; المعوشرجي للمجتمع: المحنة لن توقف مسيرة الخير الكويتية. | مجلة المجتمع

العنوان المعوشرجي للمجتمع: المحنة لن توقف مسيرة الخير الكويتية.

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأحد 15-ديسمبر-1991

مشاهدات 13

نشر في العدد 980

نشر في الصفحة 6

الأحد 15-ديسمبر-1991

تدمير المساجد في الكويت

تعرضت مساجد الكويت للتدمير والإزالة، ومنها: مسجد العبدلي، ومسجد جمعية الفحاحيل، ومسجد السالمي، ومسجد الصقعبي، ومسجد البنيدر.

نشكر أمير البلاد وولي عهده على المرسوم الخاص بتشكيل لجنة استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

بيوت الله ضحايا الغزو

أكد السيد محمد صقر المعوشرجي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن بيوت الله في الكويت كانت ضمن ضحايا الغزو البربري للنظام العراقي، وأن كثيرًا منها عُطِّل عن الصلاة أو خُرِّب، حتى نُسِف بالمتفجرات خلال محنة الاحتلال. كما تعرضت وزارة الأوقاف بكافة مبانيها ومرافقها للنهب والإتلاف، بما في ذلك المصاحف المطهرة. ومع ذلك، يؤكد الوزير في المقابلة التي أجرتها معه (المجتمع) أن ما حصل للكويت لن يُعطّل دورها الخيّر في دعم الدعوة والعمل الإسلامي في كافة أقطار العالم.

س: ما هي مرافق وزارة الأوقاف التي تعرضت للنهب والدمار والتخريب أثناء الغزو العراقي، وكيف تعامل هذا الغزو مع الشؤون الإسلامية في البلاد عندما غزا الكويت؟

ج: وزارة الأوقاف تعرضت للنهب والدمار مثلها مثل كثير من المرافق العامة والخاصة. أهم ما تعرض لذلك هو كثير من المساجد. هناك مساجد هُدمت بالكامل ومساجد تضررت ضررًا كبيرًا. والأمثلة كثيرة، مثل ما أُزيل: مسجد العبدلي، ومسجد الصقعبي في النويصيب، ومسجد بنيدر، ومسجد جمعية الفحاحيل التعاونية، ومسجد السالمي. تعرض كثير من المساجد لنهب كافة محتوياتها ومعداتها الكهربائية، وخاصة المنقولة منها كالمكيفات والميكروفونات والساعات والفُرُش وبعض الأدوات الصحية.

كما نهبت المخازن والمباني وتعرضت للدمار، وكذلك الأموال الوقفية. نُهبت المخازن، وحتى المصاحف والكتب الدينية نُهبت. كما نُقلت مطبعة المؤسسة إلى العراق وجميع تجهيزاتها من مواد طباعة وصيانة وقطع غيار، وكذلك المخازن التي تحتوي على الأجهزة ومفروشات المساجد. الأضرار التي حدثت في الكويت لا تتفق مع مبادئ الإسلام بما قام به النظام العراقي من أعمال وحشية ومفرطة في الوحشية.

 

دعم الدعوة الإسلامية

س: لقد كان للوزارة دور كبير في دعم الدعوة الإسلامية في الخارج والاهتمام بالأقليات والجاليات الإسلامية في الغرب. يتساءل البعض: هل كان لذلك مردود إبان المحنة التي مر بها الشعب الكويتي من جراء العدوان العراقي؟

ج: عطاء الوزارة لله وليس لأشخاص. من هذا المنطلق، كان لأصحاب النفوس الضعيفة دور سلبي. أما الأقليات التي في الغرب فهي محل اهتمام. فسوف يكون لنا موقف تجاه الأشخاص الذين تصرفوا بموقف غير لائق مع الكويت، لأن غزو العراق للكويت لا يحتمل التأويل بين مُعتَدٍ ومُعتدى عليه وقاتل ومقتول بدون مبررات تدفع هذه الأعمال الوحشية. وسوف يكون لنا موقف مع الذين وقفوا موقفًا سلبيًا، إلا أننا لن نغمط حق القيادات الإسلامية التي استنكرت الغزو ودحضت الافتراءات.

