العنوان المواطن الكويتي أثمن ثروة قومية ..ولا بد من تصحيح مساره دينيًا
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-فبراير-1999
مشاهدات 97
نشر في العدد 1336
نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 02-فبراير-1999
المطوع في حديث لإذاعة الكويت (2 من2)
أنصح المسؤولين بأسلمة جوانب حياتنا ..والشباب بعدم الانبهار بالمظاهر
«العولمة شكل جديد للاستعمار يستهدف نهب خيرات الشعوب وطمس هويتها»
في هذا الجزء الثاني من حوار السيد عبد الله علي المطوع رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومجلة المجتمع لإذاعة الكويت عبر برنامج «رؤى» الذي قدمه الإذاعي محمد إبراهيم الراشد يوم 10 من يناير الماضي، يؤكد المطوع أن العولمة خطر كبير، وشكل جديد من أشكال الاستعمار، يستهدف إبعاد المسلم عن دينه وعقيدته، وعزل الإسلام عن الحياة، ونهب خيرات الشعوب الفقيرة.
ويضيف أن المواطن الكويتي هو أثمن الثروات الوطنية، وأنه يحتاج إلى تصحيح مساره دينيًا، موجهًا الدعوة للمسؤولين والمواطنين «لأسلمة» مختلف جوانب الحياة والشباب إلى عدم الانبهار بمظاهر الغزو الإعلامي عبر الفضائيات المبثوثة، مشيرًا إلى أن أسمى غاية في حياة الإنسان هي أن يعمل بما يرضي الله.
في البداية تحدث محمد إبراهيم الراشد قائلًا :
من المؤكد أن خير من يناقش مستقبل الكويت هم رجالها الذين شاركوا في عبور تحديات الأمس، ويقدمون العطاء الجليل اليوم، ويشاركون برسم مستقبل زاهر لوطننا الكويت وللأمة الإسلامية والعربية.
ويسعدني أن نواصل في هذه الحلقة حوارنا الشائق مع ضيفنا الكبير العم الفاضل عبد الله علي المطوع، وأود أن أبدأ بالتذكير ببعض ما ذكره حول بعض إنجازات العمل الخيري داخل الكويت وخارجها، والتحديات الاقتصادية التي تواجه الكويت في ظل انخفاض أسعار النفط وكذلك قضايا العولمة، والأزمات الاقتصادية العالمية.
وقد قدم رؤية اقتصادية واضحة تركز على الاستثمار الإنتاجي، وتدعو لاستثمار حقيقي للثروة البشرية الكويتية.
والان نود أن نتساءل عن التحديات التي تمر بها دولة الكويت في ظل العولمة. وتركز الحديث على التحديات الثقافية؟
كثير من الناس لا يعرف عن العولمة الشيء الكثير العولة أمر خطير، وهي تستهدف إزالة السدود بين الحضارات بالغزو الذي ترعاه الدول الكبيرة سواء كان ثقافيًا أو سياسيًا أو إعلاميًا ... أما الضحية فهي تلك الشعوب الفقيرة التي يريدون فرض نظام العولمة عليها، والاستسلام للدول والمؤسسات الكبيرة التي تنتهب الخيرات.
فخ «العولمة»
العولمة تعني أمرًا خطيرًا وقد كتبت بشأنها كتابات كثيرة، ومن الكتابات الجيدة التي قام المجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت بترجمتها كتاب أدعو الجميع إلى قراءته هو «فخ العولمة»، الذي أبرز في صدره «الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية» وهو من تأليف هانس بيتر مارتن، وهارولد شومان، وترجمة الدكتور عدنان عباس علي والكتاب غيض من فيض مما كتب عن العولمة وخطرها.
العولمة تعني تحكم البنك الدولي في مصائر الشعوب الفقيرة والكبيرة أيضًا، وإخضاعها ومثال ذلك ما حدث في إندونيسيا، وماليزيا حيث تدخلت البنوك وفرضت شروطها، كما دخلت رؤوس الأموال بحجة الاستثمار لكنها استثمرت في المضاربات النقدية، وفي المضاربات بالأسهم تاركة الاستثمار الإنتاجي، وكانت النتيجة ما تعرضت إليه ماليزيا التي كان اقتصادها يسجل نماء بنحو 7 سنويًا لكن قضى على ذلك نتيجة المضاربات والاستثمارات التي دخلت من الخارج لاستغلالها في المضاربات النقدية والمضاربات في الأسهم وكذلك ما حدث في إندونيسيا والأرجنتين، وما يحدث في العالم الآن.
وهناك البنك الدولي الذي هو مؤسسة من مؤسسات العولمة إذ يفرض على الدول الإسلامية شروطًا قاسية عند الاقتراض، ومن شروطه، رفع الدعم عن المواد الأساسية، ومن ثم رفع الأسعار. هذا ما حصل في الأردن وكثير من البلاد العربية فثارت ثائرة الناس نتيجة رفع الدعم عن الخبز مما أدى إلى معاناة الشعوب وحدوث اختلاف مستمر بين السلطة والشعوب.
