الثلاثاء 17-أكتوبر-1972
أهمية الطهارة الذاتية في إقامة العدالة على الأرض
** في الأفق البعيد، رأيت هلال «رمضان» يهل على عالمنا الإسلامي محاطًا بهالة حمراء تحاول أن تشق طريقها إلى بصائرنا وأبصارنا من خلال قتامة الظلمة التي تغلف عالمنا في هذه الأيام!
وشعرت به كذلك وهو يشق طريقه في أجواز الفضاء إلينا، يسير بخطى ثابتة، مطمئنًا إلى ما لديه وما عنده من خلاصة علم وتجارب، شهدها عبر ألف وثلاثمائة واثنين وتسعين عامًا، وأيقنت أنه بعدما كتب لنا «رسالة الوداع» في العام الماضي والتي نشرناها في حينها على صفحات مجلتنا «المجتمع»، أخذ يعد لنا رسالة القدوم في مذكرة ضافية الحق بها أحداث العام كله، لعلها تجد فينا آذانا صاغية وقلوبًا واعية، وهمة تدفعنا إلى دراستها، وإعداد المناخ الصالح لتأخذ طريقها إلى التنفيذ، فنحيا كما أرادنا الله، أمة عزيزة الجانب مرفوعة الهامة، تحمل رسالتها إلى العالمين، وتبسط مبادئها وعقيدتهـا للناس أجمعين!!
- ولا يستغربن قارئ أو قارئة هذا الأمر على «هلال رمضان» فإنه أحد المخلوقات التي استجابت لله عن طواعية ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (فصلت: 11)!! «ذلك تقدير العزيز العليم» وهو صادق في تسبيحه حيث لم ينزل إلى عالمنا المليء بالكذب والنفاق، ولم يتدل فيتدنى!! أليس الله سبحانه القائل فيه وفي غيره ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ (الإسراء: 44) و«هلال رمضان»، لم يكن في تسجيله وتاريخه صاحب مصلحة خاصة أو حزبية ينظر من خلالها فتنطبع في توجيهاته وتعليقاته ونصائحه أو تلمسها من بين سطور مذكرته!!
- ولقد حاولت بأجهزتي المحدودة أن أتطاول ببصري من خلال البصيرة لألتقط ما حوته المذكرة الرمضانية لأقدمها للقارئين والقارئات مقدمًا عذري السابق ألا وهو أجهزتي المحدودة!!
- وكان أول ما التقطه أنه عنى في تقديم مذكرته للقمم الحاكمة التي تربعت على عالمنا الإسلامي في هذه الآونة الخطيرة من حياتنا، والتي تتسم بالهوان والذل الضاربين أطنابهما في جميع أرجاء بلادنا العزيزة!! فكان مما قال: تحملتم المسئولية راضين!!
- لا يعنيني أيها الحكام كيف وصلتم إلى دست الحكم وتربعتم على عرشه؟! فحسبي أنكم تحملتم مسئولية الشعوب الخاضعة لحكمكم واضطلعتم بأعباء رسالتها في الحياة التي تنطلق أو الواجب أن تنطلق من سر وجودها وخلقها ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ (الذاريات: ٥٦، ٥٧، ٥٨ )، وإنهم خلفاء الله في الأرض والأمناء على رسالته ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ( النمل: 62 )
- وأنتم أيها الحكام الذين اخترتم لأنفسكم أن تكونوا في قمة المسئولية، حيث لم يجبركم عليها ناس، ولم تفرضها عليكم شعوب!! بل إن بعضكم أخذها بقوة السلاح وأراق - وما زال - يريق من أجلها الدماء، ويعلق من أجل بقائها الرؤوس على أعواد المشانق!!
