر وبريجنيف نشحذ سلامًا أو سلاحًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾. (الرعد: ١١).
ولو تساءلنا ما هي المعنويات التي يحملها الثائر الفلسطيني، وكل مقاتل يجب أن يملأ الجانب المعنوي، عنده كما يملأ مخزن السلاح.
فهل هو ارتباطه بأهداف أمته العربية، أي انطلاقًا من قوميته العربية، أم هو الدفاع عن التراب الفلسطيني، أم كراهية اليهود فحسب.
فكل هذا لا يرقى إلى مستوى العقيدة، ولا يصلح أن يكون حافزًا للقتال ومعبأ لمعنويات الرجال، وكل هذا جربناه وعلى مدى عشرات السنين، لم نجن من ورائه إلا الخذلان والهزيمة تلو الهزيمة.
إذن فلا بد مرة أخرى من الاعتماد على عقيدة، يمكن الاعتماد عليها، «ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلدراســـــات فـي التطبيـــــع مع الكيـــــان الصهيونـــــي
نشر في العدد 2176
43
الأربعاء 01-فبراير-2023