خروج المرأة إلى الشارع كذلك من شروط البنك الدولي مع ممارستها للعمل السياسي والاقتصادي والاهتمام بالمسابقات الشعرية بدلًا من مسابقات حفظ القرآن واعتماد حوافز مالية كبيرة لهذه المسابقات الشعرية
ما علاقة قرض «لدولة» بحفظ القرآن؟
هذه هجمة على القيم والأخلاق والدين والإسلام مستهدف لأنه العقيدة السليمة التي تصلح للعالم اليهود الصليبيون لا يريدون هذا أبدًا.. فلو استمسك أهل هذه العقيدة بها لكان لهم المجد كما كان لآبائهم وأجدادهم الذين فتحوا الدنيا، ونقلوا هذا النور والخير للعالم قال تعالى: (۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)) (مريم:59)
وكذلك من الشروط المفروضة باسم العولمة تدريب مدرسين وإداريين علمانيين والتركيز على الأرياف واعتماد محفزات مالية كبيرة تصوروا تدريب مدرسين علمانيين بعيدين عن الدين، مع دفعهم للأرياف ليؤثروا في بسطاء الناس.
أيضًا الارتباط بالنظم العلمانية ضرب البنك الدولي لهذه الشروط أمثلة من الدول العلمانية في عالمنا العربي مع الأسف، وذلك عبر الارتباط بها ثقافيًا وإعلاميًا وتعليميًا وسياسيًا.
هذه الدول التي أشار لها البنك الدولي في عطاء القروض أصبحت تحارب الإسلام إذ فتحت السجون ضد المسلمين على مصراعيها مع أنها يجب أن تكون قائمة على الإسلام.
إبعاد المساجد عن السياسة، وهذا معناه إبعاد الدين عن السياسة. والمسلم يرى الدين بيتًا متكاملًا يعالج أمورًا اجتماعية، ومعيشية. اقتصادية.. إلخ، إذ لا يمكن للمسلم أن ينفك عن دينه وعقيدته أو أن يصبح إنسانًا لا يهتم بما يدور حوله... لكنهم يريدون إبعاد المسلم عن دينه وعقيدته.
ما علاقة البنك الدولي بكل هذا؟
أتصور أن الحملة حاقدة ضد الإسلام والمسلمين.. فمن الذي يسيطر على البنك الدولي ؟؟ هم يهود.. وأعوانهم.
وهم يؤكدون أن من شروطهم محاربة الإرهاب، ويعنون بذلك محاربة الإسلام، لأنهم يصفون الإسلام بالإرهاب مع أنهم الإرهابيون نظرًا لما عملوا بعولمتهم في العالم الثالث، وكيف يسيطرون عليه، ويفرضون شروطًا قاسية حسبما يريدون، ويحققون أرباحًا كبيرة إنه استعمار جديد.
اقرؤوا عن العولمة واقرؤوا «فخ العولمة».
الإنسان ثروة
دائمًا نقول إن الإنسان الكويتي أثمن الثروات جميعًا ونتفق على مضمون هذه العبارة ولكن السؤال: كيف نجعل هذه عبارة مشروعًا قوميًا يحقق عائدًا كبيرًا في المجتمع الكويتي؟
سؤال وجيه.. والحقيقة أنه لا شك في أن الإنسان الكويتي هو أثمن الثروات، وإذا عرفنا كيف نصوغ شخصية هذا الإنسان، وكيف نوجهه ليصبح ثروة قومية لوطنه، فهذا أمر مهم، وقد تنبه عليه بعض الدول في التخطيط المسبق لإنقاذ هذا الإنسان مما يتعرض إليه الآن من هجمات متعددة من جهات لا يكاد ينفك منها، لتصحيح مساره وتعليمه ليصبح عضوًا نافعًا وثروة قومية كبيرة.
هذا الإنسان إذا أهمل وترك لما يتعرض له من هجمة إعلامية شرسة وتوجيه خاطئ لشارع لا يحترم القيم، ووسائل إعلام لا توجهه التوجيه الصحيح... عندئذ سيصبح سبة وخسارة مستمرة بدلًا من أن يكون ثروة. فماذا أعددنا على مستوى: البيت والدولة نحو صياغة هذا الإنسان والتخطيط له؟؟ يحتاج الأمر إلى أن يربى الإنسان منذ البداية، وهو العقل، وأن يوجه التوجيه الصحيح، وفي المراحل التعليمية المتعددة، بحيث نحفظ أبناءنا حفظًا سليمًا، ونربي فيهم مخافة الله، والالتزام بقيم الإسلام وعقيدته، والمحبة للجميع، وننشئهم نشأة لا اتكالية، بل ليكون شبابًا عاملًا منتجًا لوطنه محافظًا على قيمه ودينه، وبذلك يصبح الإنسان ثروة وطنية يعتز بها.