- وفي عصركم وتحت أبصاركم، دیست مقدسات، وانتهكت حرمات، وانتزعت أراضين، وانحسرت عقيدة التوحيد في زوايا مهملة، وتحت أسقف مزلزلة، وبين جدران متساقطة ومتهدمة، لو أن ريحًا غير عاتية أثارت غبارها عصابات معادية ما أبقت على جدران الزوايا وأسقفها، ولأتت على المستخفين الهاربين بدينهم في داخلها!!
لا لوم الآن!
- ولسنا أيها الحكام اليوم في موقف اللوم وإلقاء التبعات، وغير مسموح لأحد منكم أن تحدثه نفسه بالتهرب من المسئوليات التي ارتضى وجوده على قمتها، وغير مقبول من أحدكم أن يترك الأمر والتصرف لبطانة من دونكم لا يألونكم إلا خبالًا!! بل إن القوة والشجاعة، والتقدير الكامل لأمانة الرسالة، تفرض عليكم مراجعة سريعة لمواقفكم، ومسحًا شاملًا لقدراتهم، وإحصاء دقيقًا لإمكانياتكم، ومعرفة تامة لمنهجكم والمطلوب منكم، وها أنذا جئتكم اليوم بصفحة جديدة بيضاء محددًا لكم فيها بعض النقاط، مؤكدًا لكم أن الله سبحانه وتعالى قد أبعد الشياطين الجنية عن محيطكم وصفدها في أغلال بعيدة عنكم، اللهم إلا النفس الأمارة بالسوء في داخلكم!! ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا,وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 11،10)
الطهارة الذاتية
- ولقد استطعت أن ألمح بعض نقاط الصفحة الأولى ملخصًا إياها في:
- «الطهارة الذاتية»، ونفي الخبث الداخلي من المطامع والشهوات الدنية الأرضية، أوليس الله العليم الخبير حينما اصطفى محمدًا صلى الله عليه وسلم لرسالته، كان شق صدره الشريف وإزالة آثار الشيطان فيه، وإعانته على قرينه؟! وحينما استدعاه إليه عبر السماوات في معراجه صلى الله عليه وسلم توضأ وصلى ركعتين في المسجد الحرام وشق صدره مرة أخرى، وصلى كذلك في المسجد الأقصى قبل أن يصعد به تتلقى أوامر الله وتحمل مسئوليتها وإبلاغها وتنفيذها، فمن الطهارة الذاتية ألا يتعلق فكره في لعبة الله بالنواميس الكونية والتعلقات البشرية «والرجز فاهجر» ولذلك كانت رؤيته «لموسى» قائمًا في قبره يصلي، ثم لقائه به في مجتمع الرسل بالمسجد الأقصى، ثم مراجعته له في السماوات العلى!! طهارة ذاتية تؤكد قدرة الله في معية أحبابه ونصرهم من حيث لا يحتسبون، واختيار موسى عليه السلام بالذات من دون الأنبياء والمرسلين في هذه الرحلة التي قيل عنها إنها كانت تسرية من الله لرسوله بعدما أصابه ما أصابه في سبيل قيادته للناس وتركيز معاني دعوته ورغبته في إقامة دولته ومجتمعه - وهو في أول الطريق - درسًا عظيمًا في الطهارة الذاتية التي يفتح الله لها وبها مغاليق النفوس، ويحطم بها ولها صروح الظلم والجبروت، وإن المعركة العقيدية إن انتصرت في ميدان الأعداء الكافرين فإنها لا بد أن تخوض حربًا أخرى مع الأتباع والحواريين حينما تنحرف بهم شهوات الدنيا إلى سادة أخرى للطواغيت من دون الله،!! والسلاح الماضي هو الطهارة ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ (البقرة: 282 )، ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ﴾ ( الأنفال : 17 )، ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ( غافر: 51)، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ أن اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ( الأنفال: 10)، ﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ ( يوسف: 110)
إقامة عدالة الله
- والطهارة الذاتية تدفع إلى إقامة عدالة الله في الأرض بدون توجس أو خوف أو عذر من أحد من البشر، وهي كذلك مفتاح لاستجابة دعوتكم، فقد جئتكم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا ترد دعوتهم منهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل» والرسول صادق لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى!! ولقد قال أيضًا «أهل الجنة ثلاثة: منهم: سلطان مقسط».
