العنوان الإسلام ليس خطرًا أيها الخائفون
الكاتب إبراهيم محمد أبو عباة
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1993
مشاهدات 16
نشر في العدد 1039
نشر في الصفحة 64
الثلاثاء 23-فبراير-1993
يعتقد النصارى بأن الإسلام يشكل خطرًا على حضارتهم ومستقبلهم، وأن تناميه المذهل وانتشاره السريع وقوته وحيويته مما يثير في قلوبهم الرعب، ويسبب لهم الخوف والانزعاج.
يقول الصليبي «فيدل راموس» رئيس الفلبين: «إن الأصوليين المسلمين هم الخطر الحقيقي على الفلبين، ويؤكد على حتمية حصار القوات المسلحة في الجنوب ودحرها...»، هذا جزء من كلام رئيس الفلبين الذي يكشف فيه عن وجهه الصليبي الكالح، ويزيل القناع عن حقيقة موقفه المعادي للإسلام والمسلمين.. ومن المؤسف مع هذا أن تفتح بلاد المسلمين أبوابها للآلاف من نصارى الفلبين يسرحون ويمرحون، وينشرون عقائدهم الفاسدة، وأفكارهم المنحرفة، وأخلاقهم الهابطة، ويمولون نشاطهم من أموال المسلمين الذين يمكنونهم، ويقربونهم، ويطمئنون إليهم أكثر مما يطمئنون إلى إخواننا مسلمي الفلبين، الذين هم في أمس الحاجة إلى دعم إخوانهم المسلمين، الذين يهددهم الرئيس الفلبيني بالسحق والدحر والتدمير.
وهذا الشعور الكريه الذي يبديه حاكم الفلبين الصليبي هو شعور كل صليبي حاقد.
يقول لورنس براون: كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبررًا لتلك المخاوف، وكانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشيفي، لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيين حلفاؤنا... لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته المدهشة..».
ومثل هذا القول ورد على لسان مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام ١٩٥٢م يقول: ليست الشيوعية خطرًا على أوروبا فيما يبدو لي.. إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدًا مباشرًا هو الخطر الإسلامي.
كل هذا عندما كانت الشيوعية في أوج قوتها، ومع هذا فإن الغربيين الصليبيين لم يشعروا بأنها تشكل أي خطر على حضارتهم ومستقبلهم؛ لأنها كما يعرفون صناعة غربية، لا تقوم على أسس راسخة، والنتيجة أنها سقطت في لمح البصر، وتلاشي ذلك البريق واختفى؛ لأنه لا يملك عوامل البقاء ومقومات الاستمرار..
وقد وجه الغرب الآن كل سهامه المسمومة وحرابه الحادة إلى صدر الإسلام، فلا تكاد ترى صحيفة إلا وتقرأ فيها تحليلًا، أو دراسة، أو مقالًا يتناول الإسلام وما يمكن أن يحدثه الأصوليون والمتطرفون والإرهابيون من خطر على حضارة الغرب.
وقد سرت هذه العدوى إلى بعض الأنظمة العربية والإسلامية؛ فأصبحت ترى في الإسلام خطرًا على مستقبل تلك الأنظمة التي تدور في فلك الغرب أو الشرق، فيجب حينئذ أن تواجه بعنف لكي لا يقوم للإسلام قائمة.
والواقع إنني لا أرى مبررًا لتلك النظرة المتشائمة والمواقف المتشنجة؛ فالإسلام العظيم- بأحكامه وتعاليمه، وشرائعه ومناهجه، وقيمه وأخلاقه ونظمه- لا يحمل للبشرية إلا الخير والحب والسلام، والمسلمون المخلصون الصادقون في حملهم لهذا الدين، الواعون لرسالته، والفقهاء بأحكامه وتعاليمه، البصيرون بهديه، لا يمكن أن يشكلوا أي خطر، فهم دعاة هدى وخير ومحبة، هدفهم إسعاد البشرية لا شقاؤها، ومهمتهم تعمير الكون وبناؤه لا دماره وخرابه، فكيف يكون دين هذه رسالته وحملته ودعاته بهذه الصورة خطرًا على الإنسانية؟! إن هذا الدين يحمل في ثناياه الهدى والنور، ويحرص على إنقاذ البشرية من الهاوية السحيقة التي تنتظرها إن هي أصرت على سيرها في تلك الطرق المظلمة والمآرب الحالكة.
إن على الغرب أن يعيد قراءة التاريخ، ويعيد موقفه من الإسلام وأهله، كما أن على تلك الأنظمة أن تراجع سياساتها، ففي الإسلام سعادتها وفلاحها وتمكينها، وفي مواجهته شقاؤها وهلاكها ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ ﴾ (يوسف: ٢١)
والله المستعان..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
قراءة في مستقبل الأديان في العالم (3 - 3) الإسلام.. أرحام ولَّادة وأجيال يافعة
نشر في العدد 2182
35
الثلاثاء 01-أغسطس-2023