; الوطنية في ميزان الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان الوطنية في ميزان الإسلام

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-أبريل-1981

مشاهدات 22

نشر في العدد 526

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 28-أبريل-1981

 

 

حب الوطن شعور فطري وإحساس غريزي في جوف ضمير الإنسان.

 

 مفاهيم الوطنية العلمانية تعيش أزمة حادة في المشرق الإسلامي.

 

الوطنية العلمانية تُعبِّد الإنسان للأرض وتسخره لها.. بينما يحرر الإسلام الإنسان من كل مخلوق ويجعله عبدًا للخالق.

 

أين يقف الاتجاه الإسلامي من الوطنية الحديثة؟ 

وما موقفه من الأوطان؟ 

هل يتماثل من الاتجاه المادي الماركسي الذي يرفض الوطنية من جذورها منطلقًا من شعارات الأممية؟ أم يتفق مع الاتجاه العلماني التقدمي الذي يكرس الوطنية في ضمير الإنسان ويجعلها دينًا آخر ويجعل من الأوطان آلهة أخرى، ولكن بأسلوب عصري؟

 

حب الوطن شعور غريزي

 

إن القرآن الكريم نوه بقيمة الديار- أي الأوطان- في آيات بينات. ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (آل عمران: ١٩)

 

﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:٣٩)

 

﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:٤٠).

 

واعتبر القرآن مفارقة الوطن بالقسر والإكراه نوعًا من العذاب والتعذيب.. وهذا ما يتضح من تهديد الكفار للمسلمين. 

 

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ﴾ (إبراهيم:١٣)

 

وعندما أوحى جبريل عليه السلام إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولجأ عليه الصلاة والسلام إلى ورقة بن نوفل ليشرح له عقبات الطريق.. لم يجزع مثل جزعه عندما أخبره أن من العقبات أن يطرد من وطنه، فقد قال له: يا ليتني أكون حيًّا حين يخرجك قومك، عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوَ مخرجيَّ هم؟» قال السهيلي: «وإنما قال ذلك لأن فراق الوطن شديد على النفوس». 

 

وعندما ترك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، موطنه نظر إليه بعبرة وأسى وألم فخاطبه قائلًا: «والله إنكِ لخير أرض الله وأحب أرض الله إليَّ، ولولا أني أخرجت منكِ ما خرجت» (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد).

 

ثم توجه بالدعاء إلى الله: «اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إليَّ فأسكنّي أحب البلاد إليك» (البيهقي). 

 

وعندما هاجر الصحابة إلى المدينة وبدأت الأشواق تعتصر النفوس.. أخذت الذكريات تهيج القلوب وبدأ الحنين إلى الوطن.. يقول البخاري «لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة.. ودعا أبا بكر وبلالًا.. قالت عائشة.. فدخلت عليهما فقلت.. يا أبتِ، كيف تجدك؟ 

ويا بلال، كيف تجدك؟ 

قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: 

 

كل أمرئ مصبح في أهله 

                             والموت أدنى من شراك نعله 

 

وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول: 

 

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة 

                                 بواد وحولي إذخر وجليل 

 

وهل أردن يومًا مياه مجنة 

                                  وهل يبدون لي شامة وطفيل 

 

قالت عائشة: فجئت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد... وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها.. وانقل حماها». 

 

إن النصوص الواردة في هذه الفقرة تؤكد على شعور فطري وإحساس غريزي في جوف الضمير الإنساني، ألا وهو حب الوطن.. وتؤكد على أن الإسلام لم يعارض هذا الحب لأنه من الفطرة.. بل باركه وأكده ووضعه في مكانه الصحيح.. وجعله في أنفس النفائس التي يضحي بها الإنسان في سبيل دعوة الله.. فكما يقدم الإنسان نفسه وماله وأهله وذويه في سبيل الله، يقدم أرضه ووطنه لنفس الغرض.. وهذا ما فعله الصحابة.. لقد تركوا أموالهم وأراضيهم ووطنهم فرارًا بدينهم عندما فتنهم قومهم وصدوهم عن دين الله. 

 

وانطلاقًا من مقاصد الشريعة والتي ترتب الأولويات في دين الله.. فإن الدفاع عن الأوطان من أبرز مقاصد هذا الدين.. حفظًا للدين وحفظًا للأنفس والأعراض.. وكل أرض يقام فيها دين الله فالدفاع عنها واجب شرعي وفرض على الأمة.. والموت في سبيل الدفاع عن هذه الأرض يكون موتًا في سبيل الله.. ومن مات دون ماله وعرضه فهو شهيد.. وكل أرض تعادي دين الله وتنكل بأعدائه فلن تكون أفضل من مكة.. وموقف المسلمين لا يتجاوز موقف الرسول، صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه في مكة. 

