العنوان انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-يوليو-1979
مشاهدات 12
نشر في العدد 453
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 10-يوليو-1979
أحد كبار الصحفيين العرب اكتشف مؤخرًا أن الصحافة الحقيقية التي تخدم القارئ وتحقق المهمة التي ابتكرت من أجلها الصحف هي صحافة «الموقف»، التي ترصد الأحداث المتفتقة في عالمنا الكبير الصغير لتصنع منها موقفًا يأخذ بيد القارئ من تيه الأحداث وتلاحقها وتشابكها...
ولئن كان هذا الصحفي يؤكد هذه الحقيقة وهو يعيش في خضم الثورة الفنية والتقنية التي تعيشها صحافته للحد الذي أصبحت تنافس فيه الصحافة العربية ... إحراجًا وملاحقة للأحداث وعمقًا في التحليل واستقصاء للأخبار والأسرار ... وكثافة في الإعلانات التجارية ...
فإن «هذه الحقيقة» تجد نفسها مرغمة على أن تفرض هيمنتها على «الصحافة الإسلامية» التي لم تعرف بعد من أين تلج باب تلك الثورة؟ فالصحافة الإسلامية يفترض أنها وجدت:
- لتنقل للقارئ المسلم خفايا الأحداث وما استتر أو ما حرف من أخبار ... فتنقذه من كذب وتحيز وكالات الأنباء وتدليس وتزوير الإعلام الفارغ الذي أمتهن حرفة «التطبيل» لمن يدفع أكثر أو الإعلام الحاقد الذي لا يهمه إلا أن يعرف من أين تؤكل الكتف فينهشه «بسنانه» المضلل.
- ولتنظم شذرات تلك الأحداث بسلسلة التحليلات والتعليقات المنبثقة من التصور الإسلامي للكيفية التي يجب أن تفهم بها تلك الأحداث ... وموقفنا منها بمعنى أن الصحافة الإسلامية وجدت لا لتحقيق الأرباح ولا للتطبيل لهذا النظام أو ذاك ... ولكن وجدت لتصنع «الموقف» الإسلامي من الأحداث المعاصرة.
• لذا فمن الظلم أن يقصر القائمون على الصحافة الإسلامية في استحداث ما من شأنه زيادة قدرة الصحيفة الإسلامية على رصد الأحداث أو تمكينها من صنع الموقف الصحيح بناء على التحليل الدقيق والتعليق الموضوعي الواسع الأفق.
• ومن الظلم أيضًا أن تمنع الصحيفة الإسلامية من أداء مهمتها التي وجدت لها أو «يلفت نظرها» حينما تنشر ما لديها من حقائق طمسها الإعلام «المطبل» أو زورها الإعلام «الحاقد»!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا أرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجره أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره».
وموقفنا من سوريا وانتصارنا لإخواننا المسلمين فيها لم يزد على كونه موقفًا صنعناه من «حدث» لا ينبغي التغاضي عنه بحال من الأحوال، فالأخبار تتري من سوريا عن اعتقالات وإعدامات واغتيالات ومواجهات ظاهرة وباطنة بين الشعب المسلم في سوريا وبين الطغمة الحاكمة، مواجهة غير متكافئة بين أكثرية مستضعفة لا تملك سوى إيمانها بالله وأقلية مستأسدة تملك كل شيء سوى العدالة أو الإيمان بالله.
حدث خطير كهذا يصلنا نحن يصم الإعلام المطبل أو الحاقد آذانه عنه، ونص شرعي واضح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا لنصرة إخوتنا في العقيدة لا بد أن يصنع موقفًا كالذي وقفناه، ولا بد أن يدعو جميع الصحف الإسلامية والحكومات التي تدعي الإسلام لتفعل كما فعلنا ... لا أن يشار إليه من طرف خفي ... أو «يلفت نظر» الصحيفة التي جعلت منه موقفًا تقف فيه بجانب إخوتها المسلمين وتضيع معايير النصرة الإسلامية بسبب المعايير السياسية المجردة.
لقطات خليجية
• من الغريب حقًا واللافت للنظر أن هناك ظواهر خليجية واضحة جلية لكل ذي لب، ولكنها لا تحرك ساكنًا لدى حكام الخليج ولا يقومون بقطع دابرها ... ولنأخذ مثالًا على ذلك النصارى المنبثون في الخليج بغرض الإفساد ففضائحهم زكمت أنوف المخلصين الطيبين من أهل الخليج بنتنها وضاقوا ذرعًا بها ولكن للآن لم يتخذ منها موقف حكومي واضح.
في البحرين هناك شخص يدعى جميل وفا نصراني يعيث في الأرض فسادًا يدير النوادي الليلية مواخير الدعارة والقمار تمامًا كما يفعل إلياس ميرزا في الكويت والغريب أن جميل وفا هذا يحتمي بأحد المتنفذين هناك! فإلى متى يظل هؤلاء النصارى يفسدون في الخليج ... ولا قاطع لدابرهم؟
• شيء جميل أن ينشئ في البحرين جامعة والأجمل منه أن يقوم التخطيط لهذه الجامعة على أسس سليمة. لكن يبدو أن الإخوة البحرينيين لم يدركوا أهمية التخطيط السليم كما أدركوا أهمية إنشاء الجامعة، فهذه الجامعة لها مجلس إدارة يضم فيما يضم من أعضاء ثلاثة أعضاء لا ندرك معنى لوجودهم إلا سوء التخطيط وعدم إدراك لخطورة وجودهم فأحدهم مسؤول في الجامعة الأمريكية ببيروت والآخر أمريكي منتدب من الحكومة الأمريكية والثالث إنجليزي منتدب من الحكومة الإنجليزية!
لذا فإننا ندعو الحكومة البحرينية والحكومات التي شاركت في إنشاء هذه الجامعة كالكويت والمملكة العربية السعودية التدخل السريع وتلافي الأمر قبل أن يصعب العلاج.
وللعلم فأمتنا الإسلامية فيها الكثير من العناصر الطيبة التي يمكن أن تحل محل هؤلاء النصارى.
• هل تعلم أخي القارئ أن الخليج العربي فيه خمسة سفراء للفاتيكان فقط؟!
إذا علمت ذلك وأنهم موجودون في الكويت والبحرين وقطر والإمارات فضم صوتك إلى صوتنا وقل لحكومات الخليج ماذا يفعل هؤلاء الخمسة في الخليج؟!
إليك أبرز 10 كلمات دلالية لموضوع "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا":
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل