العنوان المسلمون في غانا.. يصوتون للحزب الحاكم
الكاتب محمود بنسي
تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1998
مشاهدات 15
نشر في العدد 1331
نشر في الصفحة 41
الثلاثاء 22-ديسمبر-1998
على مدى العقدين الماضيين اتخذت غانا سبيلًا ديمقراطيًّا في مجال الحكم السياسي، وحسب النظام الديمقراطي في البلاد، الذي يقوم على الانتخابات يتم تعيين الرئيس من قبل أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه.
وثمة ثلاثة أحزاب تتنافس فيما بينها على الرئاسة، وهي:
- الجمعية الديمقراطية القومية.
- الحزب الوطني الجديد.
- مؤتمر الحزب الشعبي.
- وزمام الحكم الآن بيد حزب «الجمعية الديمقراطية».
ويبدو واضحًا أن هذا الحزب يفوق صاحبيه الآخرين شعبية غير عادية، بدليل ما تحقق له من الفوز مرتين، المرة الأولى كانت في سنة ١٩٩٢م والمرة الثانية في سنة ١٩٩٦م كل مرة أربع سنوات، بمعنى أنه فاز بشكل متواصل، وما زال يتوقع لنفسه تحقق الفوز والنجاح في الانتخابات المقبلة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ما سبب هذا الفوز المتوالي، الذي حققه هذا الحزب دون صاحبيه الآخرين؟.
قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من إشارة سريعة إلى نسبة المسلمين في غانا، فتلك مسألة ما زالت مجهولة لدى كثير من الناس سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد، ولكن المهتمين بالإسلام من الغانيين ذكروا أكثر من مرة أن نسبة المسلمين في غانا لا تقل عن ٤٥%، ولكن لكون الحكومة غير إسلامية تحاول وأد بذور هذه الحقيقة في تربة واد غير ذي زرع؛ لتبقى هذه النسبة مجهولة، فظلت وما تزال تقول ما يفيد بأن نسبة المسلمين في غانا أقل مما ذكرنا آنفا، وأنها عبارة عن ٣٥%، وهذا خلاف الواقع.
يؤكد صحة ما قلناه إننا إذا ما تتبعنا معرفة أسباب نجاح الحكومة المتواصل- أعني الحكومة الحالية- فسوف نجد أن من أهم هذه الأسباب وقوف المسلمين مع هذا الحزب أو على الأقل غالبيتهم، وبالتالي يجب أن نعرف سر وقوفهم مع هذا الحزب، أعني «الجمعية الديمقراطية القومية» التي يرأسها الرئيس الحالي «جيرجون رولينس».
إن السر في اكتساب الحكومة الحالية هذه الشعبية من قبل المسلمين قيامها بدراسة ظروف وأحوال المسلمين الاجتماعية واتجاهاتهم الإسلامية المختلفة، فبدأت منذ أن تولت الحكم سنة ١٩٩٢م بعدم التدخل المطلق في شؤونهم الإسلامية والاجتماعية، وتقريب المؤهلين منهم إليها، وتنصيبهم على مواقع حساسة، وكذلك يتمتع المسلمون بالحقوق العامة كأي مواطن غاني آخر، مثل الإجازة في أيام خاصة للمسلمين كأيام الأعياد، وغير ذلك من تخفيض أسعار الألبان، والسكر، وغيرها من السلع في أيام شهر رمضان المبارك، أما عند مجيء موسم الحج تقوم بدورها الفاعل؛ حيث تصطحب الحجاج مجموعة من رجال الجيش لتأمينهم، كما أنها تقوم بتخفيض أسعار التذاكر.
لكن الجانب السلبي لحكومة غير إسلامية هو أننا لا نتوقع أن يرتقي أحد من المسلمين إلى منصب يمكن عن طريقه أن يرشح نفسه للرئاسة، هذا غير ممكن في الوقت الراهن.
أما الحزبان الآخران «الحزب الوطني الجديد ومؤتمر الحزب الشعبي»، فإنهما يهددان إذا ما تحقق لهما الفوز بإبعاد المسلمين تمامًا عن المناصب الحساسة التي يحتلونها، كما يهددان بحرمانهم من حقوقهم.
هذا ظنًّا منهم أنه يرضي أتباعهم، لكن قوة المسلمين العددية التي ترجح نجاح حزب على آخر تظل حجر العثرة أمام هذين الحزبين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلنائب رئيس جمعية العلماء التركية د. عمر فاروق قورقماز لـ«المجتمع»: بعد عام 2023م ستكون تركيا أكثر قوة واستقلالاً
نشر في العدد 2162
12
الأربعاء 01-ديسمبر-2021
معادلتان أساسيتان تحكمان اللعبة السياسية التي تطوق تركيا المعاصرة
نشر في العدد 466
14
الثلاثاء 22-يناير-1980