 

الدولة العلمانية: 

 

تسعى الدولة الحديثة المعاصرة لإرساء دعائمها من خلال تعميق شعور الوطنية في نفوس أفراد الأمة.. تعميقًا يصل إلى النخاع ويزاحم المشاعر الدينية في كيان الإنسان... وتتم عملية تعميق هذه المشاعر من خلال مفاهيمها.

 

الولاء: 

الولاء لقطعة الأرض ذات الحدود السياسية.. تلك الأرض التي نشأ عليها الفرد، وحوت تاريخ حياته وضمت رفات أجداده.. وأخرجت خيراتها الظاهرة والباطنة ليرتزق منها ويعيش وينافس بقية الأمم والشعوب.. الولاء لهذه الأرض يسمى الولاء للوطن.

 

الانتماء:
 الانتماء السياسي لقطعة الأرض ذات الحدود السياسية.. فهوية الشعب هي هوية الوطن.. وهوية الفرد هي هوية الوطن.. والانتماء التاريخي هو الانتماء للشعوب التاريخية التي عاشت على هذه الأرض، بغض النظر عن تصوراتها وعقائدها وتاريخها.. الانتماء لهذه الأرض يسمى الانتماء للوطن.

 

الفداء:
 الفداء في سبيل الأرض ذات الحدود السياسية إلى درجة التضحية بكل نفس ونفيس من أجل الحفاظ على هذا الكيان السياسي.. ومواجهة كل محاولة اعتداء أو احتواء على جزء من هذا الكيان بكل أنواع المواجهة.. عسكريًّا وإعلاميًّا ونفسيًّا، سواء كانت محاولة الاعتداء من طرف استعماري أو عقائدي أو ديني.. ويكون جزاء المدافعين عن الكيان السياسي هو الشرف والمجد البطولي بين أجيال الأمة على مدار عمر الدنيا.. والتضحية لهذه الأرض تسمى الفداء في سبيل الوطن.

 

التقديس:
تقديس الأرض من خلال الشعارات والرموز.. فيرمز للوطن بعلم يقف الجميع أمامه بخشوع وإذلال، ويرفع فوق ساريته بمراسيم وطقوس تثير الرهبة والهيبة... ويوضع سلام موسيقي خاص للوطن، يصاحبه إنشاد ترتيلي جماعي يسمى النشيد الوطني، ولا يعزف إلا بوقوف الجميع إجلالًا واحترامًا.. وهذا السلام تفتتح وتختتم به كل المناسبات.. كما يخصص يوم من أيام السنة يسمى عيدًا وطنيًّا تقديسًا لهذا الوطن وتعبيرًا عن الولاء والانتماء والفداء.

 

أزمة الوطنية

 

يقول برنارد لويس أستاذ الدراسات الشرقية البريطاني في فصل "ثورة الإسلام" من كتابه «الغرب والشرق الأوسط»: 

«كلنا يعرف قصة الإسلام الرائعة في محاربته للوثنية.. وكلنا يعرف كيف قام محمد، صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه بتحطيم رموزها «اللات» و«العزى» و«مناة».. وكيف استطاعت العقيدة الإسلامية أن تحل محل العقائد الوثنية.. ولكن يبدو أن المعركة لم تنتهِ بعد.. فاليوم نشهد أصنامًا جديدة «كالوطنية» و«القومية» وغيرها مع شعارات تحل محل «اللات» و«العزى».. وأن الناس يتجهون إليها ويقدسونها.. وكما يبدو أن النصر هذه المرة حليف الأصنام الجديدة، ونستطيع أن نقول بقدر ما قطعت الدول الحديثة شوطًا كبيرًا في تربية الأجيال على مفاهيم الوطنية، فإنها ما زالت تعيش أزمة حادة في المشرق الإسلامي.. ونستطيع أن نرجع أسباب الأزمة إلى:

 

تاريخ الكيانات السياسية الحديثة:

 معظمها لا يتجاوز عمرها الخمسين سنة.. حيث كانت فيما مضى جزءًا من كيان الدولة العثمانية، وكانت الشعوب تعيش على ولاء وانتماء وجهاد يختلف عما هو مطلوب منها اليوم أن تعيش عليه.

 

التركيبة الاجتماعية لشعوب المشرق الإسلامي:
 قلما يوجد مجتمع شرقي إسلامي يتخذ أصوله من مكان واحد.. فمعظم مجتمعات الكيانات السياسية الحديثة خليط من الشعوب الإسلامية.. ومن البساطة أن تجد مجتمعًا يتكون من قبائل نجد وسكان العراق وقبائل فارس وسكان الهند واليمن.. كما أنه من البساطة أن تجد مجتمعًا يتكون من قبائل نجدية ومصريين ومغاربة وأتراك.. وكذلك من الصعب جدًّا أن تعمق الوطنية في مشاعر القبائل البدوية التي لم تتعود الاستيطان.

