العنوان المسلمون في .. مدغشقر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-مايو-1972
مشاهدات 12
نشر في 101
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 23-مايو-1972
المسلمون في .. مدغشقر
تابعت أجهزة الإعلام الدولية الأحداث الدامية التي شهدتها جزيرة مدغشقر «جمهورية مالاقاس» طوال الأيام الماضية في كل مراحلها وتطوراتها، منذ أن قامت السلطات الحاكمة باعتقال مجموعة من الطلاب المتمردين وحتى الثورة الجماهيرية الشاملة التي قادت إلى انتقال السلطات من رئيس الجمهورية إلى قائد الجيش، ولعل الكثيرين الذين تابعوا أخبارها لا يعلمون أن ثمة حقائق خافية تربطهم بهـذه الجزيرة النائية الواقعة في جنوب ساحل إفريقيا الشرقية.
مدغشقر جزيرة واسعة، غنية ومكتفية بخيراتهـا ومصنوعاتها، وسكانها قبائل عديدة أعظمها قبيلة هدقا ثم لبسلو وسمهت. ويتحـدث السكان لغة خاصة لكن التأثير العربي واضح في مفرداتها: فالتحية هي: سلامه وأيام الأسبوع كلها تنطق بالعربية على هذا النوع: سبت، أحد، إثنين، ثلاث، ربوع، خميس، زمعة.
العاصمة هي «تانانريف» ولكن المدن الكبرى على التوالي هي: تمتاف الميناء، ثم مجينقا، وديقوا؛ وهي المدن التي يقطنها غالبية المسلمين.
استعمرتها فرنسا عام ١٨٩٥م، ونالت الاستقلال في عام ١٩٥٩م ودينها الرسمي الآن هو الدين المسيحي، وبها أكثر من 10 آلاف كنيسة، وعلى الرغم من ذلك وبالإضافة إلى وجود عدد هائل من البعثات التبشيرية الفرنسية، والإنجليزية، والنرويجية، والأمريكية. .إلخ.
وبالإضافة إلى الحقبة الطويلة التي أمضاها الاستعمار هناك فإن التبشـير يعتبر فاشلًا في تنصير عـدد يوازي إمكانياته ومجهوداته وفرصه.
أما الدين الإسلامي الحنيف فقد انتشر انتشارًا هائلًا ملموسًا منذ عدة قرون، وكانت قبيلة «هوقا» كبرى القبائل تعتنق الإسلام ما عدا القليل من أفرادها، إلا أن الحملة التبشيرية المكثفة استطاعت بالإغراء المالي تنصير عدد كبير منهم.
والدين الإسلامي مهدد الآن -لا قدر الله- بالإضمحلال والتلاشي التام في «ملاقاس» بعد أن كان متقدمًا في القرون الأولى، وبعد أن أتى به المسلمون الأولون السابقون إلى هذه الأصقاع، وللإسلام تراجم وآثار وملامح حضارية كثيرة باقية في تاريخ الجزيرة.
أما اليوم فقد أصبح الجهل مطبقًا ومخيمًا على تلك الأصقاع يسودها، ويستحكم على أجيالها، ويستولي على نشاطها، ومن المؤلم أن حالة المسلمين هي حالة تأخر مشين وحالة انحطاط مهين .
فحالتهم يرثى لها من تقصير في تطبيق التعاليم الإسلامية، ونقص في الكتب والمعلمين ومصادر التعليم الديني جميعًا، وعلى المسلمين المقتدرين وحدهم يقع عبء العون والمساعدة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
قراءة في مستقبل الأديان في العالم (3 - 3) الإسلام.. أرحام ولَّادة وأجيال يافعة
نشر في العدد 2182
35
الثلاثاء 01-أغسطس-2023