 

تكريم العلماء

س: لقد قامت وزارة الإعلام والديوان الأميري في الدولة بدعوة وتكريم بعض الكُتاب والشعراء الذين كانت لهم مواقف مؤيدة للكويت أثناء الاحتلال، وصاحب ذلك كله مهرجان إعلامي. ولم نر وزارة الأوقاف تدعو لتكريم علماء المسلمين الذين تصدوا لحملات التزييف والتضليل التي قام بها حزب البعث أثناء الاحتلال على نطاق الفكر الإسلامي، والذين تحملوا اتهامات الخصوم نتيجة فتواهم بالاستعانة بقوات الحلفاء، مثل فضيلة الشيخ ابن باز، وشيخ الأزهر، ود. عبد الله بن تركي، ود. عبد الله نصيف، وغيرهم؟

ج: هذا ليس ذنب وزارة الأوقاف بقدر ما هو ذنب تتحمله مجلة (المجتمع) التي لا تتابع الأحداث. وأرجو أن تكتبها كما هي حتى لا تظلم وزارة الأوقاف مرة ثانية. ومع تقديرنا وإكبارنا لكل الشخصيات التي ذكرتها، ولهذا سأقدم لك ملفًا بأسماء الشخصيات التي قُدمت لها الدعوة بمناسبة ذكرى يوم الاحتلال الأسود، والذي يحوي 65 شخصية، ومنهم الأشخاص الذين ذكرتهم. حضر منهم 42 شخصية واعتذر الباقون لأسباب وجيهة.

مجلة المجتمع: يُفترض من وزارة الأوقاف أن تصدر شهادات تكريم لهؤلاء، وبرنامجًا تكريميًا حافلًا خاصًا بهم وبمكانتهم في العالم العربي والإسلامي.

 

لجنة الشريعة الإسلامية

س: لقد صدر مرسوم بتشكيل لجنة لاستكمال تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا شأن إسلامي من صميم أهداف الوزارة، فهل للوزارة تصور حول كيفية التعاون مع هذه الهيئة لتحقيق الهدف المشترك؟

ج: أصدرت الوزارة بيانًا ترحيبيًا لتشكيل هذه اللجنة، ومعها التوجهات الإسلامية في البلد، وشكرت الأمير وولي العهد على هذا التوجه الإسلامي الذي نتمنى له النجاح والتوفيق. أما ما يتعلق بالتعاون، فإننا نعتز ونفتخر بأن أعضاء الهيئة هم من المسؤولين في وزارة الأوقاف أو المتعاونين معها، ولهذا ستقوم الوزارة بتقديم كل ما يُطلب منها لتسهيل مهمتهم الجليلة.

 

صيانة المساجد

س: تعاني المساجد عمومًا من قلة الصيانة في الإنشاءات والخدمات، وهذا يعود إلى ضآلة الميزانية الخاصة لمثل هذا البند. هل في تصور الدولة أن المساجد لا تحتاج إلى صيانة جادة؟ ولماذا لا نرى المرافق الصحية فيها نظيفة كالمرافق الصحية العامة التي نراها في دول الغرب؟

ج: يجب أن تعلم أن 50% من المساجد كانت عرضة للنهب أو التخريب أثناء فترة الاحتلال، والبقية الباقية كانت تفتقر للصيانة خلال تلك الفترة، مع أن المواطنين - جزاهم الله خيرًا - كانوا يقومون بأعمال الصيانة قدر استطاعتهم وبشكل تطوعي، مما جعل جميع المساجد في الكويت وعددها 800 مسجد تحتاج لصيانة فوق العادية. وبالفعل، باشرنا بعد التحرير بالاتفاق مع إحدى الشركات في فترة كان من الصعب الحصول على من يقوم بمثل هذه الأعمال لعدم توفر الأيدي العاملة ونقص الأجهزة الفنية اللازمة. وبالفعل، فقد قامت هذه الشركة بالعمل المطلوب حسب الاتفاق وباشرت أعمالها في جميع المساجد. والآن نحن بصدد مباشرة طرح أعمال الصيانة والتنظيف في مناقصة عامة تقتضي أن يكون في كل محافظة شركة خاصة تحت إشراف مكاتب إدارة المساجد الموجودة في المحافظات.

 

دور الخطباء

س: يشكو بعض الكُتاب في الصحف من تساهل وزارة الأوقاف مع خطبائها فيما يقولونه للناس، ويشكو الخطباء من تساهل وزارة الإعلام مع كتاب الصحف فيما يكتبونه عن الدعوة الإسلامية، ويلومون وزارة الأوقاف على عدم التصدي لمثل هؤلاء، فما هو رأيكم في مثل هذا الوضع؟ وما هو في تصوركم دوركم الحقيقي في مثل هذا التجاذب؟

ج: قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ (الرعد:17). نحن ملتزمون في هذه الناحية بالحدود التي نحن مسؤولون عنها مع التقيد بما نصت عليه الشريعة الإسلامية في هذا المجال، بعيدين عن الجدل الذي ليس منه طائل.