 

الشعارات المنافسة:
في الساحة الفكرية شعارات عصرية حديثة منافسة، تحد من تعميق الوطنية في المشاعر والضمائر.. فالقومية العربية التي لا تعترف بمفاهيم الوطنية، كالولاء للوطن. حيث ترى أن الولاء للوطن العربي.. وكالانتماء للوطن. حيث ترى أن الانتماء للأمة العربية.. كما أنها لا تعتد بتلك الكيانات والحدود السياسية وتعتبرها آثارًا خلفها الاستعمار.

 

الاسلام.. عقبة كأداء:

 

العقبة الكأداء للوطنية هي الإسلام.. فالتصور الإسلامي للإله والكون والحياة والإنسان يفترق في كثير عن التصور الوطني.. ومفاهيم الإسلام تصطدم في كثير مع مفاهيم الوطنية اصطدامًا حادًّا.

 

فالوطنية تجعل الأرض المحور الذي تدور حوله الحياة.. فالإنسان يعيش من أجل وطنه.. ويموت وراء وطنه.. ويتعلم من أجل رقي وطنه.. ويرسم الأهداف والآمال من أجل خدمة الوطن.. فالوطن كما صوره شوقي أمير الشعراء المعاصرين في شعره مقدس ووجه معبود.. وكما بين أن لا شيء يعدله.

 

هب جنة الخلد اليمن     **    لا شيء يعدل الوطن 

 

كما بين في شعره أنه مراد الإنسان ومقصده في الحياة الدنيا والآخرة..
 وطني ولو شغلت بالخلد عنه 

                             نازعتني إليه بالخلد نفسي

 

بينما يجعل الإسلام الحقيقة الإلهية هي المحور الخالد الأبدي الذي تدور حوله الحياة بشتى صورها.

 

﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام:١٦٢)

 

﴿لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام: ١٦٣)

 

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: ٥٦)

 

والوطنية تُعبِّد الإنسان للأرض وتُسخره لها.. وتفضل الأرض عليه وتكرمها.. بينما الإسلام يحرر الإنسان من كل مخلوق ويجعله عبدًا للخالق... بل يريد أن يكرم الإنسان على معظم مخلوقات الله ويجعل الأرض مسخرة له.

 

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (الإسراء: ٧٠).

 

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (الحج:٦٥).

 

والوطنية كما بينا تجعل الولاء للوطن، فدعاة الوطنية يقولون: لا ولاء إلا للوطن. بينما يقصر الإسلام ولاء الإنسان لله، فالله يقول في كتابه: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة:٢٥٧).

 

كما يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الولاية في الله» وبناء على ولاء الإنسان يقسم القرآن الناس إمّا في حزب الله أو حزب الشيطان.

 

والوطنية كما بينا تجعل انتماء الناس للكيان السياسي ولتاريخ الأرض، فهي تجعل المسلمين والفراعنة واليهود والنصارى والوثنيين في أمة واحدة، ما داموا قد عاشوا على تراب أرض مّا، بينما يقف الإسلام بحزم أمام هذا الخلط المجنون.. ويصنف الناس أممًا وأقوامًا ارتكازًا على قومياتهم وأراضيهم كأمة الفرس وأمة الروم وأمة الصين، إلا أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، فإنه يصنفها مرتكزًا على عقيدتها.

 

وأمة محمد، صلى الله عليه وسلم، هي التي تستظل بلوائه في عرصات يوم القيامة.. وهي التي تسير وراءه بين أهوال يوم القيامة.. وهي التي تستشفع به يوم القيامة.. ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء:٩٢).

 

والوطنية تجعل الفداء في سبيل الوطن وتسمي القَتَلة في سبيل الوطن شهداء الوطن.. وتعِدُ شهداءها بالمجد والشرف بين الأجيال المقبلة.. وتبني نصبًا كبيرًا يسمى نصب الجندي المجهول.. بينما يرفض الإسلام أي قتال لغير الله، ويعتبره قتال جاهلية أعمى.. ولا يعتبر من يموت في غير سبيل الله شهيدًا.. فالشهادة لمن يقاتل لتكون كلمة الله العليا.. وقد حدد ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»، رافضًا كل أنواع القتال التي ذكرت له، ومنها القتال من أجل العصبية الوطنية.. «ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلته جاهلية» (أخرجه مسلم والنسائي).

 

والوطنية كما بينّا تقدس شعارات الوطن كالعلَم والسلام الوطني.. وكل هذا لا يبيحه الإسلام، لأنه إحياء للوطنية.. أما بالنسبة للعيد الوطني فنحن نلتزم بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما قدم إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما.. قال: «ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية.. فقال: قد أبدلكم الله خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ويوم الفطر» (لأبي داود والنسائي والترمذي).

 

 

 

الرابط المختصر :