استقلال أصيل
- والطهارة الذاتية استقلال أصيل، خال من التبعية لشرق أو غرب، أو وصاية من دول كبرى أو إخلاف « سنتو » أو « أطلنطي »، فالوصاية لله وحده، والحماية منه وحده، والخوف والرجاء منه سبحانه، فالدنيا كلها لا تزن عنده جناح بعوضة، وهبة ريح من عنده يمكن أن تكون كنفخة الصور لا تبقي ولا تذر، وبركان، أو زلزال، أو إعصار، أو فيضان، أو سيول يمكن أن تكون آثارها أو واحدة منها ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ ( فصلت: 13) ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ ( الأنعام: 65)
والعوامل التي تسمونها طبيعية لتمييزها عن الصناعية الآدمية من جنود الله التي يسخرها لخدمة عباده المؤمنين الطاهرين في معاركهم الصادقة من أجل رفع لوائه وإعلاء کلمته ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (الأحزاب: 9)
نقلة للرعب!!
- وهي أيضًا نقلة للرعب الذي أصابكم فحاولتم الرضا بالأمر الواقع الذي كرس الأعداء جهودهم من أجله!! نقلة له - بمقتضى الطهارة - من قلوبكم إلى قلوب أعدائكم، ﴿وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ (الأحزاب: 26، 27)
حسم صريح مع النفس
وهي أيضًا حسم صريح مع نفوسكم ألا تهوي الدنيا وتحب متاعها حبًا يجعل أبصاركم لا ترى إلى أبعد من قصور منيفة وطائرة وثيرة، وخدم أو حرس، ولا تتجاوز أبعد من ذلك ولا تمتد إلى مستقبل قريب أو بعيد قد ينزع كل ذلك من تحت أيديكم على أيدي أعدائكم، لا قدر الله.
الثبات من الله!
- وإن الطهارة الذاتية تعطيكم ثباتًا من الله وحفظًا، وتمنحكم قوة تستطيعون بها مواجهة المسئوليات التي على أعناقكم، وتهبكم أمانًا في أنفسكم وأولادكم وأموالكم وشعوبكم وبودي أيها الحكام لو تدرسوا سيرة القـائد المظفر الذي لم يهزم في معركة قط وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله حيثما قال فيه «إن خالدًا سیف الله، سله الله على المشركين» فقد كان أبرز ما فيه: طهارة النفس من أهواء التطلعات للمناصب والحرص عليها حتى إنه رضي عن طواعية أن يعزل من القيادة ليكون جنديًا تحت إمرة أبي عبيدة!! وهي أيضًا التي أورثته ثباتًا في ميادين الحروب وحفظته من الردى على أيدي الأعداء حتى مات على فراشه وهو يقول «لقد حضرت مائة معركة أو زهاءها، وما في بدني شبر إلا وفيه طعنة برمح أو ضربة بسيف، وها أنذا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء»!!
بدء العملية
- ولقد جئتكم أيها الحكام شهرًا كاملًا، فرصة من الله لكم لتبدأ عملية الطهارة الذاتية بغسيل شامل لما ران على قلوبكم من آثار السنين الطوال التي عاصرتكم فيها نكسات تلو نكسات، حتى رأيت فريقًا منكم يحاول أن يعالج ران العجز والضعف والخور أمام الأعداء بعملية نفسية مهينة: هي الحرب على إخوانه في الملة والعقيدة وجيرانه في الأرض والمعيشة، مستعملًا سلاح فريق الأعداء، مفروض فيه أن يوجه إلى الذين لا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة!! ورأيت فريقًا آخر منكم يتجه اتجاهًا آخر نحو بني وطنه وأهل جلدته وعشيرته فيقوم بفتح نيران المعتقلات والسجون ولف أحبال المشانق حول رقابهم!!