أما إذا أهملناه، ولم نهتم به على مستوى البيت والدولة من إعلام، وتدريس وغير ذلك فستصبح خسارتنا فيه لا تعوض، ولكن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسؤولين لتخطيط سليم مسبق لحفظ الإنسان الكويتي من ضياع محقق إذا لم تنتبه له.
لقد بدت بوادر هذا الضياع، والشواهد كثيرة، والمجال ليس مجال ذكرها، بل علينا أن نعمل، ونحن -في جمعيات النفع العام – بدأنا بالفعل في ذلك، وفتحنا في كل منطقة من مناطق الكويت مراكز القرآن، والتوجيه الاجتماعي ودعوة الشباب لصيانتهم وحفظهم مع تنظيم الأنشطة المختلفة لهم، وتكوين لجان مكافحة المخدرات واللجان الاجتماعية، وإعداد الدروس وتوجيه الشباب للحج والعمرة مع تنمية قيم ومبادئ الإسلام في نفوسهم ليصبح كل منهم شابًا محبًا لربه ودينه، مستمسكًا بعقيدته، محبًا لوطنه.
وقد أثبتت تربيتنا - ولله الحمد - أثناء الغزو العراقي الغاشم، أن الشباب المتدين أصبح نموذجًا يحتذى في الصبر، ورفض الاحتلال والتمسك بالوطن، والشرعية، والتكافل الاجتماعي وهذا نموذج ينبغي أن يحتذى ليصبح الفرد الكويتي ثروة قومية يعتز بها وإلا فالضياع محقق.
ما أهم القيم والدروس التي يجب على شباب اليوم الاقتداء بها من جيل الآباء والأجداد؟
التجربة التي مر بها الآباء والأجداد يجب الاستفادة منها، وأن تتضافر جهود الوالدين والبيت والمدرسة في صياغة أبنائنا وحفظهم بالتركيز على القيم والعقيدة والدين والتواصي بالحق وعمل الخير، ودفع شبابنا للتوجه الصحيح.
عرف عنكم أنكم بفضل من الله دائمو الأيادي البيضاء على العديد من المجالات مثل المجال التطوعي ومجال النفع العام، وغيرها من المجالات.. ومن هنا نود أن نستفيد من تجربتكم، وتوجيه نصيحة الشباب اليوم حتى يكون شبابًا عاملًا منتجًا محبًا لوطنه مخلصًا له.
أتوجه لشباب اليوم بالنصيحة بألا ينبهروا بما يرونه من مظاهر الغزو إعلامي يأتي عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، ويجب أن يعرف الشباب إلى أين هم سائرون، وماذا يحققون في حياتهم ما أهدافهم هل هي في التمتع، والحياة الهامشية، أم أن يكون الشاب عالة على المجتمع يتسكع في الشوارع، أم كما نرى البعض مع الأسف فريسة للتدخين والمخدرات فريسة لوسائل إعلام مغلوطة لا بل على الشباب الواعي أن يعرف ما غايته وما أعظم غاية ينشدها في الحياة والشباب المسلم يؤمن بأن هناك حسابًا وحياة آخرة، وأن الثمن وأسمى الغايات في حياة الإنسان أن يعمل بما يرضي الله.
دعوتان
أود أن يكون ختام هذا البرنامج كلمة توجهونها إلى إخوانكم وأخواتكم المستمعين؟
عندي كلمتان الأولى دعوة إلى المسؤولين لأن يأخذ الله بأيديهم لتصحيح المسار والحفاظ على الشباب وقيمه وأخلاقه، وحمايته من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمنهجية سليمة وبرامج هادفة.
ونصيحة ودعاء للمسؤولين وأيضًا بأن يأخذ الله بأيديهم لتحقيق إعلاء كلمة الله، وتحكيم شرعه، إذ إن هذا هو دعامة حفظ المجتمع من الضياع. أما الكلمة الثانية فهي لإخواني المواطنين بأن يأخذ الله سبحانه وتعالى بأيديهم لاتخاذ ما قدموه في شهر رمضان المبارك منطلقًا الرجعة صادقة إلى الله، والاستمساك بالأخلاق والقيم، والحرص على العبادات والعطاء. والإنفاق في سبيل الله، ودعم العمل الخيري. والتواصي بأن نصبح مجتمعًا مسلمًا متماسكًا عاملًا بما يرضي الله.
إنها فرصة طيبة لكي أدعو الجميع سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي إلى الرجعة الصادقة إلى الله، وأن نتذكر ما كنا فيه أيام الاحتلال، وما عاهدنا الله عليه من تصحيح المسار بعد التحرير، وعلينا أسلمة، كل شيء في وسائل الإعلام، وتنقيتها، وكذلك مناهج التربية والتعليم وتنقية الأعمال التجارية الربوية إلخ..... وهذا كله ممكن، وبسهولة.
وأرجو الله – عز وجل – أن يأخذ بأيدي الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا أمة مسلمة تأمر بالخير وتدعو إليه وتستمسك بالكتاب والسنة، والله ولي التوفيق .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

