; المصالح الإسلامية في السياسة العربية والحرب اللبنانية | مجلة المجتمع

العنوان المصالح الإسلامية في السياسة العربية والحرب اللبنانية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1976

مشاهدات 17

نشر في العدد 322

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 26-أكتوبر-1976

  • عند دراسة السياسة العربية الداخلية والخارجية يتضح لنا واقع مؤلم بائس. وهو أن المصالح الإسلامية لا وزن لها في ميزان السياسة ولا مكان لها في أولويات الأهداف ولا حتى في ثانوياتها.

وإذا ما جاؤوا على ذكر هذه المصالح فالهدف استغلالها في 

  • تقوية الضمانات الحافظة للكراسي 
  • امتصاص مشاعر النقمة على الانحراف. 
  • محاربة ما يهددهم من نتاج أسسهم وقوانينهم الوضيعة من شيوعية وغيرها.
  •  احتواء المشاعر والتطلعات الإسلامية الفعالة وتجميدها. 

هذه مجالات المصالح الإسلامية في مقاييسهم إن خرجت عنها فلا ذكر لها ولا تأثير.

إن واقع الحال يشهد بذلك وما علينا إلا أن نتأمل في ثلاث من المحن الكثيرة التي نعيشها:

محنة الشباب المسلم في المغرب 

محنة الإسلاميين في السودان 

محنة المسلمين في لبنان

فنرى فيها تجسيدًا صادقًا لعدم اكتراث الأنظمة ولغفلة الشعوب.

  • محنة المسلمين في لبنان 

إن المجازر الوحشية التي ارتكبتها القوى النصرانية والنصيرية وأعوانهما ضد المسلمين من الشعبين اللبناني والفلسطيني كانت الرد المتوقع ضد التحرك الإسلامي المطالب بتحقيق العدالة في المجتمع اللبناني. العدالة المرتكزة على إزاحة التسلط الماروني وإزالة الظلم عن المسلمين.

  • وبرز الوجود الفلسطيني في هذه الدولة بروزًا هائلًا حتى خيل للبعض أن الصراع الدموي ما هو إلا لبناني- فلسطيني الصبغة. 

ولكن ما هو موقع الفلسطينيين من هذا الصراع؟

أولًا: لا بد أن نعي بأن الوجود الفلسطيني في لبنان مهما كانت ملابساته يعتبر ثقلًا أساسيًا يسند القضايا الإسلامية. 

ثانيًا: مما لا شك فيه أن هذا الوجود عامل مساعد رئيسي وفعال في عملية إكمال -تعريب- لبنان وعقبة في خطة -التغريب-. 

ثالثًا: إن هذا الوجود إذا كفل له حرية الحركة فلن يهدد الكيان اليهودي فحسب، بل يستطيع أن يعرقل أية تسوية استسلامية شاملة بين العرب وهذا الكيان الغاصب.

  • من أجل هذا كان الاتفاق على تحجيم المقاومة الفلسطينية:

- وقد وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على العمل باتفاقية القاهرة لعام ١٩٦٩ المقيدة لوجودها العسكري ولعملياتها ضد الكيان اليهودي. 

- وتعهدت منظمة التحرير الفلسطينية بعدم التدخل بشؤون لبنان الداخلية.

  • وافتقدت المصالح الإسلامية مدافعًا صلبًا عنها. 
  • والحصيلة المنطقية لكل هذا أن القوى التي تدخلت في لبنان قد غيرت الميزان لصالح النصارى الانعزاليين. وإن تقرر انسحاب سوري من المواجهة فقد جاء التدخل- اليهودي- المباشر ليسند ظهر القوى النصرانية الانعزالية وليحفظ لها مكاسبها. 

وإذا ما استطاع المؤتمرون العرب أن يوقفوا استنزاف دماء الشعب اللبناني والفلسطيني ففي هذا خير. ولكن إيقاف القتال للمرة السادسة والخمسين لم يكن أبدًا الهدف الذي قاتل من أجله المسلمون. 

فالقاعدة الرئيسية في المسألة:

«إن عوامل الصراع الدموي باقية ما لم تحقق المصالح الإسلامية» 

وقد تيقن العدو هذه القاعدة واستوعبها فكانت حساباته تطويق الصراع.

وعمل على سحق المدافعين عن هذه المصالح عسكريًا ثم عمل على تفتيت تلاحم الحلفاء المواجهين للقوى النصرانية. وتمييع المطالب الإسلامية.

وغدًا 
السلام شامل 
وتصفية آثار العدوان «الإسرائيلي» وحل مشكلة الشرق الأوسط، والسلام على المصالح الإسلامية!!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

105

الثلاثاء 31-مارس-1970