العنوان المدارس الإسلامية في البلقان.. حفلات تخرُّج من نوع آخر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الخميس 01-يونيو-2023
مشاهدات 24
نشر في العدد 2180
نشر في الصفحة 49
الخميس 01-يونيو-2023
في ختام كل عام دراسي خلال مايو ويونيو، تطل علينا المدارس الإسلامية في منطقة البلقان وخصوصاً في البوسنة وصربيا بصور مبهجة لحفلات تخرج دفعات جديدة من طلابها، يجوب خلالها الخريجون شوارع المدينة وسط فرحة واحتفاء الأهالي، ثم يقام حفل عام بحضور حاشد.
في مايو الماضي، كان حفل تخرج الدفعة (511) من طلاب وطالبات مدرسة «غازي عيسى بك» الثانوية الإسلامية في مدينة نوفي بازار في صربيا، والحفل ظهر مبهجاً كعراقة وتاريخ المدرسة الذي يعود إلى فترة الحكم العثماني، وخرّجت مئات الدفعات من الخريجين من دارسي العلوم الإسلامية.
وقد توقفت المدرسة فقط خلال الحكم الشيوعي ليوغوسلافيا، وعاودت العمل من جديد كمدرسة إسلامية بعد سقوط الشيوعية، ومدة الدراسة فيها 4 سنوات، يدرس خلالها الطلاب والطالبات العلوم الإسلامية الشرعية بجانب العلوم الأخرى.
وفي الحفل، خرج الطلاب والطالبات، حيث ارتدى الطلاب زيّاً رسمياً، والطالبات ارتدين زياً إسلامياً موحداً، وتقدمهم المدرسون ومسؤولو المدرسة، واصطف الطلاب خلفهم يحملون الورود التي أهداهم إياها الأهالي، وجاب الخريجون شوارع المدينة وسط احتفاء واسع من قِبَل الأهالي، ثم اجتمعوا في قاعة الاحتفال، لتبدأ مراسم التخرج ومنح الشهادات وتكريم الطلاب.
فخر واعتزاز
وفي مقابلة مع «المجتمع»، قال د. خير الدين، وهو والد إحدى الطالبات الخريجات في هذه الدفعة: في حفل التخرج جاب أبناؤنا الشوارع؛ تعبيراً عن الاحتفاء بهم كخريجي مدارس إسلامية، وإنه لشيء يدعو للفخر أن تكون ابنتي ضمن هذه الكوكبة من الطلاب الخريجين، الذين يجعلوننا كآباء نشعر بالفخر، ويكسون الشوارع ببهجتهم خلال التخرج خاصة في بلد أغلبيته غير مسلمة.
ومن جانبه، قال الشيخ عامر جانكو، إمام مسجد بدر بمدينة توتين في صربيا، لـ«المجتمع»: إن هذا التقليد في حفلات التخرج من المدارس الإسلامية بهذا الشكل له أثر طيب؛ تعبيراً عن الحرية التي يتمتع بها المسلمون، فيجوب أبناؤهم شوارع المدينة بهذا الزي الإسلامي، والطالبات يرتدين الحجاب؛ ما يمثل تقديراً للفتاة المسلمة، وترسيخاً للوجود الإسلامي، وهذا يجعل الأهالي جميعاً يشعرون بالاعتزاز بدينهم كمسلمين فخورين بالتعبير عن هويتهم.
وفي البوسنة كذلك، كان حفل تخرج الدفعة (256) بمدرسة «التشي إبراهيم باشا» في مدينة ترافنيك التي تأسست عام 1705م منذ العهد العثماني، ومرت خلال تلك الفترة بمحطات عديدة، لكنها عادت وتواصل عملها في تخريج الطلاب الدارسين للعلوم الإسلامية.
نظرة دونية
وعن هذا التقليد في حفلات التخرج بالمدارس الإسلامية في البوسنة وصربيا، قالت الكاتبة البوسنية مريم تولتش، في مقابلة مع «المجتمع»: خلال الحكم الشيوعي كانت هناك نظرة دونية نوعاً ما لطلبة المدارس الدينية، باعتبارهم طلاباً من الدرجة الثانية، أو أن يكون أغلبهم من القرى، وليسوا متميزين علمياً، وبعد زوال الحكم الشيوعي، صار هذا التقليد في حفلات التخرج كمحاولة للاحتفاء بهؤلاء الطلاب خريجي المدارس الإسلامية كونهم طلاباً متميزين وليسوا وفق الصورة التي تم تنميطهم بها كدرجة ثانية في المستوى التعليمي، بل ربما هم أفضل كثيراً من خريجي المدارس التي تدرس المنهاج العلمي أو المهني.
وأضافت: فحفلات التخرج بهذا الشكل، وأن يجوب الطلاب والطالبات خريجو المدارس الإسلامية شوارع المدن؛ لإبراز قيمة طلاب المدارس الدينية، وإبراز تفوقهم على غيرهم من طلاب المدارس الأخرى، فالآن أصبحت التخصصات على تنوعها مفتوحة أمامهم، بعكس فترة الحكم الشيوعي التي كانت محدودة جداً في التخصصات المتاحة أمام طلاب المدارس الإسلامية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
د. حمد المطر رئيس «اللجنة التعليمية» بمجلس الأمة الكويتي لـ«المجتمع»: انتقلنا إلى مرحلة الإصلاح التعليمي
نشر في العدد 2183
43
الجمعة 01-سبتمبر-2023