 

التعامل مع الجماعات الدينية

س: كيف تتعامل وزارة الأوقاف مع الجماعات الدينية عندما يصل تنافسها داخل المساجد أو ضمن الأنشطة الدينية الأخرى في البلاد؟

ج: المسجد بيت من بيوت الله، والمسؤول عنه وزارة الأوقاف نيابة عن ولي الأمر في هذه البلاد ككل. وإذا كان هناك تنافس فيه بعيد عن دور المسجد، فإن الوزارة من حقها التدخل بما يكفل للمسجد والقائمين عليه أداء رسالتهم المطلوبة شرعًا.

 

العلاقة بالجمعيات الدينية

س: ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين الجمعيات الدينية في البلاد، خاصة في برامج العمل المتشابهة كتحفيظ القرآن وتنظيم المحاضرات الإسلامية وغيرها من أنشطة؟

ج: هناك تعاون وُدّي ومستمر، ولعل أبرز ما فيه تنظيم نشاط تحفيظ القرآن، حيث يوجد تعاون كبير بين الوزارة والجمعيات الدينية في هذا المجال. وتقوم الوزارة بدعم هذا النشاط من الناحية المادية والبشرية، حرصًا منها على نشر حلقات تحفيظ القرآن. والتعاون مع هذه الجمعيات واضح وملموس لأن الهدف واضح، وهو خير هذه البلاد وإصلاح الناشئة وتربيتهم تربية إسلامية قويمة. توجد حلقات الذكر في 80 مسجدًا تقريبًا، وإن شاء الله نكمل 100 قريبًا. وسنعمل على إفساح المجال للبنات في هذا المجال، عندما يتوفر لدينا المدرسات، وكذلك الحال بالنسبة لإقامة المحاضرات الدينية.

 

أئمة المساجد

س: للوزارة تجربة رائدة في محاولة جذب أهل المناطق للقيام بإمامة المصلين في المساجد. وهذا من شأنه توفير جانب كبير في القوة البشرية والمادية، فضلًا عن أنه يُنشئ وضعًا طبيعيًا في المناطق. فإلى أي درجة نجحت هذه التجربة؟ وما هي مشاكلها حتى الآن؟

ج: التجربة نرجو لها النجاح والتوفيق. مع قصر مدة التجربة، إلا أنها تعتبر ناجحة. وهي لا تخلو من بعض المشاكل التي لا تشكل عقبة ويمكن التغلب عليها. ونأمل أن يزيد الإقبال من الشباب المثقف ثقافة دينية، ونحن نرحب به.

س: كيف تقبل الوزارة أن يكون أئمة المصلين عزابًا بدون عائلاتهم؟ أليس في ذلك خطر عليهم، وهم المفترض فيهم أن يكونوا مستقرين عائليًا ونفسيًا وغير ذلك؟ لماذا لا تطالب الجهات المختصة بالإذن لإحضار عائلات الأئمة كما تفعل وزارة التربية والتعليم العالي والصحة؟

ج: نحن حريصون على توفير الراحة والاطمئنان لأئمة المساجد بشكل عام. وقد تفضل سمو ولي العهد بطلب بحث الموضوع وإنهائه - إن شاء الله - عن قريب. وإذا كان هناك ثمة تأخير، فمرده للظروف الأمنية.

 

الفتوى

س: لماذا لا توجد إدارة عامة للإفتاء متفرغة للإجابة على أسئلة المواطنين، بدلًا مما هي عليه الآن من لجنة غير متفرغة؟ ولماذا لم يتم التفكير في توسيع دائرة هذا النشاط ليقدم خدمات أكبر، خاصة أن الفتوى في هذا العصر تعاني من عجز كبير مما دفع بعض قراء كتب الفقه من الشباب أن يخوض في هذا المجال ويسبب مشاكل في الفكر والدعوة؟

ج: يوجد إدارة متفرغة، واللجنة ما هي إلا أعضاء في هذه الإدارة وتشرف على أعمال الهيئة. هيئة الفتوى تنقسم إلى قسمين:

  • لجنة الأحوال الشخصية.
  • لجنة الأحوال العامة.

ولأن الفتوى ملك المستفتي، والجانب الإعلامي فيها يحتاج ملاحظة دقيقة ومدروسة، ونحن بصدد دراسة قريبة لإصدار كُتَيِّبات بالأسئلة العامة والأجوبة والتي لا تشكل قضايا خاصة، دون ذكر أسماء السائلين، سواء بالأحوال الشخصية أو قضايا المعاملات والعبادات.

وقد بدأت الوزارة منذ وقت قريب بإدخال خدمة جديدة في هذا المجال وهي الرد على الفتوى من خلال الهاتف في مطلع نوفمبر الماضي. ولقد لقيت نجاحًا باهرًا، حيث تم الرد على 1316 سؤالًا خلال أقل من شهر.

 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 4

53

الثلاثاء 07-أبريل-1970

نشر في العدد 11

36

الثلاثاء 26-مايو-1970

نشر في العدد 19

37

الثلاثاء 21-يوليو-1970