لا عزيز بجهنم!
- ورأيت قسمًا آخر يتعاون مع الأعداء مترنمًا بقول شاعر:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالمر كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز الطيب منزل
وما درى هذا القسم المسكين أن جهنم ليس فيها عز أو عزيز ولا كرم ولا كريم، بل كلهم حطب فيها محترقون!! والعز الحقيقي ينبع من ذات الإنسان وطهارته، وحياته ومسلكه ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون:8)
الران.. الجري وراء بريطانيا!
- فمن آثار الران على سبيل المثال أن يلهث البعض وراء «بريطانيا العجوز» كمنقذ له من مهالك التردي تحت سنابك خيل الأعداء المجاورين!! وهي التي زرعتهم وهيأت الأرض لهم بعد أن فتت الدولة الإسلامية الواحدة وقسمتها كتركة رجل مريض ليس أولاد ولا أوصياء، ودخلت الحرب دفاعًا عن غرسها وإبقاء على زرعها!! وهي التي وضعت إسفين الفرقة، ودبلوماسية النفاق، والمعاهدات السرية، وضرب الإخوة بعضهم بعضًا!!
واتجاه لأمريكا!
- ومن آثار الران أيضا أن يتجه بعضكم نحو «أمريكا» طالبًا عونها المادي والسياسي بينما هي تعلن في صراحة وصفاقة: أننا مع أعدائكم بالمال والرجال والعتاد والقرارات وحق الاعتراض «الفيتو»!!
وأمل في روسيا!
- ومن آثار الران أيضا أن يلتمس البعض من الاتحاد السوفيتي «أن يضع إمكانياته وقدراته تحت تصرفكم وهو الذي قالها بصراحة وصفاقة أيضًا إننا لسنا على استعداد لحرب المواجهة من أجل سواد عيونكم!! مع أن رسولكم قد قالها لكم في صدق وبعد نظر، وحرص عليكم «لا نستعين بكافر على مشرك» أو العكس لأن الملة واحدة والهدف واحد ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ اليهود وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إن هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ ( البقرة: 120)، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ أن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ( آل عمران: 118)
فرصة قد لا تتكرر!
- إن الفرصة التي جئتكم بها قد لا تمنح لكم مرة أخرى حيث قد يوافيكم الأجل المحتوم، وتندمون حيث لا ينفع الندم!! فشهري أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وشهري أيضًا هو الذي نصر الله فيه أجدادكم يوم كانوا أطهارًا رغم قلتهم وإحاطة الدنيا الكافرة من حولهم وسجلها قرآنكم ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (آل عمران: 123).
علامات الطريق!
- هذا أول الطريق وضعت لكم علاماته، ولا تنتظروا اجتماعات على مستوى القمة أو مؤتمرات على مستوى الرؤساء، فحسب واحد منكم أن يعزم على الطهارة ويأخذ نفسه بها وسيجعل الله منه خالد بن الوليد، أو صلاح الدين.
وكانت هذه بعض السطور التي استطاعت أجهزتي المحدودة أن تبصرها من مضمون المذكرة المطولة التي افتتح بها هلال رمضان قدومه، والتي بدأ بها الخطاب للقمم، وعساي أن أستطيع التقاط ما فيها للقـاعدة العريضة الممتدة في أرجاء المعمورة والتي يبلغ تعدادها سبعمائة مليون نسمة تهتف بألسنتها « لا اله إلا الله » وتقرأ في كتابها ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ ( البقرة: 185)، وحين يتم التقاطها وتسجيلها سأوافيكم بها بإذن الله، والله الهادي سواء الصراط.
أبو هالة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
محطــات إيمانيــة في طريــق التربيـــة.. نعمـــة بـلــوغ رمضـــان
نشر في العدد 2177
115
الأربعاء 01-مارس-2023